Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللاجئون السوريون في تركيا بين الابتزاز السياسي وضمانات العودة

دمشق لن تتحاور مع أنقرة إلا بشرط انسحابها من كامل الأراضي التي احتلتها شمال البلاد

يعيش معظم اللاجئين السوريين في تركيا حال قلق تخوفاً من عودة غير آمنة إلى بلادهم (اندبندنت عربية)

ما زالت أصداء تسمع في أرجاء البلدين، فالمصالحة، وإن لم تأت كما تشتهيه المعارضة السورية لكنها حملت في طياتها تسويات سياسية وميدانية طال انتظارها سعياً من الطرفين إلى اتفاق يشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية ولا سيما التبادل التجاري في ظل ما تعانيه سوريا من ظروف معيشية قاسية.

وعلى رغم أن الاتفاق يمثل لدمشق بارقة أمل في ما خص كسر جليد العلاقات مع أنقرة، وفك الحصار مع الجارة الشمالية، فإنها حسمت موقفها برفضها التحاور مع تركيا إلا بشرط انسحابها من كامل الأراضي التي احتلتها شمال البلاد.

 

وفي السياق، قال وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، في مؤتمر صحافي مشترك خلال زيارة نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دمشق في 14 يناير (كانون الثاني)، "الوجود العسكري التركي ودعم بعض المجموعات المسلحة يعوقان الجهود لإصلاح العلاقات".

عقبات بطريق العودة

ويعيش معظم اللاجئين السوريين في تركيا والبالغ عددهم نحو 3.6 مليون نسمة حال قلق، تخوفاً من عودة غير آمنة إلى بلادهم، فضلاً عن سائر العوامل الاقتصادية والسياسية وطبعاً المعيشية في الداخل السوري.

وفي هذا السياق، لفت رئيس رابطة حقوق اللاجئين السوريين مضر حماد الأسعد إلى أن قضية الترحيل تؤرق اللاجئين السوريين حتى قبل الحديث عن تقارب بين دمشق وأنقرة، مشيراً في الوقت عينه إلى تواصل الرابطة مع الحكومة التركية لتذليل الصعاب لحل قضايا تتعلق بلاجئين رحلوا وعادوا من جديد.

وقال رئيس الرابطة إن اللاجئ السوري ليس عالة على تركيا، فهو إما يحصل على معونات من منظمات أو حوالات أهلية، وإما يعتمد على مشاريع متوسطة وصغيرة عمل على فتحها واستثمارها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وترتفع أصوات اللاجئين السوريين، لا سيما المعارضين منهم، مطالبة بضرورة توفر ضمانات للعودة، وتشير الناشطة في المجال الحقوقي غيداء محمود إلى إصرار حكومي من جانب أنقرة لإعادة العلاقات مع دمشق مجدداً، وتعتبر، بحسب رأيها، أن مسألة اللجوء هي الورقة الأهم، ومن دونها من غير الوارد حدوث أية مصالحة "في حال توصل الطرفان إلى تسوية ما، فالمطلوب ضمانة للاجئين بخاصة المعارضين منهم، وأجزم بعدم رغبتهم بالعودة، وستكون تركيا محطة لهجرة جديدة نحو أوروبا، لا سيما أنها بدأت منذ أشهر بترحيل جزء كبير من أراضيها بشكل قسري، وفي حال عدم التوصل إلى تسوية تقودها موسكو بين أنقرة ودمشق فإن حزب العدالة والتنمية أمام موقف صعب أمام الشارع".

سباق مع الزمن

يأتي ذلك في وقت قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الاتصالات التي بدأت مع سوريا عبر موسكو هي الطريق لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، منوهاً في كلمة له من أنقرة في خلال مؤتمر مستقبل حقوق الإنسان، في القرن الـ21 في 13 يناير، إلى ازدياد عدد اللاجئين العائدين، وأضاف "سيزداد العدد مع استمرار التواصل الدبلوماسي، لقد عاد حتى اليوم 500 ألف لاجئ سوري إلى أماكن آمنة شمال سوريا، وتم إنقاذ مهاجرين من حافة الموت بفضل العمليات في بحر إيجة بلغ 20 ألفاً خلال العام الماضي فقط".

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار شدد على ضرورة أن تتم عودة اللاجئين بشكل طوعي وآمن ومشرف، وذلك في تصريحات صحافية أدلى بها أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

في المقابل، لم تفصح دمشق بشكل فعلي عن ضمانات العودة الآمنة على رغم مراسيم عفو عام صدرت بشكل متقطع، لكن النظام يصف المسلحين والسياسيين المعارضين بمن "تلطخت أيديهم بالدماء"، وعليه ستتم ملاحقة كثير من الشخصيات قانونياً ومحاكمتها.

وسط هذه الأجواء، لفت سفير النظام السوري السابق في أنقرة نضال قبلان إلى حتمية ترحيب دمشق بكل رعاياها وبعودتهم إلى وطنهم ولا سيما اللاجئين في تركيا "لقد استثمرت تركيا بورقة اللاجئين كثيراً وما زالت".

وتراهن الأحزاب التركية المعارضة، ومن أبرزها "حزب الشعب الجمهوري" على ورقة اللاجئين في كسب الانتخابات المزمع إجراؤها هذا العام، بعد أزمة اقتصادية عصفت بالبلاد وأدت إلى تراجع قيمة الليرة التركية إلى مستويات غير مسبوقة، ويستند الحزب المعارض إلى تقرير أعده في سبتمبر (أيلول) عام 2021 يتحدث عن رغبة معظم اللاجئين بالمغادرة إن سمحت الظروف بذلك. وقالت، وقتها، ممثلة الحزب في البرلمان التركي جامزة أكوش إليجزدي "السوريون يريدون الذهاب إلى الدول الغربية، إذا فتحت تركيا حدودها، فإن 90 في المئة منهم سيهاجرون".

ويبقى الاتفاق على عودة اللاجئين مطلباً تركياً أكثر منه سورياً، وبات معروفاً أنها ورقة يحاول "حزب العدالة والتنمية" ومن خلفه الرئيس التركي الاستحواذ عليها قبل موعد انتخابات هذا العام وتفويت الفرصة على معارضيه لاستغلالها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي