Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا أرفض دعوة أداء "قسم الولاء" للملك؟

حظيت الملكة الراحلة بالاحترام حتى في أوساط أعتى مناصري النظام الجمهوري لكنها رحلت وعهدها المديد انتهى وقد حان وقت التغيير

"من الملائم أن يؤدي تشارلز قسم الولاء للشعب الذي يخدمه وليس العكس"    (رويترز)

ملخص

قبيل حفل تتويج الملك تشارلز الثالث، اعتبرت أنطونيا هوني ويل أن زمن الملكية ولى وأن عبارة "فليعش الملك إلى الأبد" خارجة من عصر غابر

في عام 1981، كنت فتاة كشافة مبتدئة. وكان تشارلز وديانا مخطوبين، والعرس الملكي ضخم. أحببت الخاتم وأحببت ثوب الزفاف، وفي المدرسة، صممنا الطوابع واللوحات التذكارية وخططنا للزواج بأول ابن يرزقان به لكي نصبح أميرات (مع أنه يبدو أن فارق السن البالغ 12 عاماً لا يساعد في هذه الحالة).

تجمعت فتيات الكشافة المبتدئات إلى جانب المرشدات في منطقتنا داخل ملعب المدرسة للعب ألعاب تتعلق بالزفاف الملكي ("اصنعن ثوب الزفاف من ورق الزينة!") قبل التفرج على مراسم حفل الزفاف على تلفاز أدخل إلى قاعة المدرسة.

كان الأمر ممتعاً. وبعد سنوات طويلة، أعجبني مشهد الملكة وهي تقفز من طائرة مروحية برفقة جيمس بوند خلال مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية في عام 2012. وأحببت الدب بادنغتون في احتفالات اليوبيل البلاتيني، كما أحببت المحتويات السرية لحقيبة اليد الملكية.

لكن لقوة شطيرة المربى المبهجة حدودها. حظيت الملكة الراحلة طيلة حياتها بقدر من الاحترام، حتى في أوساط أعتى مناصري النظام الجمهوري، لكنها رحلت، وعهدها المديد انتهى، والآن حان وقت التغيير.

ولهذا يبدو لي أنه أمر غريب وتقليد عفا عليه الزمن حتى أن ندعا جميعاً إلى أداء قسم الولاء للملك خلال مراسم تتويجه عن طريق ترداد العبارات التالية "أقسم بالولاء الحقيقي لجلالتك، ولورثتك وخلفائك وفقاً للقانون".

وسيتبع ذلك هتافات، يقول بعدها رئيس أساقفة كانتربري "فليحفظ الرب الملك"، وسيطلب منا جميعاً أن نردد "فليحفظ الرب الملك تشارلز. عاش الملك تشارلز. فليعش الملك إلى الأبد".

وننهي الهتاف بعبارة "فساعدني يا رب". من دواعي السخرية بأن هذا هو ما أشعر به تحديداً حول وضع بريطانيا العظمى في الوقت الحالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ببسيط العبارة، إنها لخطوة غريبة أن تدعو الناس إلى أداء "قسم الولاء"، فيما علاقة معظمنا بالعائلة المالكة ليست على هذا الشكل. ربما من الصحيح أن معظم الناس يحبونهم ويرغبون بالحفاظ على وجودهم، لكن ترجمة هذا الشعور إلى "قسم" رسمي يحمل طابع التبعية والطاعة، وهذا يبدو منفصلاً عن الواقع، على أقل تقدير.

ففي النهاية، يتبوأ الملك تشارلز الثالث عرش دولة أصبحت فيها بنوك الطعام ركناً أساسياً في حياة كثيرين، بعد أن كانت الحاجة إليها نادرة. يرتاد التلامذة مدارسهم وهم جوعى، لكي يتلقوا دروسهم داخل مبان تفتقر إلى الصيانة الملائمة، على يد أساتذة يعانون الأمرين لكي يقدروا على تأمين كلفة مسكن آمن.

إن تشارلز ملك دولة لا يمكنها أن تجد المال الكافي لدفع رواتب ملائمة لممرضيها، لكنها قادرة مع ذلك أن تجد أكثر من 100 مليون جنيه استرليني (125 مليون دولار) لدفع كلفة مراسم تتويج الملك. إنها دولة لا تزال تنوء تحت تبعات جائحة مدمرة، ودولة احتفل رئيس وزرائها فيما كان أحباؤنا يموتون وحدهم.

هي دولة كانت ترحب باللاجئين وتدعمهم وتمكنهم من الازدهار، وفعلياً، أحد هؤلاء هو من ألف الموسيقى التي كانت الملكة إليزابيث الثانية تنقر لحنها بملعقتها، لكنها أصبحت تتركهم لكي يغرقوا خلال عبورهم الخطر للقنال الإنجليزي، فيما لا تزال الخطط قائمة من أجل نقل الذين ينجحون بالوصول إلى بريطانيا جواً نحو رواندا، بانتظار النظر في طلباتهم. حتى إنه يخطط لترحيل أبطال الحرب الأفغان. بريطانيا "العظمى" في مأزق.

لا يمكن حتى للملاعق الملكية التي تنقر على وقع النغمات الأولى لأغنية [فرقة كوين] "وي ول روك يو" We Will Rock You خلال حفل اليوبيل البلاتيني في القصر أن تغلب وعينا الجماعي بالكلفة الباهظة للعائلة الملكية على جيب دافع الضرائب، لا سيما في وجود الثروة الشخصية الهائلة لأفراد العائلة، ولا أن تمحو ذكرى الأمير أندرو وهو يتحدث عن الولاء والتعرق وفرع مطعم بيتزا إكسبرس في منطقة ووكينغ على برنامج "نيوز نايت".

ومع ذلك، في هذه الأثناء، عصر زيت الميرون من حبات الزيتون التي قطفت من بساتين جبل الزيتون (في الأراضي المقدسة) وكرس في كنيسة القيامة، كما يجري تجهيز المجوهرات والحلي النفيسة للمناسبة.

أنا أرى أن كل هذا بعيد كلياً عما يريده البلد حقاً، وما يحتاج إليه. أنا أريد أن يخصص مبلغ الـ100 مليون جنيه هذا، والـ100 مليون جنيه التي يدفعها دافع الضرائب سنوياً للحفاظ على الملكية، لممرضينا، ومدارسنا وخدماتنا العامة والمساكن اللائقة ذات الكلفة اليسيرة.

وأجرؤ على القول إن كثيرين في بريطانيا اليوم يشاركونني هذا الشعور، بالتالي فإن اقتراح أدائنا لهذا القسم، في محاولة لإعادة رسم العلاقة الأساسية بين الشعب والملكية، لا ينجح فعلاً.

لا أعتقد أن معظم الناس ينظرون إلى أفراد العائلة المالكة على أنهم "أفضل" من المواطنين العاديين. ولذلك، فإن عبارة "فليعش الملك إلى الأبد" تبدو كأنها خارجة من زمن غابر. وهي لا تناسب يومنا الحالي. وأنا أصوغ الموضوع بطريقة مهذبة.

إن كانت العائلة المالكة ستظل موجودة عندنا أساساً، فعليها أن تبدأ العمل الحقيقي. ومن الملائم جداً أن يؤدي تشارلز قسم الولاء للشعب الذي يخدمه، وليس العكس.

© The Independent

المزيد من آراء