Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإسلاميون ينقلبون على أهم حليف لهم: الجنرال البرهان

عندما اضطر الجيش إلى إطاحة البشير تحت ضغط الشارع ابتعدوا عن الواجهة

البرهان "خلق علاقة مع الإسلاميين لتحقيق طموحه في الحكم" (أ ف ب)

ملخص

حكم عسكريون السودان مدة 55 عاماً منذ حقق استقلاله قبل 67 عاماً

بدأت بوادر صراع وشيك بين الإسلاميين السودانيين وقائد الجيش عبدالفتاح البرهان، إذ يسعى هؤلاء اليوم إلى التخلص منه ويعتبرونه متساهلاً أكثر من اللزوم، بينما يخوض الرجل منذ ستة أسابيع حرباً على جبهة أخرى ضد نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

حكم البشير

وفي ظل حكم عمر البشير الذي امتد ثلاثة عقود، هيمن الإسلاميون على السلطة في البلاد وأسسوا شبكة واسعة من المصالح المالية والتجارية والسياسية، وحكم عسكريون السودان مدة 55 عاماً منذ حقق استقلاله قبل 67 عاماً، بحسب "ريفت فالي إنستيتوت". ويؤكد هذا المركز البحثي أن "السياسة السودانية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالعسكريين والجيش هناك مؤسسة مسيسة".

وعام 2019، عندما اضطر الجيش إلى إطاحة البشير تحت ضغط الشارع، ابتعد الإسلاميون عن الواجهة، وتم حظر حزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه البشير ووضع كثيرين من المسؤولين في السجن، واختار الجيش، لتهدئة خواطر الشارع والمجتمع الدولي "ضابطاً مجهولاً" هو عبدالفتاح البرهان، لوضعه على رأس البلاد، على ما يقول الباحث أليكس دي فول، وراح البرهان يكثر من التصريحات المناوئة للإسلاميين وحزب المؤتمر الوطني.

اشتعال الحرب

لكن منذ أدى اشتعال الحرب في 15 أبريل (نيسان) إلى الفوضى في السودان وإلى هرب قادة من النظام السابق من السجون، ظهر المؤتمر الوطني مجدداً ليعلن دعمه للجيش في مواجهة قوات الدعم السريع التي يتزعمها دقلو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجلت عودتهم بقوة عندما وجه البرهان رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يطلب فيها تغيير موفده إلى السودان فولكر بيرتس. وقال البرهان إن الموفد الأممي صار "طرفاً وليس وسيطاً" في السودان واتهمه بارتكاب "تدليس وتضليل" أثناء قيادته عملية سياسية، مما "شجع"، وفقاً له، دقلو على "شن العمليات العسكرية".

وكان الإسلاميون يعترضون على المبعوث الأممي ويتظاهرون منذ أشهر للمطالبة باستبداله.

"يواجه عوائق عدة"

ويشير أليكس دي فول إلى أن البرهان "يواجه عوائق عدة"، ويتابع هذا الخبير بالشؤون السودانية "خلافاً لدقلو والبشير من قبله، ليست لديه موارد مالية خاصة لكي يتمكن من عقد تسويات سياسية". ويضيف "لذلك فقد أجبر دوماً على التفاوض مع العسكريين ومع الحرس القديم قبل كل القرارات المهمة".

ضغوط

ويرى أمير بابكر رئيس تحرير موقع "مواطنون" المتخصص في شؤون القرن الأفريقي أن البرهان "خلق علاقة مع الإسلاميين لتحقيق طموحه في الحكم"، وعلى رغم محاولته "إظهار الابتعاد عنهم، فإنه استجاب لضغوطهم بسبب وجودهم في الأجهزة الأمنية ونفذ انقلاب الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2021" وفقاً له.

قام البرهان بالانقلاب قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد لتسليم السلطة إلى المدنيين، وسمح ذلك أيضاً بتجميد أنشطة لجنة تفكيك شبكات نظام البشير وإمبراطورتيه الاقتصادية، واضطر أخيراً إلى طلب تغيير موفد الأمم المتحدة.

وقال محلل عسكري طلب عدم كشف هويته، "الإسلاميون لديهم وجود في المؤسسة العسكرية عملوا عليه منذ وصولهم إلى السلطة في انقلاب البشير عام 1989". وتابع "حاول البرهان أبعاد بعضهم، ولكنه في الوقت ذاته أبقى على البعض الآخر".

واليوم، يجد البرهان نفسه وحيداً في مواجهة الإسلاميين الذين يتهمونه بالتساهل مع قوات الدعم السريع التي كان على علاقة جيدة معها، إذ عمل ضابطاً في منطقة وسط دارفور العسكرية خلال سنوات الصراع الذي اندلع في الإقليم الواقع غرب البلاد عام 2003، وكان يومها دقلو قائداً لقوات "الجنجويد" التي فرضت الرعب في الإقليم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات