Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان قرطاج الدولي بلا نجوم عالميين

أزمة مالية تؤثر في البرمجة الفنية مع غياب دعم مؤسسات الدولة

من عرض الافتتاح "بحيرة البجع" في 11 يوليو (أ.ف.ب) 

منذ انطلاقته عام 1964، استقبل مهرجان قرطاج الدولي أهم الفنانين العرب كأم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ وعلي الرياحي والهادي الجويني وصباح فخري وكاظم الساهر ووردة الجزائرية وماجدة، وعالمياً شارل أزنافور ويوسو ندور وداليدا وجيمس براون ولويس أرمسترونغ وري تشارلز.

لكن المهرجان في دورته التي انطلقت أخيراً وتستمر حتى 20 من الشهر المقبل، يواجه ضائقة نتيجة الأزمة المالية في تونس، ما أثر مباشرة في الدورة، بعدم استضافتها نجوماً عالميين.

محاربة الإرهاب بالثقافة

يقول مدير المهرجان المختار الرصاع إن "هبوط قيمة الدينار التونسي أسهم في تكبيل برمجة مهرجان قرطاج، كنا نطمع في إحضار أسماء عالمية كبيرة، إلا أن الموارد المالية غير كافية"، داعياً المسؤولين في الدولة التونسية إلى "تخصيص اعتمادات مالية أكبر للتظاهرات الثقافية والفنية".

ويجمع برنامج الدورة الحالية، بين العروض الترفيهية والفنية الراقية والعروض الجماهيرية أو التجارية لضمان موارد مالية. ويستضيف فعالياته المسرح الأثري بقرطاج، الذي أعيد ترميمه بداية القرن الماضي، ويتسع لـ 12 ألف شخص.

حماية أمنية مشددة

في المقابل، يرى محمد الهادي الجويني مدير المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية بتونس، "أنه على الرغم من الصعوبات المالية التي تعيشها تونس والموارد المالية القليلة المخصصة للتظاهرات الفنية، فإن إدارة المهرجانات سعت إلى أن تكون البرمجة في المستوى المطلوب".

ويوضح الجويني أن "الضربات الإرهابية التي استهدفت أمن تونس أخيراً لم تؤثر في إقبال الجماهير على مدارج المهرجانات، والدليل افتتاح مهرجان قرطاج الدولي الذي كان جيداً من حيث التنظيم والحضور".

غياب استراتيجية دولة

من جهتها، تعتبر الصحافية المتخصصة في الشأن الثقافي نجلاء قموع أن "تراجع الدينار التونسي في السنوات الأخيرة كان له تأثير كبير في خيارات المهرجانات الصيفية الكبرى وعلى رأسها مهرجان قرطاج الدولي"، موضحة "أن أغلب المفاوضات مع الأجانب تكون بالعملة الأجنبية".

 لكن قموع لا ترى أن "هذه الإشكالية هي السبب الوحيد في غياب نجوم عالميين أو عرب من الوزن الثقيل في برمجة قرطاج، إذ يمثل أسلوب التعامل مع متعهدي الحفلات والوسطاء معضلة أخرى في رسم الخطوط العريضة لبرمجة المهرجانات الكبرى، وهذا يعكس غياب استراتيجية واضحة للدولة عموماً في التعامل مع الشأنين الثقافي والفني في البلاد".

وتدعو قموع الدولة إلى أن "تستثمر في قطاع الثقافة والفنون باعتباره المجال القادر على تقديم صورة مغايرة عن تونس الراهنة خارج حدودها بجذب أسماء عالمية لمسارح تونس من خلال دفع وزارات، على غرار الشؤون الثقافية والسياحة، للتشارك مع المستثمر الخاص وتنظيم حفلات كبرى لنجوم عالميين، لعلنا نمحو قليلاً صور الهجمات الإرهابية من أذهان من فكروا يوماً في زيارة تونس"، مشيرة إلى أن " الفن هو الحل وعلى سلطة الإشراف العمل أكثر على تخطي العراقيل لتقديم صورة أرقى لبرامجها ومقترحاتها الفنية".

برمجة متنوعة

وستكون تونس ممثّلة بـ 12 عرضاً، إضافة إلى 14 من الوطن العربي، من الجزائر والمغرب ولبنان وفلسطين وسوريا، فضلاً عن 6 عروض عالمية من الصين واليابان وفرنسا والإكوادور والولايات المتحدة وروسيا.

وافتتحت الدورة الـ55 لمهرجان قرطاج الدولي بعرض للباليه الروسي "بحيرة البجع"، إحدى روائع الموسيقي الروسي تشايكوفسكي التي ألفها عام 1887، وتتضمن أربعة فصول راقصة. أما حفلة الاختتام يحييها صابر الرباعي.

وتتميّز الدورة الـ55 من المهرجان ببرمجة موعديْن للعرض المسرحي الغنائي اللبناني "ملوك الطوائف" في نسخته الثانية، من إخراج منصور الرحباني، وبطولة هبة طوجي وغسان صليبا، إضافة إلى مجموعة من الحفلات الغنائية لفنانين محليين وعرب.

المزيد من فعاليات