Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأقباط المصريون جدل لا ينتهي على الشاشة وفي المحاكم

ناقش المبدعون قضايا الزواج المختلط والتزمت الديني والظلم السياسي في المجتمع المسيحي والعقبات الرقابية كانت لهم بالمرصاد

فيلم "حسن وماريكا" مر بشكل عابر على فكرة ارتباط المسلم بالمسيحية وحاول تجنب أزمات الرقابة (أرشيف مكرم سلامة)

ملخص

تزامناً مع قضية تبني #الطفل_شنودة ، حرص عدد من المشاهير على الإدلاء بآرائهم، تابعوا كيف حرصت #السينما_المصرية منذ بدايتها على إظهار التنوع الديني في مصر

"يحيا الهلال مع الصليب" شعار استعرضته الأفلام المصرية القديمة مراراً لا سيما تلك التي تناولت في جانب منها ثورة 1919 التي انتفض فيها الشعب لرفض وجود الاحتلال الإنجليزي، حيث جسدت العبارة واقعاً آنذاك، فمن تعرضوا للبطش في التظاهرات كانوا من الطرفين، فرصاص العدو لا يفرق بين "عنصري الأمة"، وهو تعبير شاع استخدامه لوصف أهل الديانتين الأساسيتين في البلاد، رغم تحفظ كثيرين عليه، باعتباره يفرق أكثر مما يجمع، وأن فكرة المواطنة أعم وأشمل، لكن في الحقيقة السينما المصرية منذ بدايتها كانت تتعامل ببساطة مع الطوائف والديانات المختلفة، بالطبع كان العنصر المسلم هو الأكثر حضوراً استناداً إلى الكتلة العددية، ولكن أيضاً كان هناك حضور للجاليات اليهودية، حيث كانت البلاد منبراً للتعدد في ما يتعلق بالجنسيات ومن ثم الأديان. يكفي أن أول فيلم روائي قصير من تنفيذ مصريين كان بطله مسيحي وحمل العمل اسمه وهو "برسوم يبحث عن وظيفة". وقدم العمل في أوائل عشرينيات القرن الماضي.
بين حين وآخر تطفو تلك المسألة، لا سيما أنه بدلاً من أن تمر تلك الشخصيات بشكل طبيعي باعتبار أن النسيج المصري منذ الأزل يعتمد على التعدد، كما أن كلمة الأقباط تعني في الأساس بحسب اللغة اليونانية، "سكان مصر" عدد الأقباط يصل إلى 20 مليوناً تقريباً وفق التقديرات المعلنة. وأخيراً استحضر الجمهور المراحل التي مرت بها صورة المسيحي في الأفلام والمسلسلات المصرية وذلك تزامناً مع الأزمة المستمرة منذ أشهر والمتعلقة بالطفل شنودة الذي ربته عائلة قبطية لسنوات عدة منذ أن كان رضيعاً، وبفعل مشكلات مع الأقارب وصلت قضيته إلى المحكمة فحرمت منه الأسرة، وهي القضية التي تشهد تفاعلاً كبيراً من قبل المتابعين والنشطاء والنجوم حيث علقت عليها الفنانة لقاء الخميسي وكذلك سلوى محمد علي وطالبتا بعودة الطفل إلى حضن من قاموا بتربيته وتعلقوا به، وبعيداً من الإجراءات القانونية، فتزامناً مع هذا الجدل يبدو التذكير بأبرز مشكلات الأقباط الاجتماعية على الشاشة، أمراً يثير الاهتمام الآن خصوصاً في ما يتعلق بالأفلام الجادة التي أعطتهم مساحة كبيرة وخرجت إلى النور بالفعل، فيما غيرها لا يزال يواجه عقبات رقابية.

الزواج المختلط هاجس السينما

كانت معضلة ارتباط البطل المسيحي بفتاة مسلمة، مسيطرة على كثير من الأعمال التي قدمت في بدايات السينما المصرية، وظهرت في أفلام مثل "قبلة في الصحراء، وأولاد الذوات، وفاطمة وماريكا وراشيل"، وكان لافتاً إلى أن التناول بدا سطحياً للغاية ربما لأن الأجواء حينها كانت أكثر تسامحاً ولم يكن هناك صدمات مع المؤسسات الدينية، كما أن التركيز كان ينصب على الدراما والحكاية في القصص سواء في قالب تراجيدي أو كوميدي، من دون تأكيد الفروق الطائفية، ولكن مع قصة شبيهة في عام 1951 كان الموعد مع الصدام الأكبر حيث اعترضت الكنيسة على صورة الفتاة المسيحية التي ظهرت في فيلم "الشيخ حسن" الذي كان اسمه في البداية "ليلة القدر"، وقام ببطولته حسين صدقي في دور شخص مسلم متدين يتزوج فتاة مسيحية كانت تعيش حياة منفتحة للغاية، ولكن بعد أن أشهرت إسلامها، وبالفعل منع عرض العمل لسنوات طويلة ثم أفرج عنه بعد إنتاجه بأكثر من عامين بقرار رئاسي.
الأجواء السياسية حينها التي أعقبت ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، كانت تريد التهدئة وهي الرسالة التي فهمها السينمائيون بالتالي آثروا الابتعاد عن مناقشة قضايا عميقة تخص المواطن المسيحي، وتم الاكتفاء بظهوره بشكل هامشي مثلما في فيلم الأصدقاء الثلاثة "حسن ومرقص وكوهين" في عام 1954 وهنا أظهر العمل عدم التشاحن بين أصحاب الديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية، وكان المسيحي هو السند المخلص للبطل الذي ينقذه من المطبات مثل الموظف الذي ساعد بطل فيلم "أم العروسة" 1963 للنجاة من قضية الاختلاس، وهو نفس ما تكرر في فيلم "قنديل أم هاشم" 1968، و"بين القصرين" 1964، كما ظهرت شخصية الحبيبة المسيحية ولكن ذات الجنسية الأجنبية في فيلم "حسن وماريكا" 1959 للابتعاد عن أي توترات متوقع حدوثها.


محاولات استثنائية

مع ذلك، حاولت بعض التجارب أن تكون أكثر جرأة، ولكن مع الحفاظ على عدم الصدامية ولعل الأمثلة الأبرز هنا متمثلة في فيلمي "شفيقة القبطية" 1962، و"الراهبة" 1965، وكلاهما من بطولة هند رستم وإخراج حسن الإمام، فالأول يروي قصة راقصة مسيحية عرفت في أوائل القرن الـ20، ترفضها أسرتها بسبب عملها وتمنع عنها رؤية ابنها، وعلى رغم تحقيقها الشهرة عن طريق مصادقة كبار رجال الدولة فإنها تعيش حياة مأساوية. أما الثاني فكان عن فتاة مسيحية تقرر أن تصبح راهبة بعد أن يرفضها الشخص الذي وقعت في حبه ويفضل عليها شقيقتها، وهو ما حدث أيضاً في النصف الثاني من السبعينيات حينما قدم المخرج أحمد ضياء الدين فيلمه "لقاء هناك" عن قصة لثروت أباظة حول البطل المسلم الذي يعيش حيرة فيما يتعلق بشؤون دينه، كما يقع في حب فتاة مسيحية وتبادله المشاعر ولكنه لا يتمكن من الارتباط بها بسبب اختلاف العقيدتين فلا تجد الفتاة مفراً من سلك طريقة الرهبنة أيضاً.

النمطية والتكرار

لم تكن قد ظهرت حينها حوادث الفتنة الطائفية بشكل ملحوظ، التي تكررت في مصر بين حين وآخر، لا سيما في فترات الثمانينيات والتسعينيات وأوائل الألفية، ولكن ظلت الحساسية من التعمق في تناول واقع المجتمع المسيحي قائمة، كما ظلت مدلولات الشخصية مثل الأيقونات والرموز وطريقة صياغتها توصف بالسطحية والسذاجة لا سيما في ما يتعلق بقاموس الأسماء المحددة التي يظهر بها المسيحي مثل "جرجس"، وأيضاً بعض الإشارات التي يظهرها صناع العمل مثل تكرار كلمات مثل "الرب، المسيح الحي"، وأداء علامة الصليب بسبب ومن دون سبب، ليبدو وكأن القبطي يتحدث لغة مغايرة تماماً لباقي زملائه وجيرانه في المجتمع، رغم أن الواقع عكس ذلك تماماً، ولكن هذه الطريقة المختصرة والمختزلة بطريقة مخلة توافق عليها الكتاب والمخرجون وظلت هكذا على مدار عقود طويلة، وبينها مجموعة الأفلام التي جسدت "حرب أكتوبر" لا سيما في سبعينيات القرن الماضي وبينها "أغنية على الممر"، و"أبناء الصمت"، و"الرصاصة لا تزال في جيبي"، وغيرها. وعلى رغم أن الاستناد إلى تفاصيل نمطية مكررة يقلل كثيراً من الصدقية، فإنه ظل معمولاً بها على مدى طويل، مثلما جاء في فيلم "أميركا شيكا بيكا" 1993، و"فيلم هندي" 2003 الذي استعرض قصة البطلين المسيحي والمسلم اللذين يتمتعان بصداقة وطيدة ويعيشان بحي شبرا الذي هو مثال للتعايش بين أهل الديانتين من دون أدنى مشكلة، ولكن التيمة التي ظهرت بها العائلة المسيحية في ما يتعلق بالمفردات وطريقة الحديث وطقوس زيارة دار العبادة أفقدت العمل كثيراً من قيمته، رغم قصته التي كانت تبدو واعدة للغاية. وفي عام 2008 قدم عادل إمام مع عمر الشريف عملاً كوميدياً اجتماعياً شهيراً هو فيلم "حسن ومرقص" الذي كان يحمل لمحات مضحكة حول عائلتين مسيحية ومسلمة تتبادلان الأدوار خوفاً من تهديدات المتطرفين وأيضاً لم يسلم العمل من التفاصيل السطحية التي طالت طريقة تقديم البطل القبطي.

 مواجهة الإرهاب بالأفلام

لكن لا شك أن فترة التسعينيات شهدت تقديم شخصية المواطن المسيحي بصورة أكثر واقعية، وذلك في محاولة لمواجهة الأفكار المتطرفة والتوجهات الإرهابية التي انتشرت حينها بين بعض الفئات. واقتحمت الأفلام وقتها أكثر من ملف، وبينها الزواج المختلط والهجرة واشتباكهم مع النظام الأمني والسياسي، ومعاناتهم من حوادث الإرهاب، وقد يكون من أبرزها فيلم "الإرهابي" 1994 من بطولة عادل أمام حيث يختبئ المتطرف لدى عائلة منفتحة لديها جيران مسيحيون ويصاب بالصدمة حينما يجد نفسه وسط عائلة ينبذها وفقاً لأفكاره. وكذلك فيلم "التحويلة" 1996 وهنا يتعرض العامل المسيحي البسيط للظلم ويسجن بتهمة التورط في هرب أحد المساجين وفي معاونة متطرفين، ولكنه يتعرف على ضابط مسلم يحاول إثبات براءته ولكن ينتهي الحال بقتلهما لتأكيد أن الظلم لا يفرق بين الهويات الدينية ويطال جميع المواطنين. وبعدها بعامين طرح فيلم "أرض أرض" الذي رفض فيه البطل السير وراء مشاعره وقرر أن يدير ظهره لقصة حبه مع الفتاة المسيحية خوفاً من حدوث أزمات مجتمعية ويتركها لتتزوج غيره، كما شهدت الحقبة كذلك إنتاج فيلم "كلام في الممنوع" الذي تصدى فيه الضابط المسلم للدفاع عن الطبيب المسيحي المتهم ظلماً بقتل زوجته، وكان هناك إصرار للتركيز على أن اختلاف العقيدتين بين الصديقين لم يقف عائقاً أمام المساعدة الإنسانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حضور خافت وتجارب غير مسبوقة

وعلى مدار آلاف الأفلام التي قدمتها السينما المصرية لم تأخذ فيها شخصية المسيحي البطولة الرئيسة إلا في نحو 23 فيلماً، وذلك بحسب دراسة أعدتها الباحثة، انتصار بدر، ونُشرت عام 2003، وتبريرها كان متعلقاً بحرص المبدعين على تفادي الأزمات الرقابية بخاصة أن الجهة المعنية بإجازة تصوير وعرض الأفلام تتشدد كثيراً في هذا الجانب، لا سيما بعد تكرار حوادث الفتنة الطائفية قبل سنوات، وليس من باب احتكار الأبطال المسلمين للشخصيات المحورية، لكن عام 2004 شهد نقطة تحول في تلك النوعية من الأعمال من خلال "بحب السيما" للمخرج أسامة فوزي، الفيلم الذي استعرض بواقعية وتميز قصة عائلة مسيحية متشعبة الأجيال، ولم يكن حضور الشخصيات مسانداً كما جرت العادة ولكن البطولة المطلقة لأفراد من مجتمع قبطي، حيث كان الأب المتزمت عقبة أمام استمتاع العائلة بأبسط تفاصيل الحياة، وواجه العمل اعتراضات شديدة من قبل المراجع الكنسية وتعطل عرضه أكثر من مرة بسبب تلك المواجهات، ولكنه في النهاية رأى النور وسط حفاوة بمستواه الفني وتيمته غير المكررة... شخصية المسيحي الطبيعي الذي يخطئ باعتباره إنساناً عادياً أيضاً، قدمت بشكل أكثر قتامة في "عمارة يعقوبيان" 2006، حيث كان الشقيقان فانوس وملاك يعيشان في ضيق عيش ويحاولان استغلال كل من حولهما والقيام بتصرفات ترفضها كل الأديان، فعلى ما يبدو أن "بحب السيما" كسر حاجز الخوف في التعرض للشخصية القبطية التي كانت تقدم من الخارج، وكأن أصحاب تلك الديانة في مصر لديهم تيمة واحدة في ممارسة حياتهم، وهذا التغيير ما بدا واضحاً أيضاً في فيلم "واحد صفر" 2009، فالبطلة المسيحية تدخل في علاقة مع حبيبها المسلم وتصبح حاملاً، فيما أنها على جانب آخر لا تزال تناضل من أجل الحصول على الطلاق الرسمي من زوجها المسيحي، ولكنها تواجه بعقبات وأحكام وقوانين الكنيسة التي تمنع الطلاق إلا في ظروف ضيقة للغاية، ولكن حظوظ هذا الفيلم كانت أوفر وأفضل حالاً من فيلم "الخروج من القاهرة" 2011، حيث دارت القصة حول فتاة مسيحية تعيش قصة حب مع شاب مسلم، وتناول العمل الممنوع من العرض بجرأة فكرة الزواج المختلط ونظرة المجتمع لهذا النوع من العلاقات، كما شهد عام 2014 قصة جريئة أخرى حول عائلة مسيحية ميسورة الحال تواجه أزمة مالية طارئة، فيضطرون لنقل طفلهم إلى مدرسة حكومية بدلاً من مدرسته الخاصة، فيحاول الطفل إبعاد نفسه عن التنمر والسخرية والاضطهاد الذي يلمسه في أسلوب زملائه فيدعي أنه مسلم الديانة.


العقبات الرقابية

لكن المؤكد أن كثيراً من السيناريوهات التي تستعرض، بطريقة بعيدة عن السطحية، الأزمات المجتمعية لمسيحيي مصر لا تزال حبيسة الإدراج، ولعل من بين أشهرها فيلم "شرط الحبة" الذي قالت مؤلفته ومخرجته هالة خليل مراراً إنها حصلت على تصريح بتصويره، ولكن بعد القيام ببعض التعديلات على القصة بناء على طلب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، تم سحب تصريح التصوير. وبحسب مصادر بالمؤسسة الرقابية المعنية بإجازة تصوير وعرض الأعمال الفنية، فالفيلم يتضمن قصة مثيرة للجدل حول فتاة مسلمة تتزوج من مسيحي بعد أن يشهر إسلامه لتفاجأ به بعد سنوات بكونه لا يزال على دينه وتتعقد الأمور بعد وفاة الزوج، وبحسب اللوائح يجب أن تطلع الجهات الدينية المعنية على العمل أولاً قبيل السماح بتنفيذه، وهو ما ترفضه المخرجة التي سبق وقدمت أعمالاً مهمة بينها فيلم "نوارة"، وذلك لتأكيدها أن العمل لا يوجد به ما يسيء ولا يستدعي العرض على مؤسسة الأزهر الشريف قبيل تنفيذه.

المسلسلات تقول كلمتها

المسلسلات الدرامية أيضاً كان لها نصيب كبير في ما يتعلق بتناول حياة الأقباط، وبعضها كان يصنف على أنه جريء وغير اعتيادي، ومن بينها بالطبع "خالتي صفية والدير" 1996، حيث كان للمقدس والدير دور كبير في الصراع بين الشخصيتين الرئيستين، وكانت الأدوار المسيحية إيجابية وواقعية للغاية ووفقاً للمجتمع الصعيدي في تلك الفترة، وهو العمل المأخوذ عن رواية الأديب بهاء طاهر الشهيرة وأخرجه إسماعيل عبدالحافظ، كما كانت أعمال السيناريست البارز أسامة أنور عكاشة في أغلبها تدلل على تنوع الهوية المصرية من خلال شخصيات مسيحية ويهودية وإسلامية، وبينها "زيزينيا" و"ليالي الحلمية"، وغيرهما، وإن كانت بعض الأدوار تتميز بالنمطية. وفي عام 2000 قدم المؤلف وحيد حامد بسلاسة قصة أسرة قائمة على الزواج المختلط في "أوان الورد"، حيث الأم مسيحية والأب مسلم، وإن كانت الحكاية الرئيسة تتناول الجيل الثاني لهذه الزيجة، ولكن فكرة التعايش والتناغم بين الديانتين ظهرت بطريقة غير مفتعلة وغير خطابية، وهو العمل الذي أخرجه سمير سيف وأثار ضجة كبيرة حين عرضه. وفي عام 2012 قدمت حنان ترك مسلسل "أخت تريز" من تأليف بلال فضل وإخراج حسام الجوهري، حول شقيقتين توأم تنفصلان في الصغر وإحداهما تتربى في أسرة مسلمة وأخرى تتبناها عائلة مسيحية وهي لفتة تتوافق مع ما يثار حالياً حول قانونية تبني الزوجين المسيحيين للطفل الذي وجدوه بالكنسية وأطلقوا عليه اسم "شنودة".
في ما بعد توالت شخصية القبطي في الدراما بين النمطي والاستهلاكي والمبتكر، ولعل من أكثر تلك الأدوار اختلافاً، ما قدمه الممثل خالد كمال في مسلسل "60 دقيقة" قبل عامين، حيث جسد دور "فهيم" الرجل المسيحي المتذبذب الذي لديه عادات شخصية مخجلة جعلت زوجته تنفصل عنه. وعلى رغم حبه لها ولكنه يفشل في الحفاظ عليها نظراً إلى وقوعه تحت سطوة نزواته القهرية، بخلاف انصياعه الكامل لوالدته المتسلطة، وركز العمل على الجوانب الإنسانية للشخصية لتظهر بشكل طبيعي، كما كانت هناك بعض التفاصيل الخاصة بالديانة عرضت بشكل غير تقليدي وبينها ترنيمة تم استعراضها وكأنها نشيد وطني، وهو ما بدا غير معتاد درامياً ويمثل جرأة، حيث علقت مخرجة العمل، مريم أحمدي، بالتشديد على أن هناك دوماً مساحة لتقديم نمط مغاير وأفكار مختلفة في دراما المنصات، بعكس ما إذا كان العمل ينفذ خصيصاً للعرض عبر المحطات التلفزيونية، لافتة إلى أن مشهد الترنيمة كان فكرتها وناقشته مع بعض أبطال العمل، وكان هناك تردد في تقديمه بهذا الشكل، ولكن في النهاية أعجب الجمهور الذي شاهد المسلسل على منصة إلكترونية مدفوعة.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما