قتلت القوات الإسرائيلية، فجر الخميس الأول من ديسمبر (كانون الأول)، ناشطين فلسطينيين أحدهما قائد في حركة الجهاد الإسلامي خلال عملية عسكرية بمخيم جنين، معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة، وفق ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية ومصادر محلية والجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل محمد أيمن السعدي (26 سنة) ونعيم جمال الزبيدي (27 سنة) "برصاص الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم خلال عدوانه على مخيم جنين".
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، إن أحد القتيلين قيادي ميداني بها، ولم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي حتى الآن، وأشارت مصادر محلية إن السعدي كان قيادياً بالجناح العسكري للحركة في المخيم.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، مقتل "قياديين مهمين" اتهمهما بتنفيذ "عدد من عمليات إطلاق النار على القوات الإسرائيلية".
وذكر البيان أن السعدي "قيادي عملاني مهم في تنظيم الجهاد الإسلامي الإرهابي"، مشيراً إلى مصادرة ثلاث بنادق من طراز "أم 16".
إشادة إسرائيلية
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد بالعملية، معتبراً أنها "استكمال مباشر لسياستنا في مكافحة الإرهاب".
وأكد أن أحد القتيلين القيادي في الجهاد الإسلامي، والثاني قيادي في كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
فلسطينيون يحملون جثمان محمد أيمن السعدي خلال جنازته في مدينة جنين (أ ف ب)
ونفذ الجيش أيضاً عمليات اعتقال في كل من وادي برقين قرب جنين والخليل ونابلس ورام الله طالت تسعة فلسطينيين على الأقل، وفق ما أفاد البيان.
وشدد الجيش على مواصلة "قوات الأمن العمل بشكل فعال لإحباط أي محاولة للمسّ بسلامة المدنيين الإسرائيليين".
احتجاز جثمان
وكان نشطاء فلسطينيون في جنين احتجزوا، الأسبوع الماضي، جثة شاب إسرائيلي بمستشفى محلي بعد أن نقل إليه الإسرائيلي قبل وفاته إثر حادث مروري وقع قرب المدينة.
وأعيد جثمان تيران فيرو إلى ذويه بعد جهود بذلتها السلطة الفلسطينية ومفاوضات أتاحت تفادي مواجهة عنيفة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحافة الأجنبية، خلال مؤتمر صحافي، "من وجهة نظرنا، كانت هناك طريقتان لاستعادة الجثة، إما عبر السلطة الفلسطينية، وإما عبر عملية عسكرية في المدينة بالمخيم، من المرجح أنها ستكون عنيفة جداً جداً".
وسبق لفصائل فلسطينية أن خطفت إسرائيليين، أحياء أو أمواتاً، لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين واسترداد جثث ناشطين فلسطينيين سقطوا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وقتل فلسطيني، الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية دهم قرب جنين في الضفة الغربية.
وجاء ذلك غداة يوم دام أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بينهم مشتبه بتنفيذه هجوم دهس أصيبت خلاله جندية إسرائيلية.
وقتل ستة فلسطينيين في حوادث منفصلة هذا الأسبوع وسط عنف متصاعد بالضفة الغربية.
مداهمات شبه يومية
وتشن إسرائيل حملة عنيفة على المسلحين والمتظاهرين في أنحاء الضفة الغربية بمداهمات شبه يومية كثيراً ما تتحول إلى اشتباكات دموية، وذلك عقب سلسلة من الهجمات الفلسطينية القاتلة بإسرائيل في وقت سابق من العام.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن 210 فلسطينيين قتلوا هذا العام من بينهم أولئك الذين سقطوا خلال صراع لم يستمر طويلاً في قطاع غزة في أغسطس (آب).
وخلال الفترة نفسها قتل 23 مدنياً وثمانية من أفراد الأمن بهجمات فلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية وفقاً للأرقام الصادرة عن الجيش الإسرائيلي، التي تظهر أيضاً مقتل 136 فلسطينياً، لكن من دون احتساب القتلى في قطاع غزة.
اعتداءات دامية
وتصاعدت حدة العنف في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل منذ يونيو (حزيران) 1967، خلال الأشهر الأخيرة.
وفي أعقاب اعتداءات دامية شهدتها إسرائيل منذ مارس (آذار) الماضي، شن الجيش الإسرائيلي أكثر من ألفي عملية دهم وعملية أمنية في الضفة الغربية، لا سيما بمنطقتي جنين ونابلس (شمال) اللتين تعتبران معقلاً لفصائل فلسطينية مسلحة.
وقال موفد الأمم المتحدة للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني تور وينسلاند، الإثنين، "الصراع وصل مرة أخرى إلى نقطة الغليان".
مفاوضات تشكيل حكومة
وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليميني، وحلفائه المتدينين المتطرفين واليمين المتطرف، بعد فوز أحزابهم بغالبية مقاعد الكنيست (64 مقعداً من أصل 120)، متقدمين على المعسكر المنافس بقيادة الوسطي يائير لبيد.
ووقع حزب الليكود و"القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، الجمعة، اتفاق تحالف يمنح الأخير حقيبة الأمن الداخلي، ويطالب بن غفير بالسماح لعناصر القوى الأمنية باستخدام مزيد من القوة ضد الفلسطينيين.
