Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يخصص 50 مليارا لأوكرانيا وسيدرب 30 ألفا من قواتها

أربعة قتلى في انفجار مصنع بارود وسط روسيا وموسكو تحذر كييف من استهداف القرم بأسلحة غربية

ملخص

قبل ساعات تعهدت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأوكرانية بتوجيه "ضربة كبرى" ضد القوات الروسية، خلال الأيام المقبلة، لكن موسكو ردت ليل الإثنين الثلاثاء باستهداف كييف.

أعلنت كييف اليوم الثلاثاء أن دول الاتحاد الأوروبي تعتزم هذا العام تدريب ما يصل إلى 30 ألف جندي من القوات المسلحة الأوكرانية، بمن فيهم عناصر من وحدات الدفاع الإقليمية.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إنه في "عام 2023، تخطط مهمة المساعدة العسكرية لأوكرانيا التابعة للاتحاد الأوروبي لتدريب 30 ألف عنصر من القوات المسلحة الأوكرانية، بينهم جنود من قوات الدفاع الإقليمية".

ويأتي هذا الإعلان عقب تعهدات من مسؤولي الاتحاد الأوروبي في فبراير (شباط) الماضي بتدريب 30 ألف جندي أوكراني، بعد هدف أولي بتدريب 15 ألف عنصر.

وتزامن الإعلان مع كشف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين النقاب اليوم عن حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو (54.65 مليار دولار).

وخصص هذا الرقم بعد مراجعة موازنة التكتل للفترة بين عامي 2021 و2027 وقبيل مؤتمر دولي في لندن هذا الأسبوع بهدف جمع مزيد من الأموال لجهود إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب مع روسيا.

تحذير روسي

وقالت السلطات الروسية مساء اليوم الثلاثاء إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في انفجار مصنع للبارود وسط روسيا، واصفة الحادثة بالعرضية.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الفرع المحلي لوزارة الطوارئ قوله "وقع انفجار في مبنى مصنع لإنتاج البارود في تامبوف"، البلدة التي تبعد حوالى 400 كيلومتر جنوب شرقي موسكو.

وأضافت "في الوقت الحالي لدينا معلومات عن سقوط أربعة قتلى وجرحى" في الانفجار.

وبحسب حاكم منطقة تامبوف مكسيم إيغوروف، فإن الانفجار الذي تسبب في اندلاع حريق تمت السيطرة عليه بسرعة، ناجم عن "عامل بشري".

وكتب على "تلغرام"، "يمكنني أن أعلن بلا لبس أن هذا ليس اعتداء"، إذ وقعت هجمات عدة بطائرات من دون طيار وأعمال تخريب في روسيا منذ بدء الحرب على أوكرانيا عام 2022.

وأضاف "لسوء الحظ هناك قتلى" من دون أن يعطي حصيلة دقيقة، وتابع "لا تهديد على عمال المصنع ولا لسكان المناطق المجاورة"، مضيفاً أن المصنع يعمل "بشكل طبيعي، ولم يعلق الإنتاج".

وتعمل مصانع إنتاج الأسلحة والذخيرة بكامل طاقتها في روسيا، وتقع حوادث بانتظام في المصانع الروسية بسبب ضعف الامتثال لقواعد السلامة وتقادم بعض المنشآت.

وكانت موسكو اتهمت اليوم القوات الأوكرانية بالتخطيط لاستخدام صواريخ زودتها بها قوى غربية لضرب أهداف داخل روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، متوعدة بـ"رد فوري" إذا حصل هذا الأمر.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين إن "قيادة القوات المسلحة الأوكرانية تخطط لضرب الأراضي الروسية بما في ذلك القرم باستخدام هيمارس وصواريخ ستورم شادو".

وتوعد شويغو كييف برد سريع في حال استخدمت الأسلحة لضرب أهداف داخل روسيا أو شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود التي ضمتها روسيا إليها في 2014.

وأكد الوزير الروسي أن "استعمال هذه الصواريخ خارج منطقة العملية العسكرية الخاصة سيعني تورطاً كاملاً للولايات المتحدة وبريطانيا في النزاع وسيوجب ضربات فورية على مراكز صنع القرار في أوكرانيا".

وقادت الولايات المتحدة التحرك من أجل دعم أوكرانيا عسكرياً، فسارعت إلى تشكيل ائتلاف دولي لدعم كييف بعدما أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في فبراير 2022 ولتنسيق إيصال المساعدات من عشرات الدول.

واتهمت موسكو البلدان الغربية بشن حرب مباشرة ضد روسيا عبر تسليح أوكرانيا، واستهدفت ضربات شنتها مسيّرات في الأسابيع الأخيرة مدناً في روسيا وأهدافاً في القرم، لكن كييف لم تعلن مسؤوليتها عنها.

اتفاق الحبوب

نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها اليوم إن الأمم المتحدة أكدت عدم قدرتها على حل بعض الشكاوى الروسية الأساسية المتعلقة باتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب.

وبحسب الوكالة، ذكرت الوزارة أن المنظمة الدولية غير قادرة على وجه الخصوص على ضمان استئناف تصدير الأمونيا عبر خط للأنابيب من روسيا وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام "سويفت" للمدفوعات أو ضمان إمداد روسيا بقطع غيار الآلات المستخدمة في الزراعة.

ويسمح اتفاق الحبوب باستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية على رغم الحرب، لكن موسكو تضع شروطاً لتمديده.

عمال الإنقاذ

ميدانياً، قتل عامل إنقاذ اليوم وأصيب ثمانية آخرون في ضربة روسية على خيرسون في جنوب أوكرانيا، وفق ما أعلن وزير الداخلية إيغور كليمنكو.

وقال على "تيليغرام"، "قتيل وثمانية جرحى (من بين) عمال إنقاذ في خيرسون". وبحسب النيابة العامة التي أكدت هذه الحصيلة في بيان، "تعرضت مجموعة عمال الإنقاذ لنيران روسية أثناء عملها على إزالة تبعات السيول" الناجمة عن تدمير سد في المنطقة مطلع يونيو (حزيران) الجاري.

ضربات ليلية

لم تمر ساعات على تهديد أوكرانيا بـ"ضربة كبرى" ضد روسيا، حتى استهدفت موسكو بهجمات جديدة "كثيفة" ليل الإثنين الثلاثاء كييف ومدينتي لفوف وزابوريجيا، من دون الإشارة إلى سقوط ضحايا على الفور.

وكتبت الإدارة المدنية والعسكرية في كييف عبر "تيليغرام"، "هجوم جوي كثيف جديد على العاصمة"، موضحة أن مسيرات متفجرة هاجمت المدينة على دفعات من جهات مختلفة.

وأضافت "ما من معلومات في شأن وقوع ضحايا أو دمار حتى الآن"، مشيرة إلى أن حالة الإنذار استمرت لأكثر من ثلاث ساعات.

كانت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأوكرانية تعهدت "بضربة كبرى" ضد القوات الروسية خلال الأيام المقبلة، على رغم المقاومة الشديدة التي تبديها موسكو.

يأتي ذلك بعدما استعادت قالت أوكرانيا أمس الإثنين، إنها طردت القوات الروسية من ثامن قرية في هجومها المضاد المستمر منذ أسبوعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي لفوف غرب البلاد كتب رئيس الإدارة المحلية ماكسيم كوزيتسكي عبر "تيليغرام" أن مسيرات أصابت "منشأة حيوية" من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل، ولم يسجل وقوع أي جريح.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية في وقت لاحق إن الدفاعات الجوية أسقطت 28 مسيرة من أصل 30 أرسلتها القوات الروسية باتجاه أوكرانيا خلال الليل.

وأشارت الإدارة العسكرية في زابوريجيا في جنوب أوكرانيا إلى أن المدينة ومحيطها تعرضا لـ"هجوم كثيف" على أهداف مدنية. وأفادت معلومات أولية لقيادة الأركان أن سبعة صواريخ "أس-300" أطلقت باتجاه زابوريجيا وضاحيتها.

وكتب الأمين العام للمجلس البلدي في المدينة أناتوليل كورتيف عبر "تيليغرام"، "بعد ليلة صاخبة، بات الوضع في زابوريجيا مستقراً. لم تسجل إصابات ولم يتعرض أي مبنى سكني لأضرار".

نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار ذكرت أيضاً أن قوات بلادها استعادت قرية بياتيخاتكي الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة بالقرب من أقرب الطرق المباشرة إلى ساحل بحر آزوف في البلاد.

جاء ذلك ضمن تقدم كييف لما يصل إلى سبعة كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، وسيطرت خلاله على 113 كيلومتراً مربعاً من الأراضي. وأضافت ماليار عبر "تيليغرام"، "لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة، الجيش يتحرك وفق المخطط والضربة الكبرى لم تأتِ بعد". وأشارت إلى أن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا.

وبشكل منفصل، قالت إن الجيش الأوكراني منع تقدماً روسياً في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو.

النتيجة النهائية

في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن جيش كييف يتقدم في بعض القطاعات ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى، لكنه قال إن النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا. وأضاف زيلينسكي "لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها. وهم فقط يتكبدون الخسائر".

وأظهر مقطعان مصوران نشرهما الجيش الأوكراني على "تيليغرام" ما قال إنه تقدم لقواته لاستعادة قرية بياتيخاتكي، وتضمنا هجمات عدة على مواقع روسية وأحد الأرتال العسكرية. وأظهر مقطع دخاناً كثيفاً يتصاعد من المنطقة، بينما تتقدم مجموعات من المركبات المدرعة الأوكرانية على طريق ريفي.

وظهر في نهاية المقطع المصور جنود واقفون أمام مبنى مزين بأعلام أوكرانيا ويقولون إنهم حرروا القرية. وأضافوا "حررت قوات الكتيبة 128 اليوم، 18 يونيو، قرية بياتيخاتكي، فر الروس تاركين وراءهم عتاداً وأسلحة وذخائر".

تمكنت "رويترز" من التحقق من مكان تصوير المقطع، لكنها لم تتمكن بشكل مستقل من التحقق من موعد تصويره.

وكتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على "فيسبوك" تقول إن وحدات مضادة للطائرات أسقطت أربعة صواريخ كروز وأربع طائرات مسيرة إيرانية الصنع خلا الـ24 ساعة الماضية. وقالت إن روسيا قصفت أكثر من 12 مدينة وقرية في منطقة زابوريجيا، ومنها بياتيخاتكي.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من التقارير الواردة من ساحات القتال.

مكاسب متزايدة

تعكس تقارير استعادة السيطرة على القرى مكاسب أوكرانيا المتزايدة حتى الآن بقطاعات أمضت موسكو أشهراً في تعزيزها، غير أن قرية بياتيخاتكي تكتسب أهمية خاصة، إذ إنها تقع على بعد نحو 90 كيلومتراً من الساحل.

وفي المقابل، قالت روسيا إنها صدت عديداً من الهجمات ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر ما تقول قواتها إنه عتاد غربي جرت مصادرته. وظهر في المقطع ما قالت إنها دبابة فرنسية الصنع صودرت بمنطقة دونيتسك بشرق البلاد، من دون الإشارة إلى قرية بياتيخاتكي.

وأقرت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق مختلفة من خط المواجهة الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر في هجومها المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة 18 في المئة من أراضيها التي تسيطر عليها روسيا، لكنها تحرص على السيطرة على المعلومات لأسباب أمنية. ويقول محللون إن المرحلة الرئيسة للهجوم المضاد لم تبدأ بعد.

ويبدو أن كلا الجانبين تكبد خسائر فادحة في القتال خلال الآونة الأخيرة، ويقول كلاهما إن الجانب الآخر صاحب الخسائر الأكبر.

وأعدت أوكرانيا مجموعة من الوحدات العسكرية الجديدة للهجوم المضاد، في حين أن ألويتها صمدت أمام هجوم الشتاء الروسي في الشرق.

تعزيز إنتاج أسلحة

وفي معرض باريس الجوي، أمس الإثنين، قال سيرغي بوييف نائب وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني لـ"رويترز" إن أوكرانيا تجري محادثات مع مصنعي الأسلحة الغربيين لتعزيز إنتاج أسلحة من بينها الطائرات المسيرة، وربما حتى في أوكرانيا.

وأودى الصراع بحياة الآلاف من المدنيين، ودمر بلدات ومدناً، وأجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، بينما زاد التضخم العالمي وأعاد تشكيل الترتيبات الأمنية.

وتقول روسيا إنها اجتاحت أوكرانيا "لتطهيرها من النازيين"، وهي حجة تصفها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بأنها واجهة تخفي وراءها الرغبة في الاستيلاء على الأراضي.

وقال مشرعون في السويد التي تقدمت بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي في أعقاب الحرب، أمس الإثنين، إن روسيا تعد حالياً تهديداً طويل الأمد للأمن الأوروبي والعالمي.

المزيد من متابعات