Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصحة العالمية تقرع جرس الخطر من إنفلونزا الطيور

مخاوف من تطور سلالات جديدة من الفيروس القاتل نتيجة طفرات في أجسام الثدييات

زيادة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بين الطيور البرية والدواجن في مناطق مختلفة من العالم (أ ف ب)

ملخص

يعكف علماء #الفيروسات على دراسة احتمالات أن يؤدي اختلاط أنواع مختلفة من فيروسات #الإنفلونزا إلى حدوث #طفرات_وراثية في شريط #الحمض_النووي الأحادي (RNA) بما ينتج #سلالة_جديدة تنتشر بين البشر.

قدرت #منظمة_الصحة_العالمية WHO ارتفاع الأخطار العالمية من انتشار فيروس #إنفلونزا_الطيور H5N1 بعد وفاة فتاة في كمبوديا إثر إصابتها بالفيروس قبل أيام، في وقت تم تشخيص إصابة والدها بالفيروس نفسه. واعتبرت مسؤولة رفيعة المستوى في المنظمة أن الوضع "أصبح مثيراً للقلق" بعد حالة الوفاة الأخيرة. وقالت سيلفي براياند، مديرة الاستعداد للأوبئة والوقاية منها في إيجاز صحافي أول من أمس الجمعة إن المنظمة تراجع حالياً تقييم الأخطار العالمية من انتشار #الفيروس. وأضافت "تأخذ منظمة الصحة العالمية الأخطار من هذا الفيروس على محمل الجد وتحث كل الدول على رفع درجة الانتباه والحذر".

وأوضحت براياند أنه إضافة إلى زيادة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور بين الطيور البرية والدواجن في مناطق مختلفة من العالم، لوحظت أيضاً درجة انتشار مماثلة بين الثدييات، لكنها أكدت أن المنظمة على تواصل مع السلطات الكمبودية لمعرفة تفاصيل حالات الإصابة ولفتت إلى أنه لم يعرف حتى الآن إذا كان هناك انتقال لفيروس إنفلونزا الطيور ما بين البشر، مع إصابة الفتاة المتوفاة ووالدها، أو أنهما "تعرضا للظروف البيئية ذاتها"، أي أنهما أصيبا بالفيروس نتيجة تعرض كل منهما لمصدر عدوى من الطيور أو حيوانات ثديية حاملة للفيروس.

وكانت منظمة الصحة العالمية، في أحدث إصدار لها مطلع الشهر الحالي، اعتبرت الخطر من فيروس H5N1 على البشر "منخفضاً"، وذلك بعد انتشار حالات الإصابة بإنفلونزا الطيور بين الثعالب وثعالب الماء وحيوان المنك في إسبانيا وبريطانيا وغيرها.

تحورات وطفرات

وعلى رغم أن فيروس إنفلونزا الطيور موجود منذ نحو عقدين من الزمن ويسبب وفيات بين الطيور، فهناك أقل من 900 إصابة بالفيروس بين البشر، كانت أكثر من نصفها قاتلة. وكانت الإصابات نتيجة تعرض البشر لطيور مصابة أو حيوانات تتغذى على الطيور التي قتلها الفيروس وهذا ما يجعل العلماء حتى الآن يعتبرون العدوى لا تنتشر ما بين البشر.

في عام 2020 الذي شهد بداية وباء فيروس كورونا (كوفيد – 19)، سجل العلماء تحور فيروس إنفلونزا الطيور وظهور سلاسة جديدة منه    (2.3.4.4b)  أدت إلى وفيات هائلة بين الطيور البرية والدواجن في أكثر من بلد في الأشهر الأخيرة، إلا أن البيانات العلمية المتاحة حتى الآن لا تعتبر تأثير تلك السلاسة الجديدة من فيروس الطيور خطرة في البشر وهناك حالات قليلة مسجلة حتى الآن، كلها أعراضها متوسطة.

إلا أن حالة الوفاة الأخيرة في كمبوديا زادت المخاوف من خطر تحورات الفيروس نتيجة طفرات مختلفة بما يشكل تهديداً أكبر على صحة البشر، لذا تعمل منظمة الصحة العالمية على زيادة استعداداتها لكل الاحتمالات وتشير إلى أن هناك أدوية عدة مضادة للفيروسات متوافرة، إضافة إلى نحو 20 لقاحاً مرخصاً للتطعيم ضد الفيروس في حال تحول إلى وباء.

العائل الحيواني

قبل يومين من تحذير منظمة الصحة العالمية، لفتت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية WOAH إلى خطر حدوث طفرات غير متوقعة نتيجة "خلط" عدد من فيروسات الإنفلونزا داخل عائل من الحيوانات الثديية، يؤدي إلى طفرة وراثية تنتج فيروساً سريع الانتشار يصيب البشر. ويخشى العلماء من طفرات مختلفة داخل جسم عائل ثديي ربما تسبب في سلالة متحورة جديدة تنتشر بين البشر. والمعروف أن فيروس إنفلونزا الطيور بكل سلالاته المكتشفة حتى الآن لا ينتقل بين البشر، أي من إنسان لإنسان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان ظهور الإصابات الواسعة بين حيوان المنك في دول أوروبية عدة أخيراً تم إرجاعه إلى تغذي تلك الحيوانات على طيور برية نافقة من الإصابة بالإنفلونزا وإن البشر ربما يتعرضون للإصابة نتيجة الانكشاف على تلك الحيوانات حتى لو اتخذت الإجراءات الوقائية لعدم تعرض البشر للعدوى من الطيور والدواجن التي يقتلها فيروس الإنفلونزا.

وإذا كان وباء فيروس كورونا بتحوراته المختلفة وسرعة انتشاره بين البشر لم تصل معدلات الوفيات منه بين البشر إلى أكثر من نسبة 3 في المئة، فإن فيروس إنفلونزا الطيور أكثر فتكاً ويصل معدل الوفيات منه إلى نسبة 50 في المئة. فمن بين 868 إصابة بين البشر في الفترة من 2003 إلى 2023 توفيت 457 حالة إصابة.

مخاوف واحتمالات

منذ خريف عام 2021 انتشرت إنفلونزا الطيور في أماكن مختلفة حول العالم "بشكل غير مسبوق" بحسب المنظمة العالمية للصحة الحيوانية. ومنذ زيادة حالات انتقال إنفلونزا الطيور إلى الحيوانات الثديية أخيراً، يعكف علماء الفيروسات على دراسة وبحث احتمالات أن يؤدي اختلاط أنواع مختلفة من فيروسات الإنفلونزا في جسم عائل من الحيوانات الثديية، إلى حدوث طفرات وراثية في شريط الحمض النووي الأحادي (RNA) بما ينتج سلالة جديدة تنتشر بين البشر.

ولأن الفيروسات المسببة للإنفلونزا الموسمية عددها كبير جداً ويتباين تركيبها الوراثي حتى من منطقة إلى أخرى، فضلاً عن إنفلونزا الطيور والآن فيروس "كوفيد" بسلالاته المختلفة، فإن اختلاطها في جسم عائل ثديي يمكن بسهولة أن يؤدي إلى طفرة معدية للبشر، كما يخشى علماء المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.

ووفق منظمة الصحة العالمية، يظل ذلك احتمالاً بعيداً حتى الآن. لكن علماء منظمة الصحة الحيوانية، وهم خبراء في الأمراض المشتركة بين الحيوانات والبشر Zoonotic Diseases، لا يستبعدون أي احتمال. وإذا أخذنا في الاعتبار الانتقادات التي وجهت إلى منظمة الصحة العالمية في بداية ظهور وباء كورونا قبل ثلاثة أعوام، فإن تضافر جهود الباحثين والعلماء من كل جهة أمر ضروري وملح كي تستعد البشرية لأي احتمال لوباء جديد وعدم انتظار ظهوره وانتشاره لتبدأ دول العالم بحث سبل مواجهته.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة