بيلاروس تحكم على المعارضة المنفية تيخانوفسكايا بالسجن 15 عاماً

قضت محكمة بيلاروسية أمس الإثنين بسجن عدد من الناشطين المعارضين، بمن فيهم المعارضة الرئيسة المقيمة في المنفى سفيتلانا تيخانوفسكايا التي صدر بحقها حكم بالحبس 15 عاماً، في سياق حملة القمع التي يقوم بها نظام الرئيس ألكسندر لوكاشنكو.

وبحسب وكالة الأنباء الحكومية "بلتا" ومنظمة حقوق الإنسان "فياسنا"، فقد حكم على المعارض الآخر بافل لاتوشكو بالسجن 18 عاماً، وحكم على ثلاثة أشخاص آخرين بالسجن 12 عاماً.

وزارة الخارجية الفرنسية أشارت من جهتها في بيان إلى أن باريس "تدين بأكبر قدر من الحزم" الأحكام التي صدرت اليوم بحق عدد من شخصيات المعارضة البيلاروسية.

وجاء في بيان للمتحدثة باسم الخارجية، "تؤكد باريس دعمها نضال المعارضة البيلاروسية من أجل الديمقراطية والسلام وتحيي شجاعتها"، وسط أجواء القمع لنظام لوكاشينكو.

وأشارت الوزارة إلى أن "هذه الأحكام الجديدة تأتي في أعقاب حكم بالحبس 10 أعوام صدر في الثالث من مارس (آذار) الجاري بحق الناشط أليس بيالياتسكي أحد حائزي جائزة نوبل للسلام عام 2022".

الحروب الروسية

حرب روسيا على أوكرانيا في مطلع العام 2021، سبقتها تجربتان أصغر نطاقاً: الأولى حرب خاطفة على جورجيا عام 2008، والثانية ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2014. وبذلك، شهدت الألفية الثالثة يقظة الدب الروسي، تمهيداً لبداية حقبة جديدة في العلاقات الدولية.

Enter

keywords

"مهزلة"

وسارعت تيخانوفسكايا أمس الإثنين بعد صدور الحكم إلى التأكيد أنها ستواصل نضالها وأنشطتها السياسية.

وقالت عبر "تويتر"، "لا أفكر اليوم بعقوبتي أنا أفكر بآلاف الأبرياء والمعتقلين والمحكومين بعقوبات سجن فعلية"، مضيفة "لن أتوقف طالما لم يتم الإفراج عن كل شخص منهم".

وخلال هذه المحاكمة التي وصفتها تيخانوفسكايا بأنها مهزلة، وجهت إليها حوالى 10 تهم من بينها "التآمر للاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري".

وطالبت النيابة العامة الأسبوع الماضي بالسجن 19 عاماً للمعارضة البالغة من العمر 40 عاماً والتي لجأت إلى ليتوانيا المجاورة.

ويندرج الحكم بحق تيخانوفسكايا والمعارضين الأربعة الآخرين في إطار حملة قمع مكثفة في بيلاروس، الجمهورية السوفياتية السابقة التي يترأسها ألكسندر لوكاشنكو ويديرها بيد من حديد منذ ثلاثة عقود.

احتجاجات 2020

ويأتي الحكم بعدما حكمت مينسك الجمعة الماضي بالسجن 10 سنوات على أليس بيالياتسكي، حائز جائزة نوبل للسلام عام 2022 وأحد شخصيات الحركة الديمقراطية في بيلاروس، مما أثار تنديداً دولياً واسعاً.

وخلافاً لتيخانوفسكايا فهو لا يزال في بيلاروس حيث سجن منذ عام 2021.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، وصفت تيخانوفسكايا محاكمتها بأنها "مهزلة" و"ثأر شخصي" من جانب لوكاشنكو ضد المعارضة التي هزت سلطته عام 2020.

وجاء القمع بعد حركة احتجاج تاريخية عام 2020 بدأت بعد إعادة انتخاب لوكاشنكو المثيرة للجدل في اقتراع شابته عمليات تزوير بحسب المراقبين.

وتم قمع حركة الاحتجاج عبر سجن آلاف الأشخاص، فيما سجلت حالات تعذيب ووفاة آلاف المعارضين أو الحكم عليهم بعقوبات سجن قاسية أو الذهاب إلى منفى قسري.

وتمكنت سفيتلانا تيخانوفسكايا التي ترشحت للانتخابات الرئاسية عام 2020 بدلاً من زوجها المسجون سيرغي تيخانوفسكي، خلال الحملة من جمع حشود كبرى في مختلف أنحاء البلاد، مما أوجد أملاً في التغيير.

1461 سجيناً سياسياً

واضطرت تيخانوفسكايا إلى اللجوء للمنفى، وبعدما كانت تقدم نفسها على أنها ربة منزل باتت الآن تمثل القوى الديمقراطية في بيلاروس وتعتبر عدوة النظام، إذ إنها تندد دوماً بتجاوزاته.

وحكم على زوج تيخانوفسكايا، وهو مدون كان ينتقد لوكاشنكو بشدة ويحظى بشعبية، بالسجن 18 عاماً في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتهمة "تنظيم اضطرابات كبرى والتحريض على الحقد في المجتمع".

وبحسب منظمة "فياسنا" غير الحكومية، فإن هناك 1461 سجيناً سياسياً في بيلاروس حتى الأول من مارس.

وفرض الغربيون حزم عقوبات عدة ضد مينسك بسبب قمعها المتظاهرين عام 2020، لكن النظام لا يزال يحظى بدعم ثابت من موسكو.

ووافقت بيلاروس على أن تستخدم أراضيها كقاعدة خلفية للقوات الروسية في هجومها على أوكرانيا خلال فبراير (شباط) 2022، لكن الجيش البيلاروسي لم يشارك مباشرة حتى الآن في المعارك.