Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف من تداول أدوية "مسرطنة" في الأردن

صيادلة يحذرون من استيراد مادة "حافظة" صينية تدخل في المستحضرات الطبية والصناعات الغذائية

يربط متخصصون بين الغذاء غير الآمن في الأردن وارتفاع نسب السرطان (وكالة الأنباء الأردنية)

قبل نحو عام دخل الأردنيون في جدل كبير بعد أن حذرت مسؤولة سابقة في مؤسسة "الغذاء والدواء" الحكومية من خطورة الطعام غير الآمن، كاشفة عن إحصاءات مثيرة أعادت إلى الأذهان ما ردده وزير الصحة عام 1994 عبدالرحيم ملحس، الذي فجر خلال توليه وزارة الصحة قضية فساد الدواء والغذاء في البلاد.

اليوم يعود الجدل مجدداً مع وجود أصناف تحتوي مواد مسرطنة على رفوف الصيدليات في المملكة وبين أيدي المرضى، على رغم الرقابة الصارمة التي تفرضها الحكومة.

في المقابل ثمة سوق قائمة بحد ذاتها لتداول الأدوية غير المصرح بدخولها رسمياً إلى البلاد، مما يضاعف القلق من دخول أدوية مسرطنة من دون ضبطها من قبل الجهات المتخصصة.

وكان النائب صالح العرموطي وجه سؤالاً نيابياً لرئيس الوزراء الأردني حول إدخال مادة ثاني أكسيد التيتانيوم للأردن، وهي مادة مضافة مسرطنة تحمل الرقم (E17) وتدخل في الصناعات الغذائية وبعض المستحضرات الطبية.

ويقول مراقبون إن سوق المكملات الغذائية المستوردة بطريقة الطرود البريدية والأسواق الإلكترونية غائبة تماماً عن الرقابة، فضلاً عن ظاهرة تصنيع مستحضرات طبية من الأعشاب محلياً من دون ضوابط.

أدوية مسرطنة

بعد نحو عامين من سحب السلطات أحد المستحضرات الصيدلانية التي تحتوي على مادة  valsartan لوجود شوائب مسرطنة بها، لا تزال بعض أدوية علاج مرضى ارتفاع ضغط الدم والتوتر الشرياني متوفرة بشكل أو بآخر.

ويؤكد مراقبون أن السوق الدوائية الأردنية آمنة وتوفر علاجات بديلة، لكن صيادلة يقولون إنه يتم تصنيع كثير من الأدوية في الأردن باستخدام المادة الحافظة الموردة من الصين التي كانت موضع الجدل والقلق منذ سنوات.

ويوضح صيادلة آخرون أن نتائج ومضاعفات هذه الأدوية وتركيباتها المسرطنة لا تظهر فوراً وتحتاج إلى سنوات، الأمر الذي يفسر بقاءها في السوق وتداولها من دون وقفها.

ومبعث القلق لدى الأردنيين أن عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم يقارب مليون ونصف مليون شخص ممن اعتادوا تناول هذه الأدوية كجزء من روتينهم اليومي، مع نسبة انتشار تزيد على 25.5 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفقاً لجمعية أطباء القلب الأردنيين، فإن الخطر قد يطاول 10 في المئة من الأردنيين الذين تناولوا valsartan في أدوية الضغط الخاصة بهم، إذ إن نصف مرضى ضغط الدم على الأقل، دأبوا على استخدام هذه الأدوية ذات المنشأ الصيني.

على المنوال نفسه ضجت وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي بوقف دواء معروف تجارياً باسم "زانتاك" يستخدم لعلاج حموضة وقرحة المعدة، بسبب احتوائه على نسب قليلة من شوائب مسرطنة.

ارتفاع نسب السرطان

يربط متخصصون من بينهم سناء قموه مديرة المختبرات السابقة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بين الغذاء غير الآمن في الأردن وارتفاع نسب السرطان، وتتحدث عن منتجات بعينها كالحليب والأسماك والأرز والبقوليات.

تشير قموه إلى مشكلة عدم فحص الأدوية البيطرية والمركبات التي تؤدي إلى سرطانات، في مقابل نفي رسمي وتأكيد بخضوع جميع المواد المستوردة لإجراءات رقابية مشددة.

على رغم ذلك يسجل الأردن سنوياً سبعة آلاف حالة بمرض السرطان وفق مؤسسة الحسين للسرطان. وبعد سرطان الثدي "الأكثر شيوعاً"، يأتي سرطان الرئة والقولون في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي، أما سرطان الدم والدماغ فهو الأكثر شيوعاً عند الأطفال.

لا أدوية مسرطنة حالياً

من جهتها، تؤكد المؤسسة العامة للغذاء والدواء عدم تسجيل الأردن لوجود أي أدوية مسرطنة هذا العام، مشيرة إلى أن الحديث يدور عن أدوية سحبت من المستشفيات والصيدليات قبل نحو عام وأغلبها يتعلق بأدوية ضغط الدم وهي ذات منشأ صيني. ويؤكد مدير عام المؤسسة الدكتور نزار مهيدات، صرامة الإجراءات الرسمية بهذا الخصوص، حيث أغلقت المؤسسة عدة مراكز صحية أغلبها للعناية بالبشرة أخيراً، بعدما ضبطت لديها كمية من الأدوية والمستلزمات الطبية غير المجازة.

 ويتحدث مهيدات عن وجود فرق رقابة وتفتيش تابعة للمؤسسة وتقوم بتنفيذ جولات تفتيشية دورية على المؤسسات الطبية للتأكد من حصولها على التراخيص اللازمة، والتزامها بالاشتراطات والمعايير الصحية المعتمدة، والتأكد من أن كافة المستلزمات والأجهزة المستخدمة مجازة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي