Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لتقييد موسكو.. اتفاق لتحديد سعر النفط الروسي عند 60 دولاراً

الاتفاق سيحد من قدرة روسيا على الاستمرار في الحرب من دون تقييد إمدادات الطاقة

حكومات الاتحاد الأوروبي اتفقت بصورة مبدئية على تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الروسي الذي تقره مجموعة السبع الكبار (أ ف ب)

اقتربت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبار من إبرام اتفاق لتحديد سقف لسعر النفط الروسي، في محاولة لتقييد التمويل الموجه إلى روسيا من دون الإضرار بتدفقات الطاقة الروسية.

وقال مسؤول كبير في مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية أمس الخميس، إن دول المجموعة "تقترب للغاية" من الاتفاق على حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل مع آلية تعديل لإبقاء السقف أقل من سعر السوق بنسبة خمسة في المئة.

وأبلغ المسؤول الصحافيين أنه ينبغي الانتهاء من الاتفاق قبل يوم الإثنين، وأعرب عن ثقته في أن الحد الأقصى للسعر سيحد من قدرة روسيا على خوض حربها ضد أوكرانيا.

وذكر المسؤول أن مسؤولي مجموعة السبع كانوا على اتصال وثيق بالأسواق بشأن سقف الأسعار، وبدا أنهم "مرتاحون للغاية" للآلية التي تهدف إلى الحد من عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على الإمدادات الكافية للسوق العالمية.

وتضم مجموعة السبع الكبار ممثلي الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى ممثل الاتحاد الأوروبي.      

وكشف دبلوماسيون ووثيقة اطلعت عليها "رويترز" عن أن حكومات الاتحاد الأوروبي اتفقت بصورة مبدئية على تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الروسي الذي تقره مجموعة السبع الكبار.

وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي إنه يتعين أن توافق جميع حكومات الاتحاد كتابة على هذا القرار في موعد أقصاه اليوم الجمعة، وحتى الآن لم تؤكد بولندا، التي سعت إلى خفض الحد الأقصى للسعر قدر المستطاع، أنها ستدعم الاتفاق، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أنهما سيحاسبان روسيا على أفعالها في أوكرانيا.

على صعيد آخر دعم تحليل سياسي أميركي خطوات تقويض قدرات روسيا التوسعية عن طريقة الطاقة، حيث يرى السياسي الأميركي دون ريتر، أن الطاقة هي سلاح روسيا الرئيس في حربها ضد أوكرانيا، والسبب في ذلك هو أن موارد الطاقة النفط والغاز والفحم هي التي تسدد التكاليف المالية التي ينبغي توفيرها بالنسبة إلى الأفراد والصواريخ والمدفعية والدبابات والذخيرة، والطائرات المسيرة التي تمطر الدمار على أوكرانيا.

ويقول ريتر إنه من المؤلم أن أوروبا هي التي تدفع هذه الأموال، وتمول حرباً طويلة ضدها هي نفسها.

ويضيف السياسي الأميركي دون ريتر الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأميركية أنه على رغم نجاح أوروبا في خفض وارداتها من الطاقة من روسيا، أسفرت الندرة العالمية، وركود الطاقة في الولايات المتحدة، وقيود الإنتاج التي فرضتها مجموع "أوبك بلس" عن ارتفاع كبير للغاية في الأسعار.

وفي حقيقة الأمر، ما زالت إيرادات روسيا من الطاقة من الدول الأوروبية مماثلة تقريباً لما كانت عليه قبل الحرب. فأوروبا تدفع نحو مليار دولار يومياً لنظام بوتين على رغم حصولها على قدر أقل من الطاقة في مقابل ما تدفعه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول ريتر، الذي كان عضواً في لجان الطاقة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا التابعة لمجلس النواب الأميركي طوال 14 عاماً إن هذه مفارقة لا يمكن أن تطاق في الوقت الحالي بالنسبة إلى أوروبا، وبالنسبة إلى الولايات المتحدة على المدى الأطول. ويتوقع أن تبلغ ادرات الطاقة الروسية في عام 2022 نحو 338 مليار دولار، وهو أعلى بكثير عما كان في عام 2021 قبل غزو أوكرانيا، فحرب روسيا في أوكرانيا، على الأقل مالياً، مربحة تماماً.

ولكن السيناتور السابق أكد أنه بوسع الولايات المتحدة توسيع نطاق إنتاجها بسهولة والبدء في أن تحل محل الطاقة الروسية ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند وإندونيسيا وغيرهما، ولكن زيادة الإنتاج تمنعها الأهمية المعلقة على مواجهة تغير المناخ في السياسة الأميركية.

ويوضح ريتر أن الهند وغيرها من الدول في "الجنوب العالمي" التزمت الحياد بالنسبة إلى حرب بوتين، ليس لأنها لا تتعاطف مع الشعب الأوكراني، لكن لأنها تعتمد على النفط والغاز الروسي لإدارة عجلة اقتصاداتها.

وإذا كانت أميركا ليست مستعدة لتلبية احتياجات هذه الدول، فلا بد أن تبحث عن مكان آخر، الذي يعني بالضرورة روسيا. والمهم هنا هو أن هناك حاجة ماسة إلى أن تعمل الولايات المتحدة على تجريد روسيا من سلاح الطاقة القوي بتوسيع نطاق إنتاجها بالتالي إعادة تسليح نفسها.

كانت الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا قد تعهدتا في قمة المناخ الأخيرة كوب 27، بتقديم تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب فيهما للدول الأكثر فقراً حتى لا تنتج الوقود الأحفوري، إضافة إلى تقديم تعويضات عن الأضرار السابقة التي يزعم أنها ناجمة عن الوقود الأحفوري، لكن ريتر يعارض هذا التوجه، ويرى أن سياسات إدارة بايدن أسفرت عن إنتاج الولايات المتحدة كمية نفط أقل بمليون برميل عما كانت عليه مستويات الإنتاج قبل الجائحة، وقبل بايدن.

وطالب ريتر الولايات المتحدة بتوسيع نطاق الإنتاج والبدء في أن توفر بديلاً للطاقة الروسية في جميع أنحاء العالم، حيث ستقوض سياسات بايدن الخاصة بالمناخ جهود الدفاع عن أوكرانيا في مواجهة روسيا.

المزيد من البترول والغاز