Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف وسخرة وحرمان من الطعام... مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا تحت المجهر

في اعقاب الهجوم القاتل تدرس طرابلس امكانية تحرير المهاجرين المحتجزين في سجون مؤقتة مروّعة

يعاني المهاجرون في ليبيا من القصف وظروف احتجاز سيئة (رويترز)

عادت مأساة آلاف المهاجرين واللاجئين العالقين في ليبيا، ذلك البلد الشمال افريقي الذي تمزقه الحرب، إلى الواجهة بعد يومٍ من غارة جوية استهدفت شرق مدينة طرابلس وأدّت إلى مقتل وإصابة عشرات من العالقين في أحد مراكز الاحتجاز الكثيرة هناك.

وأفادت الأمم المتحدة إنّ حصيلة الوفيات جرّاء الهجوم الذي وقع في 02 يوليو (تموز) على مركز لاحتجاز المهاجرين في ضاحية تاجوراء، ارتفعت إلى 53 شخصاً في أقل تقدير. في المقابل، تقول حكومة طرابلس إن الهجوم أودى بحياة 60 شخصاً.

وكان من بين القتلى ستة أطفال في الأقل، فيما ورد أنّ جهود العمل على انتشال الجثث من الموقع ما زالت مستمرة. وعلّقت مجموعة "إيروارز" Airwars التي تعنى بمراقبة ضحايا الحروب من المدنيين، على الحادثة مشيرة إلى أن تلك الغارة تمثّل "الحادثة الأسوأ التي تطاول المدنيين في التاريخ الليبي الحديث". 

في أعقاب حمّام الدم، أفادت حكومة طرابلس إنها ستدرس القبول بتوصيات الأمم المتحدة بشأن إغلاق مراكز الاحتجاز وإخلاء سبيل مهاجرين تقدّر أعدادهم بـ3800 مهاجراً محتجزاً فيها.

ونُقل عن وزير الداخلية في حكومة طرابلس فتحي باش آغا، قوله خلال اجتماع مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ماريا ريبيرو، أن تلك الحكومة "تناقش حالياً خيار إغلاق مراكز الاستقبال وإخلاء سبيل المهاجرين غير الشرعيين، خوفاً على سلامتهم". 

ووصفت الأمم المتحدة المخيمات بأنها تعاني "اكتظاظاً شديداً ونقصاً في الرعاية الصحية والطعام والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي"، وأشارت إلى مركز تاجوراء بأنه "واحد من عدّة مراكز احتجاز يشحّ فيها الطعام ولا يحصل اللاجئون والمهاجرون إلا على وجبة واحدة يوميا".

طوال عقود، عَبَر المهاجرون ليبيا أثناء انتقالهم من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا نحو أوروبا، واستقلوا قوارب غير آمنة ليقوموا بالرحلة البحرية الخطيرة عبر البحر المتوسط. وتملّقت إيطاليا وغيرها من البلدان إلى السلطات الليبية ودفعت لها المال، مقابل منع المهاجرين من الوصول إلى المياه الأوروبية.

لكن، باتت معظم مناطق ليبيا الغربية الآن واقعة تحت نير الحرب الأهلية. وتسعى قوات المشير خليفة حفتر التي تدعمها الإمارات والسعودية ومصر، إلى الاستيلاء على العاصمة وانتزاع السيطرة من أيدي القوات الموالية لـ"حكومة الوفاق الوطني" في طرابلس التي تأسّست بموجب مبادرة توسّطت فيها الأمم المتحدة.

وفي الأشهر الماضية، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات بضرورة إجلاء المهاجرين واللاجئين من مناطق النزاع.

وأشارت في مذكّرة أصدرتها عقب الغارة المشار إليها آنفاً، إلى ورود تقارير عن إطلاق حراس المركز النار على بعض المهاجرين أثناء محاولتهم الفرار من الموقع. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن ناجيين من الهجوم قولهما إن القوات المسلحة التي تسيطر على المركز أجبرتهم على تجهيز أسلحة الميليشيات.

وأوردت مذكرة الأمم المتحدة إنّه "وفق ما يظهر في هذا الحادث المرعب، يُحدِقُ  الخطر بكافة الأفراد داخل تلك المراكز التي يحتجزون فيها رغماً عنهم ولا سبيل أمامهم للجوء إلى مكان آمن وحدهم".

وعلى الرغم من الشجب الدولي للهجمات والشكوك بوقوف القوات الموالية للمشير حفتر وراء إطلاقها، أحبطت الولايات المتحدة محاولات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدانة القصف الذي حدث في 02 يوليو الماضي. ويبدو أن البيت الأبيض الذي تربطه علاقات تجارية وسياسية بالأنظمة الشمولية العربية التي تدعم حفتر، يخالف السياسة الأميركية التقليدية المؤيدة لسلطات طرابس. وكانت القوات الموالية للجيش الوطني الليبي التابع لحفتر، والجيش هذا يتفوق في نطاق القوة الجوية، أنكرت وقوفها وراء هجوم تاجوراء، على الرغم من تبجح ناطق رسمي باسمها باستهداف المنطقة قبل ساعات من الضربة الجوية. 

 ولكن حتى قبل الهجوم كان الجدل محتدماً حول مركز تاجوراء الذي استوعب 600 شخص.

وقد سبق للمركز القريب من قاعدة عسكرية، أن تعرض لضربة واحدة على الأقل يشاع وقوف الجيش الوطني الليبي وراءها.

© The Independent

المزيد من دوليات