Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدسات الكاميرا... هل تخفي الإضاءة العيوب أم تبرزها؟

ينتج من الضوء العلوي بعض التشوهات التي تظهر بوضوح في اللقطة المكبرة

يفضل المصورون أن تكون الإضاءة متوزعة بشكل متناسق على العنصر المراد تصويره كالمباني  (بيكسل)

تزاحمت مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي منذ مدة على نشر صور للفنانة اللبنانية هيفاء وهبي بعد إحيائها لحفلها في السعودية وأجمعت بعض هذه المواقع على انتقاد شكلها وما سموه التجاعيد التي ظهرت على وجهها، وردت وهبي على هذا الكلام وقالت إن الإضاءة لم تكن جيدة ولكن لم يعط أحد بالاً لهذا الكلام، لكن بعض المصورين أكدوه، إضافة إلى قولهم إن الصور عدلت ببرنامج "الفوتوشوب". فما علاقة الإضاءة فعلياً بالذي حدث وهل شدتها ونوعها وزاويتها تخفي العيوب أم تبرزها؟

الرسم بالضوء

تعتبر الإضاءة ركن التصوير الأساس، فالتصوير فن الرسم بالضوء ومن دون الأخير لا توجد صورة، فهو يعطي المزاج والعمق والجمالية بحسب اتجاهه ولونه وكيفية تدرجه.

إذا أردنا التقاط صورة أو مشهد جميل يجب أن نعرف أولاً ما نوعية الإضاءة والظلال التي يراد بها رسم المشهد، وعليه يجب التمييز بين الإضاءة الحادة والناعمة.

 

 

فعندما يرسم الضوء حين سقوطه على جسم ما ظلالاً وإعتاماً في الصورة فهذا يعني أنها حادة، وعادة يفضل وضع مصدر هذا الضوء بعيداً من العنصر المراد تصويره. أما عندما يسقط ضوء على جسم ما ويكون ظلالاً متلاشية وأقل إعتاماً، فهذا يعني أن الإضاءة ناعمة وتوضع بالقرب من العنصر المراد تصويره.

فكل جسم هو ثلاثي الأبعاد، لكن عندما يسقط الضوء عليه سيكون ظلالاً ومناطق مضاءة، وهذا الاختلاف في المناطق المضاءة والمعتمة هو الذي يعطي الإيحاء بأن الجسم ثلاثي الأبعاد.

آلية عمل الضوء

ينتقل الضوء بالفراغ على شكل خطوط مستقيمة وعندما يصل إلى جسم معين يخترقه أو ينكسر أو ينعكس بحسب طبيعة الجسم وشكله، لذلك عندما يكون مصدر الإضاءة صغيراً نسبة لحجم الجسم فخطوط الإضاءة تنعكس وتنكسر بحيث تصنع ظلالاً حادة.

بينما عندما يكون حجم مصدر الطاقة كبيراً نسبة لحجم الجسم فخطوط الإضاءة ستنكسر وتنعكس وتصنع ظلالاً ناعمة متدرجة ومتشتتة.

وتعتبر الشمس مصدراً كبيراً للإضاءة ولكنها حادة، إلا في حال وجود الغيوم في السماء التي تعمل على تلاشي الضوء، بالتالي تظهر لقطة العنصر بشكل ناعم، فأفضل اللقطات تلك التي تؤخذ في الشتاء ولكن يفضل المصورون انتظار اللحظة المناسبة التي تكون فيها الإضاءة موزعة بشكل متناسق على العنصر المراد تصويره كالمباني مثلاً، ففي صورتين للمبنى ذاته يظهر فارق بسيط لانقشاع غيمة في لحظة ما فأنارت المبنى بشكل جميل، بينما في الصورة الأخرى أظهرت شكلاً معتماً وغير واضح وفيه تشوه وعيوب كوجه الإنسان.

ويعتمد المصورون على استخدام مشتتات للضوء كالألواح والعاكسات للتصوير في ضوء النهار، فهذه الأدوات تحول مصدر الإضاءة من صغير إلى كبير للجسم المراد تصويره، بالتالي تتغير الظلال من حادة إلى ظلال أكثر نعومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أسس لصورة جميلة

لصورة جميلة، يوضع الضوء الرئيس في زاوية سقوط الضوء التي تتناسب مع الوجه الذي أمامه في محاولة لاختيار الزاوية التي يمكن أن تخفي العيوب والتي تحدد مسبقاً وتظهر المناطق الجميلة في الوجه.

لذلك فإن الإضاءة من أعلى تنتج بعض التشوهات التي تظهر بوضوح في اللقطة المكبرة، وعليه ففي لقطات الوجوه يتم استخدام وحدات إضاءة من الأرض، بخاصة الضوء الرئيس الساقط على الوجه حتى لا يحدث تشوهات نتيجة ارتفاع لمبات الإضاءة وأهم زاوية سقوط في تصوير "البورتريه" على سبيل المثال هي أضواء الفراشة والمثلث والجانبي.

ولزيادة جمالية الصورة تستخدم الإضاءة الخلفية Back Light بحيث تترك لمعاناً على الشعر وعلى جسم الشخص، والهدف الأساس من الضوء الخلفي هو فصل الجسم المصور عن الخلفية، خصوصاً إذا كانت الخلفية سوداء، فلا بد من استخدام الضوء الخلفي، ولكن في حال استعمال خلفية بيضاء فلا داعي للضوء الخلفي لأنه لن يظهر نتيجة لوجودها.
والضوء الخلفي يعطي إحساساً بالعمق للصورة وعادة ما تزيد شدة الضوء الخلفية على شدة الإضاءة الرئيسة للوجه لزيادة قوه اللمعان التي يتركها على حواف الأجسام.

 

 

عيوب الوجه الإنساني

يقول ماهر راضي في كتابه "فن الضوء"، "من المعروف أنه لا يوجد وجه إنسان صفاته الجمالية متكاملة وهذا يعني أنه لا بد من وجود عيب في كل وجه، بحيث تختلف نسب ومقاييس الجسم البشري، فنجد نصف جسم الإنسان الأيسر يختلف عن نظيره الأيمن وكذلك بالنسبة إلى الوجه، وتقل نسبه هذا الاختلاف أو تزيد من شخص لآخر حتى إنها قد تظهر بوضوح مع شخص بينما مع آخر قد لا تلاحظها إلا عين دقيقة لأنها نسبة ضعيفة جداً، ولكن لا بد من أن تكون موجودة وتختلف أشكال الوجوه الإنسانية ونسبها من شخص لآخر والسؤال المهم هو كيف نحدد عيوب الوجه؟

يجيب راضي في هذا السياق عن سؤاله، "لنستطيع أن نحدد عيوب الوجه لا بد من وجود معايير ثابتة نرجع إليها ونقارن الوجه الذي أمامنا بهذه المعايير ونحدد على أساسها العيوب الموجودة في الوجه، ولتحديد المعايير لا بد من دراسة تشريح الوجه وتحديد النسب المثالية وأشكال الوجه حتى نتمكن من مقارنة أي وجه بهذه المعايير وعلينا دراسة وتشريح الوجه الإنساني من النقاط الآتية (نسبة الوجه - شكل الوجه - ملامح الوجه)".

الظلال تعالج العيوب

تعتبر الظلال من أهم قواعد علاج الوجه، بحيث تستخدم في إخفاء المناطق التي بها عيوب بينما المناطق التي يرغب في إظهارها وتجميلها فيستخدم الضوء عليها، وتنطبق قاعدة الظلال والضوء على عنصر الإضاءة وكذلك الماكياج فيقوم الظل والضوء بالإضاءة.
ومن أفضل أنواع الإضاءة التي تستخدم في السينما هو ضوء الفراشة، بحيث تكون زاوية سقوط هذا الضوء هي نفسها زاوية نظيره المواجه مع ارتفاع مصدر الضوء عن الوجه وسميت بذلك نتيجة لأن مصدر الضوء في هذه الزاوية يؤدي إلى وجود ظل أسفل الأنف، وهذا الظل يبدو أشبه بالفراشة وتتميز بعدم ظهور تجاعيد الوجه، مما يكسب الوجه جمالاً لذلك تستخدم لإضاءة وجوه الممثلات والممثلين لتجميلهم.

 

 

لماذا لا نحب صورة التلفون بفلاش؟

تلعب زاوية الإضاءة دوراً مهماً في التصوير، فعندما تكون من زاوية التصوير نفسها نسميها flat lighting أو إضاءة مسطحة، وهذا الاتجاه أقل ما يبرز فيه ظلال الأجسام ثلاثية الأبعاد، بالتالي لا تظهر أبعادها ومعالمها وعمقها بشكل قوي، ويفضل المصورون تجنب هذا الاتجاه أو الزاوية في الإضاءة، وتعد استخداماته قليلة كتصوير اللوحات الفنية.
بينما تظهر الإضاءة الجانبية side lighting ظلال العناصر بشكل جميل وتعطينا إيحاء بتخيل عمق هذه العناصر وأشكالها بشكل أفضل.

إن الإضاءة المسطحة flat lighting أحد الأسباب التي تجعل كثيرين لا يحبون الصورة في الهاتف باستخدام الفلاش.

لذلك فأشهر طريقة لتصوير الأشخاص تسمى 3 Point Lighting ، وهي طريقة كلاسيكية تستخدم فيها ثلاثة مصادر إضاءة، فأول مصدر يسمى key light only أو الضوء الأساسي ويضيء الوجه وفي العادة يكون ضوءاً ناعماً بزاوية 45 درجة مرتفعة عن الشخص وموجهة باتجاهه، والمصدر الثاني fill light أو ضوء التعبئة، ويستخدم لتعبئة الأماكن المظلمة من الوجه بحيث يقلل الظل في الجهة المظلمة، ويمكن الاستغناء عنه إذا كان المطلوب أن يظهر المشهد درامياً أكثر. والمصدر الثالث هو back light/hair light وفي العادة هذه الإضاءة حادة وتوجه على الشعر ومنطقة الكتف لفصل الشخص عن الخلفية وزيادة عمق الصورة.

تقنية Ring Light

انتشر في الفترة الماضية ما عرف بـRing Light وسوّق له على أنه إضاءة احترافية، ويقول المصورون إن هذه الإضاءة عادية وما يميزها هو شكلها الدائري وصنعت بهذا الشكل لكي يستطيع الشخص تقريبها من وجهه والتصوير من خلال الفراغ في الحلقة.

والفكرة الأساسية من تصميمها أن تكون الحلقة أكبر من الوجه بحيث تصنع إضاءة ناعمة عليه وتظهر البشرة ناعمة ومضاءة بشكل متساو تقريباً.

هناك سلبيات لـRing Light منها الانعكاس الذي يظهر في العين، إضافة إلى الظلال بالنسبة إلى من يرتدي نظارات طبية، كما لا يمكن تصوير المنتجات بواسطتها والسبب شكلها الحلقي الذي قد يصنع ظلالاً بشكل غريب.

والأهم أن الشركات استغلت عدم فهم الناس لطريقة عمل Ring Light وبدأت بتصنيع أحجام مختلفة منه بما فيها الصغيرة، وهذه الأحجام لن تعطي الإضاءة الناعمة نفسها التي يعطيها الحجم الكبير منها، بالتالي ستعطي الصغيرة إضاءة Flat وكأنها تعمل فقط كفلاش، لذلك لا بد من أن يكون حجمها كبيراً وقريباً من الوجه لكي يستفاد منها لأقصى حد ممكن.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات