Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحب والخراب" رواية باولا مكلين: علاقة آسرة جمعت بين مارثا وهمنغواي

بعد قراءة هذه الرواية القائمة على المذكرات، يصبح من المذهل أن نرجع إلى بداية العلاقة التي جمعت بين غيلهورن وإرنست همنغواي، وإلى مهنة غيلهورن اللامعة

غلاف رواية "الحب والخراب" للكاتبة باولا مكلين (أمازون)

اتّخذت باولا مكلين من العلاقة المضطربة بين مارثا غيلهورن وإرنست همنغواي موضوعاً لروايتها الجديدة. تبدأ القصة عام 1936حين بلغت غيلهورن 27 عاماً، وكانت تقيم في الولايات المتحدة بعدما عاشت في باريس، "محاولةً أن تصبح كاتبة" وأن تلقي بنفسها في "تجارب صعبة".


تتعامل غيلهورن خلال هذه الفترة مع قطبين متعاكسين، هما الحِداد - بعدما توفي والدها - والنجاح - إذ إن روايتها الثانية حازت صيتاً في أماكن لم تحز فيها روايتها الأولى صيتاً يُذكر. وفي مساء أحد الأيام، بينما هي تبحث عن كأسٍ باردة من كوكتيل الداكيري خلال عطلة عائلية في كي وست، قابلت "مثلها الأعلى"، إرنست همنغواي. من بين حانات الجين في جميع مدن العالم، دخلت إلى الحانة التي كان هو فيها، والبقية جزءٌ من التاريخ كما يقال.


استناداً إلى مذكرات غيلهورن الخاصة ورسائلها، جمعت مكلين عناصر قصة تعدّ معروفة من قبل، ولكن من الرائع أن يذهب الشخص إلى بداية كل من هذه العلاقة ومسيرة غيلهورن اللامعة. وبرغم كونها مغامِرة بالفعل، فإن المرأة التي نلتقيها هنا لم تصبح بعدُ المراسلة المشهورة والشجاعة – والصعبة المراس غالباً – التي ربطناها باسم مارثا غيلهورن.
تكشف مكلين عن جانب آخر من غيلهورن: المرأة التي صبّت طاقتها في إنشاء "حفرة" شاعرية في كوبا التي يفضّلها همنغواي وطناً لكليهما حيث يمكنهما الكتابة جنباً إلى جنب، والمرأة التي أحبت أولاده كأنّهم أولادها.


وكما هو الحال في رواية مكلين السابقة – الرواية الأكثر مبيعاً، "الزوجة الباريسية"، التي روت قصة زواج همنغواي الأول بهادلي ريتشاردسون وحياتهما معًا في العاصمة الفرنسية في عشرينات القرن العشرين – يُنظر إلى الكاتب العظيم مرة أخرى من خلال عينَيْ شريكته. ولكن، في حين أن هادلي كافحت من أجل الإبقاء على زواجها، راحت غيلهورن تكافح لإنقاذ وكالتها المعرضة للخطر. "سأكون زوجته أولاً ونفسي أيضاً إذ حاربت باستمرار كي أكون كذلك"، قالت غيلهورن.


تحب غيلهورن زوجها بشدّة، لكنها ترفض التضحية بأحلامها الخاصة - "طموحي، بدت هذه الكلمة كأقذر كلمة في العالم" - من أجل إرضاء غروره المتسلط. كانت محاصرة من كل الجهات: "لا مخرج لها من تحت ظله". بالإضافة إلى ذلك، قورن نثرها بنثره بصورة متواصلة، وهذا ما أجبرها على منافسته، "مرفقاً إلى مرفق وقلماً إلى قلم".


وبالطريقة نفسها التي أثارت بها مكلين الأذهان بشكلٍ رائع عن الحفلات الحافلة بالشراب وسهرات جيل باريس المفقود، نفخت الحياة – والموت – في مسارح بعض أشهر نزاعات القرن العشرين. ذهبت من "مدينة الأشباح"، وهو الوصف الذي أطلق على مدريد خلال الحرب الأهلية الإسبانية، إلى حرب الشتاء في فنلندا، حيث "تبتلع العواصف الثلجية" أصوات نيران المدفعية، وإلى "الرعب والفوضى" اللذين افترشا شاطئ أوماها خلال إنزال النورماندي، حيث اشتهرت غيلهورن بكونها أول صحافي، "ذكراً كان أم أنثى، وصل إلى تلك المنطقة وقدم تقريرا منها".


رواية "الحب والخراب" آسرة، وتُعد غيلهورن أحد أكثر الموضوعات استحقاقاً لتكون في لوحات مكلين المتقنة.

نشرت رواية "الحب والخراب" لدى دار فلييت للنشر.

 

© The Independent

المزيد من كتب