ملخص
ذهبت معلمة مدرسة ابتدائية إلى الفراش وهي تعاني أعراضاً تشبه أعراض مرض #الإنفلونزا، لكن انتهى بها الأمر ببتر ساقيها نتيجة #تعفن_الدم
ذهبت معلمة مدرسة ابتدائية إلى الفراش وهي تعاني أعراضاً تشبه أعراض مرض الإنفلونزا، لكن انتهى بها الأمر ببتر ساقيها نتيجة تعفن الدم أو "الإنتان" sepsis.
كانت جوليانا برانسدن ذات الـ44 سنة والأم لولدين تعيش "حياة ملؤها الصحة والسعادة" إلى أن أصيبت فجأة بمرض تركها تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ليلة رأس السنة الجديدة، بدأت برانسدن تعاني أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، وذلك بعد أيام قليلة من الاحتفال بعيد الميلاد برفقة عائلتها. وبعد أن لجأت إلى الفراش التماساً للراحة، قاست انتكاسات صحية وصفها زوجها بـ"السقوط في الهاوية"، وتدهورت حالتها بشدة إلى حد أن قلبها توقف عن العمل.
"اتصل تيم، زوج جوليانا، بخط المساعدة الطبية الطارئة 111 في المملكة المتحدة، فطلب منه الموظفون المواظبة على إعطائها المسكنات وخوافض الحرارة الباراسيتامول، ولكن عندما لم تتحسن حالتها، اتصل بسيارة إسعاف"، بحسب ما قالت ليندا بورغيس، والدة جوليانا، متحدثة إلى "اندبندنت".
وأضافت بورغيس: "فقدت زوجة أخي حياتها بعد إصابتها بحالة مشابهة جداً، لذا كنا نعي جيداً أن المرض قد يجد طريقه سريعاً إلى الناس".
وقالت إنها تلقت مكالمة هاتفية طلبت منها الحضور فوراً إلى منزل ابنتها كي تهتم بحفيديها إميليا وويليام، البالغين من العمر 14 و11 سنة على التوالي، فيما هرع تيم بزوجته جوليانا إلى المستشفى.
في المستشفى، سرعان ما دخلت جوليانا في غيبوبة استمرت 18 يوماً، فيما اجتهد الأطباء طوال الوقت كي يعالجوها من الإصابة بصدمة إنتانية [عدوى تنتشر في مجرى الدم تتسبب بانخفاض حاد في ضغط الدم وعدم حصول أعضاء الجسم على حاجتها من الأوكسجين في الدم]، وسكتتين قلبيتين، وفشل كثير من الأعضاء. جوليانا كانت قد أصيبت بتعفن الدم نتيجة تعرضها لشكل عدواني من الالتهاب الرئوي الناجم عن الإنفلونزا.
في نهاية الأمر، استفاقت جوليانا من الغيبوبة، ولكن تعفن الدم كان قد ألحق أضراراً جسيمة بيديها وقدميها، وكان لا بد من بتر ساقيها لإنقاذ حياتها.
قالت بيرغس: "كان [مرض جوليانا] صدمة كبيرة بالنسبة إلينا. لم ندرك أبداً مدى الضرر الذي يخلفه تعفن الدم، وأنه قد يظهر نتيجة الإنفلونزا وبكتيريا "المكورات العقدية من المجموعة أ" Strep A. الآن، تنظر إلى الوراء ويبدو كل شيء ضبابياً".
وأشادت بيرغس بشجاعة ابنتها في مواجهة المرض "المدمر"، وفق وصفها مضيفة أن "الابتسامة لم تفارق ثغر جوليانا في كل خطوة. لقد كان الطاقم الطبي مذهولاً أمام قوتها وصلابتها وصمودها إزاء كل ما تمر به. تراها تبتسم دائماً".
تتلقى جوليانا العلاج حالياً في مستشفى "ويثيبوش" Withybush ولم تغادر العناية المركزة إلا في بداية الشهر الجاري.
"بيرغس أخبرت "اندبندنت" أنه "فور استيقاظ جوليانا من الغيبوبة كانت قادرة على الكلام. صحيح أنها كانت ضعيفة جداً وبالكاد ترفع صوتها، لكن راحة كبيرة غمرت قلوبنا لأنها استفاقت وتعرفت إلينا وتواصلت معنا. لم يتبد كم هو الأمر سيئ نتيجة تعفن الدم لدى جوليانا إلا بعد مرور بعض الوقت على استيقاظها من الغيبوبة. وقد اعترانا أسى شديد".
تضررت يدا جوليانا بشدة، ولكن قدميها. تقول والدتها، "كانتا سبباً في المشكلة وكانتا لتتهددا جميع أعضاء جسمها إن لم نتوخ الحذر، لذا اتخذنا قراراً حكيماً بالبتر، وعندما انتفى مصدر العدوى هذا بدأت تستعيد عافيتها".
تذكيراً، تعفن الدم حالة صحية شائعة تتهدد الحياة تظهر عادة نتيجة الإصابة بشكل من العدوى.
وتبدأ عدوى تعفن الدم في أي مكان في الجسم، وتحدث نتيجة عدوى في الصدر أو البول، أو مشكلة صحية في البطن مثل قرحة المعدة أو حتى جروح وعضات.
مرد هذه الحالة إلى الطريقة التي يستجيب بها الجسم للبكتيريا. قد تؤدي استجابة الجسم لعدوى ما إلى إصابة أنسجته وأعضائه. وفي حال عدم العلاج، يمكن أن يؤدي تعفن الدم إلى صدمة إنتانية، وتوقف كثير من أعضاء الجسم عن العمل، والموت.
وفق مؤسسة "سيبسس ترست" البريطانية لعلاج مرضى تعفن الدم، يحصد هذا المرض 44 ألف حالة وفاة في المملكة المتحدة سنوياً.
يعمل تيم، زوج جوليانا، في مجال السباكة لحسابه الخاص، ولكنه لم يعد إلى عمله منذ ما قبل عيد الميلاد الماضي، ويركز على العناية بطفليه وشفاء جوليانا وعودتها إلى المنزل.
الآن، يقدم الجميع في عائلة جوليانا، من بينهم والداها وشقيقها، الذين كانوا يساندونها منذ تمكن المرض منها، يد العون في جمع الأموال دعماً لتعافيها، الذي يأملون في أن يشمل تركيب طرفين صناعيين. وقد سجلت الصفحة الإلكترونية لجمع التبرعات ما مجموعه أكثر من 90 ألف جنيه استرليني في أقل من أسبوع.
ترغب الأسرة في عودة جوليانا إلى المنزل ما إن تصبح في حالة صحية جيدة، ولكن المستشفى لم يحدد موعداً لمغادرتها بعد، إذ ما زالت مستمرة على العلاج وتنتظر تماثل يديها للشفاء.وقالت بيرغس إن الدعم قد "غمر" العائلة، ليس فقط من الناحية المالية لجوليانا بل أيضاً بالصلاة من أجلها. وأوضحت أن ابنتها سترغب في تعزيز مستوى الوعي حول الأخطار التي يطرحها تعفن الدم بغية مساعدة الآخرين على التعرف إلى علامات المرض.
© The Independent