Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة الحكومية في لبنان إلى مزيد من التعقيد

الرئيس اللبناني: "عدم التشكيل سببه معركة سياسية وهناك تغيير في التقاليد والأعراف"

 الحكومة اللبنانية زارت قداديس لعيد الميلاد في مختلف المناطق اللبنانية

بات من الواضح بعد سبعة أشهر على تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، أن تعثر التشكيل بدأ يتخذ أبعادًا أكثر مدعاة للقلق مما سبق، في ظل طالبي توزير يمثّلون هذا الفريق أو ذاك، من الساعين إلى "تناتش" حصص "الجبنة الحكومية" أو تقاسم الحقائب المحظية بخيرات مؤتمر  "سيدر" الموعودة، إلى الطامعين بالثلث الضامن أو المعطل، حتى تحول التشكيل في إطار الدستور معارك سياسية ومحاولات لخلق أعراف وتقاليد جديدة، وهذا ما صرح به رئيس الجمهورية من بكركي وراعي الصرح يشعر بغصة...

حطّت الحكومةُ اللبنانية العتيدة والعراقيلُ التي تحول دون تشكيلها اليوم في قداديس عيد الميلاد في مختلف المناطق اللبنانية، وطغت على فرح العيد، فالجيوب فارغة، والأزمات تتراكم، ولا آفاق حلول لأزمة مستعصية تعيشها البلاد منذ ما ينيف على 200 يوم.

وكانت لافتةً مواقفُ مقتضبة أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من مقر البطريركية المارونية في بكركي، واعتبر فيها أن هناك من يريد تغيير التقاليد والأعراف في لبنان، آملًا في حلحلة الأمور التي تحول دون ​تشكيل الحكومة​.
 وقال عون أثناء لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي قبيل قداس عيد الميلاد: "نعيش أزمة تأليف الحكومة، صلّوا لكي تحل الصعوبات، يبدو أن البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة لم نألفها سابقًا ونحتاج إلى بعض الوقت لإيجاد الحلول لها".

أما الراعي، فأعرب في قدّاس الميلاد عن غصّته نتيجة عدم تأليف الحكومة، آملًا في" أن تتشكل وأن يعمّ السلام الأوطان وأن يعود النازحون إلى بلادهم"، مشيرًا إلى أنّه كان يأمل والشعب اللبناني تشكيل الحكومة قبل الأعياد كي لا يصيب الشعب اليأس، ومضيفًا: "نصلي للاستقرار في لبنان من خلال تأليف حكومة جديدة تخرجه من الأزمة الاقتصادية".

كلام رئيس الجمهورية فهمه البعض غمزًا في قناة ميليشيا "حزب الله"، الذي أصدرت علاقاته الإعلامية بيانًا مساء الأحد نفى ما كان تم تسريبه عن مصادر في الحزب في ما خص التأليف الحكومي، وأكد أن "حزب الله لم يُصدر أي بيان أو تعليق في هذا الشأن".

وكانت قناة  الـ"MTV" في بيروت نقلت عن مصادر في ميليشيا "​حزب الله​" أن "رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ هو الذي يتحمّل مسؤولية تأخير تشكيل ​الحكومة،​ وأن العقدة الحالية هي عقدة باسيلية لا سنية، وأنه هو من دَبَّر بليلٍ عقدة توزيع المقاعد لتمرير توزير فادي جريصاتي والإطاحة بوزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ​سليم جريصاتي،​ ما أدى إلى خربطة في التوزيع المذهبي وخلافات مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ ورئيس الحكومة المكلف.

ولفتت مصادر الحزب إلى أن "قضية جواد عدرا ما هي إلا "تهريبة"، وعلى الرغم من ذلك لعب الحزب دورًا إيجابيًّا وضغط على "​اللقاء التشاوري"​ للقبول بالاسم، على رغم أنه يدرك أن عدرا لا يمثّل سنة 8 آذار.

وأشارت المصادر إلى أن "باسيل التف على المبادرة الرئاسية التي تنص على أن ​رئيس الجمهورية​ يختار الاسم وأن الوزير المختار يلتزم بقرارات اللقاء التشاوري"، مضيفةً أن "باسيل مصرّ على نيل 11 وزيرًا، اي الثلث المعطل، والحزب لا يعارض هذا الأمر مبدئيًّا لكنه أيضًا يريد أن يكون هناك تمثيل لكل الافرقاء السياسيين الذين فازوا في ​الانتخابات".

وعن التظاهرات المطلبية في بعض المناطق، أوضحت مصادر حزب الله  أن "هناك تعميمًا داخليًّا ينص على 3 بنود، وهي أن لا للتظاهر، ولا لمهاجمة المتظاهرين، ووجوب تأجيل التظاهرات إلى ما بعد ​تشكيل الحكومة​. وعليه فإنه لم يَستنهِض مناصريه للمشاركة في التظاهرة".

بري: "باسيل خرّب الطبخة"

ونقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه، أن الوزير باسيل​ خرّب طبخة الحكومة حين أصر على أن يكون جواد عدرا من ضمن تكتل "لبنان القوي" الوزاري بدلًا من أن يكون ممثلًا لـ"اللقاء التشاوري".

وفي سياق متصل، لفت النائب ​علي خريس عضو كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها بري، إلى​ أننا "نرفض أن يصبح البلد محكومًا من شخص أو شخصين أو ثلاثة"، مشيرًا إلى أن ​حركة أمل​ و​حزب الله​ سهّلا تأليف ​الحكومة​، وبعدما بتنا على مقربة ساعات من الإعلان عن تأليف الحكومة، أتى من يسابق على من سيحتسب الوزير السني من حصته وليضرب عرض الحائط بكل الجهود".

وفي جديد المواقف من تشكيل الحكومة، كلام لرئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" ​سمير جعجع​، أمل فيه "بأن يحمل عيد الميلاد لوطننا روح الألفة والمحبّة، فيجتمع الجميع حول المصلحة العامة متعالين عن المصالح الحزبيّة والشخصيّة الضيّقة، الأمر الذي نحن في أمسّ الحاجة إليه من أجل تأليف ​الحكومة​ في أسرع وقت ممكن وإنقاذ البلاد من المحنة التي تمرّ بها".

"اللقاء التشاوري": "الجميع يقول إن هناك خروجاً عن الأعراف والتقاليد"

واللافت أنه كلما تبيّن أن هناك عقدة قد تكون الأخيرة تعود العقد وتتوالد بسحر ساحر، فقد ردَّ "اللقاء التشاوري"، المؤلف من نواب ما يسمى بـ"سنة 8 آذار"، على ما قاله رئيس الجمهورية من بكركي، معتبرًا "أن الجميع يقول إن هناك خروجاً عن الأعراف والتقاليد في موضوع تشكيل الحكومة"، وقال عضو ​اللقاء​ النائب ​قاسم هاشم،​ إن "لرئيس الجهورية ​ميشال عون​ رأيه في موضوع ​تشكيل الحكومة​، وهو حامي ​الدستور"، ومتسائلًا "لماذا لم تُكتب لمبادرة الرئيس عون ​الحياة​؟ الأجوبة ليست لدينا، فنحن قدمنا التسهيلات حتى في موضوع الاسم لكننا لا نريد من يمثلنا في الشكل فقط من دون مضمون ، بل نريد ممثلًا حقيقيًّا يبقى على تواصل دائم مع اللقاء التشاوري".

ولفت هاشم إلى أن "اتصالات تشكيل الحكومة توقفت، وتعقدت إلى حد ما مسألة التأليف، ومن ثَم دخلنا عطلة الأعياد. وقد يوجد في وقت لاحق بعد العطلة من يحاول استشراف الواقع للخروج من الأزمة بحلول معينة".

ووسط هذه الأجواء السوداوية، دخل "التشكيل" غرفة العناية الفائقة مجددًا، والكل يتهم الكل، فيما اللبناني وحده يعلم أن الحكومة لن تتألف قريبًا، وأن تقاسم الحصص لا تبدو لفصوله نهايةٌ بعد، والإيحاءات الخارجية لم تصل إلى خواتيمها، والنتيجة... فساد، وأزمات، ومعاناة مستمرة.

المزيد من الشرق الأوسط