Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

10 فضائح هزت الأسر الملكية الأوروبية عبر القرون

بعيداً من الانتصارات والإنجازات والإصلاحات تمتلئ قصص العائلات المالكة بالمشاجرات والخصومات والنفي والإعدامات والخيانات

الملك هنري الثامن حكاية طلاق وزواج (الموسوعة البريطانية)

تظل أسماء الملوك والأمراء وإنجازاتهم خالدة عبر التاريخ، وكذلك تبقى فضائحهم التي ارتكبوها بأنفسهم، أو أتى عليها أشخاص مقربون منهم، مدوية عبر القرون، وتطفو إلى السطح كلما أثير موضوع السلوك الملكي السيئ في أي بقعة من الأرض.

بعض القصص المتناقلة غير حقيقي، وبعضها الآخر لا يستحق الذكر أساساً لو اقترفته شخصيات عادية وغيرها يحتاج إلى توضيح ضمن سياقه الصحيح، لكن صفة الجلالة التي يتحلى بها الملكيون تجعل تعثرهم البسيط حدثاً جللاً.

يتم تداول الفضائح الملكية منذ أن نشأ مفهوم الملكية في أوروبا بشكل أساسي في الأنظمة القبلية في عصر ما قبل التاريخ الأوروبي، لكننا سنتطرق هنا إلى 10 أمثلة لشخصيات ألحقت الأذى بأسرها المالكة الأوروبية في القرون الوسطى (من القرن الخامس وحتى القرن الـ15 الميلادي) وأوروبا الحديثة المبكرة (الحقبة الممتدة من نهاية العصور الوسطى حتى بداية الثورة الصناعية، أي من أواخر القرن الـ15 حتى أواخر القرن الـ18).

1 - طلاق هنري الثامن وانفصال الإنجليز عن الكنيسة الكاثوليكية

تسبب حب الملك هنري الثامن لآن بولين، وصيفة زوجته الأولى، في انفصال الإنجليز عن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وإنشاء كنيسة خاصة بهم.

كانت إنجلترا تتبع الكنيسة الكاثوليكية التي تحظر الطلاق تماماً، لكن عندما وقع هنري في حب بولين، كان لا بد من إنهاء زواجه من كاثرين أراغون التي تزوجها سنة 1509، وظلت ملكة حتى عام 1536 عندما أمر الملك بإعدامها بتهمة الخيانة الزوجية وسفاح القربى، لكنه في الواقع سئم منها وحاول معاقبتها على عدم قدرتها على إنجاب وريث ذكر له. انفصل هنري عنها، وأرسلت لتعيش في عزلة عن العالم، إلا أنها لم تعترف بطلاقها منه، وكذلك كان موقف البابا في روما، مما دفع الملك هنري الثامن إلى إعلان انشقاق إنجلترا عن الكنيسة البابوية.

2 - فضيحة برج نيل في فرنسا

ربما لم يكن هناك ملك على الإطلاق يشعر بمقدار الرضا نفسه تجاه أسرته وسلالته مثل الملك الفرنسي فيليب الرابع، سنة 1314، حيث كانت ابنته إيزابيل تتربع ملكة على عرش إنجلترا، واختار أبناؤه الثلاثة بعناية زوجات نبيلات، وكانوا يتهيأون لإنتاج الجيل المقبل من الأمراء والأميرات الفرنسيين. حرصت الملكة إيزابيل على الترحيب بزوجات إخوتها واستقبالهن بالهدايا، فقدمت لكل واحدة منهن محفظة ثمينة تحمل تطريزاً مميزاً.

خلال لقاء عائلي يجمع أفراد الأسرة جميعاً، دهشت الملكة إيزابيل لرؤية اثنتين من المحفظات عينها معلقتين في حزامي فارسين مقدامين وسيمين يعملان في بلاط والدها. سارعت إيزابيل التي اخترق الشك قلبها مثل رمح لإبلاغ والدها الملك الذي عين على الفور جواسيس لمراقبة كنّاته.

في غضون أسابيع، ألقي القبض على الأميرات متلبسات مع عشاقهن في حصن باريسي متهالك يسمى برج نيل. عذب الفرسان العشاق بطريقة جعلتهم عبرة لمن يعتبر، وكان إعدامهم في النهاية بمثابة خلاص بعد كل عمليات الإخصاء والسلخ والسلق في الزيت المغلي التي تعرضوا لها.

أما الأميرات فقد سجن في زنزانات رطبة قذرة تحت الأرض، وحلقت رؤوسهن وحرم أطفالهن من الميراث. وتوفي الملك نفسه بعد ذلك بفترة قصيرة، ودمرت سلالة الملك فيليب عبر جيل واحد، وانتقل العرش الفرنسي إلى أحد أبناء العم البعيدين، وهو لويس الأول.

أشعل الخلاف حول الشخص الأحق بالعرش شرارة حرب المئة عام بين إنجلترا وفرنسا، مما أدى إلى إغراق جزء كبير من أوروبا الغربية في صراع مسلح استمر لـ116 عاماً، وكل ذلك بسبب ثلاث أميرات سيئات السلوك. من التحريفات الطريفة لهذه الحكاية، إرجاع انهيار سلالة الملك فيليب إلى لعنة ألقاها عليه سيد فرسان الهيكل، جاك دو مولاي، الذي أعدم حرقاً بأمر من الملك في وقت سابق من عام 1314 بعد اتهامه بالهرطقة والسحر.

3 - ملكة الدنمارك وطبيبها الألماني

كانت كارولين ماتيلدا أميرة بريطانية تم تزويجها في سن المراهقة بعيداً من بلادها إلى ملك الدنمارك كريستيان السابع. كان زوجها يبدو شاباً مثالياً إلى أن اكتشفت مزاجه العنيف ونوبات الجنون التي تصيبه.

على رغم تمتع كارولين ماتيلدا بسحر دافئ وجمال طبيعي، فإن زواجها الملكي تدهور بسرعة، وكذلك الحالة العقلية لزوجها. واستدعي طبيب ألماني يدعى يوهان ستروينسي لعلاج نوبات الجنون التي كان الملك يتعرض لها، وتمكن من تشذيب سلوكه المضطرب. اعتقد الطبيب أيضاً أن تحسين العلاقة بين الملك وزوجته سيكون عاملاً مساعداً، فشجع كريستيان على التصرف بلطف أكثر تجاه الملكة. شعرت كارولين ماتيلدا، المنعزلة والتعيسة في الدنمارك والخاضعة لرحمة الأقاويل والحكم الطائفي، بالامتنان تجاه الطبيب وتأثرت بحضوره الهادئ.

تحول الطبيب والملكة إلى عاشقين تدريجاً، وعملا معاً على سن إصلاحات ليبرالية باسم الملك، وتمتع ستروينسي في النهاية بسلطة كافية لإصدار أكثر من ألف أمر وزاري.

تآمرت عصابة محافظة كانت غاضبة من الإصلاحات لإطاحة العاشقين باسم الملك، فأعدم ستروينسي، وطلقت كارولين ماتيلدا من زوجها، وانفصلت عن أطفالها الذين يعتقد أن أحدهم كان ابن الطبيب. بفضل تدخل شقيقها ملك إنجلترا جورج الثالث، نفيت إلى ألمانيا بدلاً من سجنها في الدنمارك، حيث توفيت بشكل مفاجئ في سن الـ23، في عام 1775.

4 - دوق كمبرلاند واغتصاب الحارس

اشتهر أعمام الملكة فيكتوريا، حاكمة المملكة المتحدة، بسوء سلوكهم وتجاوزاتهم وإسرافهم في الشرب والمقامرة ومطاردة النساء وزيجاتهم السرية، لكن لم يحظ أي منهم بمقدار الكراهية نفسه مثل دوق كمبرلاند. كان يمتلك ندبات ومزاجاً عنيفاً جعل العامة ترى قبح شكله وجوهره. كان الأقل شعبية بين أبناء الملك جورج الثالث، وزادت سمعته سوءاً بسبب الإشاعة التي تفيد بأنه اغتصب أكثر من سيدة نبيلة وجعل أخته الأميرة صوفيا تحمل منه. كانت القشة التي قصمت سمعته حادثة وقعت في إحدى ليالي عام 1810، عندما قفز فجأة من سريره منادياً على خدمه، وراح يضرب رأسه بعنف وهو يصرخ قائلاً إنه تعرض لهجوم.

ادعى أنه يشك في خادمه جوزيف سيليس لأنه لم يستجب لندائه، وأرسل حاشيته للبحث عن الرجل. وجد الحراس باب غرفة سيليس مقفلاً من الداخل، وبعد خلع الباب عثروا على الرجل مكوماً فوق سريره، ورأسه يكاد ينفصل عن جسده بعد تعرضه لشق بشيفرة.

ادعى الدوق أن الخادم انتحر، لكن معظم الناس اعتقدوا أنه هاجمه، وتكهنوا بدوافع الاعتداء، وكان أكثرها ترجيحاً أن كمبرلاند قتل سيليس الذي قاوم محاولة اغتصابه.

سواء كانت الرواية صحيحة أم لا، فقد كانت قصة مشينة وصم بها كمبرلاند لبقية حياته، وكانت هناك مخاوف عندما وصلت فيكتوريا إلى العرش من أن عمها الوريث المفترض (إلى أن أنجبت طفلها) سيقتلها للحصول على التاج. كانت الفرحة بولادة الابن الأول للملكة فيكتوريا مضاعفة لأنه أدى إلى تراجع كمبرلاند الشرير في قائمة الخلافة. في عام 1830 أثيرت قضية انتحار عامل آخر في مسكن كمبرلاند عثر عليه مقطوع الرقبة، لكن لم يثبت أي شيء ضد الدوق.

5 - القيصر الروسي بطرس الأكبر وزوجته المعذبة

ابتلي آل رومانوف لمدة 300 سنة بالفضائح والخيانات والإصلاحات والثورات، من بينها قصة القيصر بطرس الأكبر الذي لم يكن يحب زوجته الأولى إيفدوكيا لوبوكاينا التي اختارته والدته عندما كان مراهقاً في سن الـ16. بالطبع، كان الزواج صفقة لا مفر منها.

كانت إيدفوكيا سيدة تقليدية لا تشارك بطرس شغفه بالثقافة الغربية، وسرعان ما تركها القيصر الشاب، بعد أن أنجبت له في عام 1690 الوريث أليكسي بتروفيتش، صاحب القدر التعيس.

وفي عام 1698، بعد أن علم القيصر أن والد زوجته كان يخطط ضد الدولة، أجبرها على الانتقال إلى دير في منطقة سوزدال التي تبعد أكثر من 190 كيلومتراً عن موسكو. وفي عام 1709 أقامت علاقة غرامية مع الرائد ستيبان غليبوف، الذي أرسل إلى سوزدال لإجراء تجنيد للجيش، ولكنه وجد نفسه بدلاً من ذلك منخرطاً في قصة حب استمرت لتسع سنوات.

وفي عام 1718 اكتشف بطرس الأمر من راهبات تم استجوابهن. وألقي القبض على الرائد غليبوف وعذب، واعترف بإقامة علاقة غرامية مع إيفدوكيا، وأصر على أنه هو الذي تودد إليها في محاولة لحماية حبيبته.

جلبت إيفدوكيا لحضور إعدام غليبوف، ويقال إن الجنود أبقوا عينيها مفتوحتين بالقوة حتى لا تتمكن من الإشاحة بنظرها عن المشهد المروع لمعاناة حبيبها الذي أعدم باستخدام الخازوق. ولم تكن إيدفوكيا عشيقة بطرس الوحيدة التي عانت قسوته، إذ أعدمت سيدة أخرى هي ليدي هاملتون لأنها تجرأت أيضاً على إقامة علاقة غرامية.

6 - قضية السموم في عهد لويس الرابع عشر

هذه الفضيحة مكتملة العناصر، إذ تحتوي على السحر والشعوذة والسموم والجنس.

كان استخدام السم في زمن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر في ذروته، مما ساعد على رسم مسارات التوريث والسلطة بانسيابية، لكن الحديث عن استخدام السحر الأسود من قبل أقرب أقرباء الملك كان صدمة هائلة. بدأت الفضيحة باعتقال وإعدام سيدة نبيلة، هي ماركيزة برانفيلييه، قتلت والدها وإخوتها بعد أن جربت سمومها على المرضى الفقراء في مستشفى خيري محلي. أحيت هذه القصة المثيرة إشاعات عن جرائم أخرى من هذا القبيل. ادعى شخص مزور وقاتل أن لديه أدلة على انتشار السم في بلاط الملك، فبدأت التحقيقات التي كشفت عن تورط عشيقة الملك المفضلة، ماركيزة مونتيسبان التي كانت زبونة مفضلة لدى كاثرين مونفوازون، الموردة الباريسية لمساحيق وعقاقير تهدف إلى استمالة مشاعر الملك الذي أصيب بالرعب بسبب الأقاويل التي تتحدث عن ممارسة طقوس جنسية شاذة تشمل استخدام رضع أموات.

أحرقت مونفوازون بسبب الفضيحة، ولقي مئات آخرون من المتورطين حتفهم نتيجة التعذيب أو انتحروا أثناء التحقيق، وأعدم 36 شخصاً.

كانت ماركيزة مونتيسبان التي يزعم أنها سمحت لكاهن شيطاني بتلاوة قداس من السحر الأسود على جسدها العاري في طقوس حب لجعل الملك لويس يرتبط بها إلى الأبد، والدة عديد من الأطفال غير الشرعيين للملك ومقربة جداً منه، فلم يقبض عليها وتحاكم على جرائمها المزعومة، لكنها بدلاً من ذلك انتقلت من دون إثارة لغط إلى أحد الأديرة، وأمضت بقية حياتها في التأمل والتكفير عن الذنوب.

7 - ماري أنطوانيت واللباس الداخلي

كانت الملكة الصغيرة جميلة وذكية ومتهورة، وقد ملت الشكليات الرسمية لحياة البلاط، لذا اتجهت إلى الترويح عن نفسها بالملذات، مثل الحفلات الفاخرة والتمثيليات المسرحية وسباقات الخيول والمقامرة. كانت ماري تفتقر إلى التعليم الجيد، ولم تكن تعط الأمور الجادة إلا قليلاً من الاهتمام، ولم تتردد في عزل وزراء فرنسا الذين هددت جهودهم لخفض النفقات الملكية ملذاتها.

أصبحت ماري أنطوانيت مكروهة جداً، وقد تم تأنيبها على فساد البلاط الفرنسي، إذ إنها كانت تسرف في صرف الأموال، ولم تكترث للأزمة المالية بفرنسا. وقد رويت القصص الكاذبة والسيئة عنها، إلى حد إثارة إشاعات عن كونها جاسوسة لحساب النمسا.

فضيحة الملكة الفرنسية الأكثر شهرة هي قضية عقد ألماس، وهي عملية احتيال شنيعة ارتكبها لصوص الجواهر باستخدام اسمها، وأوصلتها إلى المقصلة، لكن حادثة أخرى سبقتها ربما أضرت بالهيبة الملكية أكثر.

في عام 1783، قامت الفنانة إليزابيث فيجيه لوبران برسم ماري أنطوانيت وهي ترتدي لباساً بيتياً رقيقاً بدلاً من فستان رسمي. كان اللباس الذي اختارته الملكة عبارة عن ثوب خفيف مصنوع من الشاش القطني، له ياقة دائرية واسعة، ترتديه في معتكفها الخاص في أراضي قصر فرساي بدلاً من الفساتين الرسمية المقيدة وغير المريحة.

لسوء الحظ، فإن هذا الثوب كان يشبه القميص الداخلي الذي كان يرتدى كبطانة تحت الملابس باهظة الثمن لحمايتها من رائحة الجسم والعرق. ربما كان لباساً رائعاً وعملياً ومريحاً، لكن اختياره للظهور في بورتريه جعل ملكة فرنسا تبدو وكأنها رسمت بملابسها الداخلية. عندما عرضت اللوحة على الملأ، كان الأمر صادماً للغاية بالنسبة إلى الفرنسيين، كما لو أنها صورت مرتدية مشداً داخلياً. لم يقتصر الأمر على تجريد الملكة من الجواهر الملكية فحسب، بل تعرضت لانتقادات شديدة لعدم تعزيزها سوق السلع الفاخرة الفرنسية بارتداء الحرير والأقمشة المزركشة المحلية باهظة الثمن.

كان ينظر إلى القطن، الذي يزرعه البريطانيون في الهند وجزر الهند الغربية والمرتبط بتجارة العبيد، على أنه نسيج إنجليزي، مما يجعله خياراً غير وطني للغاية بالنسبة لملكة فرنسية. كانت الضجة فورية وتصم الآذان، وأزيلت اللوحة بسرعة، لكن الضرر الذي وقع لم يكن قابلاً للترميم. وأصبحت ماري أنطوانيت فريسة للهجمات الشرسة بأشكالها جميعاً لأنها سمحت لنفسها بالظهور كإنسانة، وبهيئة أقل ملكية. خلال عقد من الزمن، كانت تلقى حتفها على المقصلة وهي ترتدي ثوباً منزلياً قطنياً أبيض آخر. وللمفارقة، أصبح هذا اللباس القطني البسيط المفضل لدى الثوار لأنه يرمز إلى رفض تجاوزات النبلاء وتكريس مبادئ البساطة والأصالة.

8 - الأميرة صوفيا دوروثيا والكونت المفقود

كانت صوفيا دوروثيا، ابنة دوق دولة براونشفايغ لونيبورغ التاريخية، فتاة جميلة وجذابة، مخطوبة لابن عمها الأول، جورج، وهو رجل مثير للاشمئزاز لدرجة أن رعاياه كانوا يصفونه بـ"خطم الخنزير"، لكن جورج هذا كان وريثاً محتملاً لعرشين، فوافق الدوق على المصاهرة، وراهن على فوز ابنته بتاج ملكي. لسوء الحظ، لم تدرك صوفيا دوروثيا الهدف من هذا الزواج المرتب، وقيل إنه أغمي عليها فور علمها بالخطوبة في عام 1682.

تدهور ارتباطها منذ تلك اللحظة، وكانت الشجارات والمشادات العنيفة مشاهد مألوفة في زواجها انتهى آخرها بمحاولة جورج خنق صوفيا دورثيا التي لم تنجُ لولا تدخل الخدم لإنقاذ حياتها. لا عجب إذا أنه عندما وصل الكونت الوسيم واللطيف، فون كونيغسمارك، من السويد، لم تتمكن المرأة السئمة والمتوترة من مقاومته.

عند بداية وصوله إلى القصر، حاول الكونت التقرب لفترة وجيزة من عشيقة الملك جورج، الكونتيسة بلاتن، لكنه سرعان ما فقد القدرة على الإشاحة بنظره عن الأميرة، ثم بدأ معها علاقة غرامية كانت حمقاء بقدر ما كانت شغوفة. تآمر العاشقان على الهرب من القصر وخلق حياة جديدة لهما بعيداً من قبضة زوجها الكريه وانتقامه.

وكي يزداد يأس صوفيا دورثيا في الليلة التي كان من المفترض أن يغادر كونيغسمارك بها، فشل في تحقيق مهمته، واحتفى تماماً من القصر. ردد ساكنو البلاط أن الكونتيسة بلاتن انتقمت بالهجوم على الكونت قبل أن يتمكن من الهرب مع الأميرة، لكن لم يوجه أي اتهام لها ولم يقدم أي دليل على الإطلاق، والأهم من ذلك لم يظهر أي أثر للكونت، أو لجثته. لم يرَ أحد كونيغسمارك مرة أخرى، وطلق جورج الغاضب من الفضيحة صوفيا دوروثيا وفصلها عن أطفالها، وسجنها في قلعة صغيرة. وأصبح فيما بعد جورج الأول ملك إنجلترا، ونسي زوجته الخائنة المحتقرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

9 - شارلوت أميرة بروسيا وكتيب العربدة

كان القيصر فيلهلم الثاني، قيصر الرايخ الألماني الثاني وملك بروسيا، إشكالياً منذ ولادته. تسبب حفيد الملكة فيكتوريا الأكبر العنيد والوقح وصاحب المزاج المتفجر هذا في نهاية المطاف في إغراق أوروبا في الحرب العالمية الأولى لمجرد أنه كان يحب ممارسة الألعاب العسكرية. كانت له أخت صغرى ليست أفضل منه بكثير. كانت شارلوت غالباً مشاكسة، وعنيدة وخبيثة، وتطلب منها جدتها في رسائلها أن تحسن التصرف، لكن من دون جدوى في كثير من الأحيان، وهذا ما يجعل هناك سبباً وجيهاً للاعتقاد أنها ربما كانت مركز فضيحة شائنة وقعت في البلاط الإمبراطوري المترف والمتكبر والمستسلم للفجور المفرط.

في العقد الأخير من القرن الـ19 عاش رجال الحاشية في رعب لمدة أربع سنوات بسبب رسائل اتهامية توضح بالتفصيل أفعالهم السيئة، كان بعضها مرفقاً برسومات إباحية. خِيضَت المبارزات، وفقدت الأرواح، وشوهت السمعة نتيجة الرسائل التي سربت كل التفاصيل المثيرة من تبادل الشركاء الجنسيين إلى العربدة الكاملة.

ألقي القبض على أحد المسؤولين في البلاط لإرساله الرسائل، لكن أفرج عنه عندما قررت السلطات أن الرسائل كانت من صياغة امرأة. توجه الشك فوراً إلى الأميرة شارلوت، ويعتقد البعض أنها كتبت الملاحظات، بينما قال آخرون إنها كانت مذكراتها التي سرقت ووقعت في أيدٍ حاقدة، حتى إن البعض أشار إلى إقامة شارلوت ليلة من الفجور بهدف جمع مواد عن قصد لاستخدامها في الابتزاز. مهما كان التفسير، ظلت قضية الرسائل الفاضحة وصمة عار لطخت سمعتها، ولم تتوقف الثرثرة حولها حتى وفاتها بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى بوقت قصير.

10 - ماري ملكة اسكتلندا وموت زوجها الغامض

كانت ماري التي حكمت اسكتلندا بين عامي 1542 و1567، على عداوة مع ابنة عمها الملكة إليزابيث الأولى، لكنها تعد تاريخياً الطرف التعيس في ذاك الصراع. على كل حال، فإن احتمال قيامها بقتل زوجها يظل فضيحة ثابتة.

تزوجت ماري بابن عمها لورد دارنلي بعد وفاة زوجها الأول بسبب التهاب في الأذن. وبمجرد زواجه منها، بدأ درانلي في محاولة تقويضها، ويعتقد أنه دبر مؤامرة لقتل ديفيد ريزيو، وهو صديق مقرب للملكة، أمام عينيها بينما كانت حبلى.

بعد فترة وجيزة، قتل دارنلي الذي لا يتفق المؤرخون تماماً على كيفية وفاته. ويقول البعض إنه مات في انفجار، والبعض الآخر يقول إنه مات مخنوقاً، لكنهم يؤكدون جميعاً أن الشعب الاسكتلندي كان يشك في ماري، بخاصة أنها تزوجت سريعاً من المشتبه فيه الرئيس في مقتله، إيرل بوثويل.

أجبر الاستياء والشكوك المتزايدان ماري على التنازل عن العرش والفرار إلى إنجلترا، حيث أعدمت في النهاية بتهمة التآمر لقتل الملكة إليزابيث.

على مر التاريخ، تعاملت العائلات المالكة في جميع أنحاء العالم، وما زالت حتى يومنا هذا، مع فضائحها وخلافاتها وقصصها المليئة بالدراما، لكن ينبغي أن تدرك هذه الشخصيات الملكية المتمتعة بالحظوة والامتياز والسلطة الثمن الباهظ لأخطائها، فإذا كانت غلطة الشاطر بألف، فما حجم غلطة الملكي؟

المزيد من تحقيقات ومطولات