Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصابة بالخرف في الـ 57 تكشف عن علامات مبكرة يتعين معرفتها

تقول جود ثورب ذات الـ 59 سنة إنها بدأت تلاحظ التغيرات للمرة الأولى في عام 2016، لكنها لم تتلق تشخيصاً بالمرض حتى عام 2021

تقول جود أنها لم تستطع تخيل احتمال إصابتها بالخرف نتيجة صغر سنها (غيتي)

تريد أم لابنتين كانت قد تلقت خبراً "محبطاً" يتعلق بإصابتها بمرض ألزهايمر في سن السابعة والخمسين، أن تشجع الآخرين الذين يعانون من أعراضٍ مماثلة، للسعي إلى طلب إجراء تشخيصٍ لوضعهم، خصوصاً بعدما أدركت منذ ذلك الحين، أن "الحياة يمكن أن تكون مثمرة" بالنسبة إليها، على رغم التحديات الجديدة التي تواجهها في الوقت الراهن.

جود ثورب، 59 سنة، والتي تعيش في مدينة أكسفورد، توضح أنها بدأت تلاحظ وجود تغيرات في قدراتها الإدراكية للمرة الأولى عندما كانت تعمل في "المسرح الوطني" البريطاني The National Theatre، في عام 2016.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على رغم تمتع هذه المرأة بخبرةٍ واسعة في مجالها وشغفها بوظيفتها، إلا أنها وجدت صعوباتٍ في إتمام حتى المهمات السهلة التي كانت تقوم بها. وتقول في وصف ما حصل معها: "لم يكن أدائي في وضعه الأفضل في المرة الأخيرة التي كنتُ فيها في "المسرح الوطني". فالعرض كان بسيطاً للغاية، وكان بإمكاني القيام به بسهولةٍ فائقة، لكن قلقاً انتابني، ولم أكن أعرف أين كنتُ موجودة. لقد كنت مشوشة الذهن بشكلٍ كبير".

عانت جود من نوبات فقدان الذاكرة، بحيث كانت تطرح السؤال ذاته مراتٍ عدة، وكانت تنسى محادثاتٍ مهمة في ما يتعلق ببعض الخطط. كما كانت تشعر أيضاً بإرهاقٍ شديد وبصعوبة في الحديث وإيجاد الكلمات. وأضافت: "كان ينتابني خوفٌ من القيام بشي ما، وعدم التمكن من تذكره، ولا سيما في مجال العمل".

اعتقدت جود في بداية الأمر أن هذه الأعراض مرتبطة بانقطاع الطمث عندها، الذي يحدث بحسب إرشادات هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس)  NHS، في المرحلة العمرية ما بين الـ 45 والـ 55.

وتقول إنها "لم تستطع تخيل" أنها قد تكون مصابة بالخرف نتيجة صغر سنها، لكن شريكتها بيكي هول التي تبلغ من العمر 53 سنة وهي كاتبة ومتخصصة في التدريب على مهارات القيادة والحياة، شجعتها على مراجعة استشاري طبي.

وتشير جود إلى أنه في الموعد الأول الذي حصل في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2016، تم استبعاد أن تكون هذه الأعراض نتيجة ألزهايمر والتي عُزيت إلى الإجهاد، وهو أمر وصفته بأنه "مهين". وقالت: "تخيلي أن يتم إبلاغك بأنك سخيفة بعض الشيء أو حمقاء".

وتمضي في شرحها: "كانت تلك المرة الأولى التي أذهبُ فيها إلى الأطباء من أجل مشكلة خطيرة في حياتي وكان أمراً مروعاً، بعد ذلك قالوا إنني على ما يرام وليس هناك من مشكلةٍ لدي".

"الأمر كان محبطاً ومدمراً لأنني لم أكن أعرف ما يعنيه ذلك وما الذي سيحدث لي. أعتقد أنني قمت بإيقاف كل شيء في حياتي"

جود ثورب

 

وتضيف جود أن الاستشاري الأول أخبرها بأن إصابتها بأعراض فقدان الذاكرة تعود إلى "معاناتها من الكثير من المشكلات" في حياتها. لكن جود وبيكي لم تتوقفا عند هذا الحد، وواصلتا البحث عن أجوبة.

ذهبت جود بعدها إلى استشاريين آخرين قبل خضوعها للتصوير بالرنين المغناطيسي MRI والبزل القطني Lumbar Puncture - وهو إجراء يُستخدم لأخذ عينة من السائل النخاعي من أسفل الظهر.

نتيجةً لذلك، تم تشخيص حالتها رسمياً بخرف بدائي مبكر - تحديداً مرض ألزهايمر - وذلك في يناير (كانون الثاني) عام 2021 - بعد أعوامٍ من ذهابها إلى موعدها الأول.

وتوضح أن "الأمر كان محبطاً ومدمراً لأنني لم أكن أعرف ما يعنيه ذلك وما الذي سيحدث لي. أعتقد أنني قمت بإيقاف كل شيء في حياتي". وتشير إلى أنه "كان صعباً جداً" عليها إخبار ابنتيها إيزي (19 سنة) ويونا (17 سنة)، لكنها شعرت أيضاً بنوع من الارتياح، لأنها تعتبر أن عدم معرفة ما كان يصيبها كان "أسوأ ما يمكن أن تمر به".

وتصف ذلك الإحساس بالقول: "من المفترض أن ينتابني شعور بالحزن، أو الغضب، أو الحنق أو الإنزعاج. إن هذه المشاعر هي جزءٌ طبيعي من الحزن على فقدان شيء، أليس كذلك؟ لكن بالنسبة إلي، أعتبر أنني كنتُ محظوظةً للغاية لأنني علمت بتشخيص حالتي، ففي إمكاني مواصلة العيش بشكلٍ جيد خلال هذه الفترة".

ووفقاً لمؤسسة "ديمنشيا يو كي"  Dementia UK، الجمعية الخيرية التي تضم ممرضات متخصصات بمرض الخرف لمساعدة الأشخاص المصابين به، فإن هذا المرض يكون "في مرحلة مبكرة" عندما تظهر الأعراض قبل سن الخامسة والستين.

وتشير الأرقام الصادرة عن المؤسسة في سبتمبر (أيلول) الفائت أن هناك "مجموعة سكانية مُغْفَلة" من نحو 70 ألفاً و800 شخص في المملكة المتحدة يعاني أفرادها في الوقت الراهن من خرف بدائي مبكر.

وتوضح "ديمنشيا يو كي" أن هناك اعتقاداً خاطئاً بأن الخرف يطاول فقط الكبار في السن، معتبرةً أن هناك حاجة لبذل مزيدٍ من الجهد لتبديد هذا المفهوم الخاطئ.

بعد تشخيص السيدة جود، وضعها طبيبها على اتصال بخدمة "الخرف المبكر في أكسفوردشير" Young Dementia Oxfordshire في المملكة المتحدة، التي وصفتها جود بأنها بمثابة "شريان حياة". فقد تلقت أسرتها دعماً ونصائح مصممة خصيصاً لمساعدة أفرادها على التعامل مع التحديات العاطفية والعملية اليومية في إطار التعايش مع الخرف.

وشرحت جود كيف التقت بعددٍ من الأشخاص المصابين بالمرض من خلال المؤسسة الخيرية. كان الأمر "رائعاً" لأنهم "كانوا جميعاً في القارب نفسه". وعلى رغم إقرارها بصعوبة ما مرت به نتيجة التشخيص، إلا أنها أوضحت أنه أتيح لها أيضاً أن "تواصل الحياة بقوة" وتواصل القيام بالأنشطة التي تحبها، كالسباحة.

بالعودةٍ إلى عام 2021، تحديداً بعد تشخيص حالتها، قامت جود بإكمال شوط من السباحة الخيرية، وجمعت نحو 4 آلاف جنيه استرليني (4960 دولاراً أميركياً) لـ "جمعية ألزهايمر"  Alzheimer’s Society (مؤسسة رعاية وأبحاث خيرية لمرضى الخرف ومقدمي الرعاية لهم)، وشاركت أخيراً في تجمع North East Skinny Dip في نورثامبرلاند (لقاء سنوي يحدث مع شروق الشمس على خليج دروريدج احتفالاً بالطبيعة والحياة).

وتقوم أيضاً بعمل تطوعي في عددٍ من بنوك الطعام، وهي تستمتع حقاً بذلك. وتشارك في برامج بحثية مختلفة لمساعدة المتخصصين الصحيين على فهم هذا الاضطراب بشكلٍ أفضل.

وتشجع هذا المرأة أي شخص قد يكون لديه قلق من أعراض تنتابه، على أن يسعى ويشدد على إجراء تشخيص له، بحيث تشعر الآن أنها استعادت طبيعتها مرةً أخرى. وتقول في هذا الإطار: "أعتقد أن تقبل تشخيص أي حالة لك يتيح لك العطاء بطريقة ما. وأعتقد أن من المهم حقاً أن تكون الحياة مثمرة". وتعتبر أن ذلك يتمثل في "أن يعيش المرء حياته بأفضل ما يمكن وأن يفعل ما يستطيع".

الصديق الأقرب لجود منذ نحو 42 عاماً وهو جونتي داونهام البالغ من العمر 61 سنة، كان ممثلاً سابقاً ويعيش في الوقت الراهن في أكسفورد، قدم لها الدعم بشكلٍ كبير، ويعرب عن إعجابه بالإيجابية التي تعتمدها.

ويشير إلى أن "التشخيص عنى الحصول على الدعم المقدم من مؤسسة "ديمينشيا يو كي"، وبأن الشخص ليس متروكاً وحيداً في حالٍ من القلق والهم، من دون أن تكون لديه أي فكرة عن سبب اختلافه أو صديقه عما كانا عليه، وهو أمرٌ مخيفٌ حقاً. لذلك على رغم أن التأكد من الإصابة بمرض الخرف هو أمر مثير للخوف، إلا أن هناك الكثير من الإيجابيات التي ينطوي عليها".

ويختم بالقول: "قبل أن تعرف (جود) بوضعها، شعرت بإحراج ولم يكن لديها تفسير. من هنا يُعد إلى حد ما الحصول على تأكيد بأن أمراً ليس على ما يرام كان أكثر إيجابية في نهاية المطاف".

لمعرفة المزيد عن العمل الذي تقوم به مؤسسة Dementia UK، يُرجى زيارة موقعها الإلكتروني على الرابط الآتي:  www.dementiauk.org

© The Independent

المزيد من صحة