لماذا قد تكون مواجهة ريال مدريد اليوم الأهم في تاريخ مانشستر سيتي؟

يخوض مانشستر سيتي بطل إنجلترا مواجهة تاريخية مساء اليوم الأربعاء مع ضيفه ريال مدريد الإسباني في استاد "الاتحاد" بمدينة مانشستر في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد التعادل (1-1) ذهاباً في معقل البطل الإسباني باستاد "سانتياغو برنابيو" الأسبوع الماضي.

ويمكن النظر إلى مباراة اليوم باعتبارها إحدى أهم المباريات في تاريخ مانشستر سيتي، ويمكن أن تكون بوابة العبور نحو لقبه الأول في البطولة الأوروبية الأغلى وتكليلاً لحقبة الفريق الأزرق السماوي مع المدير الفني الإسباني بيب غوارديولا الساعي هو الآخر لرفع الكأس للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية بعد الظفر بها مع برشلونة الإسباني في عامي 2009 و2011.

ويقف ريال مدريد حامل لقب البطولة في الموسم الماضي وصاحب الرقم القياسي لعدد التتويجات بلقبها برصيد 14 كأساً عائقاً ضخماً أمام حلم البطل الإنجليزي ومدربه الإسباني في رفع كأس البطولة، ولذلك يُنظر إلى مواجهة اليوم بأنها "نهائي باكر"، وأن من سيمر إلى النهائي لملاقاة إنتر ميلان الإيطالي سيكون الأوفر حظاً للتتويج في نهائي يوم 10 يونيو (حزيران) باستاد أتاتورك الأولمبي في إسطنبول.

ولإدارك مدى أهمية مباراة اليوم لفريق مانشستر سيتي وتجربته الحالية التي بدأت بتولي غوارديولا (52 سنة) الإدارة الفنية في الأول من يوليو (تموز) 2017، يكفي القول إن الفريق حقق 11 لقباً محلياً من بينهم أربعة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز ومثلها في كأس رابطة الأندية المحترفة، وأصبح خلال الموسم الحالي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق لقب الدوري للمرة الثالثة على التوالي والرابعة خلال خمسة مواسم في هيمنة شبه تامة على الكرة الإنجليزية التي تمثل أهم نظام تنافسي على صعيد الأندية في العالم.

ووصل سيتي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم (2020 - 2021) لكنه خسر أمام تشيلسي ليظل تحقيق لقب أوروبي هو الحلم الغائب والمنتظر.

وإضافة إلى ما سبق سيخوض سيتي آخر 90 دقيقة في الدور نصف النهائي على أمل كسر عقدة ريال مدريد الذي خطف منه بطاقة التأهل إلى نهائي الموسم الماضي في خمس دقائق.

وخلال الموسم الماضي كاد مانشستر سيتي أن يمر إلى المحطة الأخيرة لمواجهة ليفربول حينما فاز على ريال مدريد بنتيجة (4-3) في ملعب "الاتحاد" ذهاباً، وظل متقدماً بالنتيجة خلال مباراة الإياب بهدف لاعبه الجزائري رياض محرز حتى الدقيقة الـ 90، لكن ريال مدريد حقق عودة تاريخية بتسجيل ثلاثة أهداف في خمس دقائق ليخطف بطاقة العبور إلى النهائي ويتوج باللقب الـ 14 في تاريخه على حساب العملاق الإنجليزي الآخر ليفربول.

وعلى رغم الحالة الراهنة بين الناديين التي ترفع التوقعات في شأن مستوى التنافسية في المباراة يرى مدرب سيتي غوارديولا أن تجربة ناديه لن تتأثر كثيراً سواءً بالتتويج بدوري أبطال أوروبا أو خسارته.

وقال الإسباني "إرثي وإرثنا استثنائي بالفعل، ربما يحمل إرثي كتاباً حول ذلك يوماً ما، لكن الإرث هو أننا حظينا بأوقات رائعة ولعبنا كرة قدم رائعة، أفضل إرث تستطيع تحقيقه هو أنك لعبت جيداً وقدمت أداءً رائعاً".

ولهذا طلب غوارديولا من لاعبيه الاستمتاع بدلاً من التركيز على قوة اللقاء.

وأضاف "نعلم مدى أهمية مباراة الغد، ربما هي واحدة من أهم المباريات ولا يمكننا إنكار ذلك، لكني طلبت من اللاعبين أن يستمتعوا باللحظة، نحن محظوظون بشكل لا يصدق لوجودنا هنا... سنفعل كل شيء ونقدم كل شيء".

وشدد غوارديولا على أن فريقه يجب أن يلعب بشكل "أفضل بكثير" من مباراة مدريد وعبر عن أمله في أن يكون فريقه أكثر مرونة في الهجوم.

وعلى الجانب الآخر قال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، إن فريقه يحتاج إلى أكثر من الموهبة الفردية للتغلب على مانشستر سيتي.

وفاز ريال بخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا في العقد الأخير منها ثلاثة مع زين الدين زيدان واثنان مع أنشيلوتي، بما في ذلك الموسم الماضي عندما تغلب على سيتي في الدور قبل النهائي (6-5) في مجموع المباراتين.

وحذر أنشيلوتي، الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات كمدرب، وهو رقم قياسي مع ميلان الإيطالي وريال مدريد، لاعبيه من التراخي أمام المنافس على ملعب الاتحاد.

وأضاف "الجودة وحدها لا تكفي لمواجهة مثل هذه المباريات، يجب أن يكون لديك أشياء أخرى، ليس من السهل شرح وصفة ريال مدريد للنجاح، لكنني أعتقد أن دوري أبطال أوروبا مميز له بسبب التاريخ."

"نريد تحسين بعض الأشياء من الأسبوع الماضي، سيتي لديه أفضل فريق في أوروبا في الوقت الحالي وسيكون الأمر مثيراً، لكن عندما نتعامل مع منافس بهذا الحجم لا ننظر إلى لاعب أو لاعبين بعينهم، نحن لا نفكر فقط في إرلينغ هالاند وماذا عن كيفين دي بروين؟ وماذا عن إيلكاي غندوغان؟ وماذا عن رياض محرز؟ ستكون مباراة صعبة".