Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"وكالة الطاقة الدولية": الأزمة العالمية "تشحن" الطاقة المتجددة بقوة

الفواتير الضخمة الناتجة من الاعتماد على النفط والغاز تشكل حافزاً استثنائياً للتوجه نحو اعتماد الطاقة النظيفة

تُسجل طفرة في مشاريع الطاقة المتجددة في الصين والولايات المتحدة والهند... (رويترز)

خلص تحليل جديد إلى أنه مع تنامي أزمة الطاقة العالمية، تسعى دول عدة في مختلف أنحاء العالم نحو تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، من خلال إنتاج مقدار من الطاقة المتجددة خلال السنوات الخمس المقبلة، على نحو يعادل ما جرى تطويره في هذا المجال على مدى الأعوام الـ20 الأخيرة.

وأوضحت "وكالة الطاقة الدولية" International Energy Agency (IEA) أن هذا يعني أن إجمالي نمو الطاقة المتجددة سيتضاعف تقريباً بحلول السنة 2027، وأن مصادر الطاقة المتجددة ستتفوق على الفحم باعتباره المصدر الأول للطاقة في العالم.

ورأت المنظمة التي تعمل بالتعاون مع دول العالم على صياغة سياساتها للطاقة، أن هذا التحول يمكن أن يحافظ عملياً على هدف "اتفاق باريس" لعام 2015، المتمثل في إبقاء الاحتباس الحراري ضمن عتبة 1.5 درجة مئوية فقط قائماً في درجات الحرارة العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"تقرير السنة 2022 للطاقة المتجددة الصادر عن ’وكالة الطاقة الدولية‘" IEA’s Renewables 2022 ، أشار إلى أن المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة التي عززها غزو روسيا لأوكرانيا، حفزت الدول بشكل متزايد على تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري المستورد نتيجة الارتفاع الهائل في الأسعار، والعمل بدلاً من ذلك على التحول نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وبحسب التقرير، فإن من المتوقع أن تنمو الآن القدرة العالمية على إنتاج الطاقة المتجددة بنحو 2,400 غيغاوات خلال الفترة الممتدة ما بين السنة الجارية 2022 والسنة 2027، وهي كمية تساوي قدرة الطاقة الكاملة للصين في الوقت الراهن.

وأوضحت الوكالة أن هذه الزيادة "الكبيرة" هي أعلى بنسبة 30 في المئة من توقعات النمو قبل عام واحد فقط، ما يسلط الضوء على مدى سرعة إلقاء الحكومات بثقل سياسي إضافي على مصادر الطاقة المتجددة.

في المقابل، وجدت "وكالة الطاقة الدولية" أن مصادر الطاقة المتجددة هي في طريقها الآن لتشكل أكثر من 90 في المئة من مشاريع التوسع العالمي لإنتاج الكهرباء على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهذا المعدل يعني أن الطاقة الخضراء ستتجاوز طاقة الفحم لتصبح أكبر مصدر للكهرباء العالمية "بحلول أوائل السنة 2025".

فاتح بيرول المدير التنفيذي لـ"وكالة الطاقة الدولية" رأى أن حجم أزمة الطاقة أدى إلى وصول العالم بسرعة إلى نقطة تحول في ما يتعلق بوسائل إنتاج الطاقة المرغوب فيها.

وقال إن "الاعتماد على الطاقة المتجددة بدأ يتسع نطاقه بسرعة، لكن أزمة الطاقة العالمية دفعت به إلى مرحلة جديدة استثنائية من النمو، مع سعي الدول إلى الاستفادة من مزايا أمن الطاقة. ومن المنتظر أن تضيف دول العالم مقداراً كبيراً من الطاقة المتجددة في السنوات الخمس المقبلة، كما قامت به في الأعوام الـ20 الأخيرة. وهذا يشكل مثالاً واضحاً على أن أزمة الطاقة الراهنة يمكن أن تشكل نقطة تحول تاريخية نحو نظام طاقة عالمي يكون أكثر نظافة وأماناً في المستقبل".

وأضاف بيرول أن "الوتيرة المتسارعة المستمرة لمصادر الطاقة المتجددة، تعد أمراً بالغ الأهمية للمساعدة في إبقاء الباب مفتوحاً أما الحد من الاحتباس الحراري، وإبقائه ضمن معدل 1.5 درجة مئوية".

وفيما أدت الحرب في أوكرانيا والارتفاع الناتج من ذلك في أسعار الوقود الأحفوري، إلى سعي الحكومات والشركات والأسر إلى الابتعاد عن مصادر الطاقة الملوثة والمتقلبة اقتصادياً بشكل أسرع من أي وقت مضى، يتوقع تقرير "وكالة الطاقة الدولية" أنه يمكن "تسريع وتيرة" استخدام الطاقة النظيفة، إذا ما وضعت حكومات الدول سياسات داعمة لها.

في أوروبا، من المتوقع أن تكون كمية الطاقة المتجددة المضافة في الفترة ما بين السنة الجارية والسنة 2027، أعلى بمرتين مما كانت عليه في فترة الأعوام الخمسة السابقة.

لكن "وكالة الطاقة الدولية" رأت أنه يمكن تحقيق انتشار أسرع لمصادر الطاقة المتجددة، إذا تحرك الاتحاد الأوروبي نحو تبسيط وتقليل وقت التصاريح، وتحسين محتوى وتصميم المناقصات ووضع رؤية أفضل للجداول ذات الصلة، مؤكدة أيضاً ضرورة تحسين خطط الحوافز لدعم الطاقة الشمسية على الأسطح.

أما في المملكة المتحدة، فيتعرض رئيس الوزراء ريشي سوناك لضغوط متزايدة من جانب حزبه لإجراء انعطافة تتيح لمشاريع الرياح البرية بأن تمضي قدماً، لكن الحظر الفعال على نصب ألواح الطاقة الشمسية في معظم مناطق الأراضي الزراعية لا يزال سارياً.

ويورد تقرير "وكالة الطاقة الدولية" أنه خارج القارة الأوروبية، تُسجل طفرة في مشاريع الطاقة المتجددة في الصين والولايات المتحدة والهند المقرر طرحها في السنوات الخمس المقبلة. "وتنفذ تلك الدول سياسات في هذا الإطار، وتطرح إصلاحات تنظيمية وسوقية بسرعة أكبر مما كان مخططاً له في السابق، بهدف التصدي لأزمة الطاقة".

ومن المتوقع أن تشكل الصين نحو نصف إضافات الطاقة المتجددة العالمية الجديدة في الفترة ما بين السنة 2022 و2027.

في غضون ذلك، منح "قانون خفض التضخم" الذي وضعته أخيراً الحكومة الأميركية، تخفيفاً في الضرائب على الصناعات المستدامة، في إطار دعم جديد ورؤية طويلة المدى لتوسيع مصادر الطاقة المتجددة.

وتُعد الطاقة الشمسية الكهروضوئية والرياح البرية، من أرخص الخيارات لتوليد الكهرباء الجديدة في غالبية الدول في مختلف أنحاء العالم.

وبحسب التقرير، فمن المتوقع أن تتضاعف القدرة على إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم ثلاث مرات تقريباً خلال الفترة ما بين السنة 2022 والسنة 2027، بحيث يكون هذا التوسع كافياً لتجاوز الفحم وجعل الطاقة الشمسية الكهروضوئية أكبر مصدر للطاقة في العالم.

وتوقع التقرير تسارعاً إضافياً في وتيرة تركيب ألواح شمسية على أسطح المنازل السكنية والتجارية، التي يقول معدوه إنها ستساعد المستهلكين في تخفيض فواتيرهم من الطاقة.

إضافة إلى زيادة إنتاج الطاقة الشمسية، ستتضاعف قدرة الرياح العالمية خلال فترة التوقعات، بحيث تمثل المشاريع البحرية خُمس نمو الطاقة المستدامة. وستشكل طاقة الرياح والطاقة الشمسية معاً أكثر من 90 في المئة من قدرة الطاقة المتجددة التي تتم إضافتها على مدى السنوات الخمس المقبلة.

© The Independent

المزيد من تقارير