Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كازاخستان تطوي عاما أسود بانتخابات "تكريس السلطة"

اعتقال 7 معارضين ومراقبون: "توصياتنا حول الحريات والأهلية وتسجيل المرشحين لم تلق تجاوباً"

يدلي الناخبون في كازاخستان الأحد، 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، بأصواتهم في اقتراع رئاسي باكر من شأنه أن يسمح للرئيس المنتهية ولايته قاسم جومارت توكاييف بتعزيز سلطته بعد عام أسود شهد أعمال شغب دامية ونزاعاً حاداً بين أجنحة السلطة.

وفتحت مراكز الاقتراع في أكبر دولة في آسيا الوسطى أبوابها عند الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش، وبحلول الظهيرة أدلى ما يصل إلى 39 في المئة من الناخبين بأصواتهم.

ومن المتوقع نشر بيانات استطلاع رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد ساعات من إغلاق مراكز التصويت أبوابها في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت غرينتش)، فيما ينتظر صدور النتائج الأولية غداً الإثنين.

وغرقت الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالنفط والواقعة على مفترق طرق تجارية مهمة في حال من الفوضى خلال يناير (كانون الثاني) الماضي عندما تحولت تظاهرات احتجاج على غلاء المعيشة إلى أعمال شغب قبل قمعها بوحشية، لتكون الحصيلة 238 قتيلاً، ولا تزال البلاد تحت صدمة هذه الأزمة.

وفي مؤشر إلى استمرار التوتر، أعلنت السلطات الخميس أنها اعتقلت سبعة من أنصار أحد المعارضين في المنفى بتهمة التحريض على انقلاب.

ويتوقع أن تتم إعادة انتخاب توكاييف الذي أدلى بصوته في وقت باكر في العاصمة أستانا ليتولى الرئاسة خلال السنوات السبع المقبلة، وينافسه في الاقتراع خمسة مرشحين غير معروفين لدى الناخبين البالغ عددهم 12 مليوناً.

والسؤال هو ما إذا كان سيحصل على أكثر من 71 في المئة من الأصوات كما حدث في 2019، وهي نتيجة نهائية لكنها بعيدة من نسبة 98 في المئة التي حصل عليها سلفه نور سلطان نزارباييف عام 2015.

وشهدت أستانا وألماتي، أكبر مدينتين في البلاد، عدداً من الناخبين يلتقطون صوراً لأنفسهم خارج مراكز الاقتراع وتحدث بعضهم عن واجب إظهار الصورة في مكان العمل الإثنين.

وتهدف الانتخابات إلى طي صفحة عام صعب، ولكن أيضاً إلى تكريس عهد الرئيس توكاييف (69 عاماً) الذي كان يحاول منذ أشهر الحد من نفوذ مجموعة سلفه القوي وراعيه نور سلطان نزارباييف الذي حكم ثلاثة عقود.

دبلوماسية الرصاص

وشهد هذا العام أيضاً تحول توكاييف الدبلوماسي المحترف إلى رئيس عنيد أطلق النار على مثيري الشغب في يناير، واعتقل أقارب نزارباييف، ووقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضاً حرب أوكرانيا.

وقام توكاييف بحملة حول مشروعه لإنشاء "كازاخستان جديدة" أكثر ديمقراطية وأكثر مساواة، لكن الصعوبات الاقتصادية مستمرة وكذلك ردود الفعل الاستبدادية.

ووصل توكاييف إلى السلطة عام 2019 بعد الاستقالة المفاجئة لنزارباييف، وتعهد رسمياً بالعمل لتسوية أزمة يناير بعد أن كان يعتبر لفترة طويلة الذراع اليمنى لسلفه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا الذي صدم الجمهوريات السوفياتية السابقة، حاول توكاييف تعزيز العلاقات مع الصين وكذلك أوروبا كقوة تحقق توازناً مع النفوذ الروسي.

وخلال الأشهر الأخيرة تلقى زيارات من رؤساء روسيا وتركيا والصين ومسؤولين أوروبيين كبار، وحتى البابا فرنسيس.

وتجد وعود الانفتاح الديمقراطي والإصلاح الاقتصادي صدى لدى الناخبين، وقال الكولونيل نورلان في الشرطة والمؤيد للرئيس المنتهية ولايته إنه "منذ الاستقلال قبل 30 عاماً لم يتغير شيء تقريباً، وآمل أن أرى تغييرات كبيرة".

من جهته، قال مورزادا ماسالينا (68 عاماً) وهو متقاعد في ألماتي، إن "توكاييف هو المرشح المناسب لأنه يتمتع بخبرة كبيرة".

لكن هذه الانتخابات التي يفترض أن تدشن حقبة "كازاخستان الجديدة" لا توحي بتغيير مع مشهد سياسي مقفر بمعارضة شكلية وضغوط من السلطات.

وهذا يكفي لجعل عدد من الناخبين محبطين، مثل الطالبة علياء بوكيتشوفا (19 عاماً) التي كانت تصوت في أستانا وتقول "إنها مضيعة للوقت، إذ نعرف مسبقاً من سيفوز ولا نعرف المرشحين الآخرين".

ومع اقتراب موعد الاقتراع ضاعفت السلطة التحذيرات التي بلغت ذروتها بالإعلان عن "محاولة انقلاب" فاشلة واعتقال سبعة من أنصار المعارض في المنفى مختار أبليازوف.

وقال توكاييف إنه "من غير المقبول تمجيد الذين شاركوا في أعمال الشغب خلال يناير".

وفي تقرير، عبر مراقبو الانتخابات الدوليون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن أسفهم لأن توصياتهم "المتعلقة بالحريات الأساس وشروط الأهلية وتسجيل المرشحين لم تلق تجاوباً".

ظل السلف

ومن شأن تحقيق فوز انتخابي جديد، وهو أمر مسلم به في ظل خوضه السباق أمام خمسة مرشحين مغمورين، أن يمنح توكاييف تفويضاً مطلقاً على غرار الذي حظي به نزارباييف، وهو يرسخ حكم الفرد خلال خمس ولايات رئاسية متتالية.

وتخلى نزارباييف الذي ظل متمسكاً بمناصب مهمة بعد التنحي عن الرئاسة، عن تلك المناصب خلال الانتفاضة التي قتل فيها 238 شخصاً. وأجبر توكاييف منذ ذلك الحين حلفاء نزارباييف على ترك مناصب أخرى، وأعاد اسم العاصمة إلى أستانا بعد أن كانت تحمل اسم نور سلطان تكريماً للرئيس السابق.

واستعان توكاييف بروسيا لإخماد الانتفاضة لكنه حافظ منذ ذلك الحين على مسافة مع موسكو، متجنباً التعبير عن أي تأييد علني لحربها في أوكرانيا.

وأشرف توكاييف على إصلاحات دستورية حددت فترة الرئاسة بولايتين، كما تعهد بتقليل الفجوة بين المدخولات من خلال القضاء على الفساد وتوزيع أكثر عدلاً للثروة.

وقال اليوم الأحد إنه سيواصل "إعادة ضبط" النظام السياسي بالدعوة إلى انتخابات برلمانية باكرة العام المقبل، كما استقال من الحزب الحاكم هذا العام وأشرف على إصلاحات سهلت تأسيس أحزاب سياسية جديدة.

وتوقعت استطلاعات رأي بألا يتمكن أي من المرشحين الخمسة الآخرين من الحصول على نسبة أصوات تتخطى الـ 10 في المئة.

المزيد من الأخبار