في وقت تشهد سماء العراق إقبالاً من شركات الطيران العالمية بعد حال الاستقرار الأمني التي تشهدها البلاد، فرضت وزارة النقل الأميركية، الثلاثاء 11 يناير (كانون الثاني) الحالي، غرامة قدرها 1.05 مليون دولار على شركة "فيرجن أتلانتيك" لتحليق طائراتها في المجال الجوي للعراق الذي يعتبر تجاوزاً لتعليمات إدارة الطيران الاتحادي التي تحظر على الشركات الأميركية التحليق من دون موافقة مسبقة.
وتوصل تحقيق إلى أن عدداً كبيراً من طائرات "فيرجن أتلانتيك" حلق بين سبتمبر (أيلول) 2020 وسبتمبر 2021 في أجواء العراق وأن شركة خطوط الطيران تلقت تعليمات بوقف مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.
وتملك وزارة النقل في الولايات المتحدة الأميركية سلطة قضائية على هذا الأمر، لأن الرحلات كانت تحمل رمز شركة "دلتا إيرلاينز" الأميركية.
في هذا الإطار يوضح الباحث السياسي نبيل جبار التميمي أن إدارة الطيران الفيدرالي الأميركي ووزارة النقل الأميركية تقيدان شركات الطيران الأميركية من الهبوط أو حتى المرور جواً على ارتفاعات عالية في مناطق مختلفة حول العالم لأسباب أمنية أو مرتبطة بعقوبات اقتصادية وغيرها.
وتابع التميمي، "الأراضي العراقية هي إحدى تلك المناطق حول العالم التي لا يجيز اتحاد الطيران الفيدرالي الأميركي FAA مرور الطائرات في أجوائها لأسباب تتعلق بالأنشطة الإرهابية أو المجاميع المسلحة، ويتطلب مرور الطائرات الخاضعة لتعليمات اتحاد الطيران موافقة مسبقة، لذلك تفرض وزارة النقل غرامات على منتهك تلك التعليمات".
وكانت الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية العراقية كشفت مطلع العام الماضي عن معاودة أبرز شركات الطيران العالمية المرور في الأجواء العراقية.
وقال مدير عام الشركة نزار إبراهيم الزيادي في بيان إنه "بعد جهود الشركة خلال عدد من الاجتماعات المستمرة مع كبريات منظمات الطيران المدني، بخاصة منظمة الطيران الفيدرالية الأميركية FAA وقرارها الأخير بتقليل القيود على استخدام الأجواء العراقية إلى دون ارتفاع 32 ألف قدم، عاودت شركات الطيران العالمية المرموقة المرور في الأجواء العراقية منذ بداية فبراير (شباط) 2022".
من جهته بين مدير قسم إدارة الحركة الجوية علي نعمة عباس أن "الأجواء العراقية أصبحت تزدحم بكبريات شركات الطيران العالمية المرموقة العابرة للأجواء العراقية، وكان آخرها عودة الخطوط الجوية البريطانية British Airways".
وأضاف أن "عدداً من شركات الطيران عادت للتحليق فوق سماء العراق، منها الخطوط الجوية الفرنسية Air France والخطوط الكندية Air Canada والخطوط الملكية الهولندية KLM وطيران لوفتهانزا الألماني Lufthansa والخطوط الجوية السويسرية Swiss Air وشركات عالمية أخرى".
حلقة وصل
في السياق ذاته، اعتبر الباحث الاقتصادي بسام رعد أن العراق حلقة وصل بين الشرق والغرب مما يجعل حركة الملاحة الجوية في أجوائه تشهد إقبالاً من شركات الطيران العالمية، بالتالي المساهمة في توجيه عملية التنمية الاقتصادية ونشوء فرص عمل أولية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "تعد تنمية قطاع النقل الجوي العراقي ودعمه أمراً مهماً وأساسياً في تحقيق التكامل الإقليمي وربط العراق بالعالم، ويتطلب ذلك تطوير قطاع الطيران من حيث تكامل السوق وتحسين كفاءة الملاحة الجوية وسلامتها بأعلى المعايير الدولية والعمل على جذب شركات الطيران العالمية لاستخدام الأجواء العراقية، بالتالي الاستفادة من رسوم استخدام الأجواء المحتسبة بناء على عوامل عدة منها وزن الطائرة والمسافة".
وتابع رعد، "بات النقل الجوي مساهماً كبيراً في دعم الناتج المحلي الإجمالي لعدد من البلدان، إذ ينقل أكثر من 3 مليارات مسافر وما قيمته 6 تريليونات دولار سنوياً، ومنح اتفاق شيكاغو للطيران المدني الدولي كل دولة سيادة كاملة على أجوائها ولا يجوز لأي خطوط جوية دولية أن تطير فوق أجواء دولة إلا بإذن خاص وترخيص منها".
للمرة الأولى
يشار إلى أن الشركة العامة لخدمات الملاحة الجوية وهي إحدى تشكيلات وزارة النقل العراقية، كشفت في 28 أغسطس (آب) 2022 عن استخدام ثلاث شركات دولية الأجواء العراقية للمرة الأولى.
وأكد مدير عام الشركة نزار إبراهيم في بيان أن "الشركة تحرص بشدة على نوعية الخدمات التي تقدمها وتواكب التطورات الجارية وتتابع المنظومات الحديثة الخاصة بمجال الطيران المدني سعياً إلى استقطاب أكبر عدد من الشركات".
ولفت إلى أن "الحركة الجوية العراقية في الوقت الحاضر تشهد إقبالاً من جانب شركات الطيران المدني"، مبيناً انضمام الخطوط الجوية الأرمينية للمرة الأولى إضافة إلى شركة Salam Air العمانية وشركة فلاي أديل Flyadeal السعودية إلى سماء العراق، منوهاً بأن "البلاد تتميز بموقع استراتيجي مهم، يعد من أقصر الطرق والممرات الجوية التي تربط الشرق بالغرب".
