ملخص
قال دبلوماسيون من #حلف_شمال_الأطلسي إنهم لا يتوقعون أن يؤدي الأمر إلى تصعيد ومواجهة أخرى بين #روسيا و#أميركا
دعا السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف واشنطن اليوم الأربعاء إلى وقف عمليات التحليق "العدائية" قرب الحدود الروسية وذلك غدات اعتراض طائرات مطاردة روسية مسيّرة أميركية فوق البحر الأسود، فيما قالت وزارة الدفاع الصينية في وقت لاحق اليوم إن الصين وإيران وروسيا ستجري تدريبات بحرية مشتركة في خليج عمان في الفترة من 15 إلى 19 مارس (آذار) الحالي، ستساعد في "تعميق التعاون الفعلي بين القوات البحرية للدول المشاركة".
وقف التحليق
وقال انتونوف في بيان عبر "تلغرام"، "ننطلق من مبدأ أن الولايات المتحدة ستحجم عن القيام بتكهنات لاحقة عبر وسائل الإعلام وستتوقف عن عمليات التحليق قرب الحدود الروسية".
وكانت القيادة الأوروبية للجيش الأميركي أفادت أمس الثلاثاء بأن مقاتلة روسية من طراز "سوخوي 27" اصطدمت بطائرة أميركية مسيّرة من طراز "ريبر MQ-9 Reaper" فوق البحر الأسود.
وقال قائد سلاح الجو الأميركي في أوروبا وأفريقيا، الجنرال جيمس هيكر، "كانت طائرتنا MQ-9 تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما اعترضتها طائرة روسية وصدمتها، مما أدى إلى تحطمها. في الواقع، تسبب هذا العمل غير الآمن وغير المهني من قبل الروس في تحطم الطائرتين".
وذكرت القيادة الأميركية، في بيان، "قبل الاصطدام، ولمرات عدة، ألقت طائرتا سوخوي 27 الوقود على المسيّرة MQ -9، وحلقتا أمامها على نحو متهور وغير سليم بيئياً وغير مهني".
استدعاء السفير
وأعلنت الولايات المتحدة، أنها استدعت السفير الروسي في واشنطن إلى وزارة الخارجية، للتعبير عن "اعتراضها الشديد" بعد الحادث.
وقال متحدث الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين، "سنستدعى السفير الروسي إلى وزارة الخارجية". مضيفاً أن السفير الأميركي في موسكو نقل أيضاً احتجاجات واشنطن في رسالة إلى وزارة الخارجية الروسية.
أنتونوف: ننظر للحادث باعتباره استفزازاً
ونقلت وكالة "ريا" للأنباء الحكومية الروسية عن أناتولي أنتونوف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة قوله، إن موسكو تنظر للحادثة على أنها استفزاز.
وقال أنتونوف عقب استدعاء وزارة الخارجية الأميركية له "ننظر لهذه الحادثة باعتبارها استفزازاً".
وقال دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي، إنهم لا يتوقعون أن يؤدي الأمر إلى تصعيد وإلى مواجهة أخرى على الفور.
من جانبه، اعترف الجيش الروسي بأن اثنتين من مقاتلاته اعترضتا مسيرة أميركية فوق البحر الأسود، لكنه أكد أنهما لم تصطدما بها، ولم تتسببا في سقوطها خلافاً لما أعلنته واشنطن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، "بعد مناورة عنيفة. بدأت المسيرة MQ-9 رحلة خارجة عن السيطرة، وهوت وارتطمت بسطح المياه". موضحة أن المقاتلتين الروسيتين لم تطلقا النار، ولم "تحتكا" بالطائرة.
وقال مصدر عسكري غربي لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن هويته، إنه سيتم تفعيل القنوات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، وأضاف "في رأيي، القنوات الدبلوماسية ستخفف من أثر ذلك".
وتستخدم الولايات المتحدة مسيرات "ريبر" في المراقبة، وتوجيه ضربات، وهي مشغلة منذ فترة طويلة فوق البحر الأسود لمراقبة القوات البحرية الروسية، فيما ازداد التوتر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا قبل عام.
وقال الجنرال جيمس هيكر، "الطائرات الأميركية والحليفة ستستمر في العمل في المجال الجوي الدولي، وندعو الروس إلى التصرف بشكل مهني وآمن".
فعل متهور
وفي واشنطن، أوضح متحدث مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين أن عمليات الاعتراض الروسية في المنطقة شائعة، لكن هذا "جدير بالملاحظة، لأنه كان غير آمن وغير احترافي، بل كان متهوراً بالفعل".
وأضاف كيربي أنه جرى إطلاع الرئيس جو بايدن على الواقعة وأن وزارة الخارجية ستبلغ موسكو بمخاوف واشنطن، مردفاً "لسنا بحاجة إلى إبلاغ الروس قبل أن نطير في المجال الجوي الدولي. هذا ليس مطلوباً، ونحن لا نفعل ذلك".
وفقدت القوات الأميركية عدداً من مسيّرات "ريبر" خلال الأعوام الأخيرة، بما في ذلك بنيران معادية، وقالت القيادة المركزية الأميركية إن إحداها أسقطت في 2019 فوق اليمن بصاروخ أرض- جو أطلقه الحوثيون.
وأفادت تقارير إعلامية عن تحطم طائرة MQ-9 في ليبيا عام 2022، بينما سقطت أخرى خلال تدريب في رومانيا في وقت سابق من العام نفسه.
ويمكن تسليح هذه المسيّرات بصواريخ هيلفاير وكذلك بقنابل موجهة بالليزر ويمكنها أن تطير لأكثر من 1100 ميل على ارتفاعات تصل إلى 15 ألف متر (50 ألف قدم)، وفقاً لسلاح الجو الأميركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
معركة بقاء
على الجانب الأوكراني، قال جنود أوكرانيون إن القوات الروسية تتقدم في موجات على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا، فيما أعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيد أن الحرب معركة بقاء بالنسبة إلى بلاده.
وفي منطقة دونباس الشرقية، تخوض روسيا وأوكرانيا أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بعدما شنت موسكو في الشتاء هجوماً بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم أخيراً والمرتزقة.
ويصف بوتين الحرب المستمرة منذ عام بأنها رد فعل على ما يصفه بعدوانية الغرب الذي يقول إنه يعتزم التوسع في مناطق كانت واقعة تاريخياً تحت الحكم الروسي.
وخلال زيارة لمصنع طائرات في بورياتيا على بعد نحو 4400 كيلومتر شرق موسكو، قال بوتين، "بالتالي هذه ليست مهمة جيوسياسية بالنسبة إلينا، لكنها مهمة من أجل بقاء الدولة الروسية وتهيئة الظروف للتنمية المستقبلية للدولة ولأطفالنا".
ويتهم بوتين الغرب باستخدام أوكرانيا كأداة لإلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا، وتقول كييف وحلفاؤها الغربيون إن موسكو تشن حرباً غير مبررة دمرت مدناً أوكرانية وأودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار من ديارهم.
الدفاع عن باخموت
ولم يطرأ تغيير يذكر على الخطوط الأمامية خلال الهجوم الروسي في الشتاء المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر على رغم تكبد الجانبين خسائر فادحة.
ومع فشل الهجمات في أماكن أخرى من الجبهة، يبدو أن روسيا مصممة على السيطرة على مدينة باخموت الصغيرة في ما سيكون أول انتصار لها منذ منتصف عام 2022.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور الليلة الماضية، "مستقبل أوكرانيا يتقرر" في المعارك في الشرق بما في ذلك باخموت حيث يذكر قادة أوكرانيون أنهم يقتلون ما يكفي من المهاجمين الروس لتبرير البقاء والقتال من أجل مدينة مدمرة شبه محاصرة.
وذكر زيلينسكي "الوضع صعب جداً في الشرق، مؤلم جداً. علينا تدمير قوة العدو العسكرية. وسندمرها".
واتفق زيلينسكي وقادته العسكريون على الاستمرار في الدفاع عن باخموت على رغم مخاوف بعض المحللين العسكريين من أن الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا ربما تقوض قدرتها على شن هجوم مضاد مخطط له عندما يتحسن الطقس.
وإلى الشمال على خط المواجهة بالقرب من كريمينا، قال أولكسندر (50 سنة)، قائد وحدة في الكتيبة الأوكرانية رقم 110، إن الهجمات الروسية ما زالت مستمرة بلا هوادة على رغم أن الروس لم يعلنوا السيطرة إلا على القليل من الأرض هناك ويحاولون العودة نحو ليمان، وهي مركز عبور رئيس استعادت أوكرانيا السيطرة عليه العام الماضي.
وذكر الكرملين أن أهداف روسيا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها في الوقت الراهن إلا بالقوة العسكرية، وأن كييف بحاجة إلى تقبل "الحقائق الجديدة" على الأرض قبل أن يتسنى التوصل إلى تسوية سلمية.
ونقلت وكالات أنباء رسمية روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "يجب علينا تحقيق أهدافنا. لا يتسنى تحقيق هذا في الوقت الراهن إلا بالوسائل العسكرية نظراً إلى الموقف الحالي للنظام الحاكم في كييف".
وذكر المسؤول عن المناطق التي تسيطر عليها روسيا في منطقة دونيتسك الأوكرانية دنيس بوشلين أن المعارك تدور على "كل شبر" من باخموت.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله "نرى أن النظام الأوكراني لا يأخذ في الحسبان إطلاقاً الخسائر الكثيرة في بلدة سوليدار الأوكرانية وفي اتجاه باخموت. في الواقع، إنه ينهك جنوده بأوامره".
نقص الذخيرة
بعد استعادة مساحات شاسعة من الأرض في النصف الثاني من عام 2022، التزمت كييف بشكل أساسي الدفاع خلال الأشهر الأربعة الماضية، بينما شنت موسكو هجومها الكبير في الشتاء باستخدام جنود الاحتياط الذين جرت تعبئتهم أخيراً ونزلاء السجون الذين جندوا كمرتزقة.
ويقول مسؤولون أوكرانيون إنهم يستعدون لشن هجوم مضاد في وقت لاحق من العام الحالي بمجرد أن يجف الوحل على الأرض وتصل مئات الدبابات والعربات المدرعة من الغرب.
لكن نتائج تلك الحملات قد تعتمد على الجانب الذي سيخرج أقوى بعد الهجوم الروسي في الشتاء الذي وصف الجانبان القتال فيه بأنه "مفرمة لحم" وكبدهما خسائر فادحة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الذخيرة تنفد لدى موسكو "لدرجة أن هناك ترشيداً شديداً في استخدام القذائف في مناطق كثيرة من الجبهة".
وذكرت في تحديث استخباراتي يومي، "كان هذا بالتأكيد سبباً رئيساً لعدم تمكن أي تشكيل روسي أخيراً من القيام بعمل هجومي كبير من الناحية العملياتية".
كما تواجه أوكرانيا نقصاً في الذخيرة وعدد سكانها أقل، ويقول بعض الخبراء العسكريين إن باخموت أرض غير مواتية لكييف كي تخوض قتالاً عليها ضد القوات الروسية التي تقدمت بما يكفي حول المدينة لضرب خطوط الإمداد الأوكرانية في العمق.
وأوضح المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف عن معركة باخموت "يمكن أن نفقد هنا كل شيء أردنا استخدامه في تلك الهجمات المضادة".
وأفاد الجانبان بسقوط ضحايا جدد من المدنيين بالقرب من الجبهة.
وبعيداً من ساحة المعركة، تعثر المفاوضون في المحادثات الرامية إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا لمنع تعرض العالم لمجاعة من خلال تأمين الصادرات وقت الحرب من أوكرانيا وروسيا، وكلاهما من أكبر موردي الغذاء في العالم.
وينتهي العمل بالاتفاق هذا الأسبوع، وقالت روسيا إنها وافقت على السماح بتمديده 60 يوماً، فيما وصفه الكرملين بأنها بادرة "حسن نية"، لكنها ستمنع أي تمديد آخر ما لم تحصل على مزيد من الضمانات من الغرب لتصدير الأسمدة والمحاصيل الخاصة بها.
ورفضت كييف التمديد لمدة 60 يوماً قائلة إن الاتفاق لا يسمح إلا بالتمديد لمدة 120 يوماً وتقول إن مدة أقل من ذلك لن تكفي لتنظيم شحنات الحبوب الجديدة.