Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بدء تقديم طلبات الترشح للرئاسة يفتح باب الحلم بالمنصب الأرفع في تونس

"تسعة مرشحين تقدموا بملفاتهم إلى هيئة الانتخابات بعد ساعتين على فتح أبوابها"

القيادي في الجبهة الشعبية المنجي الرحوي يقدّم أوراق ترشيحه لرئاسة الجمهورية التونسية (أ.ف.ب)

منذ افتتاح مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في العاصمة التونسية صباح يوم الجمعة 2 أغسطس (آب) الحالي، توافد مرشحون لتقديم ملفاتهم، في عملية تستمر حتى التاسع من الشهر، وتوقع رئيس الهيئة نبيل بافون تجاوز عدد المرشّحين للسباق الرئاسي الـ 70 مرشحاً مع انقضاء مهلة تقديم الملفات، لافتاً إلى أنّه عادةً ما ترتفع وتيرة الإقبال على الترشّح خلال آخر يوم من المدة المحددة.

وكانت وفاة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي غيّرت كل المعطيات التي كانت متوقعة بإجراء الانتخابات التشريعية في 6 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ثم الانتخابات الرئاسية في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الذي يليه.

وينص الدستور التونسي على إجراء انتخابات رئاسية خلال 90 يوماً من شغور منصب الرئيس وتولي رئيس مجلس النواب الرئاسة بالنيابة. ويحتم هذا النص إجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر (أيلول) المقبل.

شروط الترشح وقصر الوقت

وتركت هذه المتغيرات أثراً مباشراً في ترتيبات كل الأحزاب والشخصيات التي كانت تطمح إلى الترشح إلى الانتخابات المقبلة، ووفرت مساحة ضئيلة من الزمن لتقديم الترشيحات. وعلى الراغبين في الترشح الحصول على تزكية 10 من أعضاء مجلس النواب، أو 40 من رؤساء مجالس الجماعات المحلية المنتخبة أو 10 آلاف من الناخبين الموزعين على 20 دائرة انتخابية على الأقل، شرط ألا يقلّ عددهم عن 500 ناخب في كل دائرة منها. وتضع هذه الشروط الراغبين في الترشح لمنصب الرئيس أمام تحد لتحقيقها في وقت وجيز.

 

مرشحو الأحزاب وحظوظهم

وأعلنت أحزاب عن ترشيح قياداتها ومنها حزب "البديل التونسي" الذي رشح رئيسه المهدي جمعة، وحزب "التيار الديمقراطي" الذي رشح زعيمه محمد عبو. كما قدمت عبير موسي رئيسة "الحزب الحر الدستوري" ترشحها للانتخابات الرئاسية، بينما يتوقع أن يرشح حزب "تحيا تونس" رئيس الحكومة يوسف الشاهد للمنصب الأرفع في البلاد. ويُنتظر ترشح عدد آخر من قادة الأحزاب، بينما تفضل أحزاب أخرى عدم ترشيح قادتها لحسابات سياسية، بخاصة "حركة النهضة" التي تراجع رئيسها راشد الغنوشي عن تقديم ترشحه على الرغم من إصرار قيادات من الحركة على ذلك، لكنه اختار الإحجام عن تلك الخطوة مخافة تلقي هزيمة قاسية جراء الرفض الشعبي له. لكن ذلك لن يضع "النهضة" خارج المشهد، بل إنها ستسعى إلى البحث عما سمّاه الغنوشي "بالعصفور النادر" والذي يبدو أنه لن يخرج عن دائرة تحالفاتها التقليدية مع الأطراف التي تتقاسم معها الرؤى التي أوصلتها إلى الحكم في انتخابات عام 2011.

حركة النهضة و"العصفور النادر"

وفي انتظار أن تعلن النهضة عن المرشح الذي ستسانده في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يغازل مرشحون قواعد الحركة على أمل نيل دعمها، ومن بينهم رئيس مجلس النواب السابق مصطفى بن جعفر ووزير العدل الأسبق عمر منصور وأستاذ القانون قيس سعيد والأمين العام السابق لـ "النهضة" حمادي الجبالي الذي خرج من الحركة بسبب خلافات تاريخية مع الغنوشي، لكنه يحظى بدعم عدد كبير من القواعد والقيادات إضافة إلى الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي يثير بخطابه المتصلب تعاطف قواعد "النهضة" الإسلامية على الرغم من الجفاء الذي يخيّم على علاقاته برئيسها.

القروي أول المنافسين الجادين

صاحب "قناة نسمة" التلفزيونية نبيل القروي والذي أسس حزب "قلب تونس" بعدما عمل سنوات في المجال الاجتماعي عبر جمعية خيرية أسسها واستفاد من نشاطها لجمع التأييد الشعبي، قدّم ترشحه في وقت تضعه استطلاعات الرأي في صدارة المنافسين للمرور إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.

 

مفاجآت منتظرة

وتبقى أسماء مؤثرة عدة ضمن الترشيحات المحتملة، بخاصة مع تصاعد الحديث عن رغبة شعبية لترشيح وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط عدة وبخاصة مواقفه الأخيرة في الفترة التي سبقت وفاة السبسي ومرضه.

وقال رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي رشحه حزبه للانتخابات الرئاسية في حوار مع التلفزيون الرسمي التونسي مساء الخميس إنه ما زال لم يتخذ قراره بخصوص الترشح للرئاسة، من دون أن يستبعد حدوث ذلك.

سباق غير واضح المعالم

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة إلى هرولة عدد كبير من المرشحين إلى دخول السباق نحو منصب الرئيس، ومنهم عدد مجهول بالنسبة إلى الشارع التونسي، يقول الدكتور رافع الطبيب، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة التونسية إنه "يظهر أن هنالك مشكلة لدى بعض الشخصيات السياسية ورجال الأعمال الذين لم يفهموا أهمية المنصب في ما يخص الدفاع والأمن القومي والشؤون الخارجية للدولة، وهنالك استسهال لدور رئيس الجمهورية يصعب تفسيره. ولعل وجود الرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي في منصب الرئاسة أسهم إلى حد كبير في ضرب الصورة النمطية لرئيس الجمهورية بممارساته التي أدت إلى استسهال البعض للمنصب وكيفية الوصول إليه".

ترشيحات فولكلورية

في المقابل يعتبر الإعلامي والمحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي أن "العدد الكبير المتوقع من الترشيحات للانتخابات الرئاسية سيواجَه بالرفض لعدم التزامها الشروط القانونية للترشح، بينما هناك ترشيحات جدية من قبل رؤساء أحزاب أعطتهم استطلاعات الرأي مكانةً متقدمة ضمن قائمة المرشحين للرئاسة ومنهم نبيل القروي وعبير موسي". وأضاف الوسلاتي أن هنالك مرشحين فلكلوريين يعتبرون أنهم بإقدامهم على الترشح سيضيفون ذلك على سيرتهم الذاتية وكل هؤلاء لا شكل لهم ولا وزن في الانتخابات، بانتظار إعلان الشاهد قراره بالترشح من عدمه وأيضاً وزير الدفاع الوطني الزبيدي الذي انطلقت حملات عدة لدعم ترشحه من قبل أحزاب وشخصيات وطنية. ويبقى المشهد مفتوحاً على كل الاحتمالات".

الرئيس الراحل يحدد صفات المقبل

إصرار الرئيس الراحل على رفض "قانون الإقصاء السياسي" الذي أقرّه مجلس النواب ضد بعض المرشحين شكّل انقلاباً في الصورة بحسب الدكتور رافع الطبيب الذي اعتبر أن الباجي قايد السبسي "نجح بعد وفاته ببقاء مشروعه وتخطيطه السياسي وقلَبَ كل المعطيات برفض إقرار قانون العزل السياسي وبيّن أن مَن خطط لذلك لا يفقه في الديناميكيات المتحولة للسياسة التونسية، والصورة التي اكتشفها المواطن التونسي بعد رحيل الباجي هي أن رئيس الجمهورية لا يمكن أن يكون مجرد صورة أو صنيعة وسائل الإعلام أو شخص مغامر أو نكرة، وسيكون التوجه نحو التصويت لشخصيات تنتمي إلى مؤسسات قدمت البرهان عن قدراتها وولائها للوطن، وهذا لا ينفي أن المال والرشوة والإعلام الموجه سيكون له تأثير في النتائج، لكن هناك صورة استشرافية لهذه المعركة الانتخابية التي ستكون في الدور الثاني معركة بين الشعب المؤمن بالدولة ومشروع الأداء المؤسسي الوطني وبين أطراف تستهويهم المغامرة والشعارات والرشوة الانتخابية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي