"صانع الملوك" الذي قد يحسم الجولة الثانية من الانتخابات التركية

يرى مراقبون أن الأصوات التي منحت لسنان أوغان قد تكون حاسمة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، إذ إنه نظراً إلى عدم تجاوز أي مرشح 50 في المئة من الأصوات، رحلت الانتخابات لجولة ثانية ستقام، الأحد 28 مايو (أيار) الجاري. وسيكون السباق بين مرشح "تحالف الجمهور" الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي حصل على 49.51 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، ومرشح "تحالف الأمة" كمال كليتشدار أوغلو الذي حصل على نحو 45 في المئة من الأصوات.
إذاً ما العوامل التي يمكن أن تظهر خلال الأسبوعين المقبلين، وأي المرشحين هو الأكثر حظاً، وما فرصة كليتشدار أوغلو الذي احتل المركز الثاني في الجولة الأولى ضد أردوغان القريب من الـ50 في المئة؟
للإجابة عن هذه التساؤلات تحدثنا إلى أستاذ العلوم السياسية الدكتور تانجو توسون الذي يرى أن خطاب "تحالف الجمهور" حول الأمن والاستقرار عزز من قاعدته، حيث سيواصل أردوغان هذا الخطاب، وقد أعطى بالفعل إشارات إلى ذلك خلال الكلمة التي ألقاها بعد ظهور نتائج الانتخابات.
وأشار توسون إلى أن نسبة الأصوات التي حصل عليها مرشح "تحالف الأجداد" سنان أوغان التي بلغت خمسة في المئة ستكون عاملاً حاسماً في الجولة الثانية، مضيفاً أن "أردوغان سيتفوق في الجولة الثانية بفارق كبير، حيث إن الناخبين الذين يحتاج إليهم أردوغان أقل من الذين صوتوا لأوغان، والحصول عليها يعد ميزة"، موضحاً أن "الإقبال على التصويت في الجولة الثانية سيكون أقل من الجولة الأولى، وذلك لأن بعض ناخبي الأحزاب التي فازت في الجولة الأولى لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع مرة ثانية لأنهم فازوا بالفعل في الجولة الأولى، والذين خسروا أيضاً قد لا يذهبون لأنهم يرون أنهم بالفعل خسروا".
من ناحية أخرى، أشار توسون إلى أن "أحد العوامل الأخرى هو مدى قدرة الأحزاب على جلب ناخبيها إلى صناديق الاقتراع"، موضحاً أن "هناك من يرى أن من يأتي بالمركز الثاني في الجولة الأولى قد تكون له فرصة في الجولة الثانية"، وأعطى أمثلة على ذلك من دول مختلفة من العالم مثل انتخابات تشيلي وكوستاريكا وغواتيمالا وأوروغواي.
أما الدكتور بلال سامبور، فأشار إلى أن "لدى كليتشدار أوغلو فرصة في الجولة الثانية إذا استمر في استخدام لغة شاملة وإيجابية"، لافتاً إلى أن "صورة غير مستقرة ظهرت، حيث إن أوغان ليس حاسماً، وأعتقد أن نسبة الخمسة في المئة الذين صوتوا له يجب أن يتم تحليلهم جيداً وتحديد سياساتهم، هؤلاء الخمسة في المئة ليسوا مجموعة ستغير رأيها عندما يقول سنان أوغان: هذا كل شيء صوتوا هنا. لا أعتقد أن أوغان كان له تأثير حتى على من صوتوا له، لكن أعتقد أن الشخص الذي يطور استراتيجية لكسب جمهور جديد من خلال تحليل ناخبيه بدلاً من سنان أوغان سيأخذ الجولة الثانية".
وبخلاف رأي سامبور يعتقد رئيس شركة "كونسوسان" للأبحاث مراد ساري، أن الأصوات التي ستمنح لسنان أوغان في الجولة الثانية ستكون حاسمة، و"التحركات السياسية التي ستتخذ بعد هذه اللحظة ستؤثر أيضاً على نتيجة الانتخابات"، مشيراً إلى أنه "في الجولة الأولى كانت ميزة أردوغان هي أن أوغان في الملعب ضد كليتشدار أوغلو، في حين أن ميزة كليتشدار أوغلو هي أن أولئك الذين صوتوا لأوغان لم يصوتوا لأردوغان، لذلك فإن الذين صوتوا لأوغان سيفكون العقدة"، موضحاً أن "أردوغان يقترب من الفوز في الجولة الثانية".

كيف سيكون برنامج الجولة الثانية؟

بحسب البيانات التي تم الإدلاء بها فإن الجدول الزمني للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية سيكون على النحو التالي:

16 مايو: يمكن تقديم الاعتراضات على قرارات مجلس انتخابات الدائرة إلى مجالس انتخابات المحافظات حتى الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، حيث سيتم البت بالاعتراضات من قبل مجالس الانتخابات الإقليمية حتى الساعة 23:59 على أبعد تقدير.

17 مايو: تنتهي فترة الاعتراض على قرارات مجلس انتخابات المحافظات ومحضر اندماج المحافظات، وعند الساعة 17:00 ستبدأ مجالس انتخابات المقاطعات في معالجة التغييرات في لجنة صندوق الاقتراع والمسؤولين الآخرين، كما ستقوم مجالس الدوائر الانتخابية في الخارج بإجراء التغييرات اللازمة.

18 مايو: تضع المجالس الانتخابية الإقليمية اللمسات الأخيرة على الاعتراضات غير المحسومة.

19 مايو: يرسل المجلس الأعلى للانتخابات نتائج الانتخابات النهائية إلى السلطات المتخصصة لإعلانها في الجريدة الرسمية والإذاعة والتلفزيون.

20 مايو: يبدأ التصويت في الخارج وفي البوابات الجمركية.

24 مايو: تنتهي عملية التصويت في الخارج، وتبدأ خطابات الدعاية الإذاعية والتلفزيونية.

27 مايو: تبدأ فترة الصمت الانتخابي عند الساعة 18:00.

28 مايو: يوم إجراء الجولة الثانية من الانتخابات.

29 مايو: إعلان النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية، كما يمكن تقديم الاعتراضات على قرارات لجان صناديق الاقتراع إلى لجان انتخابات الدوائر حتى الساعة 17:00، ويتم البت في الاعتراضات من قبل مجالس انتخابات المقاطعات حتى الساعة 23:59 على أبعد تقدير.

30 مايو: يمكن تقديم الاعتراضات على قرارات مجلس انتخابات الدائرة إلى مجالس انتخابات المحافظات حتى الساعة 17:00.

من هو سنان أوغان؟

هو سياسي وباحث استراتيجي تركي، تزعم "تحالف الأجداد" (ATA)، الذي يضم أحزاباً قومية متطرفة، على رأسها "حزب النصر".

ولد أوغان في الأول من سبتمبر (أيلول) 1967، في بلدة مليكلي بولاية إغدير، وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مرمرة، قبل أن يكمل درجة الماجستير في نفس الجامعة، ثم أكمل دراسات الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO)، كما يتقن اللغتين الروسية والإنجليزية، وعمل أيضاً كمساعد باحث في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة، ومحاضر ونائب عميد في جامعة أذربيجان الحكومية للاقتصاد، وسبق أن حصل على وسام الدولة من قبل رئيس أذربيجان إلهام علييف.
أوغان هو مؤسس ورئيس مركز توركسام TÜRKSAM، وله ثلاثة كتب منشورة وأكثر من 500 مقالة، كما أنه عضو في مجموعات الصداقة البرلمانية بين تركيا وألبانيا وتركيا والنيجر، والأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأذربيجانية.

نقلا عن اندبندنت تركية