Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسلسلات التسعينيات... العصر الذهبي للدراما

جمعت كبار المؤلفين والمخرجين وناقشت قضايا تاريخية واجتماعية وسياسية وشكلت وجدان الجمهور

أبدع المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ في تقديم أبرز مسلسل مسلسل "ليالي الحلمية" (مواقع التواصل)

ملخص

"#ليالي_الحلمية" و"#العائلة" و"الوتد" و"لن أعيش في جلباب أبي" و"#زيزينيا" و"الحاج متولي" و"عصفور النار" و"الراية البيضاء" #مسلسلات_درامية ما زالت في أذهان الأجيال

تطورت الدراما التلفزيونية المصرية عبر سنوات طويلة لتقدم أيقونات من المسلسلات الخالدة في قلوب الجمهور العريض، لكن تظل فترة التسعينيات وربما أواخر الثمانينيات هي الفترة الذهبية للدراما المصرية.

خلال تلك الفترة أبدع الصناع في تقديم موضوعات وحكايات ونجوم وأغنيات مسلسلات شكلت وجدان أجيال متتابعة، وما زالت حتى الآن تؤثر وبقوة، ويستمر الحنين للرجوع للماضي عبر تلك الأعمال لتشكل نوستالجيا لا تغيب.

"ليالي الحلمية"

أبدع المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ في تقديم أبرز مسلسل عرض منذ أواخر الثمانينيات وفي التسعينيات وهو مسلسل "ليالي الحلمية"، الذي صور التاريخ المصري الحديث من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينيات في عدة أجزاء كان آخرها 1995.

شارك في مسلسل "ليالي الحلمية" نخبة كبيرة من الفنانين المصريين زاد عددهم على 300 ممثل، من أبرزهم يحيى الفخراني وصلاح السعدني وصفية العمري وممدوح عبدالعليم وآثار الحكيم وهشام سليم وإلهام شاهين وسهير المرشدي ولوسي وحنان شوقي.

قدم المؤلف أسامة أنور عكاشة قبل "ليالي الحلمية" مسلسلاً أحدث ضجة وترك أثراً ولا يزال في ذاكرة الجمهور وهو "الشهد والدموع" بطولة يوسف شعبان وعفاف شعيب ومحمود الجندي وخالد زكي وعدد كبير من النجوم.

تدور أحداث مسلسل "الشهد والدموع" حول الشقيقين حافظ وشوقي ابني الحاج رضوان، اللذين تختلف مساراتهما الحياتية تمام الاختلاف، وتبدأ بينهما بوادر صراع على مستويات عدة، وتزداد بعد موت شوقي واستيلاء أخيه على ميراثه.

ولأن أسامة أنور عكاشة كان من أبرز مؤلفي الدراما العربية مثلت إسهاماته أهم الأعمال التي لا يمكن نسيانها وقدم باقة من أجمل المسلسلات مثل "رحلة السيد أبو العلا البشري" لمحمود مرسي وكريمة مختار وعلي الحجار وصابرين، وقدم أيضاً مسلسل "أهالينا" الذي تدور أحداثه حول فترة التسعينيات وعلاقة الناس بعضهم ببعض في هذه الفترة، ويصور لنا ما تتسم به الشخصية المصرية من الجانب الإنساني والمواقف الأخلاقية، ويسلط الضوء على مفهوم الترابط الأسري.

وأعاد عكاشة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في فترة التسعينيات إلى الدراما بالمسلسل الشهير "ضمير أبلة حكمت"، ويدور العمل حول حكمت ناظرة مدرسة البنات والتي تحاول تحقيق حلمها بتطبيق تجربتها التربوية على جميع مدارس الإسكندرية، لكنها تواجه عقبات كثيرة داخل المدرسة وخارجها، إضافة إلى مشكلاتها الشخصية والتي تسعى إلى حلها.

ومن إبداعاته مسلسل "وما زال النيل يجري" الذي يدور حول قضية الزيادة السكانية التي كادت تفوق مياه النيل الذي أصبح الآن مهدداً بالتوقف. أما حسن أرابيسك فكان حديث فترة التسعينيات وهو اسم الشخصية التي لعبها الفنان صلاح السعدني واعتذر عنها عادل إمام في مسلسل "أرابيسك".

وتدور الأحداث حول شخص يمتلك ورشة لصناعة الأرابيسك في حي شعبي، يتميز بالشهامة والرجولة، وهذا الشخص يسعى دائماً بطبيعة شخصيته إلى حل مشكلات أهل الحي، مما يسبب له مشكلات بسبب تدخله في شؤون الآخرين.

العدل والفضيلة

وربما انشغل عكاشة جداً بشخصية دون كيشوت الشخص الذي يحاول تحقيق العدل والفضيلة، ولذلك دائماً يبحث عكاشة في أعماله عن القيم والمبادئ في صورة بطل يحاول نشر العدل والأخلاق، سواء من خلال مسلسل "أبو العلا البشري" أو "أرابيسك" أو "ضمير أبلة حكمت" أو "أهالينا"، وكرر الأمر نفسه في مسلسلات مثل "أنا وأنت وبابا في المشمش"، وتدور الأحداث حول عبدالباقي الجوهري الذي قام بدوره الفنان حسن عابدين والذي يكتشف في الحلقات بعد تعيينه مديراً عاماً للشؤون المالية والإدارية كثيراً من التلاعب والفساد، ويحاول مواجهة ذلك، لكن المنتفعين يزجون به في السجن بعد تلفيق قضايا وهمية.

 

 

"الراية البيضا"

كما قدم المقاومة للفساد وتدني الذوق في مسلسل "الراية البيضا" لجميل راتب وسناء جميل وهشام سليم، وتدور الأحداث حول صراع بين طرفين هما "فضة المعداوي" التاجرة الثرية والمتسلطة في حلقة السمك، والسفير المتقاعد مفيد أبوالغار، إذ تحاول "فضة المعداوي" بكل ما لديها من نفوذ أن تستولي على القصر الأثري الذي يملكه الدكتور مفيد ويقيم فيه بعد تقاعده.

"العائلة"

قدمت الدراما في فترة التسعينيات نخبة أخرى من الأعمال من أبرزها مسلسل "العائلة" وتدور أحداثه خلال مرحلة حرب الاستنزاف وما ترتب عليها من أحداث سياسية واجتماعية، ويتم من خلال المسلسل مناقشة بعض القضايا السياسية وكيفية مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف.

وشارك في بطولة العمل محمود مرسي وخيرية أحمد وعبدالمنعم مدبولي وليلى علوي وأحمد راتب ومحمد رياض وسناء يونس وأمل رزق ومني زكي وطارق لطفي وفريدة سيف النصر وعزت أبوعوف وسيد زيان وجمال عبدالناصر.

"الوتد"

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان مسلسل "الوتد" تأليف الراحل خيري شلبي وإخراج أحمد النحاس من أبرز الأعمال التي أثرت في وجدان الجمهور. وتدور أحداث العمل حول شخصية "فاطمة تعلبة" التي تؤدي دورها الفنانة هدي سلطان.

وهي الأم التي تفرض سيطرتها على حياة أبنائها وتختار زوجاتهم وتدير جميع شؤون العائلة بمساعدة ابنها الكبير "الحاج درويش" الذي يؤدي دوره الفنان يوسف شعبان.

شارك في بطولة المسلسل هالة فاخر وعبدالله محمود ومها أحمد وحنان ترك وحنان سليمان وفادية عبدالغني وفتوح أحمد وأحمد سلامة ومحمد الشقنقيري ومجدي فكري.

"الضوء الشارد"

كانت قصة حب "رفيع بيه" و"فرحة" أبرز قصص فترة التسعينيات، والتي تم تقديمها في مسلسل "الضوء الشارد"، الذي تدور أحداثه في صعيد مصر.

 تناول العمل الحياة الاجتماعية في الصعيد، وفكرة الصراع الطبقي بين العائلات العريقة والإقطاعيين، وناقش أيضاً قضية الثأر، وهو بطولة منى زكي وممدوح عبدالعليم وسميحة أيوب وسمية الخشاب.

"لن أعيش في جلباب أبي"

ومن أهم وأنجح المسلسلات التي ظهرت في فترة التسعينيات وحققت جماهيرية ما زالت مستمرة حتى الآن مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، لنور الشريف وعبلة كامل وحنان ترك ومحمد رياض وياسر جلال، والقصة من تأليف الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس وكتب السيناريو والحوار والمعالجة الدرامية الكاتب مصطفى محرم.

ويتناول العمل قصة ورحلة صعود "عبدالغفور البرعي" الذي بدأ حياته من القاع، وتزوج من بائعة الكشري، ونجح في أن يثبت وجوده في عالم رجال الأعمال.

"عصفور النار" و"زيزينيا"

من أبرز مسلسلات العصر الذهبي للدراما مسلسل "عصفور النار" الذي كتبه عكاشة أيضاً وقام ببطولته عبدالله محمود وفردوس عبدالحميد ومحمود مرسي.

يروي المسلسل قصة "صقر الحلواني"، الذي يطمع في منصب أخيه "صادق" كعمدة لقرية الحلوانية، وذلك لحبه الشديد للمال والسلطة، فيموت "صادق" نتيجة رصاصة طائشة، فيتولى "صقر" العمودية من بعد مقتل أخيه، ويمارس الظلم بشكل كبير ضد الجميع.

ومن الأعمال المهمة في فترة التسعينيات مسلسل "زيزينيا" ليحيى الفخراني وآثار الحكيم، ويتناول العمل الإسكندرية في فترة الأربعينيات من القرن العشرين.

 

 

"عائلة الحاج متولي"

لم ينس الجمهور أيضاً إبداع الفنان نور الشريف في مسلسلات التسعينيات التي قدم فيها أجمل أعماله بخلاف مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، حين قدم مسلسل "عائلة الحاج متولي" وهو رجل بدأ من الصفر وحقق ثروة، لكن يعيبه أنه يدمن الزواج المتكرر، حتى أصبح متزوجاً من أربع نساء ويشهد العمل صراعاً محموماً بين متولي وزوجاته.

وشارك في بطولة العمل ماجدة زكي وفادية عبدالغني وغادة عبدالرازق وسمية الخشاب ورانيا يوسف ومونيا ونورهان وميمي جمال ومصطفى شعبان وحسين الشربيني ومن تأليف مصطفى محرم.

"مين اللي مايحبش فاطمة"

كان مسلسل "مين اللي مايحبش فاطمة" من أهم أعمال حقبة التسعينيات، ويناقش قصة شاب يواجه مشكلات في العمل فيضطر للهجرة إلى ألمانيا، ويعيش مع مجموعة من المصريين المهاجرين ويتعرف إلى صاحبة المنزل الألمانية ويتزوج بها ويجمع بينها وبين زوجته المصرية، وتتوالى الأحداث الكوميدية والمفارقات.

وشارك في بطولة العمل الفنان أحمد عبدالعزيز وشيرين سيف النصر وجيهان نصر وماجدة زكي وكريمة مختار.

"المال والبنون"

من المسلسلات المهمة في حقبة التسعينيات مسلسل "المال والبنون"، الذي تحدث عن الحلال والحرام من خلال صديقين وهما "سلامة فراويلة" و"عباس الضو"، يسلك الأول طريق الحرام بينما يرفضه الثاني، وتتوالى الأحداث لتكشف مصير كل منهما.

وشارك في بطولة العمل عبدالله غيث ويوسف شعبان وأحمد عبدالعزيز وشريف منير.

"بوابة الحلواني"

كذلك ترك مسلسل "بوابة الحلواني" بصمة كبيرة، إذ تناول فترة تاريخية مهمة من حياة مصر، ولعب بطولته سمية الألفي وعلي الحجار.

"حديث الصباح والمساء"

من أهم الأعمال الدرامية في تاريخ الدراما المصرية مسلسل "حديث الصباح والمساء"، الذي كتبه الأديب العالمي نجيب محفوظ، وتناول تاريخ مصر في الحقبة بين 1800 حتى 1910، ويتحدث عن فلسفة الحياة والموت، كما يتطرق إلى طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذه الفترة، ويلعب بطولته ليلى علوي وسوسن بدر ودلال عبدالعزيز ومنة شلبي وأحمد الفيشاوي. وقدم المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار محسن زايد، ومن إخراج أحمد صقر.

 

 

عصر الكتاب

الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إن مسلسلات فترة الثمانينيات والتسعينيات والحقبة الأولى من الألفية تعتبر أفضل ما أنتجت الدراما المصرية والعربية على الإطلاق، ولا عجب أن هذه الأعمال ما زالت خالدة حتى الآن فالعمل أساسه الفكرة والكاتب والتناول.

وأضافت موريس لـ"اندبندنت عربية" أن ذاك العصر يعتبر العصر الذهبي للمؤلفين مثل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ومحسن زايد ووحيد حامد وغيرهم من المبدعين الذين أثروا في حياة الأجيال، وشكل وعيهم تجارب حقيقية وثقافة ومشاعر فاضت في كتاباتهم، وكان لديهم أسلوب رائع ومميز في استعراض الشخصيات وتقديم المشكلات الاجتماعية التي تلمس كل بيت مصري بعيداً من الابتذال والإسفاف واستخدام الألفاظ الخارجة.

وأشارت إلى أن ذلك العصر الذهبي للدراما تميز بوجود جيل المخرجين العظماء مثل يحيى العلمي وإسماعيل عبدالحافظ ومحمد فاضل وأحمد توفيق، وهؤلاء تعاونوا مع المؤلفين الكبار المؤثرين فأحدث الأمر طفرة كبيرة جعلت من الصعب الوصول إليها، لذلك نحن إلى مسلسلات هذه الفترة ودائماً مشغولون بما يسمى نوستالجيا أو الحنين للماضي لأنها فعلاً فترة تستحق.

جيل لا يعوض

من جانبه، قال الناقد الفني أحمد السيد إن فترة التسعينيات جمعت كل مقومات النجاح بداية من المؤلفين للنجوم للمخرجين والمنتجين، وشكل وعي كل هؤلاء مجتمعين حالة صحوة فنية كبيرة جداً، وكان هناك تنوع في الفكر والثقافة، فهذا يقدم دراما اجتماعية هادفة، والآخر يقدم دراما سياسية بشكل رشيق وغير مبتذل، وغيرهم يقدم الصعيد ومشكلاته، وكل شخص فيهم يستطيع تقديم المحتوى بطريقة مبدعة وراقية ومؤثرة.

وأضاف "لم يكن هناك وقتها جنون الترند أو السعي وراء الشهرة، بل ربما هذا الجيل أدرك جيداً أن الترند الحقيقي هو الجودة، لذلك عاشت أعمالهم وستعيش للأبد تتذكرها الأجيال، بينما الآن الممثل يقدم عملاً ولا يتذكره الجمهور بعد أيام من عرضه، وكم هي قليلة الأعمال الحديثة التي تتبقى في ذاكرة الجمهور.

ليس عصراً ذهبياً

طارق الشناوي الناقد الفني يرى أن عصر الثمانينيات والتسعينيات كان به عدد كبير من المسلسلات الجيدة على مستوى الكتابة والتنفيذ والنجوم والأفكار، لكن لا يمكن أن نطلق على هذا الوقت العصر الذهبي للدراما، أو أنه أفضل عصر درامي، فكل عصر به الجيد والرديء، وبالتأكيد تلك الحقب الزمنية كان بها أعمال غير جيدة، لكن ما تبقى هي الأعمال المميزة والمتقنة، والأمر نفسه سيحدث بالنسبة إلى العصر الحالي بعد سنوات سيشاهد الناس الأعمال الجيدة فقط التي صنعت في هذه الفترة ويقولون إنه عصر ذهبي، إذاً فلا يوجد عصر ذهبي محدد للدراما، والذهبي هو العمل الجيد الذي ينجح ويستقر في أعماق الناس مهما مر الزمن.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة