Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف نعيد المتقاعدين باكرا إلى سوق العمل البريطانية؟

إذا أردنا إقناع الأشخاص الذي تركوا سوق العمل بالعودة فمن المهم أن نفهم أولاً الأسباب التي دفعتهم لترك وظائفهم خلال المراحل المتأخرة من حياتهم المهنية

كما هو الحال مع معظم القضايا لا يوجد سبب واحد دفع إلى هذه الاستقالة الجماعية لمن تجاوزوا الـ 50 من العمر (غيتي)

كانت إحدى عواقب #جائحة_كوفيد هي ما يسمى بـ "#التقاعد_الفضي" من الوظائف، إذ تقاعد ما يقدر بنحو 300 ألف شخص تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر باكراً.

وسلط وزير المالية جيريمي هانت الضوء أخيراً على هذه القضية في خطاب ألقاه، موضحاً الحاجة إلى استقطاب هذه الفئة وإعادتها إلى سوق العمل من جديد. وينعكس نقص القوى العاملة على مستويات البطالة المنخفضة التي ظهرت منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وظهور الجائحة.

وينظر إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً على أنهم الحل الأمثل الذي يمكن من خلاله معالجة هذا الانخفاض العام في عدد البالغين المتاحين ممن هم في سن العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك فمن المهم أن نفهم أولاً لماذا يتقاعد كثير من الأشخاص في المراحل المتأخرة من حياتهم العملية إذا أردنا إقناعهم بالعودة للعمل، وقام مكتب الإحصاء الوطني بإجراء دراسة مفصلة لهذه الظاهرة في محاولة للكشف عن الأسباب والطرق التي دفعت هذه الفئة من الطبقة العاملة إلى ترك العمل بالأعداد التي رأيناها.

وكما هو الحال مع معظم القضايا فلا يوجد عامل واحد أدى إلى هذه الاستقالة الجماعية لمن هم فوق الخمسينيات، وبالنسبة إلى بعضهم أدت الجائحة إلى إعادة التفكير على وجه الخصوص في التوازن بين الحياة العملية والحياة الأسرية، وأسفر هذا التقييم عن قرار بالتقاعد إذا كان بإمكانهم تحمل كلف ذلك وبدء فصل جديد من حياتهم، ويشمل ذلك الرغبة في الحصول على سنوات تقاعد صحية يمكن أن يكون فيها الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة نشطين ويستمتعون بوقتهم بدلاً من الاضطرار إلى التقاعد جراء تدهور صحتهم.

ولم يكن الآخرون محظوظين، فقد تم فرض التقاعد عليهم فعلياً لأنه تم الاستغناء عن خدماتهم أثناء الجائحة، ربما لمصلحة الاحتفاظ بموظفين أصغر سناً.

وأشار آخرون إلى أنهم اضطروا إلى ترك وظائفهم لرعاية أحد أفراد الأسرة بدوام كامل، ولم يتمكنوا من تحقيق التوازن بين العمل ومسؤولية رعاية شخص آخر.

ويحدث هذا الوضع بشكل غير تناسبي لمن تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، لأنهم يعتنون بالآباء والأحباء المسنين الذين يعيشون فترة أطول، ولكن غالباً ما يعانون مشكلات صحية عدة.

حجم عملية الانسحاب هذه من سوق العمل، لا سيما من قبل أولئك الذين لديهم الخبرة الأكبر في وظائفهم، ترك بشكل متوقع تأثيراً في مستوى الإنتاج في المملكة المتحدة، ولا يقتصر الأمر على توفر عدد من الوظائف الشاغرة نتيجة هذا التقاعد الجماعي، ولكن أولئك الذين لديهم خبرة مهمة جداً يصبحون غير قادرين على نقل المعرفة والرؤى القيمة إلى الموظفين الأصغر سناً.

وعلى عكس البلدان الأخرى مثل اليابان أو الهند فإننا لا نقدر العمر والخبرة ثقافياً بالطريقة نفسها، وبدلاً من ذلك نكون أكثر عرضة للنظر إلى كبار السن على أنهم عبء لا مكسب.

هذا التصور هو ما حاول وزير المالية معالجته بشكل مباشر في خطابه من خلال تشجيع أصحاب العمل على التفكير في توظيف كبار السن بدلاً من استبعادهم، ولا يزال كثير من أصحاب العمل ينظرون إلى من هم في الخمسينيات من العمر على أنهم "تجاوزا سن العمل" ويشكلون فئة ذات أخطار كبيرة للغاية، بسبب احتمالات تعرضهم لاعتلالات صحية على رغم عدم وجود أدلة تدعم ذلك.

وصنف صندوق النقد الدولي المملكة المتحدة أخيراً على أنها الاقتصاد الأسوأ أداء من بين جميع دول مجموعة السبع، خلف روسيا حتى التي تضررت من العقوبات.

وعلى رغم أن إقناع من تجاوز سن الـ 50 سنة بالعودة للعمل لن يعالج هذا الوضع، إلا أنه سيقدم إسهاماً كبيراً في تغيير ثرواتنا الجماعية.

ويمكننا جميعاً أن نؤدي دوراً في ضمان معالجة التفرقة العمرية في القوى العاملة من خلال مواجهة تصرفنا النمطي الجماعي تجاه الموظفين الأكبر سناً.

إنهم ليسوا أكثر عرضة من أقرانهم الأصغر سناً للتغيب عن العمل بسبب المرض أو التهرب من العمل أو أن يكونوا غير منتجين، وفي الواقع فالعكس هو الصحيح، فهم لديهم الخبرة والطاقة والمعرفة، وقد يقول بعضهم إنهم الموظفون المثاليون.

إيان هاميلتون محاضر بارز في الإدمان والصحة النفسية بجامعة يورك

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء