Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة البنوك في أميركا تثير المخاطر بالأسواق العالمية

خسائر فادحة لأسهم "فيرست ريبابليك" وسط غياب حل لمصيره المشؤوم

واجه بنك "فيرست ريبابليك" مشكلات في السيولة بعد إفلاس بنك "سيليكون فالي" (مواقع التواصل)

ملخص

انخفضت القيمة السوقية للبنك بنسبة تقارب 40 في المئة خلال تداولات الأربعاء، حين تراجعت لأول مرة في تاريخه دون المليار دولار لتصل إلى نحو 888 مليون دولار

عادت أزمة إفلاس البنوك الأميركية إلى دائرة الضوء مع أخبار متلاحقة وسريعة تصيب بنك "فيرست ريبابليك"، حيث يتكبد خسائر سوقية منذ بداية الأسبوع، مع ترقب المستثمرين لمعرفة ما إذا كان سيتمكن من العثور على مشترين لأصوله لإقالته من عثرته من دون دعم حكومي.

وانخفضت القيمة السوقية للبنك بنسبة تقارب 40 في المئة خلال تداولات الأربعاء، حين تراجعت لأول مرة في تاريخه دون المليار دولار لتصل إلى نحو 888 مليون دولار، لكن البنك تمكن من تعويض بعض خسائره وأغلق سهمه منخفضاً 30 في المئة تقريباً، واستقرت قيمته السوقية عند 1.1 مليار دولار، لتصبح  بعيدة جداً عن ذروتها التي تجاوزت 40 مليار دولار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ليظهر حجم الانهيار السريع للبنك. 

مشكلات السيولة 

واجه بنك "فيرست ريبابليك" مشكلات في السيولة بعد إفلاس بنك "سيليكون فالي" في مارس (آذار) الماضي، إذ صنف بين البنوك المتوسطة الآيلة للسقوط، وهوى السهم بنسب وصلت إلى 90 في المئة في فترة قصيرة قبل أن تنقذه البنوك الأميركية عندما تكاتفت ووضعت خطة وقتذاك بقيادة أكبر بنك في أميركا "جي بي مورغان" لانتشاله من مأزقه، حين أودع 11 مصرفاً 30 مليار دولار في "فيرست ريبابليك"، 16 مارس، وأدى ذلك لوقف الأزمة المصرفية.

وهناك اقتراحات حالياً بقيادة "جي بي مورغان" أيضاً بإمكانية تشكيل تحالف لشراء "فيرست ريبابليك"، لكن الفكرة لم تكتسب إجماعاً بحسب "رويترز".

ونقلت مصادر "رويترز" أن مستشاري "فيرست ريبابليك" اتصلوا في الأيام الأخيرة بما لا يقل عن أربعة من البنوك الـ11 المقرضة باقتراح لشراء بعض أصول البنك. وقالت المصادر إن ثلاثة من هؤلاء قالوا إنهم لا يرون سبيلاً للمضي قدماً دون دعم حكومي. كما يحاول البنك حالياً زيادة رأسماله ويعمل مستشاروه على التأكد من أن هناك مشترين محتملين لأسهمه الجديدة، إذ سيستخدم الزيادة في دعم الميزانية العمومية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وما صدم الأسواق أمس وأدى إلى تسارع انهيار سهم البنك، التقارير التي أوردتها شبكة "سي أن بي سي" الأميركية عندما نقلت عن مسؤولين في الحكومة أنهم غير مستعدين حالياً للتدخل في عملية إنقاذ "فيرست ريبابليك". وبدأت الأسواق تتحدث بعد ذلك عن عودة للأزمة المصرفية، وهو ما فاقم الوضع أكثر. 

وتم إيقاف التداول على أسهم "فيرست ريبابليك"مرات عدة أمس بعد هذه الأخبار، لكنه أغلق منخفضاً بنسبة 30 في المئة عند 5.66 دولار، لتصبح خسائره منذ الإثنين نحو 80 في المئة.

 أسباب الأزمة

وكانت الشرارة التي أدت إلى البيع السريع لأسهم البنك التقرير الذي أصدره وأفصح فيه أن نحو 100 مليار دولار من الودائع قد خرجت من البنك في الربع الأول من هذا العام، وهو ما بدا كأنه جرس إنذار بأن البنك لديه مشكلة سيولة كبيرة.

ويبحث البنك الآن في فكرة إنشاء بنك ذي أغراض خاصة تنقل إليه الأصول الرديئة، بالتالي يفصل الأزمة عنه، لكن هناك شكوكاً في أن هذه الخطوة قد تنجح. ويقول رئيس بنوك أميركا الشمالية في مؤسسة فيتش للتصنيف الائتماني، كريستوفر وولف، إن "الأصول جيدة، لكنها مجرد أسعار فائدة سيئة"، في إشارة إلى الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة منذ العام الماضي، التي أدت إلى تآكل قيمة السندات التي يحتفظ بها البنك.

وكان بنك "فيرست ريبابليك" اشترى السندات الحكومية الأميركية لفترات طويلة قبل بدء سيناريو رفع الفوائد في مارس 2022، وتعد هذه السندات الأكثر أماناً وعوائدها طويلة الأجل، لكن قيمتها تراجعت بعد أن بدأ الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، إذ أصبحت هناك سندات في السوق بعوائد أعلى، وعندما جاءت أزمة البنوك في مارس الماضي، أصبح تسييل هذه السندات سريعاً له مردود عكسي، إذ ستأتي بسيولة لا يمكنها تغطية عمليات السحب السريعة من الودائع. 

وبلغ صافي الخسارة غير المحققة للبنك من السندات المتاحة للبيع في عام 2022 نحو 470 مليون دولار، مقابل خسارة قدرها 44 مليون دولار في العام السابق، وفقاً لإحدى الوثائق التي اطلعت عليها "رويترز".

كما بلغ صافي الخسارة غير المحققة للسندات المحتفظ بها حتى تاريخ الاستحقاق في عام 2022 نحو 4.77 مليار دولار مقارنة بمكاسب قدرها 1.12 مليار دولار في عام 2021.