Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تغيّر المناخ يُفاقم الأعاصير والعواصف الاستوائية والفيضانات

يُظهر التقرير أن الاحترار العالمي يُهدِّد حياة الناس

باريسيون يلجأون إلى نوافير المياه في الحدائق العامة للتخفيف من آثار موجة الحر التي تضرب شمال أوروبا  25 يوليو 2019 (أ.ف.ب) 

يفاقم تغيّر المناخ اندلاع الأعاصير والعواصف الاستوائية والفيضانات، وفقاً لدراسة جديدة نظرت في بيانات جُمعت على مدار 120 عاماً، وهدفت إلى تأكيد الصلة بين النشاط البشري وبين الارتفاع الكبير في معدل الظواهر المناخية القاسية.

ومعلوم أن ارتفاع درجات الحرارة الذي يزيد من موجات الحر ومن احتمال نشوب الحرائق في الغابات، يُغيِّر أنماط الطقس أيضاً، ما يعزّز قوة العواصف.

كجزء من الدراسة، درس العلماء ثلاث عواصفَ ضربت كارولينا الشمالية (إحدى الولايات الأميركية) قبل 20 سنة، وهي الأعاصير "فلويد" و"ماثيو" و"فلورنسا".

ووجد الباحثون أن احتمالات اندلاع تلك الأعاصير بشكل عشوائي خلال تلك الفترة القصيرة لا يتجاوز نسبة 2 في المئة.

في هذا السياق،، قال البروفسور هانز بارل، وهو المؤلف الرئيس لـلدراسة التي نشرت في مجلة "التقارير العلمية"، "إن كارولاينا الشمالية إحدى أكثر المناطق تأثراً بالأعاصير المدارية حول العالم، ولدينا سجلات محفوظة بعناية تبيِّن أن الأمطار المتساقطة خلال الـ 20 عاماً الأخيرة تخطّت المعدلات الطبيعية".

وكان العلماء قد بدأوا بتحليل السجلات الخاصة بالأعاصير المدارية التي ضربت اليابسة، والأمطار المتساقطة التي صاحبت العواصف على ساحل ولاية كارولينا الشمالية منذ عام 1898. في النتيجة، وجدوا أن السنوات العشرين الماضية شهدت ستة من أصل أكبر سبعة أعاصير وعواصف مدارية وفيضانات. وورد في الدراسة إن تكرار تلك الظواهر ربما يرجع إلى "زيادة قدرة الأعاصير المدارية على تحمّل الرطوبة بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالإضافة إلى المزيد من العواصف، شهدت ولاية كارولينا الشمالية مستويات غير مسبوقة من الأمطار المتساقطة منذ أواخر تسعينيات القرن العشرين. وعلى المدى الطويل، تحمّلت أيضاً زيادة في هطول الأمطار جراء العواصف الاستوائية خلال السنوات الـ 120 الماضية.

يُشار هنا إلى أن هذا الواقع يُشكل مشكلة متفاقمة، إذ تضمّ الولاية الأميركية أكثر من 10.3 ملايين شخص، يهدّد حياتهم تغير المناخ.

وقال البروفسور بيرل، وهو يعمل أيضاً في "معهد علوم البحار" في جامعة كارولينا الشمالية الأميركية، إن "الثمن الذي ندفعه أننا مضطرون إلى مواجهة ارتفاع مستويات الفيضانات الكارثية".

وأضاف أن "على مستجمعات المياه الساحلية أن تتحمّل استقبال مزيد من الأمطار منعاً للفيضانات التي تتسبّب بها الإعصارات. فقد غمر إعصار "فلويد" نصف السهل الساحلي في ولاية كارولينا الشمالية في عام 1999، تلاه إعصار "ماثيو" في عام 2016. وفي الآونة الأخيرة، شهدنا إعصار "فلورنسا" في عام 2018. تسببت هذه الحوادث في معاناة بشرية كبيرة، والأضرار الاقتصادية والبيئية".

كذلك يؤدي ارتفاع منسوب الأمطار إلى زيادة جريانها إلى المياه الساحلية ومصبّات الأنهار، ما يتسبب بدوره في فقدان المواد العضوية والمواد الغذائية جراء انجراف التربة فتنمو الطحالب الضارة.

"نحن مسؤولون جزئياً عن تلك الظواهر لإسهامنا في انبعاثات احتراق الوقود الأحفوري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض". المحيط عبارة عن خزان ضخم يمتصّ الحرارة فيشهد مزيداً من التبخر، وينتج عن ذلك مزيد من الأمطار"، حسب تعبير البروفسور بيرل.

في نهاية العام الماضي، وجدت البحوث أن ظواهر المناخ المتطرفة كلفت مليارات الجنيهات العالمية في الأشهر الـ 12 الماضية.

في هذا المجال، حدّد تقرير "كريستيان إيد" وهي وكالة للإغاثة والتنمية أن الكوارث الطبيعية العشر الأكثر تكلفةً في عام 2018، وتبين أن كلاً منها تسبّب في خسائر لا تقلّ عن مليار دولار (790 مليون جنيه إسترليني).

ومن المرجح أن التكاليف الناجمة عن تلك الظواهر تتخطّى الأرقام المعلنة، إذ إنها تشمل الخسائر المضمونة فقط غالباً ولا تأخذ في الاعتبار تكاليف الإنتاجية الطويلة الأجل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة