Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أفريقيا تنعم بما يكفي من شمس وريح لتكون رائدة في الطاقة النظيفة

كوب 27: تقف القارة السوداء اليوم، وهي أصغر قارات العالم سناً، على عتبة التنمية الاقتصادية الشاملة غير أنها تحتاج إلى دعم بمصادر الطاقة المتجددة

نشعر بالارتياح لانعقاد كوب 27 مرة أخرى على الأراضي الأفريقية (رويترز)

يرى عدد كبير من الأفريقيين أن تغير المناخ ليس قضية "علمية" أو قضية تهم المراسلين البيئيين فقط. كما أنها ليست قضية تتعلق بالدببة القطبية. بالنسبة لنا نحن الأفارقة، إن تغير المناخ يشكل تهديداً لوجودنا ولأسلوب حياتنا وقد بدأ بالفعل يسلب منا أحبائنا ويهدد سبل عيشنا.   

لذلك، نشعر بالارتياح لانعقاد المؤتمر السابع والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) مرة أخرى على الأراضي الأفريقية في الشهر الجاري، حيث تعتبر أزمة المناخ مسألة حياة أو موت حقيقية.

المأساة الكبرى لأزمة المناخ هي أن الشعوب التي تقع على عاتقها المسؤولية الأدنى عن موضوع تغير المناخ هي التي تعاني ويلات العواقب أولاً وأكثر بكثير من الشعوب الأخرى. وسوف يتأثر الجميع بأزمة المناخ في نهاية المطاف، وها نحن نشهد بالفعل هذه التأثيرات في المملكة المتحدة ودول نصف الكرة الشمالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 لكن بالنسبة للكثيرين منا في أفريقيا، أصبحت أزمة المناخ الآن واقعاً يومياً نعيشه، ولم نكن نحن السبب فيه.

لذلك حان الوقت ليضع مؤتمر (كوب 27) مصالح الشعوب التي تعاني أكثر من غيرها بالفعل على رأس جدول الأعمال.

عندما انعقد هذا المؤتمر في غلاسكو العام الماضي، لخص رئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون المجالات الرئيسية للاجتماع على النحو التالي:

"السيولة والفحم والسيارات والأشجار". للأسف، لقد فشل الأمر عند العقبة الأولى، حيث حضرت الدول الغنية الاجتماع للاعتراف بأن مبلغ 100 مليار دولار أميركي الذي كان مخصصاً لتمويل المناخ بناءً لوعود قطعتها الدول منذ عام 2009 لن يتم دفعها على رغم أن تاريخ الاستحقاق الأصلي هو عام 2020.

هذه النقود ليست مجرد صدقة. إنه اعتراف بأن العالم الغني أصبح ثرياً بفضل حرق الوقود الأحفوري وتدمير المناخ وتعريض مستقبلنا للخطر وإلحاق المعاناة ببعض أفقر الناس في العالم. هناك حاجة إلى الأموال لمساعدة هؤلاء الناس على التكيف مع هذا الواقع المناخي المشوه ومساعدة البلدان النامية على إزالة الكربون - لأن العالم الغني قد استهلك بالفعل ميزانية الكربون العالمية، ولم يترك شيئاً لأحد.

لهذا السبب نحتاج في مؤتمر الأمم المتحدة (كوب 27) إلى التركيز على النقطة الرئيسية الأولى المتمثلة في النقد والتأكد من دفع المبلغ المستحق. قد يبدو مئة مليار دولار مبلغاً ضخماً ولكنه في الواقع قطرة في المحيط. يجب أن تدفعها جميع الدول الغنية مجتمعة. وبالمقارنة، تنفق المملكة المتحدة وحدها أكثر من ذلك على شبكة خطوط السكك الحديدية HS2.

نحتاج أيضاً إلى رؤية التقدم المحرز لتعويض أولئك الذين عانوا من مثل هذه الخسائر المناخية التي لا يمكنهم التكيف معها. في حقل مفاوضات المناخ الدولية، يسمى ذلك "الخسارة والأضرار" ويتضمن إنشاء صندوق لدفع تكاليف التأثيرات المناخية التي تتجاوز التكيف.

إذا فقدت منزلك بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، أو تحولت مزرعتك إلى صحراء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، فلا يمكنك ببساطة "التكيف" مع تلك الظروف. تشارك الدول الغنية في محادثات حول إنشاء صندوق الخسائر والأضرار منذ عام 2013 - ولكن في كل مرة نقترب فيها بالفعل من إنشاء صندوق لمساعدة الناس، نواجه بالمنع. لقد حان الوقت لوضع حد لذلك. نحتاج أن نرى تقدماً حقيقياً في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.

ثالثاً، نحتاج إلى رؤية مستويات الانبعاثات تبدأ في الانخفاض. على رغم كل الخطابات الرنانة التي يلقيها زعماء العالم حول حالة الطوارئ المناخية، أو يعبرون فيها عن حماستهم لتبني الطاقة المتجددة أو حزنهم على من لقي حتفه في العواصف أو من مات متضوراً من الجوع بسبب الجفاف، ما زالت مستويات الانبعاثات تواصل الارتفاع. لم تعد للعبارات الدافئة أي فائدة منذ سنوات عدة.

نحن بحاجة إلى تخفيضات عاجلة وجذرية لمستويات الانبعاثات إذا أردنا السير على الطريق الصحيح لجعل كوكبنا سالماً وآمناً.

أدت الحرب في أوكرانيا إلى شحذ العقول وجعلت الكثيرين يدركون أن الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يسيطر عليه طغاة النفط هو من قبيل الحماقة بعينها. لقد تخلصت أوروبا من الوقود الأحفوري بسبب مهاجمة فلاديمير بوتين لأوكرانيا – وليس جراء معاناة الأفارقة على مدى سنوات عدة – وذلك أمر مخز للغاية من وجهة نظري.

ولكن لدينا الآن على الأقل فرصة للتخلص أخيراً من إدماننا المدمر على الطاقة القذرة واستثمار الأموال الضخمة اللازمة في الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم - بما في ذلك في البلدان النامية التي هي في أمس الحاجة إلى هذا الاستثمار في الطاقة.

تقف أفريقيا، وهي أصغر قارات العالم سناً، على أعتاب تنمية اقتصادية شاملة. ولكن يجب أن يكون هذا التطوير مدعوماً بمصادر الطاقة المتجددة إذا أردنا أن يظل ارتفاع درجات الحرارة على الصعيد العالمي دون 1.5 درجة مئوية. أفريقيا تملك وفرة هائلة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تؤهلها لتكون رائدة في مجال الطاقة النظيفة ومعالجة بعض مشكلاتها الكبرى. لكنها بحاجة إلى الاستثمار وتسخير التقنية.

كل هذا يمكن أن يحدث في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ. العلم واضح، والتقنية متاحة، والمال موجود. نحتاج فقط من الإرادة السياسية أن تجعل ذلك واقعاً من أجل مصلحتنا المشتركة.

محمد أدو هو مؤسس ومدير منظمة Power Shift Africa، وهي منظمة غير حكومية ومركز أبحاث

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء