Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يفكك الطاولة السداسية وكليتشدار أوغلو يعيد تجميعها

الرئيس التركي يعرف جيداً أن فرصته للفوز في الانتخابات تعتمد على تفكيك المعارضة

ملخص

أميرال #أكشينار عادت بعد يوم واحد إلى #الطاولة_السداسية وكمال #كليتشدار_أوغلو يسير نحو #الرئاسة الـ13 في #تركيا

مع اقتراب موعد الانتخابات في تركيا، بدأت المساومات السياسية والابتزازات والتهديدات والعروض في الازدياد، وقد صدمت زعيمة الحزب الجيد ميرال أكشينار المعارضة عندما غادرت الطاولة الأسبوع الماضي باعتراضها على ترشيح كمال كليتشدار أوغلو في اجتماع الطاولة السداسية (تحالف الأمة) التي تضم ستة أحزاب معارضة.

لحسن الحظ، انتهت هذه الأزمة، التي لم تدم طويلاً، بعودة أكشينار إلى الطاولة بعد 22 ساعة من التوتر، وتم إعلان ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو للرئاسة، لكن لا يعني ذلك أنه لم تبق هناك علامة استفهام في الأذهان.

إذاً، ماذا كانت خلفية هذه العملية ولماذا عادت أكشينار؟

كنت قد كتبت مقالة عن ميرال أكشينار في هذا العمود من خلال الاتصال بها شخصياً. كان هناك سؤال طلبت منها الجواب بإصرار: ماذا عرض عليك أردوغان عندما دعاك إلى الانضمام للتحالف الجمهوري الحاكم؟ الجواب الذي حصلت عليه كان: "رئاسة الوزراء".

وانعكس على الصحافة أن أردوغان وعدها بالعودة إلى النظام البرلماني.

نعم، إن الرئيس أردوغان يعرف جيداً أن فرصته للفوز في الانتخابات تعتمد على تفكيكه للمعارضة.

وعندما فشلت عمليته ضد حزب السعادة، وضع نصب عينيه حزب الخير الذي تتزعمه أكشينار، لأن هناك أشخاصاً داخل حزبها لهم علاقة بالدولة العميقة، وقد سبق أن تمت مقاضاتهم في السابق لهذا السبب.

كما أطلق عليهم في كثير من الأحيان لقب "حصان طروادة لأردوغان".

أريد أن أعطي مثالاً لأنه اسم مألوف: أحمد زكي أوتشوك، كان في السابق كبير المدعين العامين في الجيش، والآن يشغل منصب كبير مستشاري ميرال أكشينار.

وحاولوا بكل الطرق الممكنة فصل الحزب الجيد عن تحالف الأمة.

وبالفعل نجحوا في ذلك ولو لمدة يوم واحد.

ونعلم أن الرئيس رجب طيب أردوغان لم يكتف بتقديم عروض مغرية لأكشينار فحسب، بل إنه أجرى صفقات مع هؤلاء الأشخاص من وراء الأبواب المغلقة.

ولكن أكشينار عادت بعد يوم واحد إلى حضن الطاولة السداسية التي تجمع تحالف الأمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن ليس السبب الرئيس لعودة أكشينار إلى الطاولة قبول رغباتها فقط، بل كانت لردات فعل الرأي العام المعارض أيضاً يد طولى في إجبارها على مراجعة حساباتها.

فبينما تابع حوالى 300 ألف شخص فقط من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، البيان الصحافي الذي أدلت به بعد مغادرتها، وتابع أيضاً 400 ألف شخص تصريح أردوغان حول الموضوع... تابع ما يقرب من 30 مليون شخص خطاب كليتشدار أوغلو الذي ألقاه بأسلوب هادئ ورزين، إضافة إلى ذلك، أفادت الأنباء بأن 60 شخصاً من الحزب الجيد الذي تتزعمه ميرال أكشينار استقالوا في غضون 22 ساعة، وبالفعل فقد صدر احتجاج قوي من الشارع السياسي ضد موقف أكشينار وقطع الفاتورة ضدها على الفور. ولو كانت قد أصرت على موقفها فلربما تفكك حزبها قبل الانتخابات. وهذا ما زاد من قلق أكشينار أكثر وأجبرها على التراجع، لأنها كانت المرة الأولى التي واجهت فيها رد فعل قاسياً بهذا الحجم من قاعدتها الحزبية. ومع ذلك، كان موقف كمال كليتشدار أوغلو الهادئ والمحترم والموحد من الأمور التي أثرت في عودتها إلى الطاولة.

أجل، هناك ما يقرب من شهرين على الانتخابات، وهذا لا يعني أن الحزب الجيد لن يترك تحالف الأمة مرة أخرى. فحتى إذا كان هناك قليل من الوقت المتبقي، فأيام المستقبل القريب حبلى بالمفاجآت.

وأيضاً مع عودة أكشينار إلى التحالف، بدأت بورصة إسطنبول اليوم بارتفاع. وبعبارة أخرى، فإن المستثمرين المحليين والأجانب هم أيضاً متفائلون بشأن تحالف الأمة.

وبطبيعة الحال، لن يقف أردوغان مكتوف الأيدي من الآن فصاعداً. وسيواصل اتخاذ جميع الإجراءات من القانونية إلى غير القانونية ومن الأخلاقية إلى غير الأخلاقية.

أعتقد أنه إنجاز عظيم أنه يجتمع الناس من خلفيات أيديولوجية مختلفة (وبالأخص إذا أضفنا إلى ذلك التحالف اليساري المنضم إلى حزب الشعوب الديمقراطي) حول مرشح واحد. ولربما يكون هذا هو الأول في تاريخ تركيا السياسي.

لم نشهد في الماضي تحركاً مثل هذا، سوى "لقاءات الحوار" التي كانت حركة غولن تنظمها لتجمع الأيديولوجيات المتعارضة حول طاولة واحدة (اجتماعات آبانت)، ولكنهم لم يكونوا كياناً سياسياً بحتاً. لذلك، أستطيع القول: إن كمال كليتشدار أوغلو يسير نحو الرئاسة الـ13 حاملاً سلة بيض على ظهره.

لقد ذكرت مراراً وتكراراً في هذا العمود منذ البداية أن المرشح سيكون كمال كليتشدار أوغلو.

من دون الخوض في مناقشة الترشح، لا أرى أي ضرر من تكرار أن أفضل مرشح يوحد صفوف المعارضة في الوضع الحالي هو كمال كليتشدار أوغلو. لأن تركيا وجيراننا سئموا من السلطة السياسية الحالية.

اسمحوا لي أن أشارككم بعض البيانات حول ترشيح كمال كليتشدار أوغلو.

بعد إعلان ترشحه للرئاسة، بدأت أسعار أدوات الدين المقومة بالعملة الأجنبية (يوروبوند)، التي غيرت نظرة المستثمرين الدوليين تجاه تركيا، في الارتفاع، وانخفضت أسعار الفائدة، وبدأت علاوة المخاطرة (CDS) في الانخفاض بسرعة.

فإذا انخفضت علاوة المخاطرة قبل الفوز، فما بالك بردات الفعل التي ستكون بعد فوزه بالفعل.

كان التحدي أن الأحزاب ذات الآراء السياسية المختلفة اجتمعت حول طاولة على رغم كل الأزمات.

مهما كان الأمر، فقد نجح رؤساء الأحزاب الستة في ذلك، ونعلم حتى أن حزب الشعوب الديمقراطي والأحزاب الصغيرة الأخرى يتطلعون الآن إلى هذا التحالف.

الأمر الأكثر صعوبة هو تحديد الرؤية والسياسات المشتركة التي سيتم تنفيذها عندما تصل هذه الأحزاب إلى السلطة.

ونأمل في أن تحقق الطاولة تحت قيادة كليتشدار أوغلو هذا أيضاً.

إذا نجح كمال كليتشدار أوغلو في دخول الانتخابات من خلال الحفاظ على تماسك التحالف، فمن المرجح أنه سيصبح رئيسنا الجديد.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل