Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أفسدت الحرب في أوكرانيا مذاق طبق السمك والبطاطا البريطاني؟

فرض تعريفات على دخول "القد الروسي" إلى جانب تضاعف أسعار الطاقة يضرب جيوب المستهلكين

11 ألف متجر في البلاد تقدم الوجبة الوطنية الشهيرة (أ ف ب)

ملخص

سعر الوجبة ارتفع إلى 9 جنيهات استرلينية ولندن لجأت إلى السمك الأميركي الأرخص كبديل

قد يتحول باعة الوجبة التقليدية البريطانية السمك والبطاطا المقلية إلى السمك الأميركي الأرخص بنحو الثلث مع تزايد كلفة البطاطا والأسماك في البلاد بسبب الحرب في أوكرانيا.

ارتفع متوسط سعر الوجبة الجاهزة منها إلى تسعة جنيهات استرلينية (11.18 دولار) منذ الهجوم الروسي على الجارة أوكرانيا العام الماضي، مع فرض الحكومة البريطانية لتعريفات على سمك القد الروسي، إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب الدائرة.

بديل أميركي

دفعت تلك الارتفاعات رئيس "الاتحاد الوطني للأسماك" في بريطانيا أندرو كروك، لتعليق آماله على واردات الأسماك الصخرية والفطائر في المحيط الهادئ من أميركا، إذ عقد كروك الذي عاد من اجتماع مع وزارة الزراعة الأميركية في ولاية أوريغون، عدداً من الصفقات لاستيراد الأسماك البيضاء للمملكة المتحدة، والتي هي في فائض في الوقت الحالي في أميركا.

وقال كروك لصحيفة "التايمز"، "لن تحل أي أسماك أبداً محل القد والحدوق الشهيرة في بريطانيا لكنها قد تساعدنا في الحصول على هذا التصحيح الصعب الحالي".

وأضاف كروك الذي يملك متجر "إيوكستون تشيبي" في مقاطعة لانكشاير شمال غربي إنجلترا، أن الوضع يحد من أزمة راهنة اليوم. وأشار إلى أن في المتاجر الأصغر، من الصعب للغاية تحقيق أي ربح وهناك الكثير من متاجر بيع "السمك والبطاطا" معروضة للبيع في الوقت الحالي".

وأضاف كروك أنه منذ مارس (آذار) كان عليه أن يرفع أسعاره الخاصة للأسماك والرقائق من 7.25 جنيه استرليني (تسعة دولارات) إلى 9.50 جنيه (11.79 دولار).

كما يشعر مالك آخر لـمتجر لبيع سمك القد المقرمش في لوكليز بريستول، أميديو كاتانهو، البالغ 54 سنة، بالقلق في شأن الاضطرار إلى الإغلاق.

وقال لوكالة "برس أسوسييشين"، "تضاعف النفط، كما تضاعف الغاز والكهرباء بأكثر من الضعف، والأسماك وكل شيء آخر يتبعهم".

ارتفاعات غير مبررة

كما انتقد أصحاب الوجبات الجاهزة شركات الطاقة لما قالوا إنه ارتفاعات لا مبرر لها في أسعار الطاقة.

وقال كروك إن أحد "أعضاء الاتحاد الوطني للأسماك" أفلس بعد تلقيه فاتورة للطاقة بمبلغ 15 ألف جنيه (18.6 ألف دولار). وأضاف "لقد طعنا في النهاية في قيمة الفاتورة وتم إعادة حسابها إلى 1800 جنيه (2.2 ألف دولار".

من جانبه، وصف ريتشارد كولمان أورد، الذي تدير عائلته متجراً لـ"السمك والبطاطا" في كولمانز في ساوث شيلدز، تينيسايد، لمدة خمسة أجيال، ما يحدث من ارتفاعات في الأسعار بـ"عاصفة مثالية".

وأضاف "الأصدقاء في الصناعة لديهم قصص مرعبة، إذ تسببت فواتير الطاقة في تراجع أعمالهم من خلال قفز تلك الفواتير من ألف جنيه (1.2 ألف دولار) إلى أربعة آلاف جنيه (4.9 ألف دولار) أو خمسة آلاف جنيه استرليني (6.2 ألف دولار) في الشهر".

من جانبه، أقر كروك أن الأسماك الأميركية يمكن أن تختلف في مذاقها بعض الشيء عن سمك القد والحدوق الذي يعرفها البريطانيون جيداً، قائلاً "مذاقها قريب جداً لأسماكنا".

واحتفلت بريطانيا في الأول من يونيو (حزيران) الحالي، باليوم الوطني لوجبة السمك والبطاطا التقليدية، ويحرص السياح أيضاً على تناولها عند زيارتهم للبلاد. وبحسب صحيفة "الميرور" هناك 11 ألف متجر من هذا النوع على امتداد المملكة المتحدة.

تاريخ وجبة السمك والبطاطا

يعد السمك والبطاطا المقلية، الوجبة الرئيسة للطبقة العاملة في إنجلترا وذلك نتيجة التطور السريع في بحر الشمال، وبحسب "ويكيبيديا"، تطورت خطوط السكك الحديدية التي تربط الموانئ بالمدن الصناعية الكبرى خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ كانت الأسماك الطازجة تنقل بسرعة إلى المناطق المكتظة بالسكان، وكان اليهود الإسبان هم أول من أحضر السمك المقلي إلى إنجلترا، وتعتبر نموذجاً لعنصر السمك المستخدم في الأطباق الرئيسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الأصل، كان اليهود الإسبان الذين استقروا في إنجلترا في القرن السابع عشر يعدون السمك المقلي بالطحين، بينما تغمس الأسماك المغلفة بالطحين أولاً ثم توضع في خليط يتكون من طحين ممزوج بسائل (كالماء أو البيرة). ومن التعديلات الحديثة التي أضيفت على هذه الوصفة استخدام دقيق الذرة وقد يضاف ماء الصودا بدل البيرة. وكان قد افتتح أول مطعم سمك وبطاطا في لندن في عام 1860 على يد جوزيف مالين والذي كان يبيع السمك والبطاطا المحضرات على الطريقة اليهوية.

أما البطاطا المقلية قلياً عميقاً (شرائح أو قطع البطاطا) فلم تظهر في بريطانيا كطبق حتى الفترة نفسها تقريباً، في حين يشير قاموس "أكسفورد" الإنجليزي إلى أن أقرب استخدام لشرائح البطاطا في هذا السياق يعود إلى رواية قصة مدينتين للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز المنشورة عام 1859، ونشأت في المملكة المتحدة، على رغم أن محلات بيع المواد الغذائية المقلية كانت شائعة في جميع أنحاء أوروبا.

كانت أقدم المحلات التي باعت السمك والبطاطا مزودة بالمرافق الأساسية فقط، منها مرجل كبير لطبخ الدهن يسخن على نار الفحم، ومع الزمن تطورت هذه المحلات لاحقاً لتصبح موحدة الشكل إلى حد ما، حتى الطعام المقدم كان يلف في ورق، كما كان الزبائن يصطفون طابوراً عند طاولة التجهيز.

وخلال الحرب العالمية الثانية كانت وجبة السمك والبطاطا لا تزال إحدى الأطعمة القليلة في المملكة المتحدة التي لا تخضع لقوانين التقنين.

وكانت الوجبة تقدم في الأصل في أوراق الصحف القديمة، لكن هذه الممارسة أوقفت إلى حد بعيد، إذ أصبح الباعة يستخدمون الورق العادي غير المطبوع وعبوات الكرتون والبلاستيك بدلاً من أوراق الجرائد.

وهناك مقوله شهيرة لدى الإنجليز إن سارعت لاطلاعهم على خبر تظنه حديثاً وهو قديم، فعادة ما يردون عليهم بالقول "خبر السمك والبطاطا" أو "فيش أند تشيبس نيوز- Fish & Chips News"، أي إن الخبر قديم بقدم ورق الصحيفة التي تلف فيها عادة وجبة السمك والبطاطا.

اقرأ المزيد