Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زيلينسكي في لندن بعد باريس وكييف: "أول نجاح" للهجوم في محيط باخموت

ماكرون والرئيس الأوكراني يدعوان إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا

ملخص

بعد إيطاليا وألمانيا، وصل الرئيس الأوكراني مساء الأحد إلى فرنسا حيث استقبله ماكرون في الإليزيه لبحث الحاجات العسكرية والإنسانية لكييف.

أعلن الجيش الأوكراني اليوم الإثنين "أول نجاح" لهجومه في محيط مدينة باخموت (شرق) التي تشهد أطول وأعنف معركة في إطار الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن "تقدم قواتنا في منطقة باخموت هو أول نجاح في الهجوم" الرامي منذ الصيف الماضي إلى استعادة المدينة التي تسيطر القوات الروسية على القسم الأكبر منها، بحسب ما نقلت عنه وزارة الدفاع.

أوكرانيا تعلن استعادة مواقع في ضاحية باخموت

وكانت أوكرانيا أكدت أنها استعادت "أكثر من 10 مواقع" روسية في ضاحية باخموت بشرق البلاد التي باتت مركز المعارك منذ أشهر عدة، وشهدت في الأيام الأخيرة تقدماً أوكرانياً عند أطراف الدفاعات الروسية.

وكتبت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار على "تيليغرام"، "اليوم، سيطرت وحداتنا على أكثر من 10 مواقع للعدو شمال ضاحية باخموت وجنوبها"، لافتة إلى أن "معارك شرسة" تتواصل داخل المدينة المدمرة. وأضافت "تم أسر جنود أعداء".

وتؤكد كييف منذ أيام عدة أنها أحرزت تقدماً حول باخموت في سابقة منذ أشهر، في حين تعلن موسكو تقدماً في المدينة نفسها، علماً بأنها تسيطر على القسم الأكبر منها.

وأوضحت ماليار أن قوات موسكو "جمعت كل قدراتها (في المنطقة المذكورة) وتحاول التقدم مع تدمير كل شيء عند مرورها".

من جانبه، اتهم زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين مرة جديدة القوات الروسية بالتقاعس في محيط باخموت حيث تدور المعارك.

وفي رسالة نشرها مكتبه الإعلامي أمس الأحد، اتهم بريغوجين "القوات الروسية المجوقلة" بعدم دعم رجاله كما تدعي وزارة الدفاع الروسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إنها "أصابت" مواقع في ترنوبل (غرب) وبيتروبافليفكا (وسط شرقي) في أوكرانيا، تخزن فيها أسلحة غربية تم تسليمها لكييف.

كما أعلنت موسكو مقتل قائدين عسكريين على الجبهة في أوكرانيا، في إعلان نادر من قبل القيادة العسكرية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو 15 شهراً.

والمعركة للسيطرة على هذه المدينة في دونباس هي الأطول والأكثر فتكاً منذ بدء الهجوم الروسي في الـ24 من فبراير (شباط) 2022.

وأودت ضربة روسية بحياة أربعة أشخاص في أفدييفكا الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا وأصابت مستشفى، على ما أعلن الحاكم الأوكراني لمنطقة دونيتسك بافلو كيريلنكو.

"فاغنر" والكشف عن مواقع القوات الروسية في أوكرانيا

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الأحد نقلاً عن وثائق استخبارات أميركية مسربة أن رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين عرض الكشف عن مواقع القوات الروسية للحكومة الأوكرانية، وقالت الصحيفة إنه في مقابل سحب أوكرانيا جنودها من المنطقة، عرض بريغوجين في يناير (كانون الثاني) إبلاغ جهاز الاستخبارات الأوكرانية بمواقع القوات الروسية، وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا رفضت العرض.

وذكرت "واشنطن بوست" أن عرض بريغوجين جاء من خلال اتصالاته بجهاز الاستخبارات الأوكرانية.

ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق على التقرير، الذي استند إلى وثائق أميركية سرية تم تسريبها إلى منصة "ديسكورد" للدردشة الجماعية.

زيلينسكي في لندن

واليوم الإثنين وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن، على ما ذكرت رئاسة الحكومة البريطانية، إذ يلتقي رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي وعد بتسليم "مئات" الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية إلى كييف قريباً.

وتأتي زيارة زيلينسكي في إطار جولة أوروبية قادته إلى روما وبرلين وباريس، يبحث فيها عن تعهد عسكري إضافي من حلفائه قبل الهجوم المضاد الذي يعده جيشه ضد القوات الروسية.

وقال الرئيس الأوكراني في تغريدة، معلناً مغادرته إلى لندن التي سبق أن زارها في فبراير (شباط) "كانت المملكة المتحدة رائدة في تزويدنا بمعدات برية وجوية إضافية. وسيستمر هذا التعاون".

وستسلم المملكة المتحدة أوكرانيا "مئات" الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية التي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلومتر، وأوضحت رئاسة الحكومة في بيان أن هذه التجهيزات سيتم تسليمها "خلال الأشهر المقبلة، فيما تستعد أوكرانيا لتعزيز مقاومتها للغزو الروسي الجاري".

"مزيد من الدمار"

في المقابل حذر الكرملين من أن شحنات الأسلحة البريطانية الجديدة لأوكرانيا التي أعلنتها لندن قبل اجتماع بين رئيس الوزراء ريشي سوناك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ستتسبب في "مزيد من الدمار"، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين إن "بريطانيا تطمح لوضع نفسها في مقدم الدول التي تواصل إغراق أوكرانيا بالسلاح"، وأضاف أن عمليات التسليم هذه "لن يكون لها تأثير كبير في مسار" الصراع، لكنها "ستتسبب في مزيد من الدمار".

"عقوبات جديدة"

ومن باريس، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى زيادة الضغط على روسيا بفرض "عقوبات جديدة"، بحسب بيان مشترك صدر عن البلدين بعد محادثاتهما مساء الأحد في باريس.

وأعلن البلدان أن "أوكرانيا وفرنسا تتفقان على ضرورة زيادة ضغوطنا الجماعية على روسيا من خلال فرض عقوبات جديدة بهدف إضعاف قدرتها على مواصلة حربها العدوانية غير المشروعة".

 

وستقدم فرنسا "عشرات" المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة لكتائب في الجيش الأوكراني، كما أعلن البلدان بعد مأدبة عشاء جمعت ماكرون وزيلينسكي في قصر الإليزيه.

وجاء في البيان المشترك "في الأسابيع المقبلة، ستقوم فرنسا بتدريب عديد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة من طراز AMX-10RC". وأضاف أن باريس تركز أيضاً "جهودها على دعم قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية".

الحاجات الملحة لأوكرانيا

وفي وقت سابق، استقبل ماكرون في الإليزيه نظيره الأوكراني في إطار عشاء عمل تخلله بحث "الحاجات الملحة لأوكرانيا على الصعيدين العسكري والإنساني"، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

وبعد إيطاليا وألمانيا، وصل الرئيس الأوكراني نحو الساعة 20:55 إلى قاعدة فيليزي-فيلاكوبلاي الجوية جنوب غربي باريس. ولدى نزوله من طائرة فالكون فرنسية، كانت في استقباله رئيسة الوزراء إليزابيث بورن.

وكتب زيلينسكي على "تويتر" لدى وصوله "مع كل زيارة، تزداد قدرات أوكرانيا الدفاعية والهجومية. تتعزز الصلات مع أوروبا ويتكثف الضغط على روسيا".

وبعدها، استقبل ماكرون زيلينسكي في الإليزيه. وتصافح الرئيسان وتبادلا بضع كلمات في باحة القصر الرئاسي على وقع موسيقى الحرس الجمهوري قبل أن يدخلا الإليزيه. 

ماكرون: روسيا بدأت "شكلاً من أشكال التبعية للصين"

وقبل لقاء زيلينسكي، اعتبر الرئيس الفرنسي في مقابلة مع صحيفة "لوبينيون" أن روسيا "خسرت جيوسياسياً" الحرب في أوكرانيا وبدأت "شكلاً من أشكال التبعية للصين".

وأوضح الرئيس الفرنسي "لنكن واضحين، هذه ليست عملية خاصة لأن فلاديمير بوتين قرر التعبئة. من جانب آخر، أثارت روسيا شكوك حلفائها التاريخيين. بدأت في الواقع شكلاً من أشكال التبعية للصين وخسرت الوصول إلى بحر البلطيق، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إليها لأنها سرعت اختيار السويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو".

وأضاف "قلت دائماً إنه على المدى الطويل، سيتعين على هيكلية الأمن الأوروبي تأمين أوكرانيا تماماً في المستقبل. لكن سيتعين عليها أيضاً بلورة عدم مواجهة مع روسيا وإعادة بناء توازنات مستدامة. لكن ما زال هناك عديد من الخطوات الواجب اتخاذها للوصول إلى ذلك".

تعزيز التقارب بين برلين وكييف

وفي وقت سابق الأحد، تسلم زيلينسكي جائزة في ألمانيا تكريماً لمساهمته في تعزيز الوحدة الأوروبية.

وأكد عدد من قادة الاتحاد الأوروبي الذين شاركوا في آخن بتسليم الرئيس والشعب الأوكرانيين جائزة شارلمان العريقة أن أوكرانيا تقاتل من أجل حرية أوروبا وقيمها.

واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن "أوكرانيا تجسد كل ما تمثله الفكرة الأوروبية: شجاعة المعتقدات، والنضال من أجل القيم والحرية، والالتزام من أجل السلام والوحدة".

وزيارة زيلينسكي لألمانيا كانت الأولى منذ بدء الهجوم الروسي، وبدأها صباحاً في العاصمة الألمانية. واستقبل المستشار الألماني أولاف شولتز زيلينسكي استقبالاً رسمياً صباح الأحد، وسط تدابير أمنية مشددة.

وأكدت الزيارة تعزيز التقارب بين برلين وكييف بشكل واضح، بعد استياء أوكراني لأشهر من الحكومة الألمانية لمماطلتها في تسليم أسلحة طلبتها كييف.

وقال زيلينسكي لشولتز خلال مؤتمر صحافي مشترك "أود أن أتقدم بخالص الشكر لك... وكذلك للشعب الألماني لإنقاذ كل روح أوكرانية بفضل دعمكم". بدوره أكد شولتز أن برلين "ستدعمه طالما استلزم الأمر"، مشدداً على أن التزام برلين تجاه كييف بما في ذلك بالأسلحة، بلغ حتى الآن 17 مليار يورو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

محادثات سلام مشروطة

وطلب زيلينسكي الذي يؤكد أنه "لا يهاجم الأراضي الروسية" ويركز على تحرير الأراضي المحتلة، من المستشار دعم تسليم كييف مقاتلات الأمر الذي رفضه شولتز حتى الآن. 

كما أظهر انفتاحاً على "محادثات" سلام ولكن "فقط" بشروط كييف. وشكر الرئيس الأوكراني ألمانيا على دعمها، لدى لقائه الرئيس الألماني فرانز فالتر شتاينماير.

وكتب زيلينسكي "في أحلك حقبة من تاريخ أوكرانيا الحديث، أثبتت ألمانيا أنها صديقنا الحقيقي وحليفنا الموثوق به". وشارك زيلينسكي ووزير الدفاع الأوكراني في اجتماع مع وزراء ألمان بينهم وزيرة الخارجية انالينا بيربوك.

وبمناسبة زيارته أعلنت الحكومة الألمانية أنها تعد خطة جديدة لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,7 مليار يورو، وهو مبلغ قياسي منذ بدء النزاع بحسب "دير شبيغل".

وتأتي هذه الخطوة وسط استعدادات للجيش الأوكراني لشن هجوم مضاد في حين تعلن كل من كييف وموسكو عن انتصارات في باخموت ومحيطها ومنطقة دونباس (شرق).

وتشمل هذه المساعدة الجديدة عشرات الدبابات والمدرعات وطائرات المراقبة من دون طيار وأربع منظومات دفاع جوي جديدة من طراز "آيريس-تي". لكن نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك قال إنها ليست كافية.

الطائرات المقاتلة أولوية

ولطالما كانت العلاقات بين كييف وبرلين متوترة بشأن المساعدة العسكرية، مع انتقاد ألمانيا لترددها الشديد وتحفظاتها، لكنها عززت دعمها في الأشهر الأخيرة.

وشدد مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الأحد على أن "مسألة الطائرات المقاتلة أولوية بالنسبة إلى أوكرانيا". وأضاف "نحن بحاجة إلى أف-16" وهي مقاتلات حديثة للدفاع عن سماء أوكرانيا، استعداداً لهجوم الجيش الأوكراني المتوقع.

وتأتي جولة الرئيس الأوكراني الدبلوماسية قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في ريكيافيك واجتماع قادة مجموعة السبع في اليابان الأسبوع المقبل.

المزيد من دوليات