Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أبرز الرابحين والخاسرين من نتيجة الانتخابات الأميركية

من بينهم بايدن وترمب وبيلوسي ودي سانتيس ومكارثي ومالوني

حاكم ​فلوريدا​ الجمهوري رون دي سانتيس (رويترز)

على رغم استمرار نتائج السباقات الحاسمة لانتخابات التجديد النصفي الأميركية في الظهور وبقاء السيطرة على "الكابيتول هيل" موضع شك، إلا أن الصورة كشفت عن عدد من أبرز الرابحين والخاسرين في هذه الانتخابات، فمن هم هؤلاء، وهل يعد بايدن وترمب وحاكم فلوريدا رون دي سانتيس ونانسي بيلوسي من الرابحين أم الخاسرين ولماذا؟ وما هي الأسماء اللامعة من الحزبين التي برزت في هذه الانتخابات؟

صدى ودهشة 

أحدثت نتائج انتخابات التجديد النصفي صدى ودهشة واسعين في أميركا والعالم حتى مع بقاء بعض السباقات المهمة التي ستحدد مصير السيطرة على "الكابيتول هيل"، موضع شك، ويعود سبب الدهشة إلى أن النتيجة لم تتوافق مع العديد من المحللين واستطلاعات الرأي، التي كانت تتوقع موجة حمراء تحقق فوزاً مريحاً للجمهوريين في مجلس النواب، وتقدماً ولو بسيطاً يسمح باقتناص مقعد واحد على الأقل في مجلس الشيوخ، وبدلاً من ذلك أظهرت النتائج أداء جيداً حتى الآن للديمقراطيين أصبح معه إمكانية احتفاظهم بالسيطرة على مجلس الشيوخ ممكناً، كما تقلص حجم خسائرهم المتوقع في مجلس النواب على رغم ترجيح انتقال ميزان القوى لسيطرة الجمهوريين، وهذا أمر غير معتاد من الناحية التاريخية، حيث يعاقب الناخبون بشكل روتيني حزب الرئيس ويمنحون أصواتهم بدرجة أكبر للحزب المنافس. 

لكن بعيداً من حسابات المكسب والخسارة المباشرة للمرشحين في سباقاتهم الخاصة، كان هناك رابحون وخاسرون من كبار الشخصيات السياسية المؤثرة، فمن هؤلاء وكيف تأثروا بالنتيجة؟ 

جو بايدن

على مر السنين، واجه جو بايدن أزمات كثيرة كانت توحي بأن مستقبله السياسي قد وصل إلى نهايته، حدث ذلك في أول ترشح له للرئاسة عام 1988 ومرة أخرى عام 2008، وعلى رغم فوزه بالرئاسة أخيراً، ثم تراجع شعبيته إلى أدنى مستوياتها هذا العام مع ارتفاع معدلات التضخم وتعالي الصيحات التي تطالبه بعدم تجديد رئاسته، إلا أنه في كل مرة كان يسترد مكانه ويعود من جديد إلى معترك السياسة.

وحتى يوم الثلاثاء الماضي الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت هناك توقعات كبيرة بخسارة فادحة للديمقراطيين، ووصلت بعض التقديرات أن يخسر حزب الرئيس 25 أو 30 مقعداً في مجلس النواب، وأن يتراجع حزبه الديمقراطي إلى أقلية واضحة في مجلس الشيوخ، وهو ما كان سينظر إليه على أنه رفض علني للرئيس بايدن، ما يزيد الضغط عليه للتنحي بعد استكمال دورة رئاسية واحدة بدلاً من السعي لولاية ثانية.

لكن لم يحدث شيئ من هذا، إذ تشير التوقعات الآن بعد إعلان نتائج غالبية دوائر مجلس النواب واستمرار فرز حفنة قليلة، إلى أن خسارة الديمقراطيين في مجلس النواب ستكون محدودة وقد يحتفظون في مجلس الشيوخ بنفس مقاعدهم الحالية. ومهما كانت النتائج النهائية، فإن أداء بايدن في الانتخابات النصفية كان أفضل بكثير من الرئيسين الديمقراطيين الأخيرين، باراك أوباما وبيل كلينتون في فترتيهما، وهو ما يعتبره بايدن تأكيداً على صحة وسلامة نهجه الذي تعرض لانتقادات كثيرة هذا العام.

كما أنه يخفف الكثير من الضغط في ما يتعلق بترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، وسيكون هو المرشح الديمقراطي إذا أراد ذلك، من دون أن ينازعه قادة الحزب على تقدمه في السن أو أهليته السياسية أو فرص فوزه في دورة ثانية. 

رون دي سانتيس

كان رون دي سانتيس حاكم ولاية فلوريدا هو الفائز الجمهوري الأكبر في ليلة مخيبة للآمال بالنسبة للحزب الجمهوري، فقد فاز بإعادة انتخابه لولاية ثانية بهامش كبير يبلغ حوالى 20 نقطة، بإعادة انتخابه ضد تشارلي كريست الديمقراطي، في ولاية كانت لا تزال تُعتبر حتى يوم الانتخابات، ساحة معركة يصعب الفوز بها، وإن كانت قد بدأت تميل لمصلحة الجمهوريين منذ انتخابات 2016. 

كشف دي سانتيس، الذي بنى لنفسه صورة وطنية ومعروف بأسلوبه السياسي المشاكس، عن مواقف تغضب الليبراليين بشأن الهجرة والإجهاض والتعليم وقوانين التصويت في الانتخابات، حيث وقع في وقت سابق من هذا العام على حظر معظم عمليات الإجهاض بعد الأسبوع 15 من الحمل من دون استثناءات للاغتصاب أو سفاح القربى، كما روج لإعادة فتح أماكن العمل في الولاية خلال جائحة "كوفيد-19" قبل ولايات أخرى، ودخل في خلاف كبير مع شركة "والت ديزني" بعد أن تحدث مسؤول تنفيذي كبير في الشركة ضد قانون فلوريدا الذي يقيد كيفية تقديم المعلومات حول الهوية الجنسية، لكنه مع ذلك أظهر جاذبيته الانتخابية حتى في مناطق كانت تصوت تقليدياً للديمقراطيين، فقد فاز على سبيل المثال بمقاطعة "ميامي ديد" في جنوب فلوريدا والتي تسكنها غالبية لاتينية (ذوي أصول تعود إلى دول أميركا اللاتينية).

ويُنظر إلى دي سانتيس على نطاق واسع على أنه المنافس الرئاسي للحزب الجمهوري لعام 2024، وفي الأيام الأخيرة كان هدفاً لانتقادات وجهها ترمب الذي حذره ضمنياً من الترشح حال بدء حملة الرئيس السابق للعودة للبيت الأبيض بعد خسارته في عام 2020، وإذا قرر دي سانتيس أن يخوض التنافس الرئاسي ضد ترمب، فسيكون أخطر منافس للرئيس السابق، بعدما ثبت أقدامه وساعد قضيته بفوز ساحق في ولاية فلوريدا المهمة في الانتخابات الرئاسية. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نانسي بيلوسي

كانت رئيسة مجلس النواب الحالية نانسي بيلوسي، مثل الرئيس بايدن، في وضع خطير نسبياً قبل أن تبدأ نتائج فرز أصوات المقترعين في الظهور، وزاد الحديث عما إذا كانت السيدة التي قادت الديمقراطيين في مجلس النواب على مدى عقدين تقريباً سوف تنهي تاريخها السياسي عند هذه النقطة إذا فاز الجمهوريون باكتساح في مجلس النواب، لكن بعدما كشفت النتائج عن تقارب كبير وخسارة محدودة للديمقراطيين، فسوف يكون قرار عدم استكمال دورها كزعيمة للديمقراطيين هو اختيار بيلوسي نفسها وليس قراراً مفروضاً عليها.

وعلى رغم أنه لا يزال من المتوقع أن يقع الديموقراطيون ضمن الأقلية في مجلس النواب، إلا أنهم سيحتفظون بمقاعد أكثر مما كانوا يعتقدون، ولهذا لن يكون قراراً مفاجئاً إذا قررت بيلوسي البقاء في مجلس النواب، ومع ذلك فقد صرحت علناً أن اقتحام منزلها في سان فرانسيسكو والهجوم على زوجها بمطرقة في الرأس، سيكون عاملاً مهماً في قرارها بشأن البقاء في مجلس النواب أو التخلي عن تمثيلها في المجلس. 

كيفين مكارثي 

يُنظر إلى زعيم الأقلية في مجلس النواب كيفين مكارثي على أنه ربح وخسر في الوقت نفسه، فمن ناحية الربح، من المرجح أكثر أن ينتهي الأمر بالحزب الجمهوري إلى استعادة الغالبية في مجلس النواب، ما يضع مطرقة رئيس مجلس النواب التي طالما رغب فيها نظرياً في يد مكارثي، ويحقق بذلك حلمه القديم. 

غير أن الغالبية التي يقترب الحزب الجمهوري من تحقيقها، ستكون على الأرجح ضعيفة للغاية وفقاً لآخر المؤشرات، وقد تصل إلى 221 أو 222 مقعداً فقط بزيادة ثلاثة أو أربع مقاعد عن 218 مقعداً وهو الحد الأدنى لتحقيق الغالبية في المجلس، وهذا يجعل ترقية مكارثي كرئيس للمجلس غير مؤكد، وحتى إذا تمكن من تأمين هذا المنصب، فسوف يتعين عليه أن يتعامل مع أعضاء حزبه الذين يعرفون مقدار النفوذ الذي يمتلكونه ويعتزمون استخدامه بحكم أهمية كل صوت من أصواتهم داخل المجلس. 

وكان ماكارثي قد توقع قبل أسابيع فوزاً مريحاً بغالبية واضحة في مجلس النواب تضمن للحزب الجمهوري تحقيق أجندته بشكل حاسم، لكن النتيجة كانت محبطة بما يكفي لإلغاء الاحتفالات التي خطط لها البعض عقب الإعلان عن النتيجة النهائية. 

دونالد ترمب

كان مساء الثلاثاء ليلة حزينة بالنسبة للرئيس السابق دونالد ترمب، ليس فقط لأن الأمر يتعلق بخسارة بعض من أكثر اختياراته شهرة، مثل الدكتور محمد أوز في ولاية بنسلفانيا، أو بليك ماسترز في أريزونا، ولكن وبقدر أفدح أن النتائج المعلن عنها كانت تشير إلى قدر كبير من الظن الخاطئ حول قوة تأثيره العام على اتجاه الحزب الجمهوري ومدى جاذبية شعاره "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، فقد نالت الترامبية حكماً سيئاً للغاية في صناديق الاقتراع. 

وعلاوة على ذلك أدى انتصار دي سانتيس المثير للإعجاب، إلى تعميق الكآبة بالنسبة للرئيس السابق، الذي يبدو أنه مهدد بدرجة كافية من حاكم فلوريدا لدرجة أنه منحه كنية غريبة هي "ديسانتمونيوس" كنوع من الطرفة أو السخرية ربما لاستخدامها ضده في ما بعد إذا قرر حاكم فلوريدا الترشح ضده في الحزب الجمهوري.

وبينما نأى ترمب بنفسه عن مسؤولية الهزائم التي لحقت ببعض أنصاره، معتبراً أنها مسؤولية الخاسرين، لا تزال التوقعات قوية عن قرب إعلان ترمب بدء حملته الرئاسية لعام 2024 يوم الثلاثاء المقبل أو في وقت لاحق من هذا الشهر، لكنه كان يأمل في أن تصاحبه ريح خلفية قوية بنتائج مبهرة يوم الانتخابات بما يسمح له التقدم للأمام من دون تساؤلات عن مدى نفوذه بين الناخبين الجمهوريين. 

شون باتريك مالوني

تعد خسارة عضو مجلس النواب في نيويورك شون باتريك مالوني محاولة إعادة انتخابه أمام الجمهوري مايك لولر، ضربة موجعة للحزب، فقد كان مالوني أكثر الخاسرين الديمقراطيين شهرة يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت خسارته مفارقة مريرة بالنظر إلى أن النتائج على الصعيد الوطني كانت ستبدو مثل ريشة في قبعته كرئيس للجنة حملة الكونغرس الديمقراطية.

ظل مالوني في الكونغرس لمدة 10 سنوات، لكن انتقاله المثير للجدل إلى منطقة جديدة للترشح فيها بعد إعادة رسم حدود الدوائر الانتخابية في نيويورك انتهى بالفشل الذريع على نحو لم يتصوره قادة الحزب الديمقراطي في ولاية زرقاء مثل نيويورك. 

منكرو نزاهة الانتخابات

كان الحكم على القضايا الشائكة المتمثلة في فرص فوز منكري نزاهة الانتخابات وأصحاب نظريات المؤامرة أمراً غامضاً إلى أن خسر العديد من المرشحين الذين يلتزمون بهذه الأنواع من الآراء، بما في ذلك دوغ ماستريانو، الذي هُزم بشدة من الديمقراطي جوش شابيرو في السباق على منصب حاكم ولاية بنسلفانيا، ودون بولدوك، الذي فشل أمام السيناتور ماغي حسن في السباق على مقعد مجلس الشيوخ في ولاية نيو هامبشاير، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، كانت كاري ليك، المرشحة المنافسة على مقعد حكام ولاية أريزونا، متأخرة بفارق ضئيل في السباق الذي توقعت استطلاعات الرأي أنها ستفوز به.

ومع ذلك لم تكن انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 بعيدة عن تحقيق الفوز، بالنسبة لبعض المرشحين الجمهوريين الذين انضموا إلى الرئيس السابق دونالد ترمب في إنكار شرعية هزيمته في الانتخابات الرئاسية الماضية بما في ذلك المرشحون الذين سيصبحون الآن مسؤولين عن إدارة الانتخابات في ولاياتهم التي يهيمن عليها الجمهوريون. 

الفائزون الأوائل

دخل عدد من الفائزين في هذه الانتخابات التاريخ من باب كونهم الأوائل الذين يفوزون بمقعدهم الانتخابي، حيث أصبحت الديمقراطية كاثي هوكول، أول امرأة تنتخب حاكمة لولاية نيويورك، بعدما ثارت شكوك حول إمكانية فوزها بالمنصب على رغم كون نيويورك ولاية زرقاء.

وفازت المتحدثة السابقة لدونالد ترمب سارة هاكابي ساندرز كأول امرأة تتولى منصب حاكم ولاية أركنسو، متغلبة على الديمقراطي كريس جونز، وتعد سارة ابنة حاكم أركنسو السابق مايك هوكابي.

وفي ولاية ماريلاند، انتخب الديمقراطي ويس مور كأول حاكم من أصل أفريقي لميريلاند، متغلباً على الجمهوري دان كوكس وليحل محل الجمهوري المعتدل لاري هوغان، ولم يشغل مور مناصب سياسية من قبل لكنه أصبح نجماً صاعداً في الحزب الديمقراطي.

ومن المقرر أن تصبح المدعية العامة لولاية ماساتشوستس مورا هيلي، أول حاكمة للولاية مثلية بشكل علني في البلاد، بعد هزيمة نائب الولاية الجمهوري السابق جيف ديل في ولاية زرقاء تصوت غالباً للديمقراطيين.

المزيد من تحلیل