ملخص
رحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية بالحل السريع لأزمة بنك #"كريدي_سويس" الذي تحقق بالتدخل الفعال #للسلطات_السويسرية
ارتفعت عقود التداول المستقبلية في الأسهم قبل افتتاح السوق في الساعات الأولى من صباح الاثنين على خلفية صفقة استحواذ أكبر البنوك السويسرية "يو بي أس"، على ثاني أكبر بنوك سويسرا "كريدي سويس"، وقرار عدد من البنوك المركزية في الدول الرئيسة توفير الدولارات بشكل يومي للبنوك لزيادة السيولة في السوق.
وارتفعت عقود الأسهم المستقبلية على مؤشر "داو جونز" للشركات الصناعية بنسبة 0.3 في المئة. أما على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" للشركات الكبرى ومؤشر "ناسداك 100" لشركات التكنولوجيا، فارتفعت عقود الأسهم المستقبلية بنسبة 0.5 في المئة، واستقرت أسعار النفط في ضوء هبوط سعر صرف الدولار مقابل اليورو ومع بعض الهدوء المؤقت الذي ساد في السوق بعد صفقة الدمج السويسرية.
وفي أسواق العملات التي فتحت، باكراً صباح الاثنين، ارتفع سعر صرف الدولار الأسترالي قليلاً أمام الدولار، كذلك فعلت العملة النيوزيلندية، أما الين الياباني فتراجعت قيمته أمام الدولار الأميركي، ويعتبر تحرك سعر صرف الين الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، ما يعني أن الأسواق عادت للتركيز على توقعات قرار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي أكثر من ذعرها نتيجة أزمة البنوك.
وكانت السطات السويسرية توصلت، مساء الأحد، إلى ترتيب صفقة شراء "يو بي أس" لبنك "كريدي سويس" الذي انهارت قيمته السوقية، الأسبوع الماضي، بقيمة 3.25 مليار دولار، أي أقل من نصف القيمة السوقية للبنك المأزوم بعد هبوط سعر أسهمه، ولم تفلح عملية إقراض له من البنك الوطني (المركزي) السويسري بقيمة 50 مليار فرنك سويسري (54 مليار دولار) في نهاية الأسبوع لوقف انهيار أسهم البنك.
الصفقة السويسرية
وأعلنت السلطات السويسرية عن صفقة الدمج بعد مفاوضات مكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع وضغط من السلطات النقدية والمالية على المصرفين لترتيب الصفقة قبل افتتاح الأسواق، الاثنين، لتفادي اتساع نطاق الذعر في الأسواق. وجاء الإعلان عن الصفقة في مؤتمر صحافي بحضور الرئيس السويسري آلان بيرسيه ووزيرة المالية السويسرية كارين كيلر-سوتر ورئيسي المصرفين كولم كيليهير عن "يو بي أس" وأكسل ليمان عن "كريدي سويس". وقال الرئيس السويسري في المؤتمر الصحافي إن صفقة الاندماج هي الخيار الأمثل "لاستعادة الثقة"، وأضاف أن هذا الحل الذي تم التوصل إليه "ليس مهماً جداً لسويسرا فقط بل لاستقرار مجمل النظام المالي العالمي"، وقالت وزيرة المالية إن إفلاس "كريدي سويس" كان سيؤدي إلى "أضرار اقتصادية لا يمكن إصلاحها"، وأضافت "لذا على سويسرا أن تضطلع بمسؤولياتها بما يتخطى حدودها".
ورحبت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأوروبية بالحل السريع لأزمة بنك "كريدي سويس" الذي تحقق بالتدخل الفعال للسلطات السويسرية. وكان أول المرحبين بإعلان السلطات السويسرية لدعم الاستقرار المالي وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ورحبت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد أيضاً بما وصفته "التحرك السريع" للسلطات السويسرية، وكذلك فعل المسؤولون في بريطانيا ودول رئيسة عدة أخرى.
سوق المال
ولتأمين الصفقة، اضطرت السلطات السويسرية لتعطيل موقت لبعض القواعد واللوائح المتعلقة بسوق المال كي يتم التوصل السريع للصفقة بتجاوز الإجراءات التقليدية، وسيتم إقرار الصفقة في وقت لاحق، كما سيلزم أن يصوت البرلمان السويسري على الصفقة التي ستؤدي إلى تكوين أكبر بنك، إذ تبلغ أصول "يو بي أس" 1.1 تريليون دولار، وأصول "كريدي سويس" 575 مليار دولار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضمنت الصفقة أيضاً موافقة البنك المركزي على توفير سيولة تصل إلى 100 مليار فرنك سويسري (107.8 مليار دولار) للمصرفين، وذلك غير ما أعلنته وزيرة المالية من أن بنك "يو بي أس" سيستفيد من ضمانة حكومية بنحو تسعة مليارات فرنك سويسري (9.7 مليار دولار) لمواجهة أي مشكلات ومخاطر محتملة في محفظات "كريدي سويس".
تنسيق الجهود
ويبدو أن السلطات المالية والنقدية في الدول الرئيسة على رغم ترحيبها بصفقة الدمج السويسرية، تخشى من زيادة فقدان الثقة لدى الأسواق، لذا لجأت إلى إجراء طارئ، مساء الأحد، قبل فتح الأسواق بأن أعلنت عن توفير السيولة بالدولار الأميركي عبر عقود التبادل اليومية، وشارك في الإجراء مع الاحتياطي الفيدرالي والبنك الوطني السويسري بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان (المركزي).
وعلى رغم رد الفعل الذي اتسم بالهدوء الحذر إلا أن معظم المحللين يتوقع أسبوعاً مضطرباً في أسواق الأسهم والعملات، وتنتظر الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة الأميركية، الأربعاء، وكذلك التوقعات المستقبلية ربع السنوية لأداء أكبر اقتصاد في العالم، ومع أن الأسواق الآن لا تتوقع أن يرفع الاحتياطي سعر الفائدة بأكثر من 0.25 في المئة أو حتى يتركها كما هي حالياً من دون زيادة، إلا أن القلق من أزمة البنوك لم يهدأ تماماً بعد.
وعلى الأرجح، ستظل الأسواق في حال اضطراب وتباين أداء خلال هذا الأسبوع، الذي يعتبره كثيرون حاسماً بالنسبة للمخاوف من أزمة مالية عالمية كما حدث قبل 15 عاماً.