Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل خرج الاهتمام بإشاعات المشاهير عن السيطرة؟

فلورنس بيو وبيزي فيليبس من بين النجوم الذين انتقدوا علناً صعود الحسابات التي تنشر قصصاً لم يتم التحقق منها وتلصصية غالباً عن أشخاص مشاهير - من الادعاءات حول سلوكهم إلى مكانهم المفضل للحصول على القهوة.

من الناحية النظرية ، يختفي كل القيل والقال في قصة إنستغرام الخاصة بك بعد 24 ساعة - لكنها  لاتفعل، لأن كل شيء تقريبًا بعد ذلك يتم التقاط شاشته وييستمر إلى الأبد (غيتي)

ملخص

فلورنس بيو وبيزي فيليبس من بين النجوم الذين انتقدوا علناً صعود الحسابات التي تنشر قصصاً عن أشخاص مشاهير تلصصية غير موثوق بدقتها غالباً، فهل خرج الاهتمام بإشاعات المشاهير عن السيطرة؟

ماذا طلب الممثل أندرو غارفيلد من مقهى ستاربكس يوم الثلاثاء؟ أين مارس "الرجل الطويل المثير من فرقة (ذا 1975)" الجنس مع امرأة ذات شعر أحمر؟ كم كان البقشيش الذي دفعه نجم كرة السلة المعتزل دينيس رودمان لفنان أداء شاذ الأسبوع الماضي؟

ما لم تكن صديقاً لأي من المشاهير المذكورين أعلاه، أو صادفتهم أخيراً في الأماكن العامة، فهذه ليست أسئلة يفترض أنك تعرف إجاباتها. على كل حال، إذا كنت من متابعي حساب "دو موا" @deuxmoi على "إنستغرام"، فإن قصص القيل والقال البسيطة هذه تقدم لمحة سريعة مجردة عن نوع المعلومات التي ستقدم لك بانتظام، مرفقة غالباً بصور توثق الحدث.

"دو موا" هو حساب نميمة جماعية يشارك قصصاً مكونة من مقالات مجهولة ومشاهدات عن المشاهير. نظرياً، تختفي جميعها بعد 24 ساعة - إلا أن ذلك لا يحدث، لأنه يتم أخذ لقطات شاشة لكل ما ينشر تقريباً ويخلد في المقالات الإخبارية ومجموعات الدردشة على "واتساب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليس "دو موا" الحساب الوحيد الذي يدقق في حياة الأثرياء والمشاهير وبطريقة مملة في كثير من الأحيان. هناك نشرة "بوب بتش" Popbitch التي تغطي الإشاعات السياسية والثقافية الشعبية، وموقع "دايت برادا" Diet Prada المعروف بالتشهير بالسلوك السيئ في صناعة الأزياء، ومدونة تدعى "تاتل" Tattle تركز على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي. تتراوح المعلومات التي تتم مشاركتها بين: من هو نجم الصف الأول في هوليوود الذي اختير لفيلم مارفل الجديد، ومن النجم الذي يعتبر العمل معه أشبه بكابوس، وصولاً إلى الفنان الموسيقي الذي لديه مطالب جامحة أثناء جولاته ومن هي العارضة الشهيرة التي يزعم أنها أقامت علاقة جنسية ثلاثية مع ثنائي معين من المشاهير.

بشكل عام، يشرف على هذه الحسابات أشخاص يفضلون عدم الكشف عن هويتهم. حساب "دو موا" الذي أطلقته امرأتان في العشرينيات من العمر من مدينة نيويورك، كان يستخدم في الأصل كمدونة أزياء حتى عام 2020، عندما بدأت إحدى مالكتي الحساب تطالب متابعيه بمشاركة إشاعات المشاهير، فانهمرت عليها القصص. في غضون بضعة أشهر فقط، اكتسب "دو موا" مئات الآلاف من المتابعين. اليوم، يعتقد أن امرأة واحدة فقط من المؤسستين هي المسؤولة عن الحساب، وفي حين تنتشر إشاعات عن هويتها عبر الإنترنت منذ الصيف الماضي، لا تزال شخصية غامضة.

مع ذلك، وفي ظل وجود 1.9 مليون متابع على "إنستغرام" (من بينهم عديد من المشاهير الذي ينشر الحساب قصصاً عنهم) نما "دو موا" بشكل كبير منذ وباء كورونا. إضافة إلى الحساب على "إنستغرام"، توجد الآن أيضاً مدونة صوتية ونشرة إخبارية ورواية وسلع ويتم حتى التحضير لعمل درامي لصالح شبكة "أتش بي أو". أصبحت إشاعات المشاهير قوة اجتماعية وثقافية منتشرة في كل مكان.

لكن مع استمرار نمو هذه المنصات، تزداد الشكوك حولها بالقدر نفسه. بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن الظهور في مدونة قيل وقال يساعد في الحفاظ على حضورهم الاجتماعي والثقافي - على سبيل المثال، أشارت كيم كاردشيان ذات مرة إلى "دو موا" على أنه "الكتاب المقدس". بالنسبة لآخرين، على أية حال، فإنه يمثل درجة بالية وغير مناسبة من الهوس الذي كان يجب أن نتخلى عنه في بدايات العشرية الأولى من القرن.

العام الماضي، قالت الممثلة فلورنس بيو: "كلما شعرت أن هذا الخط قد تم تجاوزه في حياتي... سواء قام بذلك مصورو المشاهير الذين يلتقطون صوراً للحظات خاصة [...] أو قنوات النميمة التي تشجع أفراد الجمهور على مشاركة لحظات خاصة لمشاهير كانوا يسيرون في الشارع، أعتقد أن هذا خاطئ بدرجة تفوق الوصف".

حتى إن المغنية أديل مزحت حول كيفية تأثير الموقع على حياتها الشخصية. قالت لمجلة رولينغ ستون في عام 2021: "لا يمكنك أن ترتب لي موعداً غرامياً مجهولاً لعيناً! أقول لنفسي (كيف يمكن أن ينجح ذلك؟) سيكون هناك مصورو المشاهير في الخارج، وسيتصل أحدهم بـ(دو موا)، أو أياً كان اسم ذلك الحساب اللعين! لن يحدث هذا".

حتى إن بعض المشاهير بدأوا في الرد مباشرة على الادعاءات المنشورة ضدهم. خذوا مثلاً بيزي فيليبس نجمة مسلسلي "غيرلز 5 إيفا" Girls5Eva و"داوسنز كريك" Dawson's Creek التي ردت في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي على ادعاء نشره "دو موا" بأنها كانت "وقحة ومزدرية" في كواليس برنامجها الحواري الذي يحمل اسمها "بيزي تونايت". كتبت على حسابها على إنستغرام: "أرسل أحدهم هذا لي وقد يكون الكلام صحيحاً جداً بالنسبة لعديد من المنتجين التنفيذيين الذين كانوا في الشبكة حينها"، قبل أن تقدم السياق الذي حدث فيه هذا الادعاء، مشيرة إلى وجود مشكلة مستمرة مع فريقها وأنها اعترفت بذلك بالتفصيل في مدونتها الصوتية الخاصة وتحملت المسؤولية عند الاقتضاء، لكن المادة التي نشرها "دو موا" أشار إلى أن الخطأ كان خطأ فيليبس بالكامل. أضافت، "فكرة أنني كنت وقحة ومزدرية هي فكرة غارقة في كراهية النساء لدرجة تثبت وجهة نظري اللعينة على أي حال".

المشكلة في أي نوع من القيل والقال هي أن الحقيقة لا تحظى بأهمية كبيرة. غالباً ما يذكر الأشخاص الذين يديرون حسابات الإشاعات أتباعهم أن كل ما ينشرونه هو تخمين محض، لكن لا يبدو أن هذا يمنع المزاعم من الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسة وتوليد تغطية عالمية. ويصبح من السهل افتراض أن كل ما تنشره منصة "دو موا" حقيقي عندما يتم تأكيد عدد قليل من منشوراته في النهاية على أنها حقائق (على سبيل المثال، كان الحساب أحد المنابر الأولى التي نشرت تقارير عن انفصال كيم كاردشيان وكاني ويست).

تقول الدكتورة جينا درينتن، أستاذة التسويق المشاركة في جامعة لويولا بشيكاغو، والتي تدرس كيف يسيطر المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي: "على رغم أن تصريحات إخلاء المسؤولية تهدف إلى حد كبير إلى منع اتخاذ إجراءات قانونية، فإن الرأي يتحدث عن مشكلة أكبر في الثقافة الإعلامية التي تقدم معلومات مضللة ومغلوطة... تطبع حسابات إشاعات المشاهير فعلياً عدم الثقة في وسائل الإعلام الأوسع وتقبل المستهلكين الأخبار المضللة".

ومع ذلك، أصبح "دو موا" مصدراً يلجأ إليه صحافيو المجال الفني. تقول نيللي* التي تقدم تقارير عن أخبار المشاهير في عملها ككاتبة: "لهذا السبب بدأت في متابعة [دو موا] في الأصل"، لكنها توقفت عن متابعة الحساب بعد أن شارك معلومات حول شخص تعرفه. تقول: "هناك كثير من الأشياء المنشورة التي أعرف أنها غير صحيحة... كنت أصدق أشياء سامة ومسيئة وتفتقر إلى الأدلة. تتبنى هذه الحسابات المعلومات التي [تتلقاها]، لذا فهي تمتلك سلطة كبيرة في تقرير من سيحصل على الأخبار السيئة مقابل الأخبار الجيدة. اليوم، يتحكم (دو موا) عن السرديات التي تصل إلى كثيرين".

إنه اختلاف ملحوظ عن الصحافة الفنية التقليدية التي كانت تعتمد على الاقتباسات المباشرة والمحادثات الواقعية كمصادر. يقول دين بايبر، كاتب عمود سابق في مجلة فنية تحول إلى العمل في العلاقات العامة للمشاهير: "كنا نخرج ونشارك في الحفلات، ونجري مقابلات ونتعرف على المشاهير المعنيين... كان المشاهير يتمتعون بخصوصية أكبر في ذلك الوقت، وكان بإمكانهم التجول في المدينة من دون القلق من أي شيء غير المصورين. في الوقت الحاضر، صار الجميع مصوري مشاهير".

هذا لا يعني أن المشاهير كانوا دائماً يحصلون على درجة أكبر من الاحترام. كانت هناك فضيحة قرصنة الهواتف، على سبيل المثال، ومعاملة وسائل الإعلام لفاتنات العقد الأول من القرن، مثل بريتني سبيرز وليندزي لوهان، لكن بدا أن هناك فترة من التقدم جاءت بعد ذلك، لكن تم التخلي عنها الآن.

يضيف بايبر: "لم نكن لنحلم بالتقاط صور لأشخاص داخل الأماكن... وحتى لو فعلنا ذلك، كان ذلك بواسطة كاميرا تستعمل لمرة واحدة، ولن يكون لديك أي فكرة عن النتائج حتى يتم تحميض الصور. كانت صحافة المشاهير تتحرك ببطء وكانت [مدروسة] أكثر، وفي رأيي، كان متابعتها أكثر إثارة للاهتمام. إنها مجرد قمامة الآن".

يبدو أن هذا الموقف ينتشر بين المستهلكين أيضاً، حيث بدأ البعض في التساؤل عما إذا كانت جميع المعلومات التي نتلقاها ضرورية أساساً. هل نحتاج حقاً إلى معرفة ما يطلبه المشاهير في المقهى المحلي، على سبيل المثال، أو ما هي صالة الألعاب الرياضية التي يرتادونها؟ تقول الدكتورة درينتن: "أصبحت الجوانب التافهة والدنيوية من حياة المشاهير مادة ترفيهية أثناء الوباء"، مشيرة إلى أنه لا عجب من تزامن صعود "دو موا" إلى الصدارة مع الإغلاق.

يضيف ديفيد شميد، خبير هيئة التدريس في ثقافة البوب بجامعة بوفالو: "يتم تشجيعنا على رؤية المشاهير على أنهم مثل ونماذج يحتذى بها وكأفراد لديهم عيوب وغير كاملين... يضمن هذا المزيج أن يستمتع المعجبون بنجاحاتهم وإنجازاتهم، ولكن ربما أن يستمتعوا أكثر بأخطائهم وفضائحهم. كثف الوباء هذه الظاهرة، لأننا لما كان الإغلاق مفروضاً علينا جميعاً، كنا نمتلك وقتاً إضافياً للهوس بحياة المشاهير والمشاركة في مجتمعات المعجبين عبر الإنترنت. متابعة المشاهير جعلت أناساً كثيرين يشعرون أنهم أقل عزلة".

لكن ربما تكون هناك نقطة تجاوزت فيها الأمور الحد المقبول. مثلاً، اتهم بعض الناس "دو موا" بتطبيع مطاردة المشاهير، هذا شيء عارضته المشرفة على الحساب "دو"، كما تحب أن تسمي نفسها، حيث قالت لوكالة "أسوشييتد برس": "لا يتم نشر المشاهدات في الوقت الفعلي لحدوثها... أنا لا أحاول الترويج للمطاردة المشاهير. أريد أن أوضح ذلك تماماً: لا يقوم متابعو حسابي بمطاردة المشاهير. يصادف فقط أنهم يوجدون في نفس المكان والزمان مع أحد المشاهير".

ولكن سواء كان ما ينشر بسيطاً أو مهماً، صحيحاً أم خاطئاً، في الوقت الفعلي لحدوثه أم لا، فإن مقدار التفاصيل التي نتغذى عليها بشكل منتظم حول المشاهير بدأ يبدو رخيصاً. ويتم تضخيم الضجيج المحيط بادعاءات لم يتم التحقق منها على الإطلاق بشكل مبالغ فيه. خذوا مثلاً المنشور الأخير "دو موا" الذي يزعم أن كايلي جينر وتيموثي شالاميت يخرجان في مواعيد غرامية. أدت الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة إلى قلب الإنترنت، وظهور عدد لا يحصى من المقالات والمنشورات على "تويتر" على رغم حقيقة أنه لم يتم تصوير النجمين معاً.

تقول نيللي: "نحن نعرف أكثر من اللازم... للمشاهير الحق في حياة خاصة. أعتقد أن حقيقة أننا لا نسمح لهم بذلك بعد الآن هي سبب عدم وجود نجوم حقيقيين، مثل نجوم العصر الذهبي للسينما [في يومنا هذا]. يتم تلقيننا بأكثر مما ينبغي [و] يتسبب ذلك في شهية لا تنقطع لمزيد من المعلومات، ومزيد من الثرثرة، ومزيد من الوصول. إنه أمر مخجل".

من الصعب محاربة رغبة شديدة حتى عندما تكون الظروف مثالية، ولكن بشكل خاص تلك الرغبة التي نستمر في تغذيتها، وينطبق هذا على نميمة المشاهير. في النهاية، لن يكون "دو موا" موجوداً إذا لم يقدم الأشخاص أي شيء، ولن يستمر إذا توقف الناس عن متابعته، لكنهم يقدمون المواد ويتابعون الحساب، وهكذا يستمر التلهف إلى المزيد. في الغالب، بات النهم أقوى من أي وقت مضى.

* تم تغيير الاسم لحماية هوية المتحدثة.

© The Independent

المزيد من منوعات