Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران والصين تستخدمان محققين خاصين للتجسس على المعارضين في أميركا

مشاركة معظم المحققين كانت بغير قصد وتبعها تعاون مع السلطات

درس المتآمرون واجهة بروكلين البحرية لتهريب المعارِضة علي نجاد إلى إيران (أ ب)

نشرت "نيويورك تايمز" تقريراً تطرقت فيه إلى تزايد حالات لجوء الأنظمة الاستبدادية مثل إيران والصين إلى خدمات المحققين الخاصين في الولايات المتحدة من أجل مراقبة المعارضين لخطفهم ومحاولة إعادتهم إلى بلادهم بالقوة.

وبحسب وكالة التحقيقات الفدرالية "أف بي آي" فإن مشاركة معظم المحققين كانت بغير قصد وتبعها تعاون مع السلطات، لكن مع ذلك جرى توجيه التهم لعدد قليل منهم.

وتتطرق "نيويورك تايمز" إلى قصة أحد المحققين الخاصين وهو مايكل ماكيفر، الذي وصله طلب معتاد عبر صفحته على الإنترنت. فيه عبر عميل دولي عن طلبه مساعدته في تعقب مدين فر من دبي ويعتقد أنه موجود في بروكلين. كان على السيد ماكيفر مراقبة المنزل وتصوير الأشخاص القادمين والمغادرين. بعد مباشرته بالعمل فشل ماكيفر في ملاحظة فريق تابع للـ"أف بي آي" يقوم بمراقبة المنزل نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يطل الأمر كثيراً إذ فاتحته "أف بي آي" بالأمر ووافق على التعاون معها، بعدما أيقن أنه استخدم من قبل عملاء المخابرات الإيرانية في مؤامرة مشتبه فيها لاختطاف مسيح علي نجاد، وهي صحافية إيرانية أميركية بارزة كانت تنتقد بشدة انتهاكات إيران لحقوق الإنسان، والتمييز ضد المرأة، وسجن وتعذيب المعارضين السياسيين.

ونفى السيد ماكيفر علمه بهوية السيدة علي نجاد. وجاء في لائحة الاتهام أن البريد الإلكتروني الذي أرسله عملاء المخابرات الإيرانية قال إن خدماته كانت ضرورية لمراقبة "عنوان محتمل" للشخص المفقود.

وقالت إحدى رسائل البريد الإلكتروني: "سوف نحتاج إلى صور/مقاطع فيديو عالية الجودة للأشخاص الذين يعيشون في العنوان والسيارات التي يقودونها... وصور الوجوه والسيارات وأرقام لوحات السيارات الخاصة بهم، وإذا أمكن صورة للرسائل التي في صندوق البريد... العميل يريد كثيراً من المحتوى حتى لو كنت تعتقد أنه ليس ذا قيمة".

وعبر مسؤول في "أف بي آي" بحسب "نيويورك تايمز" عن خشيته من احتمال اختطافها إلى إيران حيث يمكن أن تتعرض للقتل.

ورفع المدعون الفيدراليون في مانهاتن تهم مؤامرة بهدف الاختطاف في يوليو (تموز) 2021 ضد مسؤول استخبارات إيراني وثلاثة مساعدين، كلهم في إيران. ومن غير المرجح أن يقبض على أي منهم إذا ظلوا هناك، لكن المسؤولين قالوا إن الهدف، بخلاف حماية الضحايا المحتملين، هو فضح وردع المؤامرات التي يتم حبكها على أعلى المستويات في حكومة أجنبية.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول في "أف بي آي" قوله، إن استخدام المحققين الخاصين وتجميع المعلومات الأساسية يمنح الحكومات الأجنبية وسيلة لتنفيذ عملياتها بثمن بخس وبشكل آمن. ويقول "إنهم يستخدمون وكيلهم هنا على الأرض بطريقة طبيعية جداً للقيام بكثير من أعمالهم القذرة".

وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أن ليس كل المحققين الخاصين تمكنوا من تجنب المشكلات القانونية بسبب تعاونهم "السلبي" مع الحكومات الأجنبية. مايكل مكماهون، رقيب متقاعد من شرطة نيويورك يبلغ من العمر 55 سنة، يعمل محققاً خاصاً، قبض عليه في عام 2020. ويواجه اتهامات بالعمل كعميل غير قانوني للحكومة الصينية، والمطاردة، وتهمتي تآمر. يقول المدعون إنه كان جزءاً من محاولة لإكراه مواطن صيني يعيش في نيوجيرسي، على العودة إلى بلاده. من جهته ينفي السيد مكماهون التهمة، ويؤكد أنه ذهل وأنه ليس لديه علم بأنه يعمل لصالح الصين.

ويقول السيد مكماهون، بحسب "نيويورك تايمز" إنه في عام 2016 وردت إليه مهمة من امرأة عثرت عليه من خلال موقعه على الإنترنت. كانت المرأة، بحسب ادعائها على اتصال، بعميل من الصين كان يبحث عن شخص في نيوجيرسي كان قد سرق أموالاً من شركة إنشاءات صينية.

وأفاد السيد مكماهون أن الشرطة المحلية كانت على دراية بعمله لأنه كان يعلمها بوقوفه خارج منزل الذي يراقبه، وهو دليل على أنه ليس لديه ما يخفيه. لكن هذا لم يسعفه من الاعتقال.

وتقول "نيويورك تايمز" إن مسؤولين في وزارة العدل أشاروا إلى أن السيد مكماهون ومجموعة من المتهمين الآخرين، بعضهم في الصين، كانوا جزءاً من حملة عدوانية تقودها الحكومة الصينية تحت اسم "عملية صيد الثعلب". وقال المدعون الفيدراليون في بروكلين إن السيد مكماهون جزء لا يتجزأ من هذا المخطط.

ودفاعاً عن اتهام المدعين للسيد مكماهون بأنه كان يدرك بأن هدفه للمراقبة مطلوب لدى السلطات الصينية، أشار محامي السيد مكماهون، أن الشركات الخاصة غالباً ما تلجأ إلى خدمات المحققين الخاصين لتحديد الأشخاص ذاتهم الذين تبحث عنهم السلطات.

وبالعودة إلى السيد ماكيفر، فهو لا يعتقد أنه تجاهل إشارات تحذير واضحة في الطلبات المتكررة من زبونه. لكنه أقر بأنه فاتته القرائن التي قد تثير الشكوك، مثل الأسئلة التي طرحها على زبونه والتي لم تولد إجابات مرضية.

على سبيل المثال، قال إنه سأل عن اسم المدين المفترض، حتى يتمكن من تحديد ما إذا كان شخص بهذا الاسم يعيش في عنوان بروكلين. لم يتم إخباره قط. وهو يعتقد الآن أن الإيرانيين كانوا يحاولون إحباط أي تحقق ربما يكون قد قام به بمفرده.

ويراجع السيد ماكيفير خطواته، مستدركاً أنه كان عليه أن يتأكد من مالكي المنزل وساكنيه، مضيفاً "وكان بإمكاني البحث في غوغل عن اسم تلك المرأة". قال إنه لو علم اسمها، لكان رد فعله، "توقف، انتظر ثانية".

السيدة علي نجاد، في مقابلة صحافية، قالت إنها كانت غاضبة عندما علمت بحجم المراقبة، لافتةً "على بعد أميال من وطني، تتم مراقبتي من قبل شخص معين من قبل النظام الإيراني".

ووفقاً للائحة الاتهام، فقد درس المتآمرون الطرق من منزل السيدة علي نجاد إلى الواجهة البحرية لبروكلين، وطرق أخذها بالقارب إلى فنزويلا وإيران.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات