Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ودعت السوق الأميركية موجة التسريحات والاستقالات الجماعية؟

عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم هبط إلى 49 ألفاً في أبريل مقابل ملايين في ذروة كورونا

الأجور بدأت موجة الارتفاع في 2021 ووصلت ذروتها في 2022 (أ ف ب)

ملخص

50 مليون شخص تركوا وظائفهم في العامين التاليين لأسوأ انتشار لوباء كورونا فهل ودعت السوق موجة التسريحات؟

رغم استمرار الاضطرابات الاقتصادية التي غذتها جائحة كورونا خلال السنوات القليلة الماضية، يبدو أن عصر الوباء في طريقه نحو النهاية، إذ تتجه سوق الوظائف الأميركية إلى توديع عصر الاستقالات الكبرى.

البيانات المتاحة تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص تركوا وظائفهم في العامين التاليين لأسوأ انتشار للوباء، بسبب ضغوط مثل الإرهاق أو عدم الرضا العام عن العمل أو رعاية الأطفال أو حاجات رعاية المسنين. ووسط سوق العمل الضيقة، تمكن كثيرون أيضاً من العثور على وظيفة أفضل بأجر أفضل.

في الوقت الحالي، يقول الخبراء إن الظاهرة انتهت، وقد يتسبب اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة خلال 10 اجتماعات متتالية، وتباطؤ نمو الأجور، والتضخم العنيد، والتسريح الجماعي للعمال في بعض الصناعات، في بقاء الأميركيين في أماكنهم.

وداعاً عصر الاستقالات الجماعية

ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة ستانفورد الذي يدرس اقتصادات العمل، نيكولاس بلوم "لقد انتهى عصر الاستقالة الكبرى، بأي مقياس حقاً". وقال إن الجمع بين سوق العمل الضيقة والتغيير الهيكلي من الوباء حفز تعديل الوظائف على مدى السنوات الثلاث الماضية، ولكن هذا انتقل إلى نافذة التاريخ الآن".

وتدعم البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأميركي وجهة نظر بلوم، إذ انخفض عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم بمقدار 49 ألف موظف خلال أبريل (نيسان) الماضي مقارنة بمارس (آذار) الماضي، وفقاً لأحدث الأرقام المتاحة من استطلاع فرص العمل ودوران العمالة.

في الواقع، انخفض ما يسمى معدل "الإقلاع عن العمل" بشكل مطرد منذ الربيع الماضي، وأصبح الآن متطابقاً تقريباً (أعلى بنسبة 0.1 في المئة فقط) من معدل ما قبل الجائحة في فبراير (شباط) 2020.

يقول بلوم، إن معظم أصحاب العمل لم يعودوا قلقين في شأن ارتفاع استقالات العمال. وأضاف أنه "موضوع لم أناقشه أو أسمع عنه منذ ستة أشهر في الأقل".

ويرى مدير الأبحاث الاقتصادية في موقع "قوائم الوظائف إنديد" نيك بنكر، إن الاستقالات الجماعية كانت لها فوائد واضحة للعمال، إذ ارتفعت الأجور وتحسنت المزايا في عديد من الصناعات. ففي عام 2021، ترك 47.7 مليون شخص وظائفهم طوعاً، وكان هذا أكبر رقم منذ أن بدأت في تجميع الإحصاءات السنوية في عام 2001، وبحلول نهاية عام 2022، استقال 50.5 مليون عامل إضافي.

في المقابل، ارتفع نمو الأجور في عام 2021، وبلغ ذروته في أغسطس (آب) 2022. ومع ذلك، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، لا يزال نمو الأجور مرتفعاً، إذ نمت الأجور بنسبة ستة في المئة على أساس سنوي في مايو (أيار) 2023، مقارنة بمايو 2022.

في أحدث استطلاع لثقة المستهلك من "كونفرنس بورد"، قال 43.5 في المئة من المستهلكين، إنهم يعتقدون أن الوظائف "وفيرة"، وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة أربعة في المئة عما كان عليه قبل شهر واحد فقط.

تقليص الموظفين وموجات من الإفلاسات

وتشير بيانات مكتب الإحصاء الأميركي إلى أن معدل نمو الوظائف يرتفع في قطاعات البناء والتصنيع والصحة والتعليم والخدمات الغذائية. وعلى رغم النهاية الواضحة للاستقالات الجماعية، تستمر سوق العمل في التذبذب، رغم إضافة الاقتصاد الأميركي نحو 339 ألف وظيفة خلال مايو الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول خبيرة الثقافة والتوظيف جيسيكا كريجل، إن العرض الذي لا نهاية له على ما يبدو لتسريح العمال الجماعي بين الشركات البارزة خلق حالة من التقلب، لا سيما بين العمال ذوي الياقات البيضاء، إذ قامت شركات "ألفابت" و"ميتا" و"أمازون" و"أم3" بتقليص عدد الموظفين بشكل كبير، وكانت هناك حالات إفلاس بين الشركات المعروفة مثل "بيوند" و"بيد باث" وبريدان" و"توبي وير"، إضافة إلى تخفيض عدد الموظفين في بعض شركات "وول ستريت" وإغلاق البنوك الإقليمية. وتباطأت وتيرة هذه الإعلانات في الأسابيع الأخيرة، لكنها لم تتوقف في ديسمبر (كانون الأول) وحتى أبريل الماضيين.

وأضافت جيسيكا كريجل، "كل هذا يلعب دوراً في رواية مخيفة يشترك فيها الموظفون... إن حقيقة انخفاض معدلات الإقلاع عن العمل تشير إلى انخفاض الثقة في سوق العمل".

ندرة وظائف الموارد البشرية والتسويق

وتشهد قطاعات معينة عدداً أقل بكثير من الوظائف الشاغرة الجديدة، بما في ذلك هندسة البرمجيات والموارد البشرية وأدوار التسويق. وبشكل عام، انخفضت إعلانات الوظائف في شركة "إنديد" بنسبة 16 في المئة على أساس سنوي.

وأضاف نيك بنكر "هناك بالتأكيد تراجع واسع النطاق، لكن كان هناك تراجع أكثر حدة للوظائف التي تميل إلى أن تكون وظائف مكتبية تقليدية أكثر، ووظائف كان من المرجح أن تكون بعيدة خلال السنوات القليلة الماضية".

لكن بلوم من جامعة "ستانفورد"، أشار إلى أنه في حين أن سوق العمل تباطأت بشكل كبير في عديد من صناعات ذوي الياقات البيضاء، إلا أن القطاعات الأخرى لا تزال تبحث عن عمال. وأضاف "إذا كنت تتجول في مركز التسوق، فيمكنك أن ترى لافتات الوظائف في كل متجر ومكان للطعام. من الصعب شغل تلك المناصب".

وأظهر استطلاع منفصل من "بنك أوف أميركا" وجامعة جورج تاون أن 68 في المئة من الشباب "ينظرون إلى عملهم بشكل أساسي على أنه وسيلة لكسب العيش"، وليس كجزء رئيس من هويتهم أو تحقيقهم الشخصي.

اقرأ المزيد