Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانية تنبه إلى اختطاف رقمي طاول أطفالها عبر "إنستغرام"

انتحل محتال حياة أسرتها فتوقفت عن التدوين الإلكتروني

ميرديث ستيل وزوجها مارك ستيل مع طفليهما (سوينس/ اندبندنت)

قررت إحدى الأمهات البريطانيات التوقف عن نشر صور أطفالها على الإنترنت بعد أن تعرضت عائلتها لـ"اختطاف رقمي" من قبل محتال انتحل شخصيتها.

إذ تعودت ميريديث ستيل، 35 سنة، نشر صور في مدونتها الخاصة على منصة "إنستغرام" عن حياتها مع زوجها مارك ستيل وابنتها وابنها البالغين من العمر 11 وتسع سنوات على التوالي.

وتمارس ستيل مهنة صنع المحتوى، وتتحدر من مدينة "بورتلاند" بولاية مين، واعتادت نشر صور عن الحياة اليومية لعائلتها جذبت آلاف المتابعين بسرعة.

في المقابل، صعقت السيدة ستيل حين اكتشفت أن حساباً مزيفاً تتابعه آلاف العائلات الأخرى كان استنسخ صورها ويستخدمها على حساب مشترك مع آلاف العائلات الأخرى.

كذلك صدمتها رؤية أن صوراً التقطتها ووثقت فيها لحظات عائلية مميزة، وشاركتها على حسابها الخاص، قد أعيد نشرها بأسماء وتعليقات مختلفة من قبل شخص غريب.

وقد استخدمت تلك الصفحة الزائفة الأخرى كل الصور التي نشرتها الأم، وتظهر فيها نزهات عائلية مزيفة ويوميات الاستعداد للذهاب إلى المدرسة أمام آلاف المتابعين.

أبلغت ميريديث على الفور عن الحساب المزيف إدارة "إنستغرام" التي فشلت في إزالته، بحسب رأيها، بالتالي فقد عمدت ميريديث إلى منع الصفحة المنتحلة عن الدخول إلى حسابها على "إنستغرام"، فلم يعد الوصول إلى محتواها ممكناً، ثم حذفت كل ما يتعلق بطفليها من وسائل التواصل الاجتماعي.

واستطراداً، ترى السيدة أن ما حدث جعلها تفكر في "ثقافة الأمهات المدونات"، ومسألة الإفراط في المشاركة عبر الإنترنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا تزال تلك الأم تمتلك حسابات نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي ولديها 918.2 ألف متابع على منصة "تيك توك"، لكنها ترفض نشر مواد عن طفليها أو السماح لهما باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

بحسب ميريديث، "كانت تجربة مروعة للغاية. منح طفلاي اسمين جديدين وهويتين جديدتين. أغضبني ذلك وأخافني كثيراً، فأزلت كل شيء. شعرت بأنني أم سيئة".

وتابعت، "وضعوا تعليقات خاصة بهم وصنعوا حياة تخصهم كأنهم يلعبون بدمى باربي، لكن الدمى كانت طفليَّ".

لم تكن ميريديث تعلم بالحساب المزيف الذي يتابعه آلاف الأشخاص إلى أن اكتشفته إحدى الصديقات.

في يونيو (حزيران) عام 2021، خرجت الأم لتناول العشاء احتفالاً بانتقال ابنها إلى المرحلة الابتدائية، ونشرت صورة للعائلة مرفقة باسم وموقع المطعم الذي كانت تربطها علاقة ودية بموظفيه بسبب عملها هناك قبل سنوات. كانت إحدى النادلات تتصفح الصور المرفقة باسم المطعم فرأت صورة ميريديث نفسها منشورة مرتين.

بعد دقائق من نشر ميريديث الحقيقية الصورة، عمد الحساب المزيف إلى نسخها ونشرها مع تعليق خاص عن الخروج لتناول العشاء وأرفقها بالموقع نفسه. أرت النادلة الصورة لميريديث التي اكتشفت حساباً كاملاً يحتوي على أكثر من 30 صورة لعائلتها.

في السياق نفسه، تعتقد ميريديث أنها وقعت ضحية "الاختطاف الرقمي"، وهي ظاهرة يسرق فيها أشخاص المحتوى الخاص بغيرهم على الإنترنت ويستخدمونه لإنشاء صفحات لهم.

وبحسب كلماتها، "يستثمر هؤلاء الأشخاص عائلتي عاطفياً. إن إزالة الحسابات المزيفة صعبة في كثير من هذه التطبيقات. أنا لا أعرف من صاحب الحساب المزيف. لقد كان انتهاكاً حقيقياً. لطالما شاركت صور نزهات المشي ووجبات العشاء العائلية، لم تكن شيئاً شعرت أنه عدواني. أريد حماية الآخرين من ذلك الشعور. لا يستطيع الأطفال الصغار الموافقة على أن يكونوا مباحين على هذا المستوى".

وتوضيحاً، يتضمن الاختطاف الرقمي، سرقة المشتبه فيهم هويات ضحاياهم بغية عيش حياة مزيفة عبر الإنترنت، في مفهوم يعرف باسم "انتحال الأدوار".

وأضافت تلك الأم نفسها، "بعد هذه التجربة، تغير رأيي حيال مشاركة شؤوني عبر الإنترنت. ثمة ثقافة لدى الأمهات المدونات تجعل من الطبيعي الإفراط في مشاركة التفاصيل الشخصية الحميمية لأطفالك وهم ليسوا كباراً بما يكفي ليوافقوا على ذلك أو يرفضوه. ليس طفلاي ولا حياتهما محتوى للنشر، ولا يسمح لهما الآن باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

بالتالي، اختارت ميريديث أنه من الآن فصاعداً نشر صور تظهر طفليها من الخلف على الإنترنت، مع عدم مشاركة موقعها المباشر على الإطلاق، والاكتفاء بوضع تفاصيل المكان بعد مغادرته ببعض ساعات في الأقل.

وكذلك لم تعد تسمح للمدرسة والمخيمات الصيفية وأي أنشطة لا صفية بالتقاط صور لطفليها.

وكخلاصة، أفادت ميريديث بأن "مشاعري تتأذى يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي على رغم أنني راشدة. إن الناس فظيعون على الإنترنت. لن يظهر وجها طفلي على حساباتي على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الآن. وقد ساعدني هذا في رسم حدود أكثر صحة".

© The Independent

المزيد من علوم