Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مذكرات النجوم... راحة المكاشفة وجحيمها

الإدمان عنوانها العريض وحدودها الاغتصاب والابتزاز الجنسي والاضطراب والأمل في النجاة

لم يكتف ماثيو بيري بسرد أسراره الشخصية بل تطرق إلى كشف تفاصيل عن حياة زملائه بالوسط الفني (حساب الممثل على أنستغرام)

كانت الأزمة الرئيسة بالنسبة للجمهور مع فيلم "شقراء" ((Blonde الذي جسدت فيه آنا دي أرماس قصة حياة مارلين مونرو وعرض قبل أسابيع، هي أنه يركز على فكرة "الفضائحية" في حياة نجمة هوليوود التي رحلت شابة، بشكل يجده بعض الناس مبالغاً فيه، بل وغير دقيق ويحمل من الخيال أكثر مما يقترب من الحقيقة، وهو أمر عززه أن هناك كثيراً من الكواليس الغامضة في حياة الممثلة التي توفيت عام 1962 بعد جرعة زائدة من العقاقير لم يعرف إذا كانت مقصودة أم عن غير وعي، لكن أخيراً بات مشاهير هوليوود أكثر انفتاحاً على كتابة سيرتهم كاملة مهما كانت تحمل أسراراً مؤلمة ومخجلة، بدلاً من أن يتركوا قصة حياتهم خاضعة للمعلومات المغلوطة وغير الدقيقة.

اللافت أن هناك مذكرات بالفعل تحمل عنوان "قصتي" تنسب لمارلين مونرو كتبت في منتصف الخمسينيات تقريباً بمساعدة السيناريست بن هيتش، لكنها لم تسرد كثيراً من الأسرار الحاسمة في مشوار الممثلة اللامع والقاتم أيضاً، حيث تحدثت عن طفولتها الحزينة ومعاناتها العائلية وبعض صور استغلال هوليوود لها، ولكنها أبقت كثيراً من التفاصيل ملتبسة، بالتالي كان على الخيال السينمائي أن يعمل لسد تلك الثغرات، فيما اللافت للنظر أن تلك المذكرات لم تر النور إلا في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وبالطبع أغفلت ثماني سنوات حافلة في مشوار مونرو حيث توقفت عند عام 1954.

على وشك الموت

انشغل الجمهور على مدار الفترة الماضية بمتابعة بوح عدد من مشاهير هوليوود بمعلومات أغلبها تكشف لأول مرة نقاط ضعف لا تصب في صالحهم أبداً، ولكن أصحابها قرروا التخلص من عبء تلك الأسرار لمحاولة التعافي وأيضاً لوضع حد للإشاعات والتفاصيل المضللة عن طريق كشف صدمات حياتهم بأياديهم لا بأيادي غيرهم، وكان من أحدثهم ماثيو بيري "53 سنة"، صاحب دور تشاندلر في المسلسل الشهير "الأصدقاء" (Friends)، حيث طرح مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) مذكراته بعنوان "الأصدقاء، العشاق، والشيء الرهيب الكبير"، الذي سرد فيه تفصيلياً حكايته الطويلة من الإدمان، التي وصلت إلى أنه قبل فترة قصيرة كان على وشك الموت، وكانت نسبة نجاته ضئيلة للغاية بسبب شراهته في تعاطي العقاقير الأفيونية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعتقد بيري أن تجربته ربما تلهم بعض الناس وتحثهم على محاولة الحصول على المساعدة وتلقي العلاج، لافتاً إلى أنه أثناء تصوير "فريندز" كان يعاني تلك المشكلة الضخمة أيضاً، مشيداً بمساعدة زملائه النجوم حينها له وأبرزهم جينيفر أنيستون التي كشف أيضاً أنه كان معجباً بها بشدة ولكنها في ذلك الوقت كانت مرتبطة ببراد بيت، ليكون بيري ثاني نجوم "الأصدقاء" الذين أعلنوا عن إعجابهم العاطفي بأنيستون أثناء تصوير العمل بعد ديفيدو شومير الذي قدم شخصية "روس"، في حين تسبب ما أعلنه بيري عن تفاصيل علاقته مع جوليا روبرتس منتصف تسعينيات القرن الماضي، حينما واعدها لبعض الوقت قبل أن ينفصلا، في أزمة للنجمة الشهيرة التي تردد أنها عبرت عن غضبها وإحراجها من حديث الممثل الذي برع في الأدوار الكوميدية أكثر منها.

إدمان واضطرابات

قبله بأسابيع خاض توم فيلتون الذي عرف حينما كان صبياً بشخصية داركو مالفوي زميل هاري بوتر الذي يكرهه في سلسلة "هاري بوتر" ذائعة الصيت، تجربة مماثلة من خلال مذكراته الشخصية التي حظيت باهتمام كبير كذلك وحملت عنوان (Beyond the Wand: The Magic and Mayhem of Growing Up a Wizard) الذي يترجم اختصاراً بـ"ما وراء العصا السحرية"، حيث استعرض فيلتون كواليس ما كان يجري في السلسلة الشهيرة التي انطلقت مطلع الألفية الثالثة وحقق معها نجوميته، ولكنه تدريجياً انخرط في إدمان الكحول وبات يتنقل من مصحة علاجية لأخرى، وعبر عن امتنانه للدور الذي لعبه زملاؤه في دعمه وبينهم إيما واتسون التي جسدت دور هيرميون جرانجر في العمل، حيث شجعت فيلتون على كتابة مذكراته وعاش معها قصة حب. وشدد توم فيلتون على أنه كان يفشل دوماً في الاستمرار برحلة إعادة التأهيل، ولكنه لم يفقد الأمل حتى استطاع أن يجد التوازن في حياته ويتخلص من عاداته السيئة.

شهد هذا الأسبوع أيضاً مزيداً من الاعترافات المتعلقة بالصحة العقلية، كان أبرزها تصريحات مغني الراب إيمينم البالغ من العمر 50 عاماً، الذي قال إنه كان على وشك أن يفارق الحياة قبل 15 عاماً بجرعة زائدة من المواد المخدرة، قبل أن يتم إنقاذه ويخضع للعلاج، حيث تحدث المطرب الحاصل على مئات الجوائز والترشيحات بمنتهى الصراحة في حضور ابنته، وكان في وقت سابق قد قدم بنفسه فيلماً عن قصة حياته استعرض فيه أزماته الحياتية شديدة الوطأة.

أما سيلينا غوميز فقد اختارت أن توثق رحلة عذابها مع العلاج النفسي من خلال فيلم وثائقي انطلق عرضه عبر منصة "أبل" ويحمل عنوان "سيلينا غوميز: عقلي وأنا" (Selena Gomez: My Mind & Me)، وركزت فيه على رحلتها في المصحات النفسية للعلاج من مرض الاضطراب ثنائي القطب، حيث أشارت إلى أنها تلقت أدوية ذات تأثير سلبي للغاية ربما تمنعها من الإنجاب مستقبلاً، وتحدثت بصراحة عن شعورها بجنون العظمة والارتياب ممن حولها.

طفولة مسروقة

بالعودة للمذكرات الشخصية التي حرص النجوم على كتابتها بأنفسهم خوفاً من أي افتراءات قد تشوه الحقيقة مستقبلاً، طرحت النجمة شارون ستون "64 سنة" قبل عام ونصف العام مذكراتها بعنوان "جمال أن تعيش مرتين" (The Beauty of Living Twice)، حيث قالت الممثلة المخضرمة إنها تعرضت للاستغلال الجنسي مقابل العمل في هوليوود، فقد كان يطلب منها منتجون معروفون إقامة علاقة جسدية معها تحت التهديد، كما كشفت سراً صادماً آخر يتعلق بطفولتها، مؤكدة أنها وشقيقتها كيلي تعرضتا لاعتداء جنسي على يد جدهما.

قصة مشابهة سردتها أيضاً الممثلة جيسيكا سمبسون في كتابها "كتاب مفتوح" (Open Book)، لافتة إلى أنها تعرضت لاعتداء جنسي حينما كانت لا تزال طفلة في السادسة من عمرها، حيث أثرت تلك الواقعة عليها طوال فترة مراهقتها وشبابها لتغرق في تعاطي المخدرات والكحوليات وتصل إلى مرحلة من الإدمان كادت تقتلها، ثم بعد وقت طويل استطاعت أن تتغلب على ضعفها وتتخلى عن تلك العادات التي كانت تهرب بها من التفكير في الأذى النفسي والبدني الذي تعرضت له.

وحرصت دور باريمور "47 سنة" كذلك على طرح مذكراتها الشخصية، حينما كانت لا تزال في الـ20 من عمرها، بسبب ما وصفته بأنه سلب كامل لطفولتها بسبب العمل في هوليوود، حيث حققت الشهرة والنجومية وهي طفلة، مؤكدة في كتابها "فتاة صغيرة فقدت" (Little Girl Lost) أن هذا الأمر كان له تأثيرات سلبية عليها ولم تعرف كيف تتعامل معه بشكل صحيح، وهربت من هذه المشاعر بالانغماس في الإدمان منذ أن كانت مراهقة تشق طريقها في الحياة.

الثابت أن هوليوود كما ضغطت تماماً على أعصاب ومشاعر الأيقونة مارلين مونرو، سببت جروحاً غائرة لكثيرين وكثيرات غيرها، ولكن فكرة البوح أنقذت عدداً منهم وأنارت الطريق لغيرهم لمشاركة التجربة وعدم الخوف من الحكي، وهي طريقة ربما تمنح رسائل متفائلة بأن التجارب المظلمة يمكن الخروج منها وتحويل الخسارات إلى وقود لمواجهة الأزمات بطرق أكثر قوة، وأيضاً عدم الخجل من طلب المساعدة ومن محاولات معالجة نقاط الضعف الإنساني.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة