Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل في حالة تأهب في القدس خلال الجمعة الأخيرة من رمضان

جنرال سابق: تل أبيب غير مستعدة لحرب إقليمية متعددة الجبهات قد نواجهها

جانب من مواجهات جرت يوم الجمعة 14 أبريل بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية بيت دجن شرق نابلس (أ ف ب)

ملخص

قلصت #إسرائيل منطقة الطيران في الشمال والجنوب، بحيث تم توسيع المنطقة التي يحظر فيها الطيران بالقرب من حدود #قطاع_غزة و#لبنان وسوريا

تحولت إسرائيل إلى "غيتو" في يوم القدس الإيراني والجمعة الأخيرة من شهر رمضان، بعد تطويق كل مناطقها الحدودية بمنظومات دفاعية وقوات عسكرية في ظل رفع حالة الطوارئ إلى أقصى درجاتها جواً وبراً، مع استدعاء الاحتياط وتقييد الطيران في منطقة الشمال. جاء ذلك في أعقاب تقارير استخباراتية توقعت أن يكون تزامن إحياء يوم القدس وصلاة يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان في الحرم القدسي الشريف، ذروة في الاحتكاك والتوتر الأمني. ولم يخف القادة قلقهم من لهيب يبدأ في جبهة وينتشر إلى مختلف الجبهات، مما استدعى أجهزة الأمن إلى اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والاستعدادات الدفاعية.

وتابع الإسرائيليون من كثب خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وتناولت كافة المواقع الإخبارية ومحطات التلفزة تفاصيل خطابه مع تحليل تداعياته خلال الفترة القريبة. ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن مسؤول أمني قوله إن "خطاب نصر الله، في يوم القدس الإيراني، هو أحد أسباب التأهب الشديد في أنظمة الدفاع والتي تستهدف بشكل أساس الجبهة الشمالية".

"أنونيموس السودان"

وفي حين كان مسؤولون إسرائيليون يناقشون مختلف الجوانب الأمنية عند الحدود الشمالية والجنوبية، نجح قراصنة تحت اسم "أنونيموس السودان" باختراق مختلف المواقع الإلكترونية للبريد والبنوك الإسرائيلية التي شهدت شللاً كاملاً وسقطت شبكاتها الإلكترونية. وذكرت إحدى أبرز الشركات الإسرائيلية المتخصصة في مواجهة هجمات إلكترونية أن بعض المواقع تعرضت لهجمات، الخميس، مما استدعى اتباع إجراءات احتياطية لمنع تكرار الهجوم، لكن بقية المواقع الإلكترونية، بخاصة تلك التابعة للبنوك والبريد، لم تتمكن من مواجهة الهجوم، كما سبق هذا الهجوم هجوم سيبراني آخر استهدف أجهزة التحكم بري الحقول في مناطق واسعة، أبرزها سهول الحولة وغور الأردن. ونقل عن مشغلي المياه لري الحقول أنه ظهرت على أجهزة الري جملة تبلغ باختراق الجهاز وأخرى تقول "لتسقط إسرائيل".

وفيما اعتبر خبراء تنفيذ الهجمات السيبرانية في "يوم القدس" هو رسالة لإسرائيل، ذكر المستشار السيبراني لوزارة الأمن الإسرائيلية، أوشر عاشور أن "الجماعات المعادية لإسرائيل تستغل يوم القدس لمهاجمة أهداف مالية وتسمية هذا اليوم بيوم الجمعة الأسود للاقتصاد الإسرائيلي، وذلك في أعقاب التهديد المتوقع على التصنيف الائتماني لإسرائيل". وخلافاً للبيانات التي تم نشرها حول الهجمات السيبرانية، أكد عاشور أن الهجمات شملت جميع البنوك في إسرائيل، ولم يتمكن من مواجهتها سوى "بنك لئومي" الذي وضع أجهزة خاصة لمنع اختراق بريده الإلكتروني.

توسيع منطقة حظر الطيران واستدعاء الاحتياط

من جهة أخرى، وقبل بدء شهر رمضان، وحتى يوم الجمعة الأخير منه، واصلت أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى جانب الاستخبارات العسكرية بحث سبل التعامل، مع توقعات التقارير الاستخباراتية بتصعيد أمني خطر يبدأ في الأقصى والقدس أو في الضفة ويصل لهيبه إلى مختلف الجبهات.

وعلى رغم انتهاء صلاة الجمعة بمشاركة أكثر من 250 ألف مصل وفق تقديرات فلسطينية مقدسية (الشرطة الإسرائيلية ذكرت 130 ألفاً) من دون حدوث صدامات واشتباكات كما توقعت الأجهزة الأمنية، لم ينفك مسؤولون عن الحديث عن تقارير تدعي احتمال استغلال الوضع الحالي لإحداث تصعيد حتى نهاية الشهر الجاري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودافعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قرارها رفع حالة التأهب إلى أقصى درجاتها، خصوصاً ما يتعلق باستدعاء الاحتياط ونشر منظومة القبة الحديدية بأعداد غير مسبوقة. وأعلنت يوم الجمعة، أن الوضع سيستمر، بل قد يتطلب مزيداً من الإجراءات.

وضمن الإجراءات طوقت الأجهزة الأمنية، إسرائيل من مختلف جبهاتها ومناطق حدودها بمنظومات دفاع صاروخية وبالأساس القبة الحديدية، كما نشرت قوات معززة من الشرطة. ووصلت وحدة من المدرعات إلى الجولان.

وفي إجراء عكس عمق القلق الإسرائيلي، تم تقليص منطقة الطيران في الشمال والجنوب، بحيث تم توسيع المنطقة التي يحظر فيها الطيران بالقرب من حدود قطاع غزة ولبنان وسوريا من ثلاثة كيلومترات إلى ستة كيلومترات حتى بعد ظهر يوم الأحد المقبل، فيما منع الطيران المدني من الاقتراب من كافة المناطق الحدودية.

وكانت المنطقة شبه خالية من تحليق أي نوع من الطائرات باستثناء بعض المسيرات التي تقوم بمهمة المراقبة وجمع المعلومات، خصوصاً مع وصول متظاهرين من الطرف الثاني من الحدود لإحياء "يوم القدس".
 

حتى لو ساد الهدوء... احتمال التصعيد سيبقى

وعبر مسؤولون في أجهزة الأمن عن قلقهم من الأيام المقبلة. وادعت إسرائيل في تقارير أمنية أن لديها أكثر من 10 إخطارات بتنفيذ عمليات خلال الأيام القريبة. إزاء هذه التقارير، قررت الأجهزة الأمنية الإبقاء على تعليماتها وإجراءاتها، وستبقى قوات الأمن في حالة تأهب عالٍ إلى ما بعد آخر يوم من رمضان في الأقل في 21 أبريل"، وفق تقرير إسرائيلي.

ونقل عن مسؤول أمني قوله إنهم في "قيادة جهاز الأمن يأملون بتجاوز الأيام القريبة من دون تصعيد حتى وإن كانت لفترة زمنية محدودة، لكنه واضح للجميع أن الصورة العامة لا تبشر بالخير والتقدير في جهاز الأمن هو أن خطر الحرب يزداد في السنة المقبلة، على خلفية التطورات الاستراتيجية في المنطقة".

حرب إقليمية خطرة

في السياق، إسحاق بريك، الذي أنهى خدمته العسكرية برتبة جنرال، خرج عن صمته ليعلن أن الجاهزية العملياتية للجيش وللجبهة الداخلية للحرب تعاني ضعفاً دائماً. وانتقد المؤسسة العسكرية قائلاً إن "الجيش البري في الاحتياط لم يتدرب كما يجب وفقد من أهليته. ومع تطبيق خطة التقليصات لجيش الاحتياط فقد شهد عملية تفكيك وانعدام قدرة أداء مناسبة للجيش في حرب متعددة الجبهات".

وحذر بريك من أن "الخطر الأكبر سيكون في مواجهة حرب إقليمية يطلق خلالها كل يوم نحو 3500 صاروخ وقذيفة صاروخية ومسيرة، وتتسبب بمئات مواقع الدمار كل يوم، مع خسائر فادحة ودمار رهيب".

ورد بريك على تقارير للجيش تتحدث عن بنك أهداف كبير له في لبنان بالقول إنه "حتى لو ضرب سلاح الجو بنك الأهداف في لبنان الذي في حوزته فستكون هذه قطرة في بحر مقابل الكمية الهائلة التي توجد لدى أعدائنا، وليس فقط في لبنان، بل أيضاً لدى الميليشيات الشيعية في سوريا، وفي العراق وفي اليمن ولدى (حماس) و(الجهاد الإسلامي) في غزة وفي إيران. إطلاق الصواريخ والمقذوفات الصاروخية والمسيرات من قبل العدو سيتواصل على مدار أيام القتال، بينما مخزونات إسرائيل محدودة".

واتهم بريك القيادة العسكرية والسياسية بأنها تهتم بالصور وليس بالجوهر "دون الاهتمام بإعداد الجيش للحرب". وقال إن "إسرائيل واجهت معضلة شديدة جداً، كيف ترد على إطلاق الصواريخ من لبنان، ومن غزة ومن سوريا عشية عيد الفصح؟ لكن القيادة السياسية تنسى أن هذه نار تجريبية مقارنة بالحرب متعددة الجبهات التي تطلق فيها آلاف الصواريخ الثقيلة مع رؤوس متفجرة بمئات الكيلوغرامات بعضها دقيقة إلى خليج حيفا، وغوش دان والمنطقة المحيطة بها. القبة الحديدية ليست ناجعة ضدها. إن رداً حاداً وغير متوازن من إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة، لم يستعد لها الجيش ولا الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات