Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ليبيا… طرفا الصراع يغيران الخطط والتكتيكات

يحاول الجيش الليبي وحكومة الوفاق تحريك المعارك الدائرة في العاصمة طرابلس

قوات موالية لحكومة الوفاق الليبية في السواني (أ.ف.ب)

طالت الحرب على مشارف العاصمة الليبية طرابلس أكثر مما كان متوقعاً عند كثير من المراقبين. فلا هجوم الجيش الساعي للولوج إلى وسط العاصمة كان هيناً ولا دفاع القوات الموالية لحكومة الوفاق كان هشاً. ومع طول زمن المعارك، لجأ الفريقان إلى تغييرات كثيرة في التكتيكات والخطط، كان أوضحها مؤخراً اللجوء إلى ضرب الخطوط الخلفية وقطع مسالك الإمداد.

لماذا طالت المعركة؟

في تبرير الأسباب التي أدت إلى طول أمد المعركة في طرابلس، قال آمر المنطقة العسكرية الغربية في القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء إدريس مادي إن "عملية الجيش في طرابلس ليست معركة جغرافية أو جهوية، إنما معركة ضد الميليشيات بهدف القضاء عليها"، مشيراً إلى أن "هذه الميليشيات تدفع في اتجاه إطالة زمن الحرب لأطول فترة ممكنة كمحاولة يائسة لتغيير المواقف الدولية ضد الجيش".

واعتبر اللواء مادي أن "تحركات الميليشيات في طرابلس أصبحت ركيكة"، مضيفاً أنها "تحاول تعويض النقص في أعداد المقاتلين باستهداف مطار معيتيقة بين الحين والآخر، في محاولة لإخراج أعداد كبيرة من المتطرفين المحتجزين داخل سجن معيتيقة".

وشدد على أن "أبرز العقبات التي تواجه الجيش الوطني في عملياته بالعاصمة تتعلق بالجانب المدني، مثل استخدام الميليشيات لمواقع المدنيين للاختباء والتمركز مثل المستشفيات ومراكز الإيواء والشركات التجارية".

حرب الإمدادات

بعدما خاض طرفا الحرب في طرابلس مواجهات مباشرة وعمليات استنزاف تميزت بعمليات الكر والفر السريعين، كانت المواقع خلالها تتبدل في دقائق، يبدو أن المعسكرين غيرا تكتيكهما العسكري لفك حالة الجمود التي ميزت المشهد على مدار الأشهر الأربعة الماضية، وركزا على ضرب خطوط الإمداد التي تعزز صفوف الخصم وتُفشل عمليات الاستنزاف وتدعم الخطوط الأمامية للمواجهة.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش عن إستهداف طائرات الجيش رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات الوفاق يضم عدداً من الجماعات المسلحة وأفراداً من مجالس شورى بنغازي ودرنة وأجدابيا، وذلك عند خروجه من مدينة مصراتة وتحديداً في منطقة بوقرين، كانت طائرات الوفاق قد وجهت عدة ضربات لمواقع تابعة للجيش قرب ترهونة التي أصبحت مركزاً رئيسياً للإمداد وإدارة العمليات منذ سقطت مدينة غريان في يد قوات حكومة الوفاق.

توسيع دائرة القصف الجوي

في السياق نفسه، ولضرب مراكز وخطوط الإمداد التي تدعم القوات الموالية لحكومة الوفاق شنت طائرات سلاح الجو التابع للقوات المسلحة، الأحد والاثنين، غارات جوية دقيقة على عدة مواقع استهدفت من وصفهم الجيش بميليشيات شورى بنغازي الإرهابي والمعارضة التشادية في غرب ووسط وجنوب ليبيا.

وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، في بيان الاثنين، إن "الطائرات الحربية استهدفت عدة عربات تابعة لشورى بنغازي الإرهابي بمنطقة السدادة وقامت بتدميرها بالكامل".

توازن القوى يصنع الجمود

يقول الصحافي الليبي محمد عرابي، لـ"اندبندنت عربية"، إن "التغيير في خطط وتكتيك المعركة يعتبر طبيعياً. فكل فريق يريد إلقاء حجر في المياه الراكدة ويعجز عن ذلك بسبب توازن القوى. فالجيش يستمد من ترهونة كل ما ينقصه في مواقعه الهجومية في جنوب طرابلس تحديداً، وقوات الوفاق لن ينقصها دعم وتعزيز طالما أن ميناء مصراتة ومطار معيتيقة يواصلان جلب الدعم ونقله لرتق الخروق في دفاعاتها".

ويضيف عرابي "هنا تبرز أهمية سلاح الجو وكفاءته. فمن يكسب المعركة الجوية سيكسب معركة طرابلس"، مشيراً إلى أن "الطائرات المسيرة التي امتلكتها قوات الوفاق مؤخراً كانت سبباً مباشراً في دعمها واسنادها في اللحظة التي كانت فيها تتهاوى". وأشار إلى أن "هذه الطائرات المتطورة هي التي أطالت عمر المعركة وقد تطيله زمناً أطول".

تصعيد بين سلامة والوفاق

وفي تطور لافت للتصعيد بين حكومة الوفاق والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة منذ إحاطة الأخيرة في مجلس الأمن قبل أيام، التي اعتبرتها حكومة الوفاق متحيزة للجيش، أعلن وكيل وزارة المواصلات في حكومة الوفاق هشام بوشكيوات رفض الحكومة الإستمرار في منح إذن هبوط لطائرة المبعوث الدولي في مطار زوارة الواقعة قرب الحدود التونسية.

وقال بوشكيوات "اعتباراً من الآن لن يُعطى أي تصريح هبوط لطائرة سلامة عبر مطار زوارة، وعليه الهبوط عبر مطار معيتيقة في طرابلس وإستخدامه أسوة بالليبيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، لم يرد أي تصريح أو تعليق من البعثة الأممية للدعم في ليبيا.

وجاء القرار بعدما أعلن سلامة، الأسبوع الماضي، بأنه يستخدم مطار زوارة في تنقلاته بسبب استخدام مسلحي الوفاق مطار معيتيقة لأغراض عسكرية، داعياً الحكومة إلى تحييد معيتيقة عن الإستخدام العسكري.

واعتبر مراقبون خطوة حكومة الوفاق هذه محاولة للضغط على سلامة لتغيير مواقفه تجاه الأزمة الليبية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي