Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سلطان عمان يزور طهران لإجراء مباحثات سياسية واقتصادية

وزير الخارجية العُماني: توقيت الزيارة يأتي في خضم مرحلة جديدة وإيجابية للعلاقات الإقليمية

ملخص

تحمل زيارة سلطان عُمان إلى إيران دلالات وطموحات عدة، لا سيما وأن مسقط لعبت دور الوسيط في ملفات طهران الشائكة ومنها ما تم التوصل فيه إلى حلول واتفاقات سواء مع المحيط الإقليمي أو العالمي.

من الصعب القول بأن زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق إلى إيران التي وصلها الأحد تأتي ضمن الزيارات الروتينية بين البلدين اللذين تربطهما علاقات متينة طوال العقود الماضية، لا سيما وأن مسقط لعبت دور الوسيط في كثير من الملفات الإيرانية الشائكة بهدف الوصول إلى حلول واتفاقات، سواء مع دول الجوار أو الدول الإقليمية وحتى الأجنبية.

وقال بيان صادر عن ديوان البلاط السلطاني نشرته وكالة الأنباء العُمانية إن الزيارة "في إطار استمرار التشاور والتنسيق بين القيادتين لبحث مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتعزيز كل ما من شأنه الارتقاء بأوجه التعاون القائمة بين البلدين في مختلف المجالات وسبل تطويرها بما يخدم مصالحهما وتطلعاتهما حاضراً ومستقبلاً".

وتأتي زيارة السلطان هيثم بعد عام من زيارة قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى مسقط تعد الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في عُمان، وبحسب ما تم إعلانه فإن الزيارة يتخللها توقيع اتفاقات تعاون بين البلدين.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس" إن هناك "وثائق تم تحضيرها مسبقاً للتوقيع عليها خلال الزيارة".

في حين قال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي إن "توقيت الزيارة يأتي في خضم مرحلة جديدة وإيجابية للعلاقات الإقليمية، مما يدعو إلى دعمها والتشاور والتعاون لحل كثير من الملفات والقضايا الحالية التي ستكون بلا شك مدار بحث بين القيادتين، وبما يخدم تعزيز دعائم الأمن والاستقرار"، بحسب وكالة الأنباء العُمانية.

تفعيل الاتفاقيات الثنائية

ولاحقاً، قالت وزارة الخارجية العمانية في بيان إن الوزير البوسعيدي عقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نظيره الإيراني عبد اللهيان.

وصرح البوسعيدي أن سلطنة عمان وإيران ستتعاونان من أجل تفعيل الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الجانبين.

وأضاف أن الهدف الرئيسي هو تطوير التعاون في مجالات متنوعة تشمل النفط والغاز والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة والملاحة البحرية.

وقال إن الهدف يشمل أيضاً تأسيس علاقات مباشرة بين الموانئ العمانية والإيرانية.

وذكر بيان وزارة الخارجية العمانية أن مسقط وطهران تدرسان التعاون في الطاقة والمعادن.

وأشار إلى أن وزير الطاقة والمعادن العماني سالم بن ناصر العوفي اجتمع مع وزير النفط الإيراني جواد أوجي وناقشا مشروعات تطوير حقل هنجام-بخا وتصدير الغاز إلى عُمان.

زيارة مهمة 

وفي سياق متصل وصف السفير الأسبق لطهران في مسقط حسين نوش آبادي الزيارة بالمهمة والحاسمة والتي تظهر أن العلاقة على مستوى زعيمي البلدين كانت دائماً مهمة وفعالة من أجل تنمية وتعزيز العلاقات.

وأضاف في تصريحات لوكالة تسنيم الإيرانية أن "عُمان من الدول القليلة التي تهتم بالاستقرار والسلام في المنطقة، وتعاوننا مستمر لإحلال السلام بما يخدم الشعوب والدول في المحيط الإقليمي".

واستطرد آبادي أن بلاده "تتمتع بعلاقات جيدة ومتوازنة مع عُمان بسبب التقارب الثقافي والتاريخي والديني، على رغم أن هذه العلاقات في بعض الأحيان لم تنموا وتتطور بالسرعة المطلوبة، إلا أنه تم التعاون والمشاورات في الظروف الملحة في مختلف القضايا، وكانت لدينا علاقات تجارية واقتصادية جيدة نسبياً وتحتاج إلى زيادة".

وفي السياق ذاته وصف رئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي زيارة سلطان عُمان لطهران بأنها مؤشر آخر على تنامي العلاقات بين إيران ودول الخليج العربي.

متانة العلاقات

ولعل قوة ومتانة العلاقات بين البلدين سهلت لمسقط لعب دور الوساطة مع الصين لعودة العلاقات بين الرياض وطهران في مارس (آذار) الماضي.

وقبل زيارة السلطان العُماني إلى إيران أنهي إشكال السجناء في بلجيكا الجمعة الماضي، إذ تمت عملية لتبادل الأسري بين البلدين، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد أفرجت طهران عن عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، فيما أطلقت بروكسل سراح الدبلوماسي الإيراني المحتجز لديها أسدالله أسدي ضمن عملية تبادل توسطت فيها عُمان.

ونقلت الوكالات تصريحات لرئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو قال فيها "إن أوليفييه نقل إلى عُمان الليلة الماضية، إذ تكفل به فريق من العسكريين والدبلوماسيين البلجيكيين وأجرى هناك فحوصاً طبية لتقييم حاله الصحية وإتاحة عودته في أفضل الظروف الممكنة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف دي كرو، "إذا سار كل شيء كما هو متوقع فسيكون بيننا الليلة"، مشيراً إلى أن "أوليفييه أمضى 455 يوماً في السجن بطهران وسط ظروف لا تطاق على رغم أنه بريء".

وفي طهران أعلن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان أن بلجيكا أفرجت عن الدبلوماسي الذي حكم عليه عام 2021 بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بـ "محاولات اغتيال إرهابية" والتخطيط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.

وقال عبداللهيان في تغريدة إن "أسدالله أسدي، دبلوماسينا البريء الذي اعتقل بشكل غير قانوني في ألمانيا وبلجيكا لأكثر من عامين في انتهاك للقانون الدولي، في طريقه الآن إلى الوطن".

في حين أشار السفير الإيراني الأسبق لدى مسقط إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين في الشؤون الدولية قائلاً إن "علاقاتنا دائماً مستقرة وتوصلنا إلى نتائج إيجابية في حل بعض القضايا، بما في ذلك بعض التوترات مع الدول الأوروبية، ومن الأمثلة على ذلك التعاون من أجل الإفراج عن أحد دبلوماسييها في بلجيكا، وبالطبع هناك كثير من الأمثلة على التعاون إذ تظهر هذه القضايا وغيرها علاقتنا الوثيقة".

رسائل أميركا ومصر

ولا يتوقف دور الوساطة الذي لعبته الدولة الخليجية خلال الشهور الماضية على حل قضايا السجناء وعودة العلاقات بين السعودية وإيران، إذ ترددت أنباء عبر وسائل إعلامية عن وساطة عُمانية بين القاهرة وطهران بعد زيارة السلطان هيثم بن طارق لمصر الأسبوع الماضي.

وقالت وكالة الأنباء التركية إن "زيارة سلطان عُمان إلى طهران تأتي بعد أيام قليلة من زيارته القاهرة ومحادثاته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهي تحظى بأهمية بالغة نظراً إلى مساعي مسقط للوساطة بهدف التقريب بين إيران ومصر".

وأضافت الوكالة في تقريرها "أن إيران ومصر ستتبادلان قريباً السفراء"، وأن عُمان التي تربطها علاقات وثيقة مع كل من طهران وواشنطن "بذلت أيضاً جهوداً حثيثة لكسر جمود المحادثات النووية وإعادة أميركا إلى الاتفاق، بحيث يكون هذا الموضوع بارزاً في محادثات السلطان هيثم مع المسؤولين الإيرانيين".

تأشيرات السفر

وفي سياق متصل قال السفير الإيراني لدى عُمان نجفي خوشرودي إن "قرار إعفاء مواطني الدولتين من شروط تأشيرة السفر سهل السياحة بينهما وزاد عدد الرحلات اليومية بين البلدين وعزز العلاقات التجارية أكثر من ذي قبل"، مشيراً إلى أن مسقط تحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية الإيرانية لأن قائد الثورة يشيد دائماً بدورها المتوازن والمؤثر في المنطقة والعالم.

حضور الاقتصاد

ولا يتوقف جدول أعمال المحادثات التي سيجريها الزعيمان على الجوانب السياسية وخطوات التقارب التي تسعى طهران إليها مع دول منطقة الشرق الأوسط، بل إن الجانب الاقتصادي سيكون حاضراً في تلك الاجتماعات، فبحسب السفير الإيراني الأسبق في مسقط فإن البلدين سيتباحثان حول إمكان تصدير الغاز إلى عُمان، وقال "إن القضية قائمة منذ العقد الماضي وهناك حاجة إلى تبادل وجهات النظر من أجل التمهيد للاتفاق، وهذا الأمر أحد المطالب العُمانية إذ نأمل أن نشهد اتفاقاً جيداً في مجالات الطاقة والتبادلات الاقتصادية وتصدير الغاز خلال هذه الزيارة، لأن هذا الأمر يمكن أن يعمق علاقات البلدين".

وبحسب الإحصاءات الأخيرة للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات العُماني فقد ارتفعت الصادرات إلى طهران بمعدل 244 في المئة، إذ بلغ إجمالها 207.4 ملايين ريال عُماني (539 مليون دولار) في مقابل 1.2 مليون ريال عُماني (3 ملايين دولار) عام 2021.

 كما بلغ إجمال واردات السلطنة من إيران العام الماضي 113.4 مليون ريال عُماني (294 مليون دولار)، في مقابل 98.7 مليون ريال عُماني (256 مليون دولار) عام 2021.

يذكر أن الرئيس الايراني زار مسقط في مايو (أيار) من العام الماضي ووقع ثماني مذكرات تفاهم، إضافة إلى توقيع أربعة برامج تعاون في المجالات الاقتصادية تشمل توسيع آفاق الاستثمار بين البلدين، وأخرى في قطاع النفط والغاز والنقل والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط