قال المستشار الألماني أولاف شولتز في مقابلة نشرت، الخميس الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، إن خطر استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة النووية في إطار حربه في أوكرانيا تضاءل استجابة للضغط الدولي، وأضاف شولتز في مقابلة مع مجموعة "فونكه" الإعلامية بمناسبة مرور العام الأول منذ توليه منصبه، إن الحرب ماضية "بوحشية ثابتة" لكن شيئاً واحداً تغير في الوقت الحالي هو أن روسيا "توقفت عن التهديد باستخدام الأسلحة النووية، في رد فعل على وضع المجتمع الدولي خطاً أحمر"، وتابع المستشار الألماني أنه على رغم الانقسامات البالغة، كان من المهم أن يستمر الحوار مع الكرملين.
الحرب النووية
وعادت المخاوف من الحرب النووية إلى السطح مجدداً، بعدما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن خطر اندلاعها يتصاعد، لكنه أكد أن بلاده لم "يصبها الجنون"، وأنها تعتبر ترسانتها النووية رادعاً دفاعياً ليس إلا.
بوتين ذكر خلال اجتماع مع المجلس الروسي للمجتمع المدني وحقوق الإنسان، القريب من الكرملين نقل التلفزيون وقائعه، أن روسيا ستدافع عن أراضيها وحلفائها "بكل الوسائل المتاحة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة، وليست روسيا، هي التي نشرت ما يسمى الأسلحة النووية "التكتيكية" في دول أخرى.
وأوضح "لم نصب بالجنون، فنحن ندرك ما الأسلحة النووية، لدينا هذه الوسائل على نحو أحدث وأكثر تقدماً من أية دولة نووية أخرى، هذه حقيقة واضحة، لكننا لسنا على وشك الركض في أنحاء العالم ملوحين بهذا السلاح مثل شفرة حلاقة".
عدم المبادرة
وأعلن الرئيس الروسي أن بلاده لن تبادر إلى استخدام السلاح النووي إلا "رداً" على ضربة عدوة محتملة تطاول أراضيها.
وقال بوتين "نعتبر أسلحة الدمار الشامل، السلاح النووي، بمثابة وسيلة دفاع (اللجوء إليها) يستند إلى ما نسميه ’الرد انتقاماً‘، إذا تعرضنا لضربة نضرب رداً على ذلك".
القتال لفترة طويلة
وقال الرئيس الروسي، إن جيشه قد يقاتل في أوكرانيا لفترة طويلة، لكنه لا يرى داعياً إلى حشد جنود إضافيين في هذه المرحلة، وأضاف أنه "في ما يتعلق بمدة العملية العسكرية الخاصة، بالطبع قد تكون عملية طويلة"، مستخدماً مصطلحه المفضل للإشارة إلى الاجتياح الروسي الذي دخل شهره العاشر، وأوضح بوتين "سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة لنا"، مؤكداً أن الغرب ينظر إلى روسيا على أنها "دولة من الدرجة الثانية ليس لديها الحق في الوجود على الإطلاق".
وقال إنه لا يوجد سبب للقيام بجولة ثانية من التعبئة في هذه المرحلة، بعد استدعاء 300 ألف جندي من قوة الاحتياط في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لافتاً إلى أنه "في ظل هذه الظروف، لا معنى للحديث عن أية تعبئة إضافية".
نتائج مهمة
وأشاد الرئيس الروسي بـ"النتائج المهمة" التي تحققت من خلال العملية الروسية، في إشارة إلى إعلانه ضم أربع مناطق أوكرانية، وفي رده على أحد المتحدثين، قال بوتين إن "ظهور أراض جديدة" يعد "نتيجة مهمة بالنسبة إلى روسيا"، وأوضح "أصبح بحر آزوف بحراً داخلياً، وهذا أمر جدي"، في إشارة إلى البحر المتاخم لروسيا ولجنوب شرقي أوكرانيا الذي باتت تسيطر عليه موسكو بالكامل، كما أشار بوتين إلى المناطق الأوكرانية الأربع، التي ضمها في نهاية سبتمبر، على رغم سيطرة روسيا عليها جزئياً فقط والمعارك المستعرة هناك مع قوات كييف.
انسحاب روسي
وهذا الشهر، اضطر الجيش الروسي إلى الانسحاب من خيرسون، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
ولطالما نفى الكرملين أن هجومه على أوكرانيا كان يهدف إلى احتلال مناطق جديدة، مؤكداً أنه يريد الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية وإنهاء التحالف بين كييف والغرب.
وتطرق بوتين إلى تعبئة 300 ألف من جنود الاحتياط المدنيين، مشيراً إلى أن روسيا نشرت نصفهم فقط في أوكرانيا.
وأوضح "من بين 300 ألف من مقاتلينا الذين تمت تعبئتهم ورجالنا والمدافعين عن الوطن، يوجد 150 ألفاً في منطقة العمليات"، مضيفاً أن 77 ألفاً منتشرون بشكل مباشر في مناطق القتال، وما زال الآخرون في طور التدريب في روسيا.
وبعد سلسلة من النكسات تراجع الكرملين عن وعوده الأولية وأصدر مرسوماً في 21 سبتمبر يقضي بتعبئة هؤلاء الجنود الاحتياط لإرسالهم إلى الجبهة.
وتعهد بوتين مجدداً أنه لن تكون هناك موجة ثانية من التعبئة.
مقتل 10 في قصف روسي شرق البلاد
في هذا الوقت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن قصفاً روسياً أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة عدد كبير في بلدة كوراخوف، شرق أوكرانيا، الأربعاء، ووصف زيلينسكي الهجوم على البلدة بأنه "عنيف جداً ومتعمد دون شك"، وقال في خطابه الليلي المصور "كان هؤلاء أناساً مسالمين، أناساً عاديين في السوق، قائمة القتلى تضم حالياً 10 وعديداً من الجرحى". ولفت زيلينسكي إلى أن أربعة من رجال الشرطة قتلوا في انفجار لغم روسي بينما كانوا يشاركون في جهود لتحقيق الاستقرار في شبكة الطاقة بمنطقة خيرسون الجنوبية، وأصيب أربعة آخرون من رجال الشرطة.
معدات وقوات عسكرية
في الأثناء، تعتزم بيلاروس نقل معدات وقوات عسكرية، الأربعاء الخميس، في إطار تدريبات لمكافحة الإرهاب وسط مخاوف من أن تشن روسيا هجوماً جديداً على أوكرانيا انطلاقاً من أراضي حليفتها، ونقلت وكالة أنباء "بيلتا" الرسمية عن مجلس الأمن في بيلاروس قوله "خلال هذه الفترة، من المقرر نقل معدات عسكرية وأفراد من قوات الأمن الوطني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "سيتم تقييد حركة المواطنين (النقل) على طول بعض الطرق العامة والمناطق وسيجري التخطيط لاستخدام أسلحة مقلدة لأغراض التدريب".
ولم تتوافر معلومات عن أي أجزاء من البلاد يمكن أن تتأثر.
وقالت بيلاروس، إنها لن تدخل الحرب في أوكرانيا المجاورة، لكن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أمر قواته في الماضي بالانتشار مع القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، مشيراً إلى تهديدات لبيلاروس من كييف والغرب.
وتتحدث أوكرانيا منذ أشهر عن خشيتها من أن تكون بيلاروس وروسيا تخططان لتوغل جديد عبر حدودها الشمالية.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان نشر على "فيسبوك"، الأربعاء، إن "وحدات العدو تدرب في ساحات التدريب في جمهورية بيلاروس" وإن الهجمات الروسية مستمرة من أراضي بيلاروس.
وفي الأسبوع الماضي أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو محادثات مع نظيره في بيلاروس فيكتور خرينين لمناقشة التعاون العسكري.
باتريوت في بولندا
وكانت بولندا أعلنت قبولها العرض الذي طرحته ألمانيا قبل أسبوعين بنصب بطاريات صواريخ "باتريوت"، وذلك بعد أن كانت حكومة وارسو قد رفضت هذا العرض واقترحت على نظيرتها في برلين إرسال هذه المنظومة الدفاعية إلى أوكرانيا.
وكتب وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك على "تويتر" أنه تحادث مع نظيرته الألمانية كريستين لامبرخت و"قبلتُ بخيبة أمل قرارها رفض دعم أوكرانيا".
وأضاف "كان من شأن نصب صواريخ "باتريوت" في غرب أوكرانيا أن يعزز أمن البولنديين والأوكرانيين في آن معاً، من هنا، فإننا نتخذ قرارات عملية في شأن مكان نصب البطاريات في بولندا وربطها بمنظومة القيادة لدينا".
وكانت ألمانيا عرضت في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) على بولندا تزويدها بصواريخ "باتريوت" لنصب هذه البطاريات الأميركية الصنع في مناطقها الشرقية الحدودية مع أوكرانيا.
وأتى العرض الألماني بعد مقتل شخصين في قرية بولندية بالقرب من الحدود الأوكرانية من جراء صاروخ قالت وارسو وحلف شمال الأطلسي، إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أطلقته للتصدي لقصف جوي روسي.
وفي بادئ الأمر تلقى وزير الدفاع البولندي العرض الألماني بإيجاب قبل أن يبدل رأيه ويقترح على برلين تزويد أوكرانيا بهذه المنظومة الدفاعية.
وردت ألمانيا على مقترح الوزير البولندي بالقول، إن هذه المسألة يجب أن تبحث في إطار حلف شمال الأطلسي، لكن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قال، إن القرار يعود إلى برلين.
وأرسلت دول الحلف حتى الآن أسلحة بمليارات الدولارات إلى أوكرانيا لمساعدتها على التصدي للهجوم الروسي، ومن بين هذه الأسلحة منظومات دفاع جوي حديثة.
وتجنبت الولايات المتحدة ودول أخرى في الحلف حتى الآن تزويد أوكرانيا ببطاريات "باتريوت" التي تعد أداة أساسية للدفاعات الجوية للحلف في جناحه الشرقي.
وسبق لواشنطن أن نشرت صواريخ "باتريوت" في بولندا، بينما نشرتها برلين في سلوفاكيا.
واشنطن لا تشجع كييف
وأكدت الولايات المتحدة أنها "لا تشجع" أوكرانيا على تنفيذ ضربات في روسيا بعد تعرض قواعد عسكرية روسية لهجمات يسود اعتقاد واسع النطاق أن كييف نفذتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريح للصحافيين "لم نشجع ولم نمكن الأوكرانيين من تنفيذ ضربات داخل روسيا"، وتابع "لكن المهم هو أن نفهم ما يعانيه الأوكرانيون يومياً من جراء الهجوم الروسي المستمر"، متهماً روسيا بـ"استخدام الشتاء سلاحاً" عبر شن هجمات على بنى تحتية مدنية، وأكد بلينكن أن الإدارة الأميركية "تحرص على أن يكون بين أيديهم التجهيزات التي يحتاجون إليها للدفاع عن أنفسهم وأرضهم وحريتهم"، في إشارة إلى الأوكرانيين.
ومتحدثاً إلى جانب بلينكن عقب محادثات مع نظيريهما الأستراليين، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن واشنطن لا تمنع أوكرانيا من تطوير صواريخ بعيدة المدى بقدراتها الذاتية، وتابع "نحن لا نعمل على منع أوكرانيا من تطوير قدراتها الذاتية".
ويعتقد خبراء أن أوكرانيا اخترقت المجال الجوي الروسي بواسطة مسيرات من الحقبة السوفياتية وليس بواسطة تجهيزات عسكرية بمليارات الدولارات قدمتها القوى الغربية لها لتمكينها من التصدي للهجوم الروسي الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).
وفي وقت سابق لم ينسب المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس في معرض رده على سؤال في شأن الهجمات بواسطة المسيرات، هذه الضربات إلى أوكرانيا التي لم تعلن مسؤوليتها عنها.
وأعلنت روسيا مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة طائرتين بأضرار في هجمات شُنت، الإثنين، على ثلاث قواعد في العمق الروسي، وقال برايس "نزود أوكرانيا بما تحتاج لاستخدامه على أراضيها ذات السيادة، على التراب الأوكراني، لمواجهة المعتدين الروس".
ولم يشأ برايس التعليق على تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أشار إلى أن الولايات المتحدة عدلت منظومات صواريخ "هيمارس" التي زودت بها أوكرانيا، التي يعتقد أنها قلبت الموازين في ساحة المعركة، بما يحول دون استهداف أراضي روسيا بها.
ويشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لا يؤيد تزويد أوكرانيا بقدرات صاروخية بعيدة المدى خوفاً من تصعيد قد يقحم الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا.
الكرملين ينتقد المساعدات الأميركية
وقال الكرملين، الأربعاء، إن مشروع قانون أميركي للإنفاق على المساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا وأقره مشرعون أميركيون، الثلاثاء، "تصادمي" تجاه روسيا.
وفي اتصال مع صحافيين أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن "الوثيقة التي جرى إقرارها ذات طبيعة تصادمية للغاية في ما يتعلق ببلدنا".
ويتيح قانون تفويض الدفاع الوطني المالي لعام 2023 الإنفاق الإضافي لمبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، بزيادة قدرها 500 مليون دولار على ما طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من العام الحالي.
كما يعلق مشروع القانون بعض القيود على صفقات الذخيرة لدعم أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يقر مجلسا الشيوخ والنواب المشروع هذا الشهر، قبل إرساله إلى البيت الأبيض ليوقع عليه بايدن ويصبح قانوناً.
محادثات السلام
وتبادلت الولايات المتحدة وروسيا، الثلاثاء، الاتهامات بعدم الاهتمام بمحادثات السلام الأوكرانية مع تصاعد الدعوات في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار والالتزام بالدبلوماسية لإنهاء الحرب التي بدأت قبل تسعة أشهر.
وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في شأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، إن موسكو لاحظت "اهتمام أغلبية كبيرة" من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية دبلوماسية.
وأضاف "نتعامل مع ذلك بجدية بالغة، ونؤكد رغبتنا في إجراء مفاوضات"، لكنه أردف أن الهدف سيكون "إزالة الأسباب الأصلية التي دفعتنا إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة".
وقالت موسكو في البداية، إن مهمتها تستهدف "نزع سلاح" أوكرانيا حتى لا تشكل تهديداً لروسيا و"تخليصها من النازية" بالتخلص من زعماء وصفتهم بأنهم قوميون. وتعتقد الدول الغربية أن الأهداف الأولية الحقيقية لروسيا كانت هزيمة الجيش الأوكراني والإطاحة بحكومتها الموالية للغرب.
وقال سيرغي كيسليتسيا، سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة "أوكرانيا بحاجة إلى السلام وتريده أكثر من أي بلد آخر، إن أراضينا هي التي هوجمت... من فضلكم ضعوا هذا في الاعتبار في كل مرة تحاول فيها موسكو إقناعنا بأن الضحية هو الذي يقاوم جهود السلام وليس المعتدي".
واتهم نيبينزيا الدول الغربية بعدم الاهتمام بتسوية دبلوماسية في أوكرانيا لأنها تعزز شحنات الأسلحة إلى كييف بدلاً من ذلك، وأضاف "ما تراه الآن هو حرب الغرب المستمرة ضد روسيا... هذا لا يترك لنا خياراً آخر سوى مواصلة أهداف عمليتنا العسكرية الخاصة".
لا اهتمام حقيقياً
وقصفت روسيا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الآونة الأخيرة، وقال مارتن غريفيث منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن، الثلاثاء، إن هذا أدى إلى حرمان الملايين من التدفئة والكهرباء والمياه مما فاقم الأزمة الإنسانية.
وقالت ليزا كارتي، نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن المؤلف من 15 عضواً إن "تصعيد الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين للهجمات على البنية التحتية لأوكرانيا دليل على أنه غير مهتم حقاً بالتفاوض أو الدبلوماسية الهادفة".
وأضافت "بدلاً من ذلك، يحاول كسر إرادة أوكرانيا للقتال من خلال قصف المدنيين ودفعهم إلى التجمد لإخضاعهم".
واجتمع مجلس الأمن الدولي عشرات المرات في شأن أوكرانيا منذ فبراير، لكنه لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء مهم لأن روسيا من الدول الخمس المتمتعة بحق النقض "فيتو" إلى جانب بريطانيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة.
وطلبت روسيا من مجلس الأمن الاجتماع مرة أخرى، الجمعة، لمناقشة أن أسلحة الصراع في أوكرانيا "تقع في أيدي عصابات وإرهابيين" في أماكن أخرى في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الحكومية الأوكرانية "نافتوغاز" أوليكسي تشيرنيشوف، الأربعاء، إن الهجمات الروسية الأخيرة على أوكرانيا دمرت 350 من منشآت الغاز الطبيعي في البلاد، على رغم أنه من المقرر استعادة الإنتاج إلى حد كبير بحلول نهاية العام.
وأضاف في تصريحات خلال فاعلية نظمها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، أن خسارة الطاقة الإنتاجية للغاز بلغت نحو 700 مليون دولار، وتابع "بدأنا موسم التدفئة، نتوقع أن يكون أصعب موسم على الإطلاق".
وقال "ندرك جميعاً أن الطاقة هي سلاح آخر... ونتعرض لهجوم خطر بالصواريخ الروسية على جزء من بنيتنا التحتية، وقد تضررت البنية التحتية لإنتاج الغاز".
وذكر تشيرنيشوف الذي تولى منصبه في أوائل نوفمبر أن إخراج الشركة من وضع التخلف عن السداد من أولوياته.
وبدأ تعثر "نافتوغاز" وتخلفها عن السداد في يوليو (تموز) لتصبح أول كيان حكومي أوكراني يتعرض لذلك منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على البلاد في 24 فبراير الماضي.
وأعلنت الشركة في منتصف نوفمبر أنها تكثف تعاونها مع دائنيها لحل الوضع بعد عزوف حاملي اثنين من سنداتها الرئيسة عن دعم خطة تأجيل السداد.
مقتل 16 شخصاً في حادثة
واصطدمت شاحنة عسكرية روسية وحافلة صغيرة مدنية في منطقة بشرق أوكرانيا خاضعة لسيطرة موسكو، مما أسفر عن مقتل 16 شخصاً في الأقل وإصابة أربعة آخرين، وفق ما أفادت السلطات المحلية، الأربعاء.
وأشار زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك (شرق) دينيس بوشلين إلى هذه الحصيلة في بيان، لافتاً إلى أن الحادثة وقعت على طريق بين مدينتي شاختارسك وتوريز.
وأضاف "هذه المأساة أودت بـ16 شخصاً بينهم بعض المدافعين عنا" من دون أن يحدد عدد العسكريين الذين قتلوا.
وأظهرت صور من مكان الحادثة نشرتها وسائل إعلام محلية المركبتين المتضررتين بشكل كبير، وهما حافلة صغيرة وشاحنة نقل جنود عسكرية عليها إشارة "V"، إحدى العلامات التي تدل على الجيش الروسي في أوكرانيا.
وفي سبتمبر أعلنت موسكو ضم منطقة دونيتسك الأوكرانية وإن لم تسيطر عليها بالكامل.
الهجوم على قواعد روسية سيكون له تأثير نفسي
وقال مسؤولون غربيون كبار إن الهجوم على قواعد جوية في العمق الروسي سيوجه ضربة نفسية قوية لموسكو بما يعني أن عليها التفكير ملياً في كيفية الحفاظ على سلامة قاذفاتها بعيدة المدى.
وتعرضت قاعدة إنجيلز الجوية القريبة من مدينة ساراتوف وعلى بعد 600 كيلومتر من أقرب أراض أوكرانية، وقاعدتان جويتان أخريان إلى هجمات بطائرات مسيرة في اليومين الماضيين على الأقل.
ولم تعلن أوكرانيا عن مسؤوليتها عن الهجمات لكنها احتفلت بها في حين ردت روسيا "بضربة مكثفة على منظومة المراقبة العسكرية الأوكرانية".
وقال المسؤولون الغربيون الكبار الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إن الضربات وصلت إلى أقصى عمق داخل روسيا منذ هجومها على أوكرانيا.
وتابع أحدهم "لو كانوا (الأوكرانيون).. فهذا يظهر أنهم يستطيعون العمل داخل روسيا كما يحلو لهم، وهذا سيقلق الروس بشدة... أعتقد أنها توجه ضربة نفسية".
وعبر المسؤولون عن ثقتهم في أن روسيا احتفظت بقاذفاتها الاستراتيجية بعيدة المدى في قاعدة إنجيلز، لكن عليها أن تفكر الآن في نقلها، وأضاف المسؤول "ربما يدفع (الهجوم) باتجاه نقل هذه القاذفات إلى مواقع متفرقة... إنها تجعل الروس بالطبع أقل ثقة".
الشراكة مع إيران
وتستخدم روسيا القاذفات منذ أكتوبر لتدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية، في هجمات يقول المسؤولون الغربيون، إنها تعكس زيادة اليأس عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويرى محللون عسكريون أن الهجمات بطائرات مسيرة على روسيا تأتي رداً على ضربها البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا.
وقال المسؤولون الغربيون أيضاً، إن المزاعم بأن أوكرانيا نجحت بنسبة 85 في المئة في إسقاط الصواريخ الروسية معقولة وإن مخزون الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستهدف بها موسكو البنية التحتية الأساسية للطاقة في أوكرانيا قد نفد على رغم التوقعات بإعادة تزويدها بهذه الطائرات.
وقال أحد المسؤولين الكبار "ما نراه بوضوح هو شراكة أوثق بين روسيا وإيران في شأن توريد أنظمة أسلحة متطورة، وهذا أمر يثير قلقنا ونراقبه عن كثب".
عملاق النفط الروسي يتضرر
وأعلنت مجموعة "روسنفت" الروسية العملاقة للنفط، الأربعاء، أن أرباحها في الأشهر التسعة الماضية تضررت بشدة من مصادرة برلين منشآت التكرير التابعة لها في ألمانيا.
وتحاول ألمانيا، أكبر مستهلك للوقود الروسي، وقف اعتمادها على روسيا التي أصبحت دولة منبوذة في ضوء العقوبات التي فرضها الغرب عليها منذ هجومها على أوكرانيا.
وقالت "روسنفت" في بيان "في الفصل الثالث من عام 2022، جاءت أكثر الانعكاسات السلبية على العائدات من جراء نقل أصول الشركة في ألمانيا (...) مما أدى إلى تسجيل خسائر إضافية بقيمة 56 مليار روبل (نحو 889 مليون دولار)".
وأوضح مدير المجموعة النفطية إيغور سيتشينين في بيان إنه بين يوليو وسبتمبر "استمرت روسنفت في التأثر سلباً بعوامل خارجية وبقيود غير قانونية"، بينها مصادرة أصول المجموعة في ألمانيا والعقوبات المختلفة التي تستهدف روسيا.
وكانت برلين وضعت يدها في سبتمبر على فروع "روسنفت" في ألمانيا التي تمثل نحو 12 في المئة من القدرات الوطنية لتكرير النفط في البلاد وجعلتها تحت "وصاية" الوكالة الوطنية المسؤولة عن إدارة شبكات الطاقة في خضم قضية الطاقة بين أوروبا وموسكو على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتعهدت برلين الاستغناء عن استيراد النفط الروسي بالكامل بحلول نهاية العام.
من جانبها انتقدت "روسنفت" لجوء برلين إلى "وسيلة غير مناسبة" لتحقيق أهدافها ورفعت شكوى ضد الحكومة الألمانية في منتصف أكتوبر .
وارتفع حجم المبيعات بنسبة 15.7 في المئة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى "102.3 مليار دولار"، بحسب "روسنفت".
وأكدت الشركة أنه في الفترة بين يناير (كانون الثاني) وسبتمبر "ازدادت شحنات النفط إلى آسيا بنحو الثلث وعوضت بالكامل انخفاض الإمدادات للمشترين الأوروبيين".
وأشارت إلى أن إنتاجها النفطي في الأشهر التسعة الأولى من العام "بلغ 4.97 مليون برميل يومياً، أي بزيادة قدرها 2.2 في المئة على أساس سنوي".
لكن يتعين على موسكو تجاوز عقبة جديدة تتمثل في قرار الدول الغربية، الإثنين، تحديد سقف لسعر النفط الروسي سعياً إلى حرمان موسكو من موارد لتمويل حربها في أوكرانيا.
وأكد الكرملين أنه لن يبيع النفط لمن سيلتزمون هذا السقف.