Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أثرت الحرب في قطاع السينما وصالات العرض الروسية

ابتدعت دور سينما روسية خدمة "العرض المسبق المجانية" لعرض أفلام هوليوود ممنوعة

تهافت الجمهور الروسي على فيلم "تشيبوراشكا" وهي قصة دمية أطفال لكائن غريب "لا هو دب ولا هو أرنب" (سينترال بارتنرشيب)

ملخص

حفلت #الانتاجات_الروسية بعدد من الأفلام ذات النزعة الوطنية والمرتبطة بحرب أوكرانيا، لكن #الجمهور_الروسي فضل #فيلم_"تشيبوراشكا"، وهي قصة دمية أطفال لكائن غريب

عام استثنائي شهدته صناعة السينما الروسية بما فيها دور العرض السينمائية التي أعلنت شركات هوليوود مقاطعة عروض أفلامها فيها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وهو عام انتهى أيضاً بتحطيم الفيلم الروسي "تشيبوراشكا" Cheburashka الرقم القياسي لأكثر الأفلام الروسية تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما الروسية.

وجمعت الأفلام الروسية (الإنتاج المحلي) خلال عام 2022 للمرة الأولى منذ بدء نشر الإحصاءات عام 2015، أكثر من نصف إجمال إيرادات شباك التذاكر (52.1 في المئة)، وذلك بحسب تقرير "صندوق السينما" (فوند كينو).

لكن بالقيمة الحقيقية لم يتجاوز النمو في شباك التذاكر للأفلام الروسية ملياري روبل، مرتفعاً من 10.4 مليار روبل (141 مليون دولار) في عام 2021 إلى 12.3 مليار روبل (170 مليون دولار) العام الماضي.

أما من حيث الإيرادات الإجمالية، أي الأفلام الروسية والأجنبية، فقد انخفضت من حوالى 40 مليار روبل (540 مليون دولار) عام 2021 إلى 23.7 (320 مليون دولار) في العام الماضي.

وقضت دور العرض الجزء الأكبر من عام 2022 من دون عروض قانونية لأفلام هوليوود والتي كانت تؤمن الحصة الأسد من الإيرادات، إذ أعلنت أكبر شركات الإنتاج الأميركية وعلى رأسها "والت ديزني" و"سوني" و "ورنر بروس" و"يونيفيرسال" و"باراماونت" خروجها من السوق الروسية عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وعلى رغم أن "ورنر بروس" منعت الصالات الروسية من عرض فيلم "باتمان"، فإن عدداً من الصالات لم ينصاع للأمر وقاموا بعرض الفيلم مستندين في ذلك إلى الاتفاقات المسبقة مع شركة الإنتاج، وبشكل عام لم تنقطع عروض الأفلام الأميركية الهوليوودية عن الصالات الروسية على رغم الحظر.

عام على حرب أوكرانيا
في 24 فبراير 2022، شنت روسيا هجوماً عسكرياً واسعاً على أوكرانيا، لمواجهة خطط توسع حلف شمال الأطلسي. بعد مرور عام، العالم بأسره يعاني من تداعيات الحرب فيما لا تلوح في الأفق أية نهاية قريبة للنزاع.
Enter
keywords

 

عروض هوليوود رغم المقاطعة

وفي الصيف بدأت دور السينما تقديم "خدمة العرض المسبق" على نطاق واسع، وبموجب هذا المخطط يتم بيع تذكرة رسمياً لأحد الأفلام الروسية القصيرة (7-10 دقائق)، ويتبعه عرض محتوى هوليوودي أمام المشاهدين.

وهكذا من دون الحصول على إذن رسمي من أصحاب حقوق النشر، على سبيل المثال، تم عرض أفلام كبيرة مثل "تور" و"آدم الأسود" والجزء الثاني من "أفاتار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقوم شبكات صالات سينما روسية ببيع تذاكر فيلم "أفاتار-2" بحرية تامة، والشرط الوحيد هو شراؤها عبر الإنترنت مع اختلاف بسيط آخر هو أن التذاكر المباعة رسمياً هي لعرض فيلم روسي قصير تبلغ مدته سبع دقائق، لكنه يشمل "خدمة عرض مسبق مجانية"، وهذه "الخدمة" هي عرض فيلم "أفاتار-2" لمدة ثلاث ساعات الذي يسبق عرض الفيلم القصير، لكن كيف تحصل دور السينما في روسيا على نسخة من "أفاتار-2"؟

ويقول المحلل السينمائي سيرغي بونداريف في بودكاست "ماذا حدث؟" الذي ينتجه موقع "ميدوزا"، إن الموزعين في روسيا يتعاملون مع أناس متخصصين يقومون باختراق مواقع إلكترونية معظمها في دول الجمهوريات السوفياتية السابقة تحوي على نسخ قانونية من الأفلام ذات جودة عالية لعرضها على الشاشة الكبيرة، ويضيف أن "الحصول على هذه النسخ يكلف ما بين ألفين و 3 آلاف دولار للنسخة، تدفع للشخص الذي قام بعملية الاختراق، وهو مبلغ ضئيل ويجري تغطيته خلال أيام معدودة بعد عرضه على الجمهور".

وبالطبع فإن قانون العقوبات الروسية يعاقب على عرض أفلام من دون حصولها على الترخيص، ولكن بحسب موقع "غافاريت ني ماسكفا" فإن صالات السينما تقيم هذه العروض بناء على عقود خارجية، أي أنها تتفق مع شركة ما (تختصر أنشطتها على هذه العروض غير القانونية) لتأجيرها صالة العرض، والأخيرة تقوم بهذه الحيلة التي لا تتحمل إدارة الصالة مسؤوليتها، كما أن السلطات الروسية لا تبدو متحمسة حالياً في فرض الرقابة باعتبار أن الظروف الاقتصادية صعبة أساساً، وبالتالي فلا ضير من غض الطرف لكي تؤمّن صالات العرض استمرارها تجارياً.

أهم الإنتاجات الروسية

وعلى صعيد الانتاجات الروسية حفلت السنة بعدد من الأفلام ذات النزعة الوطنية والمرتبطة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، لكن الجمهور الروسي فضل فيلم "تشيبوراشكا"، وهي قصة دمية أطفال لكائن غريب "لا هو دب ولا هو أرنب"، مبنية على رسوم متحركة شهيرة للأطفال أنتجت في الاتحاد السوفياتي خلال السبعينيات، وتمكن الفيلم من تحطيم الرقم القياسي لأعلى إيرادات حققها فيلم روسي في شباك التذاكر وبلغت حتى الآن 6.3 مليار روبل (86 مليون دولار)، بحسب بيانات صندوق السينما.

وفي تعليقه على نجاح الفيلم اعتبر المخرج الأوكراني - الروسي أن الجمهور الروسي سئم من الحرب واختار "فيلماً عائلياً مسالماً"، ورفض مشاهدة ما يذكره بتحديات اليوم من الحروب والوفيات والقلق.

وأضاف في منشور عبر صفحته على "تيليغرام" أن هذا الخيار "يعكس الوضع النفسي الحقيقي في البلاد، وأن هناك فقط جزء من المجتمع الروسي ذو العقلية الشوفينية يحدث صخباً ويدعم الحرب، وما تبقى من المجتمع لا يريد هذه الحرب".

ومن بين الأفلام الأخرى فقد كان متوقعاً عرض فيلم "هرب الرقيب فولكونوغوف" Captain Volkonogov Escaped والذي لاقى استحساناً دولياً ومحلياً واسعاً وحصد عدداً من الجوائز، إلا أن عرضه تأجل منذ الصيف الماضي ليبقى مصيره مجهولاً الآن، والفيلم يتحدث عن أساليب القمع البوليسية التي اشتهرت بها الحقبة الستالينية خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وقد يفسر موضوع الفيلم هذا سبب تأجيل عرضه كونه لا يتفق مع الأجواء التي يروج لها الحكم في روسيا من تمجيد للحقبة الستالينية ومحاربة أعداء الداخل، ولذلك نتوقع أن يبقى على الرفوف حتى تعيده "بيرسترويكا جديدة" [سياسة الانفتاح ووقف الرقابة التي شهدها الاتحاد السوفياتي أواخر الثمانينات من القرن الماضي] إلى المشاهد الروسي على رغم توافره بشكل غير رسمي على مواقع قرصنة الأفلام.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما