Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العلاج بالهرمونات البديلة يقي النساء من ألزهايمر

في المملكة المتحدة يصيب مرض خرف الشيخوخة شخصاً واحداً من أصل 14 شخصاً تخطوا سن الـ 65 وشخصاً واحداً من أصل 6 أشخاص تخطوا سن الـ 80

العلاج بالهرمونات البديلة قد يساعد في الوقاية من داء ألزهايمر لدى النساء المعرضات للإصابة به (ألامي)

أشار باحثون إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة قد يساعد في الوقاية من داء ألزهايمر لدى النساء المعرضات للإصابة به.

وفي هذا الإطار قال فريق الباحثين إن استخدام العلاج بالهرمونات البديلة الذي يساعد في السيطرة على أعراض انقطاع الطمث، يسهم في تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية والتمتع بأدمغة أكبر حجماً خلال سنوات لاحقة من الحياة لدى نساء يحملن جيناً وراثياً يسمى "أي بي أو إي 4".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المملكة المتحدة يعتقد أن حوالى ربع النساء يحملن جين "آي بي أو إي 4"، وأن ألزهايمر أكثر شيوعاً بين النساء منه لدى الرجال.

ويوصف "أي بي أو إي 4" بأنه العامل الجيني المسؤول بشكل أساس عن الإصابة بداء ألزهايمر، من دون أن تكون الإصابة به محتومة على من يحمله حتماً.

وفي دراسة جديدة وجد الباحثون أن العلاج بالهرمونات البديلة أعطى فاعلية أكبر عند أخذه خلال مرحلة "ما قبل انقطاع الطمث"، وفي هذه الفترة تتراكم الأعراض قبل أشهر أو سنوات من توقف الدورة الشهرية تماماً، ومن شأن العلاج أن يسفر عن أدمغة أصغر عمراً بسنوات عدة لدى النساء.

تحدثت في هذا الشأن البروفيسورة آن ماري مينيهان من "كلية نورويتش الطبية" في "جامعة إيست أنجليا" والتي تولت الإشراف على الدراسة بمشاركة البروفيسور كريغ ريتشي في "جامعة إدنبرة" الاسكتلندية فقالت، "نعلم أن 25 في المئة من النساء في المملكة المتحدة يحملن جين ’أي بي أو إي 4‘ وأن النساء يشكلن نحو ثلثي مرضى ألزهايمر، وإلى جانب كون النساء يعشن عمراً أطول من الرجال فيعتقد أن سبب إصابتهن المرتفعة بالداء مرتبط بآثار انقطاع الطمث والتأثير الأكبر الذي يطرحه عامل الخطر الجيني ’أي بي أو إي 4‘".

وتضيف، "سعينا إلى معرفة ما إذا كان في مستطاع العلاج بالهرمونات البديلة أن يمنع التدهور المعرفي لدى النساء المعرضات لخطر الداء اللاتي يحملن الجين ’أي بي أو إي 4‘".

درس الخبراء بيانات تعود لـ 1178 امرأة يشاركن في "المبادرة الأوروبية للوقاية من ألزهايمر المرتبط بالخرف" التي أنشئت بغرض درس صحة دماغ المشاركين مع مرور الزمن.

وعكف المشروع الذي شمل 10 دول على تتبع أدمغة ما مجموعه 1906 نساء تخطين الـ 50 عاماً من العمر، ولم يكنّ مصابات بالخرف بداية الدراسة.

بالنسبة إلى أحدث البحوث نظر الخبراء في نتائج الاختبارات المعرفية وأحجام الدماغ التي كشفت عنها فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي، وأظهرت النتائج أن النساء اللاتي يحملن "أي بي أو إي 4" واستخدمن أيضاً العلاج بالهرمونات البديلة، امتلكن قدرات إدراكية أفضل وأدمغة أكبر مقارنة مع من لا يستخدمن هذا العلاج ولم يرثن الجين "أي بي أو إي 4" في أجسامهن.

وقالت الدكتورة رشا صالح من "كلية نورويتش الطبية" في "جامعة إيست أنغليا"، إنها وزملاءها وجدوا "علاقة بين استخدام العلاج بالهرمونات البديلة والتمتع بذاكرة أفضل وحجم دماغ أكبر بين حاملات الجين "أي بي أو إي 4" المهددات بالداء.

ووفق الدكتورة صالح "بدت تلك العلاقة واضحة جداً عند أخذ العلاج بالهرمونات البديلة باكراً، أي خلال مرحلة الانتقال إلى انقطاع الحيض المعروفة باسم ما قبل انقطاع الطمث".

وفي الواقع "تكتسي هذه النقطة أهمية فعلية لأن الخيارات الدوائية الخاصة بألزهايمر محدودة جداً منذ 20 عاماً، والحاجة إلى علاجات جديدة ملحة جداً"، أضافت الدكتورة صالح.

"وفي حال توصلت تجربة تدخلية [نوع من التجارب السريرية، يكلف فيها المشاركون بأخذ واحد أو أكثر من العلاجات أو العلاجات الوهمية أو عدم أخذ أي علاج لتقييم آثار التدخلات على النتائج الطبية] إلى نتائج تؤكد التأثيرات الإيجابية للعلاج بالهرمونات البديلة التي خلصت إليها الدراسة من نوع الملاحظة هذه، فستعني هذه التأثيرات بالضرورة الحصول على دماغ أصغر عمراً بسنوات عدة"، على ما جاء في حديث الدكتورة صالح.

وقالت البروفيسورة مينيهان إن الفريق لم يبحث في حالات الخرف بل في الأداء المعرفي وتراجع حجم الدماغ اللذين ينبئان بخطر الإصابة بالخرف في المستقبل.

وقال البروفيسور مايكل هورنبيرغر من "كلية نورويتش الطبية" في "جامعة إيست أنغليا" إنه "من السابق لأوانه الجزم بأن العلاج بالهرمونات البديلة يقلص خطر الإصابة بالخرف لدى النساء، ولكن نتائجنا تسلط الضوء على الأهمية المحتملة التي ينطوي عليها "العلاج بالهرمونات البديلة" والطب المخصص لكل حال بعينها في الحد من أخطار ألزهايمر، وستكون المرحلة التالية من البحث النهوض بتجربة تدخلية كي نؤكد التأثير الذي يطرحه البدء الباكر بالعلاج عبر الهرمونات البديلة على الإدراك وصحة الدماغ، وسيكون من المهم أيضاً الوقوف على الأنواع الأكثر فائدة من العلاج بالهرمونات البديلة، وفق البروفيسور هورنبيرغر.

كذلك قال البروفيسور كريغ ريتشي من "جامعة إدنبرة" إن الدراسة التي حصلت وكالة "برس أسوسيشن" على نسخة حصرية منها، "تدعم فكرة أن العلاج بالهرمونات البديلة له فائدة ملموسة".

وذكر البروفيسور ريتشي أن الدراسة "تسلط الضوء على الحاجة إلى الطعن في كثير من الفرضيات حول ألزهايمر الباكر وعلاجه، خصوصاً عند النظر في صحة دماغ المرأة".

من جانبها أثنت الدكتورة سارة إيماريسيو رئيسة المبادرات الاستراتيجية في المؤسسة الخيرية "بحوث ألزهايمر في المملكة المتحدة" على هذه النتائج التي تستند إلى تحليل بيانات مستقاة من نساء شاركن في دراسة كبيرة تابعت زهاء 2000 من الناس منذ عام 2015"، ووصفتها بـ "المشجعة" ولكنها "تحتاج إلى تأكيد في دراسات لاحقة".

"تقدم النتائج دليلاً على أن العلاج بالهرمونات البديلة يمكن أن يعود ببعض الفوائد المتصلة بالقدرات الإداركية، لا سيما لدى النساء اللاتي يحملن الجين ’أي بي أو إي 4‘ الذي يتهددهن بالإصابة بألزهايمر"، وفق الدكتورة إيماريسيو.

تكمن "الخطوة التالية في التحقيق في هذه النتائج بمزيد من التفصيل، والأهم من ذلك أن الدراسة لم تبحث في ما إذا كانت حال النساء قد تطورت إلى الإصابة بالخرف"، زادت الدكتورة إيماريسيو.

وترى الدكتورة إيماريسيو أنه لا بد من تأكيد نتائج الدراسة أولاً في تجارب تختبر بشكل مباشر ما إذا كان إعطاء العلاج بالهرمونات البديلة يؤثر في القدرات الإدراكية لدى النساء والتغيرات في أدمغتهن، لا سيما حاملات الجين "أي بي أو إي 4".

و"في مرحلة لاحقة ستمهد هذه الخطوة"، وفق الدكتورة إيماريسيو، "الطريق أمام إيجاد تدخلات علاجية محتملة، من بينها مثلاً تجارب سريرية لمعرفة ما إذا كان يسعنا منع الخرف في نهاية المطاف، وستساعد في فهم السبب وراء تأثير الخرف على النساء في المملكة المتحدة أكثر من الرجال".

"تساعد دراسات على غرار هذه الدراسة في جمع العلومات حول كيف أن عوامل خطر مختلفة للخرف مثل العمر والجينات وانقطاع الطمث، تفاقم خطر الإصابة بأمراض من قبيل ألزهايمر"، أضافت الدكتورة إيماريسيو.

وفي سياق متصل قال الدكتور ريتشارد أوكلي، المدير المساعد للبحوث في "جمعية ألزهايمر" إن "الدراسات من هذا النوع مهمة لأنها تؤشر إلى علاقة بين العلاج بالهرمونات البديلة وحدوث تغيرات في الدماغ، لذا يعتقد الدكتور ريتشارد أوكلي أن "علينا النهوض بمزيد من الدراسات على نطاق أوسع من أجل التوصل إلى فهم لهذه العلاقة بشكل أفضل".

نشرت الدراسة في مجلة "ألزهايمر للبحوث والعلاج" Alzheimer’s Research & Therapy.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة