Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق أميركي - صيني على التكنولوجيا يشعل الحرب التجارية

البنك الدولي يحذر من أضرار الصراع بين واشنطن وبكين على الابتكار والنمو الاقتصادي

تعد صناعة أشباه الموصلات في صلب الصراع التجاري والاقتصادي بين واشنطن وبكين (أ ب)

ملخص

أعلنت إدارة #الفضاء_الإلكتروني الصينية أنها ستجري مراجعة لواردات منتجات شركة #ميكرون من أجل الحفاظ على الأمن القومي

صعدت الصين من حرب التكنولوجيا بين أكبر اقتصادين في العالم وذلك بإعلانها بدء مراجعة نشاط شركة صناعة الرقائق الأميركية "ميكرون" على خلفية القلق في شأن الأمن القومي.

وجاء الإجراء الصيني أول من أمس الجمعة كرد على الإجراءات الأميركية للحد من وصول الصين إلى تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات.

وأعلنت إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية أنها ستجري مراجعة لواردات منتجات شركة "ميكرون" من أجل الحفاظ على الأمن القومي وضمان تأمين البنية التحتية المعلوماتية والوقاية من الأخطار الناجمة عن مشكلات تلك المنتجات.

وتعد صناعة أشباه الموصلات في صلب الصراع التجاري والاقتصادي بين واشنطن وبكين، وخلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فرضت الولايات المتحدة قيوداً واسعة على تصدير الرقائق الإلكترونية إلى بكين في محاولة أميركية لإبطاء التقدم الصيني في مجالات الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر العملاقة، كما حذت اليابان وهولندا حذو الولايات المتحدة في فرض قيود على التجارة مع الصين.

وتواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن زيادة الضغط الاقتصادي على الصين، كما تطالب حلفاءها في الغرب بممارسة ضغوط مماثلة.

وشكلت الإدارة الأميركية لجنة خاصة في واشنطن لهذا الغرض إضافة إلى ضغوط المشرعين في الكونغرس من الحزبين الرئيسين على الشركات والأعمال التي لها حضور في الصين أو تعاملات مع بكين، مما يضع الشركات والأعمال الأميركية في موقف صعب يضطر بعضها إلى البحث عن سلاسل توريد بديلة للتعامل مع الصين.

إجراءات انتقامية

ويعتبر الإعلان الأخير من جانب الصين رداً واضحاً على القيود والضغوط الأميركية وينذر في رأي كثير من المراقبين بمزيد من الإجراءات من جانب الصين تجاه الشركات والأعمال التي تستجيب للضغوط الأميركية. وبالفعل هبط سهم شركة "ميكرون" المسجلة على مؤشر "ناسداك" في "وول ستريت" مع نهاية تعاملات الأسبوع أول من أمس الجمعة بحوالى أربعة في المئة فور الإعلان الصيني عن المراجعة الأمنية لمنتجاتها.

وكانت الشركة أعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستحصل على دعم بقيمة 320 مليون دولار من الحكومة اليابانية للتوسع في التعاون مع الولايات المتحدة في مجال صناعة أشباه الموصلات، كما يتوقع الآن أن تتخذ بكين إجراءات ضد هولندا التي فرضت قيوداً مماثلة على الصادرات إلى بكين.

وأشار السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي فو كونغ في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن بكين لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الإضرار بمصالحها، مؤكداً أن الدول الأوروبية التي تستجيب للضغوط الأميركية وتوقف علاقاتها مع الصين أو تفرض عليها قيوداً يجب أن تتوقع رداً من بكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع عزم هولندا فرض قيود على تصدير تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات المتقدمة لديها إلى الصين، اعتبر فو ذلك "خضوعاً لضغوط الولايات المتحدة".

وعلق السفير الصيني في بروكسل على الإجراء الهولندي قائلاً في مقابلة صحافية، "عليهم ]الهولنديون[ أن يدركوا حقيقة أن الصين لن تقف ساكنة بينما يتم التلاعب بمصالحها من دون أن أن تتخذ اجراءات مضادة".

وسبق أن حذر السفير الصيني في أمستردام تان جيان الشهر الماضي من أن على هولندا أن تتوقع "تبعات أفعالها إذا مضت قدماً في فرض قيود على صادراتها للصين".

قيود ومشكلات

وكانت شركة "ميكرون" ذكرت في تقريرها ربع السنوي الصادر في مارس (آذار) الماضي أن "الحكومة الصينية قد تحظر علينا المشاركة في السوق الصينية أو تمنعنا من المنافسة بشكل فعال مع الشركات الصينية"، كما حذرت من خطر عدم حصولها على المعادن النادرة التي تنتجها الصين بشكل رئيس.

وأضافت الشركة في تقريرها الشهر الماضي أن "تقييد إمدادات المعادن والعناصر الأرضية النادرة قد يحد من قدرتنا على تصنيع بعض منتجاتنا ويجعل من الصعب علينا والمستحيل المنافسة مع غيرنا من مصنعي أشباه الموصلات الذين يمكنهم الحصول على كميات كافية من تلك العناصر والمعادن من الصين".

وعقب إعلان بكين التحقيق في منتجات الشركة أصدرت "ميكرون" بياناً ذكرت فيه أنها تتواصل مع السلطات الصينية، مؤكدة تعاونها التام مع الجهات الرقابية في بكين.

وأضافت، "تلتزم شركة ’ميكرون‘ بالقيام بكل أعمالها في إطار من النزاهة وتؤكد التزامها بأمن وسلامة منتجاتها وتعهداتها لزبائنها".

وكان البنك الدولي حذر الأسبوع الماضي من أن الحرب التكنولوجية والقيود على التجارة بين الولايات المتحدة والصين تضر بفرص الابتكار وتطور المعرفة في البلدين، وتشكل تهديداً على المدى الطويل لفرص النمو الاقتصادي في آسيا.

كما كشف البنك عن نتائج تحليله لبراءات الاختراع في الولايات المتحدة والصين في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن الاجراءات المتبادلة بين البلدين في سياق التوتر بينهما منذ عام 2018 أدت إلى الاضرار بالبحث والتطوير والابتكار في شركات البلدين، موضحاً أن ذلك يضر بعقود من الاستقرار الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادي، إضافة إلى إضراره بجهود التعاون في مكافحة التغيرات المناخية.