Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السينما اليمنية تهزم الواقع بحراك يمنح الأمل

"عبر الأزقة" يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان هوليود للأفلام العربية و"في البداية كان حلماً" يشارك في "كازا"

ملخص

"عبر الأزقة" يفوز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان هوليود للأفلام العربية و"في البداية كان حلماً" يشارك في "كازا" 

تشهد الساحة الفنية في اليمن حراكاً إبداعياً حقق مراكز متقدمة وجوائز عالمية ضمن منافسات مختلفة على المسرح الدولي، ما دفع كثيرين إلى التفاؤل في شأن تنشيط الطاقات الفنية وإخراجها إلى العلن، ما من شأنه إحداث رد فعل إيجابي ومتمرد على الواقع القاسي، حيث نال الفيلم اليمني "عبر الأزقة" للمخرج اليمني يوسف الصباحي الأسبوع الماضي جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان هوليوود للأفلام العربية في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية لهذا العام.

ويهتم المهرجان بالأفلام العربية سواء في الشرق الأوسط أو تلك التي يصنعها مخرجون أميركيون من أصول عربية، وبناء على التقييمات وجودة الأفلام يُمنح الفيلم الأفضل جوائز تشجيعية، وجاء فوز "عبر الأزقة" لينشر فرحة كبيرة لدى الأوساط الشبابية اليمنية سرعان ما انتشر صداها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فيلم "عبر الأزقة" مدته 21 دقيقة، فكرة وإخراج يوسف الصباحي، وبطولة الطفل اليمني أحمد عصام وأنتجته شركة (creativ media solutions) وتم تصوير أحداثه في مدينة إب القديمة التي تبعد 200 كم عن جنوب العاصمة "صنعاء"

في حديثه لـ"اندبندنت عربية" أبدى المخرج يوسف الصباحي سعادته بفوز فيلمه وأشاد بمهارة بطله الطفل أحمد عصام، وقال إنه كان ساحراً بأدائه وحماسه وبث الروح في القصة وأكسب الفيلم نمطاً متميزاً، ووجه شكره لطاقم الفيلم ووالده على دعمه المستمر طوال مرحلة التصوير.

خيال طفل

وفيلم "عبر الأزقة" هو رحلة تحاكي إيقاع الحياة البسيطة للأطفال اليمنيين في شوارع وأزقة مدينة إب القديمة. تدور أحداثه حول قصة لطفل يدعى أحمد، يذهب لشراء الخبز قبل وصول ضيوف إلى منزلهم، تتحول مهمته البسيطة إلى رحلة استكشافية للمجتمع اليمني عبر أزقة المدينة التاريخية وحديث الناس من حوله. ويفقد وقته بين اللعب مع أصدقائه، وتجربة المشي مع جنازة، والاستمتاع لحكايات شيخ مسن حول فلسفة الحياة والإيمان والقدر، ويتساءل في الأخير ما إذا كان سيصل للمخبز قبل موعد الغداء؟

ويفيد المخرج الصباحي أن فكرة الفيلم الذي حقق الفوز من بين 14 فيلماً مقدمة من دول مختلفة، لا تطرح قضية مباشرة، بل تعمل على بث رسائل ثانوية، والقصة تأتي في المقام الأول، وتحرر المشاهد من روتين البحث عن القضية وتجعله يستمتع بالقصة لذاتها.

ويضيف "فكرة الفيلم ليست سياسية، ولست هنا ضد الأفلام التي تناقش قضايا سياسية، لكن (عبر الأزقة) هو رحلة عودة لزمن كانت الحياة من منظورنا، لما كنا أطفالا أقصد، بسيطة والوقت يمضي بإيقاع أبطأ وأهدأ. هذه الرحلة مدتها 20 دقيقة فقط تقريباً، هذا هو الفيلم الذي أردت صنعه، على العكس من بقية الأفلام المعروضة في مهرجان هوليود العربي، حيث قدمت رسائل مباشرة عن قضايا ومعاناة الشرق الأوسط التي تتمحور حول الموت والدمار".

حراك سينمائي

وأشار الصباحي إلى أنه يعمل حالياً مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "الأوسكار" كمنتج في قسم التاريخ الشفهي والبصري، إضافة إلى عمل مهم وهو كتابة مشروع فيلم طويل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف الصباحي أن "هناك حراكاً فنياً يقوده مجموعة قليلة من الشباب وبجهود فردية غالباً، لكن عملية الإنتاج الفنية ما تزال شحيحة ونحتاج إلى صناعة مستمرة". وأكد أنه مدرك تماماً مدى الصعوبة التي تواجه صانع الفيلم في اليمن، والشباب الذين يتغلبون على كل تلك المصاعب كي يصنعوا فيلماً قصيراً هم الجيل الذي سيحدث حراكاً سينمائياً حقيقياً، لكننا في البداية".

رئيس المنتدى العربي الأوروبي في باريس، حميد عقبي، قال إن "الإنجاز الكبير هو أن تكون أفلامنا في قاعات أوروبية ومحافل عالمية. يجب أن نفرح لهذه الإنجازات الرائعة والبديعة والحرة التي يقوم بها شباب يمنيون في بلد طحنته الحرب، هذا النشاط السينمائي يجب أن يستمر ويجد الدعم والرعاية من رجال المال والأعمال في ظل غياب الدولة في اليمن".

وأضاف عقبي، "هناك حركة سينمائية جديدة لا تعتمد على إرث سينمائي في اليمن، فمعظم البلدان السينمائية المنتجة، سواء العربية أو الأجنبية، لديها إرث سينمائي وقواعد وتاريخ، في تأثر وتأثير، لكن هؤلاء الشباب ينطلقون من واقع جديد".

أفلام أخرى

وبينما فازت أفلام يمنية بجوائز دولية يتحضر شباب يمنيون للمشاركة في أعمال إبداعية في مهرجانات دولية. وفي حديث لنا قال الصحافي والمصور اليمني على جعبور إنه تلقى قبولاً لعرض فيلمه "في البداية كان حلماً" في مهرجان كازا السينمائي للهجرة والاندماج الذي سيقام في المغرب ما بعد الصيف المقبل.

وفيلم "في البداية كان حلماً" وثائقي قصير مدته 12 دقيقة، يرصد معاناة المهاجرين الأفارقة خلال رحلتهم إلى اليمن ويتتبع خط سيرهم من باب المندب إلى عدن وما يتعرضون له من أخطار في البحر والبر ويركز على استغلالهم في أعمال خطرة والزج بهم في الحرب.

وفي فبراير (شباط) الماضي فاز الفيلم الروائي "المرهقون" للمخرج عمرو جمال بجائزتين من منظمة العفو الدولية ضمن فعاليات النسخة 73 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحصل على جائزة الفيلم الأكثر تأثيراً (تقدر قيمتها بـ5 آلاف يورو) كما حصل أيضاً على المركز الثاني كأفضل فيلم روائي في قسم البانوراما بتصويت الجمهور الذي يشارك فيه أكثر من 20 ألف زائر من زوار المهرجان.

ويجسد "المرهقون" قصة حقيقية لزوجين هما أحمد وإسراء وأولادهم الثلاثة الذين يعيشون في مدينة عدن، حيث تعاني الأسرة الأوضاع الاقتصادية الصعبة للبلاد، وبعد اكتشاف الأم حملها بالطفل الرابع، يحاول الوالدان إيجاد طريقة للإجهاض على رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة للنجاة من هذا المأزق. ومدة الفيلم ساعة ونصف الساعة، ومن بطولة خالد حمدان وعبير محمد وسماح العمراني وإسلام سليم ورؤى الهمشري وعمر إلياس.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما