Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي يتسلل إلى الجزائر عبر "النخب المهاجرة"

تزايد أعداد الطلاب المهتمين بمجالات الابتكار واقتصاد المعرفة

تكريس نموذج جديد من الندوات العلمية في الجزائر تهتم بالذكاء الاصطناعي (مواقع التواصل)

تدفع #الكفاءات_العلمية الجزائرية المقيمة في الخارج، أو ما يسمى #النخب_المهاجرة نحو تطوير مجالات #الابتكار و #الذكاء_الاصطناعي واقتصاد المعرفة داخل البلاد من خلال نقل خبراتها إلى #الشباب وطلاب الإعلام الآلي على وجه الخصوص الذين يتزايد اهتمامهم بالتقنيات الحديثة التي باتت تمثل المحرك الجديد للاقتصاد العالمي الذي فرض نفسه كواقع.

وجذب ظهور نخب جزائرية متخصصة في الذكاء الاصطناعي عبر وسائل الإعلام الجزائرية ومنصات التواصل الاجتماعي انتباه كثير من المتابعين خلال الفترة الأخيرة، وباتت تشكل تجارب ملهمة، لا سيما بالنسبة إلى المهتمين بالمجالات التكنولوجية.

فهناك مراد بوعاش الذي اشتغل كمسؤول للبرمجيات في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بمجمع "ياهو" بوادي السيليكون في أميركا، كما أطلق مشروع مركز للذكاء الاصطناعي في جامعة سكيكدة شرق الجزائر بالشراكة مع الجامعة وجمعية "آي تاك" لطلبة الإعلام الآلي، إضافة إلى أنه صاحب القناة العلمية "مباشر سيليكون فالي" على "يوتيوب".

ومن بين الأسماء التي باتت حاضرة في المشهد أيضاً الباحث بجامعة باريس محمد سنوسي صاحب قناة "النخب" على "يوتيوب" والعالم الجزائري في الإلكترونيات البروفسور بلقاسم حبة والباحث رياض بغدادي وأسماء كثيرة سجلت ألقابها في عالم التكنولوجيا والقائمة طويلة.

كل هذه الأسماء بدأت مشوارها الدراسي في الجامعات الجزائرية قبل الانتقال إلى الخارج لاستكمال مسارها التعليمي، بحيث استطاعت فرض نفسها في أكبر مراكز البحث والجامعات العالمية وتحاول حالياً نقل خبراتها إلى الأجيال الشابة والإسهام في نهضة الأمة.

محاضرات علمية

يحاول هؤلاء الباحثون تكريس نموذج جديد من الندوات العلمية في الجزائر تهتم بالذكاء الاصطناعي بالتنسيق مع السلطات الرسمية، ففي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي نظمت نسخة أولى من ندوة سميت "المحاضرة"، "the conference" خصصت للتبادل بين طلبة الجامعات الجزائرية والفاعلين الجزائريين المقيمين بالخارج في مجال التقنيات العالية والابتكار والذكاء الاصطناعي على مدى ثلاثة أيام بحضور طلابي كبير، وهي الندوة التي حضرها وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة والثقافة.

وقال المهندس في الذكاء الاصطناعي مراد بوعاش في تصريح صحافي حينها إن "هذه الفاعلية العلمية تهدف أيضاً إلى التأسيس لنموذج جديد من الندوات في الجزائر، يتيح حل الإشكاليات الملموسة بفضل التبادل حول الابتكار للخبراء الجزائريين المقيمين في الوطن وخارجه، في ما يتعلق بالاستعمالات الممكنة للذكاء الاصطناعي لتلبية الحاجات الأولوية للبلد في قطاعات الصحة والأمن الغذائي والتربية والطاقة والتنمية المستدامة".

 

 

وشهدت "المحاضرة" مشاركة كل من البروفيسور رشيد بلعمري المتخصص في الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات والمقيم في قطر، والبروفيسور محمد الهاشمي الذي يشغل حالياً منصب رئيس جامعة راريسون في ‎مدينة تورنتو بكندا، إضافة إلى البروفيسور كمال يوسف تومي ومراد بوعاش ومحمد سنوسي ورياض بغدادي المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية والمتخصصين في الذكاء الاصطناعي.

كما شارك فيها البروفيسور لعجال بلطرش الأستاذ في المدرسة الوطنية للميكانيك وتقنيات الطيران في بواتييه الذي يقود فريق هندسة البيانات والنماذج في مختبر علوم الكمبيوتر والتحكم الآلي للأنظمة بفرنسا، والبروفيسور بوعلام بن عطاء الله وطاهر كشادي المقيمان في إيرلندا والبروفيسور نوار ثابت وطاهر دباح المقيمان في الإمارات.

تحرك رسمي

تجاوباً مع هذه المساعي، شكلت وزارة التعليم والبحث العلمي الجزائرية مجلساً علمياً يضم باحثين وأساتذة متخصصين من أجل إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والبحث العلمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما افتتحت مدرسة وطنية عليا للذكاء الاصطناعي مع الدخول الجامعي 2021-2022 لتمكين المهندسين من المعارف الأساسية في الرياضيات والفهم النظري العميق للتقنيات المختلفة للذكاء الاصطناعي.

واعتبرت السلطات هذه المدرسة مؤسسة امتياز للتعليم العالي تتمثل مهمتها في تكوين المهندسين المتخصصين في نظرية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، بحيث تتيح لخريجي هذه المدرسة القدرة على تطوير ونشر حلول عملية ومبتكرة لمشكلات القطاعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة (الصحة والطاقة والزراعة والنقل وما إلى ذلك)، بالتالي الإسهام في التنمية العلمية والاقتصادية للبلد.

دار للذكاء الاصطناعي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في التاسع من فبراير (شباط) الجاري، افتتحت أول دار للذكاء الاصطناعي بنفق جامعة الجزائر 1 "بن يوسف بن خدة" المعروفة بالجامعة المركزية، وهي أقدم وأعرق جامعة في البلاد.

وقال وزير التعليم الجزائري كمال بداري على هامش الافتتاح إن هذا الصرح يأتي تجسيداً لمبدأ تخصيص 2023 سنة للذكاء الاصطناعي، على أن تعمم هذه الفضاءات في جل المؤسسات الجامعية بالوطن وذلك بالشراكة مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة.

تحدي التمويل المالي 

إلى ذلك، قال الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار إن الحكومة مطالبة بتشجيع الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال رصد موازنة إضافية في تكوينها والاستثمار فيها لكي لا تهاجر إلى الخارج.

 

 

وبحسب قرار، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تشهد تطوراً سريعاً، إذ مست تطبيقاته قطاعات عدة، لذلك عملية السير نحو استغلالها يمر عبر تخصيص مبالغ مالية ومليارات الدولارات للبحث ومحاولة إيجاد بعض التطبيقات التي ستستفيد منها الدولة، إضافة إلى دعم بعض المؤسسات الناشئة وبعض فرق البحث للإسراع في بحوثهم، مشيراً إلى أن كثيراً من الدول أسست هيئات تقوم بالاستثمار في التكنولوجيات وأخرى أسست مركزاً وطنياً للذكاء الاصطناعي، ووزارات وضعت هيئات تابعة لها لاستغلال تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعي.

ويرى قرار أن الحكومة الجزائرية مطالبة بمسايرة التطور التكنولوجي من خلال تكوين الإطارات في الجامعة الجزائرية، معتبراً أن "إنشاء جامعة واحدة لا يكفي لاستغلال الإطارات في هذا المجال الحيوي، إذ يجب أن تسعى الحكومة إلى أن يكون هذا التخصص موجوداً في جميع الجامعات، ثم أن تشجع بعض المؤسسات الناشئة على الاستثمار وأن تعطي الفرصة لإيجاد حلول في الفلاحة والتربية والسياحة والاقتصاد، كما يجب الاستثمار في الموارد البشرية".

ويمر هذا الاستغلال، بحسب قرار، عبر "تزويد أجهزة البرامج بكل المعطيات وطرق التحليل، مما سيفتح مجالاً كبيراً لدخول تطبيقات جديدة"، في المقابل حذر من مغبة الاعتماد بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي لأنه أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للإنسان" فيه خطورة لإلغاء كثير من مناصب الشغل، فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكننا استعمال السيارة الذكية التي لا نحتاج فيها إلى سائق، بل أكثر من ذلك هناك تفكير جدي في إيجاد من ينوبون عن المعلم في التحضير للدروس، وفي الصين مثلاً استبدل مقدم النشرة بروبوت إلى درجة أن الرجل الآلي أصبح يقوم بالحركات ذاتها التي يقوم بها المقدم ويقلد نبرات صوته، وهنا وجب أن نتساءل أين موقع الإنسان في ظل الذكاء الاصطناعي؟".

المزيد من منوعات