Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رب أسرة يروي تجربة نجاته من الموت في السودان

لقي مئات الأشخاص مصرعهم وجرح آلاف آخرون إلى جانب تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية

تواصل المعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي (أ ف ب)

ملخص

تعكس حال المهدي أحمد واقع آلاف السودانيين الذين لم يتوقعوا أن تتحول عاصمتهم إلى نسخة مشابهة من حال عواصم أخرى تعرضت للقصف والدمار

استيقظ المهدي أحمد على أصوات المدافع وهدير الدبابات، حينها لم يتخيل للحظة أن الحرب اندلعت في مركز العاصمة، باب حديدي كان الفاصل بين المهدي والموت المحقق، على أثر قصف طال منزله في ضاحية بري بالخرطوم من دون سابق إنذار في اليوم الثاني لبداية القتال.

ووصف المهدي المشهد قائلاً "كأنني أتابع معركة تفوق أفلام العنف، شعرنا ونحن نائمون بأن المباني تهتز، رأيت مشاهد موجعة لن أنساها ما دمت حياً، صرخنا وطلبنا النجدة من دون جدوى، جعلتنا الصدمة مثل المجانين، نصرخ ونركض في كل اتجاه من دون تحديد هدف"، مضيفاً "تعرض منزلي لقذيفة اخترقت سوره وبابه، لكنها لم تصب أحداً إصابة بالغة لحسن الحظ بعد أن تصدى الباب الحديدي لقوة الضربة، وكنت وقتها بالقرب منه برفقة طفلتي سناء".

واقع أليم

واندلعت المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل (نيسان) الماضي، ولقي مئات الأشخاص مصرعهم وجرح آلاف آخرون إلى جانب تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية، كما أدى القتال إلى نزوح آلاف المواطنين إلى الأقاليم المحاذية لبلدان مجاورة بحثاً عن الأمان.

وتعكس حال المهدي أحمد واقع آلاف السودانيين الذين لم يتوقعوا في أسوأ كوابيسهم أن تتحول عاصمة بلادهم إلى نسخة مشابهة من حال عواصم أخرى تعرضت للقصف والدمار.

ويقع حي بري تحت مرمى نيران الطرفين المتقاتلين بالقرب من القيادة العامة للجيش ومطار الخرطوم الدولي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولا تزال الجروح التي أصيب بها أحمد ظاهرة على جسده، ورافق الحزن صوته لحظة حديثه عن تفاصيل ما جرى لعائلته المؤلفة من طفلين وزوجته "أصبت بخدوش وجروح، أما ابنتي سناء فقد ظهرت لها كدمات في اليوم الثالث بعد أن اصطدمت بالأرض، ولحسن حظنا كان يوجد في المنزل محلول مطهر للجروح وقطن معقم، لم نهتم بتاريخ صلاحية الدواء وأجرينا اللازم على عجل".

مشاعر الرعب

وأوضح أن "المعاناة الثانية بدأت قبل التئام الجروح، في ما يتصل بالأكل والشرب"، قائلاً "بقينا محبوسين بلا طعام خلال خمسة أيام، لم يكن هناك ماء ولا كهرباء، شعرنا وكأننا في العصر الحجري، في تلك الفترة لم يتوقف الرصاص وطلقات المدافع حتى في فترات إعلان الهدنة".

وتذكر المهدي أحمد مشاعر الخوف التي انتابته في تلك الفترة "كنا ننتظر اللحظة التي سنموت بها، ونشعر في أوقات أن المنزل سيتهدم فوق رؤوسنا".

كحال كثيرين من المواطنين الذين تفاجأوا بالحرب وإطلاق النار والحصار القسري في المنازل، وجد المهدي نفسه مضطراً إلى البقاء، ومن ثم التفكير في كيفية الخروج على رغم صعوبة المهمة في ظل تجدد الاشتباكات، ومع مرور الأيام تفاقمت أزمات الكهرباء والمياه ونقص الغذاء.

أيام عصيبة

وتابع المهدي "عشنا أياماً عصيبة مثل غالبية سكان الخرطوم، وكنا معرضين للموت في أي لحظة جراء القصف المتواصل، لم ننم، وانقطعت عنا إمدادات المياه تماماً ليعيش أطفالي أوضاعاً مأسوية".

وبعد عيش هذه التجربة المأسوية قرر المهدي الفرار برفقة عائلته في أسرع وقت، ولم يكن أمامهم سوى المجازفة بحياتهم والهرب من المنطقة حيث يعيشون، وهنا بدأت رحلة البحث عن وسيلة تنقذهم وتوصلهم إلى بر الأمان.

رحلة النزوح

وكأن الصعوبات التي عاشوها أبت أن تنتهي "صعوبة توفير سيارات أو أي وسائل نقل أخرى، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بسبب نفاد المحروقات، ورحلة الأسرة إلى ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم محفوفة بالأخطار بخاصة أنها تزامنت مع تواصل المواجهات بين طرفي الصراع".

وعن الصعوبات التي واجهته قال المهدي "بعد خمسة أيام خرجنا سيراً على الأقدام، عبرنا جسر المنشية إلى شرق النيل ومن هناك توجهنا بحافلة إلى ولاية الجزيرة".

وعندما تعطلت بهم المركبة التي تنقلهم أمام إحدى نقاط التفتيش حاول بعض المواطنين مساعدتهم على الاختفاء سريعاً في إحدى القرى الريفية، وانتقل المهدي في اليوم الثاني إلى قرية أخرى قبل أن يتحرك إلى ولاية الجزيرة "في الطريق مررنا بخمس نقاط تفتيش، وكان الجنود يتفحصون دائماً أوراقنا الثبوتية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات